يا طلاب وخريجي جامعة جوبا وثقوا تجاربكم هنا..

Quote: ساحاول أن استنطق ليكم بعضهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية

Quote: من هناك ح أحاول أجيب معاي كمية بتاعت معلومات وحكاوي وصور لما تيسر من ديناصورات الجامعة .

Quote: -------------------------------------------------------------------------------- Date: Wed, 25 Jun 2008 15:52:41 -0700 From: [email protected] Subject: مساهمة قصيرة To: [email protected] الاخ عبد الطيف ارجو ان تقبلوا هذه المساهمة First of all I would like to thank u and those who intiated the idea of this board .My great thanks to Dr.Mutoakil for revitlizing those momeris of the first days in Juba in 1987.Actually there some people no body will think of forgetting them like الشفيع الحاج he used to live in the room that faces ours in Green Village .This guy used to go out alot .One day he was ironing his cloth and all of asudden the light went off he left the iron box on top off the table and went out I guess he cme late at night finding the iron box on the floor penetrating the blanket and the table.Ithink he did not continue in juba probably he went to Egypt.Also speaking of ابشر,we were playing a game againist دفعة1986 we won the game and he started shouting لا علم لا كورة ثلاثة سنين سنة اولى هنا لك موقف لا انساه وهو حفل استقبا لنا بجوبا وكانت اول مرة اشاهد رقصة slow dance The first thing I did was leaving the party place.An other last thing would please pass my to all juba grads and students specially my friends Elgaili Osman Abaker alfaki or flex aballa oralando Abdulrahman Aldehaish Azaria Gilo TAWTAW MAI Ibrahim osman الجنيد امين عامر عبد الرحمان الفلشر رشيدة وجميع الفعةوتحياتى الحارة لدفعتى النشطة امال نورين وصديقتها تهانى my E- MAIL IS hakoma_3@yahoo,com thanx jumaa mohamed kuku juba grad geology

Quote: كردفان‎ من: amal mohammad sulieman‏ ([email protected]) تاريخ الإرسال: 22/جمادى الثانية/1429 03:42:23 م إلى: ‏[email protected]‏ ([email protected]) الاخ عبداللطيف والله يظهر انه فعلا احنا فايقين !لكن الحمدلله دى فياقة ايجابية اللى بتخلينا ننفض غبار السنين العالق فى ذاكرتنا وترجعنا سنينا عددا لى ورا فنبدو صغارا يافعين ويظل شريط الذكريات ماثلا امامنا بافراحه واحزانه . واليوم اجتر لكم ذكرياتى مع رابطة طلاب كردفان بجامعة جوبا ، فعند دخولنا الجامعة استرع انتباهنا تكوين الروابط الاقليمية والاكاديمية فى الجامعة - ورغم اننى من المقيمين فى الخرطوم بحكم المولد والنشأة الا ان المرحوم نديم على محمد وصحبه الميامين كانوا سباقين لانضمامنا فى رابطة كردفان الاقليمية بحكم الانتماء والجذور للمنطقة فكنا اعضاء فى الرابطة واول مرة نسمع فيها بانعقاد جمعية عمومية دى كانت حاجة جديدة لنج وغريبة بالنسبة لينا والواحد ما عنده خلفية عن العمل العام - المهم ذهبنا لحضور الجمعية العمومية والاستماع لخطاب الدورة والميزانية - واتذكر من السناير فى رابطة كردفان : ادم حمد - يحيى يس- الفكى عمر- المرحومان نديم على محمد وكمال خليفة وناجى دهب وبعد تلاوة خطاب الدورة بدأ النقاش والمناكفات بين الاعضاء القدامى الفاهمين الحاصل والبيعرفو اللعب كويس ونحن فى حيرة من الموقف- معقول الناس ديل طلبة- وتلقى ناس ما فاضل ليها الا تضرب بعض وآخرين محافظين على رباط جأشهم ونحن نرتجف من هول الموقف وبنقول يا ربي البحصل قدامنا ده شنو؟ - بعد خطابي الدورة كان فى انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة واللى كان بتم بصورة متقنة للغاية . فادم حمد عليه بناس شمال كردفان ونديم جنوب كردفان وعلى الاساس ده كان بيتم الانتخاب للرابطة واذكر انى حضرت دورتين للرابطة الاولى برئاسة عثمان الدرديرى الذى عملت اثناء قيادته والثانية كان يترأسها رمضان محمد معتوق . ومن الاحتفالات اللى ظلت عالقة كان احتفالنا بالطلبة الجدد 1991- وذلك يتنظيم رحلة لهم فاذكر انه ذهبنا للسوق المركزى برفقة الاخوان عثمان واخرين والاخوات فاطمة الصافى ومنى عباس وقمنا بتجهيز مستلزمات الرحلة بمنزل شقيقة الزميلة سلمى ادريس واذكر كيف اننا لم نذق طعم النوم فى تلك الليلة وظللنا مساهرين طوال الليل ونحن نعد للرحلة ثم حضر الينا الزملاء صباحا ليحملوا ما جهزناه وقد كنا فى حالة يرثى لها من التعب والفتور حتى انه لم تكن لدينا القدرة على الذهاب وكل ما نريده هو قسط من الراحة الا ان الاخوان اصروا على ذهابنا وتحت الحاحهم ذهبنا لكن انا يخيل لى انه انحنا شفنا لينا مكان واخدنا فيه نومة قصيرة علها تساعدنا على الوقوف -طبعا شايفين الجماعة عملوا برنامجهم لكن حضرناه بنصف عين - المهم بعد الرحلة رجعوا الجماعة مبسوطين وفرحانين ودى كانت بالنسبة لينا حاجة مريحة انه تطلع الرحلة بالشكل المطلوب لكن بينى وبينكم انا اسبوع كامل عندى فروقات نوم كملتها حتى قدرت استوعب الحاصل شنو ونلقاكم امال نورين Quote: طبعا شايفين الجماعة عملوا برنامجهم لكن حضرناه بنصف عين - المهم بعد الرحلة رجعوا الجماعة مبسوطين وفرحانين ودى كانت بالنسبة لينا حاجة مريحة انه تطلع الرحلة بالشكل المطلوب

Quote: في ريحه لخطاب حركة تحرير السودان ولا يهم هل هي جناح عبدالواحد ام خليل ؟

Quote: هنا يصبح موقع الجامعة الجديد ذو علاقة مباشرة بتوسع دائرة العنصرية تجاه الجنوبيون وأجزاء أخري لم يسميها من السودان ! وبدون شك يقصد غرب السودان جملة واحدة ؟ فنحن نعيش في المجتمع السوداني يا محمد وكلنا يعرف الاشكال العرقي الاجتماعي

Quote: يا محمد هل السبب ال HOST بمعني ان الجنوب كان المضيف الكريم ويعامل (الشمالي ) علي اساس الاستضافة واخلاقياتها المصاحبة

Quote: او الان على الاقل حتى لا نخرج البوست عن صياغه الاساسي (تلامس واشواق وتوثيق او حكي تجارب - سياسية او عشقية).

Quote: او الان على الاقل حتى لا نخرج البوست عن صياغه الاساسي (تلامس واشواق وتوثيق او حكي تجارب - سياسية او عشقية).

Quote: لم تكن جوبا منقسمة على اساس سياسي بل على اساس عرقي بجوبا كانت او بالخرطوم ولكن المناطق المشتركة استثناءا هي التحالفات السياسية

Quote: اما الخطاب الاعلامي الذي تفيه من لعب الدور السالب يكفيك ما يقوله على خلفية احداث 10 مايو 2008م في ام درمان وما يعانيه ابناء دارفور باشكالهم وقبائلهم في الشارع العام والمعتقلات وبهذا البورد سمعنا شتائم لم نكن نتوقعها ابدا مع الاحتفاظ للمثقفين السودانيين الذين اصدروا وثيقة رفض لهذا الخطاب الاعلامي العنصري

Quote: و كيف هذا الاحساس و الي جواري طلاب من جنوب السودان و هم يشاهدون البرنامج...

Quote: ربما كانت مجرد الصدفه هي التي اتاحت لي الاطلاع علي ماكتبه بعض زملاء اعزاء اقترنت الكثير من ذكرياتنا بهم اولهم الاخ عبد اللطيف ...قرأت بانتباه هذه الاسماء التي لازالت ترن علي الذاكره رغم ان اخر لقاء معهم كان في ساحه الجامعه بعد تلك الاحداث التي عصفت بسنوات دراستنا وعرضتني للفصل من الجامعه مع بقيه الاربعين طالبا وجلهم من المذكورين في هذا البوست كان هذا اللقاء الاخير في ذلك العام 1987 انا دفعه 84 ربما جمعتني اقدار الحياه كثيرا بعد ذلك بالمرحوم محمد ابوطربوش وبعماد مصطفي كثير منها جميل وقليلا من الوقت بالهام الجيلي وعمر ولكنني كثيرا ما املت ان اقابل الاخرين وان اتواصل معهم هل اسال من منال جاب الله ؟؟ هاله الكارب؟؟ اخي تتزاحم كل هذه الاسماء التي تذكرها فلا اعرف عمن اسال ولكنني اتمني ان استطيع الحصول علي اتصال بهم طارق الابوابي كان مرات بيغلبوا المرحوم ابوطربوش وعابدين هددني بالقتل لمصلحه التنظيم ليلا محاطا بمجموعه من زبانيه الكيزان ولماذا؟؟؟لمصلحه التنظي..عايز اسلم من هنا علي انشراح .. عبدالقادر وين ربما هي اجمل امنيه لي ان التقيه ربما كثيرا ما اشتاق لصديقي العزيز ماكور وديفيد .. ربما تذكرتني وربما لم تنسي عبالقادر ..اغرب حاجه ربما تكون هي من قبيل المصادفه ان التقيت اليوم في احدي الاحتفالات بشخصيه من الزاندي وسعدت بتبادل ماتبقي في ذاكرتي من لهجه الزاندي واسعدني ذلك وكان ذلك قبل قراءتي هذا البوست ..هل تتذكر البقر الذي بسببه تم اغلاق مطار جوبا؟؟؟ اضحك الان علي عقليه سياسيينا الذين لايتورعون عن الكذب ولا يحترمون عقول شعوبهم ولكن هل كان الصادق المهدي استثناء؟؟؟ لا استطيع الان ان اتبادل الكثير من معطيات تلك الفتره فقد ازدحم كل شئ بصور حياة كانت تدور في جوبا حيه ذاخره ..اعتصام 84 ومداهمه رجال الشرطه واجهزه الامن لنا في الرابعه صباحا واهازيج الثوره لوردي ولا ادري لما اتذكر الاخ جودو الان هل تذكر عصام الشيخ السكرتير الرياضي لعام 85؟؟ ابوطربوش اجاد العزف ياصديقي علي الجيتار ولكنه رحل مخلفا الكثير من التساؤلات .. هل تذكر تلك الليله الاخيره ؟؟قبل دخول العسكر الي الجامعه ؟؟الترقب ..تكديس الاسلحه من قبل تنظيمات لاتفهم غير لعه القتل والتصفيه؟؟والمؤامرات الدنيئه لعلي استطيع ان اكتفي بهذا اها تحياتي ليك وسلامي وللجميع من زملائي في جوبا الساحره عبدالعظيم. . adomar

Quote: 5-النقطة دى مهمة حيث اننا نقوم بعملية المكتبات يدويا نرجو من جميع الزملاء و الزميلات عدم تغير عنوان الموضوع عند التداخل مع اى عضو/ة مثال: كتب العضو اى العضو الذى بدا الموضوع ....موضوع باسم المكتبات و المدونات بالمنبر ثم يقوم عضو اخر بالرد عليه بتغير اسم العنوان الى عنوان جديد عند التداخل معه الى الحب فى صرص مثلا

Quote: ولا زلت أذكر مقابلتى الأولى مع الراحل السمانى وكنت فى صحبة دكتور صادق الرشيد. وبعد موته المفاجىء أتممت إجراءات تعيينى وسافرت إلى جوبا بعد أن زودتنى عزيزة بكل أوراقى وأوصلنى السائق تبن إلى المطار فى الثلث الأخير من الليل. وقد تشرفت بصحبة الأساتذة محمد عمر بشير ومحمد العبيد المبارك والمهندس حمدى ومحمد عبدالعال حمور وكانوا فى طريقهم لحضور إجتماع مجلس الجامعة الذى ترأسه لسنوات عديدة الراحل هيلرى باولو لوقالى. وهذا الرجل لعب دوراً هاماً فى حماية الجامعة من قوى الضغط وكيد السياسيين فى جوبا.

Quote: قال عبدالله الطيب: "نقلتُ من جامعة حقيقية إلى جامعة وهمية.

Quote: نرجو أن لا يكون هذا الموقع حكراً لأصدقاء بعينهم أو لأعضاء تنظيم أو جهة إقليمية أو المتحدثين بلسان واحد. فتلك التجربة ملك لنا جميعاً والحاضر يكلم الغائب. ودمتم.

Quote: وقد مر احد جماعة الدعوة وأساء وخرج !!

Quote: وبالتأكيد لايوجد أعضاء تنظيم واحد هنا.

Quote: انا ما شفت دكتورمحمد صديق ولا دكتور كنه ولاشوقي حربي ولا هاشممنصور الهاشي والباشي جو ماااارين بي جاي اولاد جماعة الدعوة

Quote: نحن جينا .. ولنا مع جامعة جوبا .. قلعة الانتماء والتميز العلمي .. زكريات جميله .. فقط انتظروني

Quote: الأستاذ الدكتور عبدالله الطيب. * المولود بالتميراب غرب مدينة الدامر في 2 يونيو 1921م. * تخرج في المدارس العليا بالخرطوم الآن جامعة الخرطوم في آخر 1942م وتعتبر معادلة للاجازة. * معادلة اجازة الشرف بجامعة لندن سنة 1947م. * الدكتواره PH.D من جامعة لندن يونية 1950م. * محاضر بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن 1950 1951م. * رئيس قسم اللغة العربية وتدبير مناهج المدارس الوسطى بمعهد التربية ببخت الرضا مع تدريب المعلمين والتفتيش 1951 1954م. * محاضر بكلية الخرطوم الجامعية 1954 1955م. * أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة الخرطوم سنة 1956م. * عميد كلية الآداب بجامعة الخرطوم سنة 1961م. * عضو عامل بمجمع اللغة العربية بالقاهرة 1961 1963م. * أول عميد ومؤسس لكلية عبدالله باييرو بكنو التابعة لجامعة أحمد بلوزاريا بنيجيريا الآن جامعة بايروبكنو 27 مايو 1964م. * أحد محرري موسوعة أفريقيا بغانا سبتمبر 1974م. * مدير جامعة الخرطوم يوليه 1974م. * مدير جامعة جوبا 1975 1976م. * تقاعد اختياري من جامعة الخرطوم 1976م. * أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والدراسات الانسانية بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس من ديسمبر 1977 يوليه 1986م. * أستاذ ممتاز مدى الحياة بجامعة الخرطوم 1977م منصب تشريفي . * دكتواره فخرية في الآداب جامعة الخرطوم 1981 يوليه 1986م. * أستاذ بجامعة الخرطوم 1986م. * دكتواره فخرية في الآداب بجامعة كنو بنيجيريا 1988م, D. Litt. * دكتوراه فخرية بجامعة الجزيرة بالسودان 1989م, D.Litt. * رئيس مجمع اللغة العربية بالخرطوم بالسودان أبريل 1990م. * رئيس مجلس جامعة الخرطوم نوفمبر 1993م. * رئيس اتحاد الأدباء بالسودان 1995م. ** مجالات أخرى * شارك في التدريس والندوات زائرا في عدة جامعات بالبلاد العربية والأفريقية والآسيوية وبريطانيا فيما بين 1958 الى 1993م. * له مشاركة في العمل الاذاعي بالسودان منذ 1940م وقد فسر القرآن كله بوضوح ووفاء من سنة 1958 الى 1993م القارىء الشيخ صديق أحمد حمدون رحمه الله . * له مشاركة في النشاط المسرحي التعليمي والجامعي والقومي وتأليف مسرحيات عدة ومسرحية شعرية مثلت عدة مرات. * تشرف بحضور الدروس الحسنية والمشاركة فيها منذ سنة 1406ه. * له درس أدبي في الاذاعة السودانية بعنوان محاضرة الأسبوع. * وله درس آخر مثله بالتلفزيون السوداني.

Quote: جامعة جوبا هل يطل عهد جديد؟ خالد فضل * بحسب صحيفة «The Citizen» الانجليزية التي تصدر في الخرطوم 7/12/2006م وتأكيدات من مصادري الخاصة بجامعة جوبا، فان البروفيسور سابرينو فرج الله قد اصبح اول مدير جنوبي لجامعة جوبا - كما ورد في تعليق الصحيفة المار ذكرها». فمنذ البدء في تأسيس الجامعة العام 1975م، تعاقب على ادارة الجامعة مديرون شماليون هم المرحوم البروفيسور عبد الله الطيب، والمرحوم البروفيسور السماني عبد الله يعقوب الذي يعتبر المؤسس الفعلي للجامعة، والبروفيسور عبد الرحمن ابو زيد، وعبد العال عبد الله عثمان، ومحمود موسى محمود، ومحمد احمد علي الشيخ، وزكريا بشير امام، وبابكر احمد محمد، وفتحي محمد خليفة.* وفي الواقع فان الجامعة قد مرت بحقبتين اثنتين لكل منهما ملامحها ومميزاتها وسلبياتها وايجابياتها.. فمنذ بدء التأسيس 1975م، وحتى يونيو 1989م اوللدقة اكثر ديسمبر 1988م، ظلت الجامعة تمارس دورها، وتخرج الكوادر من مقرها الدائم بمدينة جوبا، ملتزمة بصورة كبيرة بالتقاليد الاكاديمية المعروفة عالمياً، وحريصة بشكل واضح على التقيد بتقويم دراسي صارم يبدأ عادة في مطلع مارس وينتهي يوم 19 ديسمبر من كل عام. وضمت الجامعة طيلة حقبتها الاولى اعداداً متساوية تقريباً من الطلبة الشماليين والجنوبيين، حيث كانت ميزة القبول الخاص تمنح ابناء الجنوب حوالي نصف المقاعد الدراسية في كل دفعة ليتم التنافس عليها اقليمياً، بينما تم تخصيص كلية تعليم الكبار لتدريب «الناضجين» من الموظفين الحكوميين في الاقليم الجنوبي ومنحهم درجة الدبلوم في التخصصات المختلفة. ورغم تعثر الاحوال المعيشية والاوضاع الامنية في الاقليم الجنوبي خاصة بعد اندلاع ثورة «الجيش الشعبي، الحركة الشعبية لتحرير السودان» في مايو 1983م، بيد ان الجامعة ظلت طيلة فترة وجودها بجوبا تمثل بؤرة حقيقية للتمازج الوطني بين السودانيين المختلفين عرقياً ودينياً وثقافياً، وظلت السمة الغالبة في الجامعة هي روح «الوحدة» على قاعدة الحقوق المتساوية والواجبات المتساوية.. ولم يكن وجود مدير شمالي على قيادة الجامعة دوماً يشكل عنصر خلاف كبير، ذلك ان الوظائف الادارية القيادية في الجامعة كان يتم شغلها بما يحفظ قدراً من التوازن في ادارة الجامعة بين العناصر الجنوبية والشمالية، واعتقد ان هذه «الوزنة» قد شكلت احد عناصر استقرار الجامعة اكاديمياً وتفوقها علمياً وتميزها فعلياً مع انتمائها الاقليمي. كما يقول شعارها «الانتماء والتميز العلمي».. وقد ظلت اللغة الرسمية للتدريس والمكاتبات الادارية هي اللغة الانجليزية مما مكن خريجي الجامعة في مختلف كلياتها وتخصصاتها من الالمام -على الاقل- بقدر كافٍ من هذه اللغة الاوسع انتشاراً في العالم. * أما الحقبة الثانية، والتي بدأت فعلياً بنهاية العام الدراسي 1988م.. فقد شهدت نزوح الجامعة من مقرها الدائم بجوبا وحلولها بصفة «نازحة» في الخرطوم.. وبدأ العام الدراسي التالي في اكتوبر 1989م، في اوضاع مزرية للغاية، فقد تم استغلال «المقر الدائم للمعسكرات بسوبا» كمقر مؤقت للجامعة، وتأجير بناية بحي الرميلة -الخرطوم- كقمر لكلية «الطب»، وعلى ارض المعسكرات نصبت «صيوانات» مستأجرة لاستعمالها كقاعات دراسية، بينما تبعثرت المكتبة ما بين «كراتين» مصفوفة بمقر ادارة الجامعة بالخرطوم «2» وحجرات ضيقة في طرف الخرطوم الجنوبي، وبقية الكتب والمراجع والدوريات ظلت قابعة بمقر المكتبة الرئيسي في «جوبا».. وتوزعت لاحقاً كليات الجامعة ما بين ام درمان وبحري، والخرطوم، قبل ان ينشأ مجمع الكدرو قبل عامين تقريباً ليضم معظم كليات الجامعة. * وما بين ارض المعسكرات بسوبا، ومجمع الكدرو بالخرطوم بحري مرت سنوات كبيسة، وشهدت الجامعة تطورات كبيرة بعضها ايجابي وبعضها سلبي، فقد توسعت كليات الجامعة وازدادت اعدادها حتى بلغت الآن اكثر من عشر كليات بما فيها كلية للدراسات العليا، وتضاعفت اعداد منسوبي الجامعة من الطلاب لدرجتي البكالريوس والدبلوم والدراسات العليا حوالي عشرين مرة تقريباً، وزادت اعداد الاساتذة والموظفين والعمال اضعافاً مضاعفة.. كما لا يخفى ازدياد المسافة بين «تقاليد الجامعة» وحالتها الراهنة، فقد غاب اتحاد الطلاب المنتخب بطريقة شرعية وديمقراطية ونزيهة منذ العام 1987م حتى عاد مطلع هذا العام 2006م، واصبحت لغة التدريس هي اللغة العربية مع وجود قسم «انجليزي» وفقدت الجامعة ميزة انتمائها للمجتمع الجنوبي بشكل عام، وتأثرت تبعاً لذلك الدراسات العلمية والبحوث التطبيقية في مجالات الاجتماع والدراسات الانسانية والمجالات الطبيعية كالحياة البرية وغيرها... ومع خضوع الجامعة كلياً لسياسات «ثورة التعليم العالي» انعكس ذلك على مسارها العام الذي اصبح ذو طابع آيديولوجي بائن تمثله هيمنة عناصر «الحركة الاسلامية» على مفاصل القيادة في الجامعة وما تبع ذلك من تجيير واضح لكل مقدرات الجامعة لصالح التنظيم وما يتفق مع سياساته وخططه لادارة التنوع والتعدد في البلاد عن طريق الاقصاء للآخر.. ولعل الجامعة قد فقدت عنصر «الموازنة» بين الشماليين والجنوبيين لجهة اعداد الطلبة والاساتذة والاداريين بل حتى في نوع التخصصات العلمية والبرامج الاكاديمية التي تقدمها الجامعة.. الخ.. الخ. * ظلت الصراعات الطلابية مع ادارة الجامعة لسنوات طويلة خلال حقبتها الثانية بشكل خاص، تدور حول الحقوق الاساسية مثل تكوين اتحاد الطلاب، والرحلات العلمية، والبرامج الاكاديمية، وارجاع المفصولين تعسفياً، والرسوم الباهظة، وتوفير بيئة مناسبة للتحصيل وغيرها من اشكالات ظلت تعاني منها الجامعة، وقد اتسمت المعالجات الادارية في معظم الاحوال بالتعسف، واستدعاء الشرطة وتدخل قوات الامن واغلاق الجامعة، ورغم هذه الظروف والمعاناة والاحباطات، حققت الجامعة تفوقاً ملحوظاً حيث احرزت المرتبة الاولى على الجامعات السودانية والـ «39» على مستوى افريقيا في احدث ترتيب صدر أخيراً.. كما عاد اتحاد الطلاب بعد غيبة كنتيجة «لاتفاقية نيفاشا»، وتمكنت لجنة وساطة كريمة من نزع فتيل ازمة نشبت أخيراً بين ادارة الجامعة واتحاد الطلاب، وتم اعادة فتح الجامعة يوم امس السبت 9/12/2006م، بعد فترة اغلاق قصيرة نتيجة لاتفاق بين الطرفين ولجهود حثيثة بذلها الاساتذة زين العابدين حسن ومنى سلامة وجون صمويل وبول دينق وعبد القادر محمد الحسن وابو العلا مصطفى ووالي الدين النور، وبدرية حسن، وعادل شريف، ودينق دانيال، واتيم وانتوني، والآخرون من المسؤولين عن التعليم العالي في حكومة الجنوب. * وها هو البروفيسور سابرينو، أستاذ الادارة التربوية المميز يتولى قيادة دفة الجامعة في وقت حاسم ومفصلي، ليس على مستوى الجامعة ومستقبلها فحسب بل على مستوى الوطن وامكانية بقائه موحداً او -لا قدر الله- انقسامه الى بلدين، ومع ثقتنا الكبيرة في استاذنا البروف فرج الله نرجو ان يشهد عهده الجديد، عهداً جديداً فعلاً في جامعة جوبا.. اذ ما زلت اردد واصر على انها -اي الجامعة- هي معمل التمازج والانصهار القومي الأول في البلاد.. مع دعواتنا له وللجامعة بالتوفيق.

Quote: (15)خواطر من زمن الإنتفاضة بيني ... وبين محمد عمر بشير... فاروق كدودة ... وجامعة أم درمان الأهلية د. إبراهيم الكرسنى بعد أن غفلت راجعاً إلى السودان ، بعد أن أنهيت دراستي العليا ببريطانيا ، في منتصف عام 1982 م ، وبعد أن تم تعييني محاضراً بقسم الإقتصاد جامعة الخرطوم ، أخبرني أستاذي الجليل وصديقي الوفي البروفيسور محمد عمر بشير ، عليه رحمة الله ورضوانه ، بأنه يريد مقابلتي وذلك لأمر هام . كان هذا الاتصال بعد قدومي إلى السودان بفترة وجيزة ، كنت حينها مشغولاً بتدبير شؤوني العلمية والأكاديمية والأسرية للاستقرار كواحد من ناشئة الأساتذة في ذلك الوقت . كنت ألتقى بروفيسور محمد كثيراً وبصورة متكررة ، ولم يكن قد نال تلك المرتبة العلمية الرفيعة بعد ، على الرغم من إستحقاقه لها ، ولكنه كان يشغل منصباً هاماً ورفيعاً داخل معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية ، الذى ما ذكر، إلا وذكر إسم البروفيسور محمد عمر بشير وكذلك إسم أستاذنا الجليل البروفيسور يوسف فضل حسن ، أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية ليواصل عطاؤه المتميزفى مجال الدراسات السودانية بمختلف فروعها ، وبالأخص في مجال التاريخ . إن " التأصيل " الحقيقي لمنهج وأسلوب البحث ،في جزء منه ، وبالأخص في مجالي التعليم والتاريخ السوداني، قد أستند على جهد هذين الرجلين ، بروفيسور محمد عمر بشير فى التعليم وبروفيسور يوسف فضل حسن في التاريخ . ما كنت ألتقي بروفيسور محمد إلا وأجد الجديد عنده ، إما مشروع بحث ، أو فكرة مشروع ، أو حتى مجرد كتاب أو مقالة في دورية علمية ... فتأمل !! لقد كان بالفعل رجل رؤى مستقبلية من الطراز الأول . وهو فوق هذا وذاك مهموم بأمهات القضايا الوطنية وبحقوق الإنسان . من هنا أتى إرتباطه بحركة اليسار ، وهو في ريعان الشباب ، وكذلك تم إختياره كأول رئيس للمنظمة السودانية لحقوق الإنسان بعد الإنتفاضة . إن الإهتمام بالإنسان عند البروفيسور محمد لم يقتصر على المدن والمناطق الحضرية فقط ، بل في حقيقة الأمر لقد بدأ ونما من رحم إهتمامه بقضايا من أصبحوا يعرفون حالياً ب " المهمشين " !! لقد إهتم البروفيسور بقضية جنوب السودان حتى أصبح أحد مراجعها المهمة، كما أصدر حولها العديد من المؤلفات ، بل كان سكرتيراً لمؤتمر المائدة المستديرة الذى إنعقد حول مشكلة جنوب السودان فى عام 1965 م . لم يقتصر إهتمامه على قضايا الجنوب وحده ، بل شمل " المهمشين" في جميع أنحاء البلاد . سأروى لكم حادثة بسيطة للإستدلال على ما أقول و لتدل كذلك على مدى بعد نظر هذا الرجل ومدى إهتمامه بقضايا " المهمشين ". أذكر أنني كنت جالساً معه ذات يوم بمكتبه بالمعهد، فدخلت علينا شابة كان يبدو عليها أنها فى مقتبل حياتها العملية . قام البروف بتحيتها ومن ثم قدمها لي ، بزهو واضح ، باسمها – ولكن ما كان يود تأكيده بالفعل هي أنها تنحدر من منطقة المناصير . لم يستغرق لقاؤها مع البروف وقتاً طويلاً ، حيث إتفقا على لقاء آخر ، ثم انصرفت . توجه البروف نحوى بعد إنصرافها ، وبأسلوبه العفوي المعروف خاطبني قائلاً ، " تصور يا إبراهيم الشابة دى من منطقة المناصير ... جاية عايزة تعمل دبلوم عالي ... والله أول ما جات.. فاجأتني.. لأني لم أكن أتوقع إنو في بت من المناصير وصلت مرحلة التعليم العالي !! والله يا إبراهيم لو القوانين بتسمح الواحد يديها الدبلوم طوالى، بس لأنها منحدرة من منطقة ’مجدوعة’ زى دى ، الواحد ما يصدق إنها قرت جامعة ، ناهيك عن إنها عايزة تعمل دراسات عليا " !! ، تأملوا هذا الحديث جيداً ... ما كان يقصده البروف في حينها هو إشارة ذكية ولماحة منه لما كان يعانى منه أهلنا المناصير من تهميش . تدل هذه الحادثة عن مدى إهتمام البروف بحقوق الإنسان ، وبالأخص حقوق المرأة، منذ وقت بعيد . للأسف الشديد لا أذكر إسم تلك الشابة ولكنني آمل أن تكون ضمن الكوادر المصادمة دفاعاً عن حقوق أهلنا المناصير. اختصارا كان البروف يشير إلى أن التعليم والعنصر البشرى المتعلم والمدرب هو مفتاح الحل بالنسبة لقضايا المناطق المهمشة ... تأملوا معي بعد نظر هذا الرجل واستقراؤه الصحيح للقضايا والإشكاليات التى تواجه السودان بأطرافه المترامية . لم يكن غريباً على الإطلاق أن تأتى فكرة تأسيس " جامعة أم درمان الأهلية " من قبل هذا الرجل الفذ . أدرك البروف بنظرته المستقبلية الثاقبة أهمية مشاركة القطاع الأهلي ، أو ما أصبح يعرف لاحقاً بمنظمات المجتمع المدني ، فى تطوير عملية التعليم فى السودان . لقد عرف عن القطاع الأهلي دوره المشهود فى نشر التعليم العام في البلاد فيما كان يعرف وقتها بالمدارس الأهلية ، لكن على المستوى الجامعي ، فلم يسبق الجامعة الأهلية ، في مجال التعليم العالي ، سوى كلية الأحفاد الجامعية ، التى أقتصر دورها ، ولا يزال ، في تعليم المرأة . وجدت الفكرة قبولاً وسط " تجار " أم درمان ، وتحمسوا لها حماساً منقطع النظير، إلى أن نجحوا فى تحويلها إلى صرح علمي شامخ يشار إليه بالبنان . بعد أن استقريت نسبياً في جامعة الخرطوم، ذهبت يوماً إلى البروفيسور محمد في مكتبه مستدعياً رغبته في مقابلتي لأمر هام. طرح على البروف فكرة الجامعة ، شارحاً لفلسفتها والمراحل التى قطعها ، بالتعاون مع بقية الأطراف ذات العلاقة ، في تنفيذ الفكرة . تناقشنا كثيراً حول مبدأ الجامعة الأهلية نفسه. كان لي تحفظات كثيرة حول مدى تأثير " التجار " على المستوى العلمي والأكاديمي للجامعة. لكن بعد نقاش مستفيض اقتنعت بفكرة البروف حول جدوى تأسيس الجامعة . عندها طرح علىٌ فكرة قيامي برئاسة وتأسيس قسم الإقتصاد بالجامعة . أبديت له بعض التحفظات، يأتي في مقدمتها عدم توفر الوقت لتحمل مسؤولية مثل هذا العمل الضخم . منذ أن تعرفت على البروفيسور محمد ، لم يكن يوجد في قاموسه شيء إسمه المستحيل. لذلك فقد دفعني ، تحدوه رغبة جامحة في ضرورة قيامي بهذه المهمة ، إلى قبول مبدأ الفكرة والعمل مع الفريق المكلف بتنفيذ المشروع ، كل فى مجال تخصصه . شكرته شكراً جزيلاً على ثقته الغالية ، ثم غادرت مكتبه وأنا مشحون بحماس دافق جراء الجرعة المعنوية العالية التى منحنى إياها . قمت بإنجاز وكتابة مشروع تأسيس قسم الإقتصاد بالجامعة الأهلية في فترة وجيزة للغاية ، وأنا مدفوع بحماس الشباب، وذلك الدعم المعنوي الأخاذ من قبل البروف ، ومن ثم ذهبت به إليه في مكتبه لأخذ رأيه حول الأفكار الواردة به . رحب بي البروف ، كعادته ترحيباً حاراً ، وبعد أن أطلع على ما كتبت ، بدأنا مناقشة المشروع خطوة بعد الأخرى ، وكنت أدون حينها ملاحظاته القيمة حول مراحل تأسيس القسم وإحتياجاته المادية والمالية والبشرية . بعد إنتهاء المناقشة إقترح علىٌ البروف أن أعيد صياغة مشروع تأسيس القسم ، ومن ثم طباعته ، وذلك إستعداداً لمناقشته مع البروفيسور عبد الرحمن أبو زيد ، عليه رحمة الله ورضوانه ، توطئة لإعتماده ومن ثم الشروع في تنفيذه . تفاجأت تماماً بإسم عبد الرحمن أبو زيد . لم يذكر لي البروف محمد هذا الإسم طيلة لقاءاتنا السابقة ، لذلك كان سؤالي للبروف ، وكانت تعلو وجهي دهشة لم أستطع إخفائها : " وما علاقة عبد الرحمن أبو زيد بهذا المشروع ؟ "، فرد على " ياخى دا ما المديرالتنفيذى للجامعة " . لقد صدمت بالفعل من رد البروف ، ثم صمت برهة ، وطلبت بعدها من البروف ، وبأدب جم ، بضرورة إعفائي من هذه المهمة . صدم هو الآخر وكست وجهه دهشة لم يستطع إخفاؤها كذلك ، ثم سألني ، " لماذا ؟ ... ما الذى أستجد فى الموضوع لتقرر فجأة إعتذارك عن القيام بهذه المهمة ؟ "، فأجبته ، " والله يا بروف ما عندي أدنى إستعداد للعمل مع هذا الرجل !!" ، سألني البروف " هل قابلت عبد الرحمن قبل ذلك وهل تعرفه معرفة شخصية ؟ " ، أجبته بالنفي . حينها إزدادت دهشته ثم أردف قائلاً ، " والله دى حاجة غريبة ، طيب مالك معاهو ؟ " ، سألته بدوري ، " الراجل دا مش الأمين العام للجنة التنفيذية للإتحاد الإشتراكى ؟ " . أجابني البروف بالإيجاب . حينها قلت له في لهجة قاطعة ، مع كامل الإحترام لمقامه ، " والله يا أستاذ أنا ما عندي أي إستعداد للعمل مع أي إنسان مايوي ، ناهيك من إنو يكون في موقع قيادي زى دا ، وفي التنظيم السياسي كمان " !! ذهل البروفيسور من موقفي تماماً ، ثم قال لي ، " كدي يا إبراهيم شيل الورق بتاعك دا وفكر في الموضوع شوية وخلينا نتلاقى بعد داك"، وكأن لسان حاله يقول ... "ياخى ما دا براه ... ودا براه " !! خرجت من مكتبه متكدراً بعض الشيء، فكرت في الموضوع كثيراً، لكن موقفي لم يتزحزح قيد أنمله. عندما رجعت إليه بعد ذلك بأيام أكدت له إعتذارى عن المهمة . لقد صدم البروف بالفعل ، كما شعرت بأنه قد أصيب بخيبة أمل من موقفي هذا . ولكيما أخفف عليه وقع هذا الموقف العجيب ، من وجهة نظره ، قلت له ، " والله يا بروف أنا عندي واحد زميل ممكن يؤدى هذه المهمة، كما هو مطلوب وعلى أكمل وجه . " سألني مباشرة ، "من هو ؟" فأجبته " دكتور فاروق كدودة" . ثم أعطيته نبذة بسيطة عن الدكتور فاروق ، رحب البروف بالفكرة وطلب منى الإتصال به وأخذ رأيه ومن ثم ترتيب إمكانية اللقاء به . كان الأخ العزيز د. فاروق كدودة ، له التحية والإعزاز ، وقتها مفصولاً من جامعة جوبا لأسباب سياسية ، حينما كان مديرها أحد الكوادر الطبية ل " الجماعة " ، وأعتقد أن إسمه بروفيسور عبد العال . ذهبت إلى الأخ فاروق وطرحت عليه فكرة تأسيس قسم الإقتصاد بجامعة أم درمان الأهلية، ورغبة البروف محمد عمر بشير أن يتولى هو تلك المسؤولية . تحمس الأخ فاروق للفكرة وقبلها من ناحية مبدئية إلى أن يتم مناقشتها وإقرارها مع البروفيسور محمد عمر بشير. أخبرت البروف بموافقة الأخ فاروق المبدئية للفكرة . لقد فرح لهذا النبأ، وطلب منى الإتفاق على موعد لمقابلته . بالفعل تم هذا اللقاء ، الذى آمل أن يتطرق له الأخ فاروق ، إن أسعفه الوقت والذاكرة لسرد تفاصيله . بعد هذا اللقاء إنقطعت صلتي العملية بجامعة أم درمان الأهلية ، وكنت أعرف أخبار مراحل تطورها من البروف حينما ألتقيه ، وبدأت علاقة الدكتور فاروق كدودة بها وإستمرت حتى وقتنا الراهن ، حيث أصبحت جامعة أم درمان الأهلية صرحاً أكاديمياً يشار إليه بالبنان ، تلتزم بالمعايير الأكاديمية الصارمة وتخرج طلاباً مؤهلين في مختلف التخصصات ، بما في ذلك علم الإقتصاد . لم التقى البروفيسور عبد الرحمن أبو زيد إلا بعد ذلك بكثير في أحد " جلسات " البروف بمنزله العامر بضاحية المنشية ، وقد وجدته رجلاً طيباً ومهذباً للغاية . ثم بعد ذلك تعرفت على زوجته ، السيدة " كارن "، حينما كنت أجرى دراسات ميدانية عن اللاجئين الإرتريين بمحافظة كسلا ، وكانت هي تعمل بمكتب شؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة في الخرطوم . ظللت أتأمل موقفي ذلك ، وأسأل نفسي دائماً إن كنت مخطئاً أم مصيباً في إتخاذه ؟! لقد توصلت وبعد مرور كل هذه السنين إلى حقيقة أنه كان موقفاً خاطئاً تماماً . أقنعتني التجربة التاريخية بمدى بعد نظر البروف في هذا الشأن وصحة موقفه الذى لخصه في " دا براه ... ودا براه " !! ولكنني " كفرت " عن هذه " الخطيئة "لاحقاً حينما قمت بإهداء مكتبتي الخاصة ، قبل سنوات قلائل ، وبأكملها لمكتبة مركز محمد عمر بشير بجامعة أم درمان الأهلية، وفاءاً لروح هذا الرجل الفذ . آمل أن أكون بهذا قد رديت جزءاً ، ولو يسيراً ، من دين وأفضال الرجل على شخصي الضعيف، منذ أن تعرفت عليه وإلى أن رحل عن دنيانا الفانية . كما أتعهد بأن أهدى ما يتبقى لدى من مكتبة خاصة إلى ذلك المركز الذى يحمل إسم هذا الرجل العظيم، حينما يحين موعد عودتى النهائية للسودان؟!! اللهم أرحم البروفيسور محمد عمر بشير والبروفيسور عبد الرحمن أبو زيد رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناتك ، والتحايا والتقدير لأخي العزيز دكتور فاروق كدودة ، والتحية لجامعة أم درمان الأهلية ، هذا الصرح التعليمي العظيم، متمنياً لها دوام التقدم والازدهار، لتكون في مصاف الجامعات العالمية المشهود لها بالتميز و الكفاءة والتفرد .