|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: NEWSUDANI)
|
صديقي نيوسوداني ، سلامات كويس جيت بجنب الخور دة ، تكون داير تتمشى فيهو طبعاً توقع مني اتصال الثلاثاء لامر ضروري . قلت الوارد الى السودان ... مشكلة كبيرة نعاني منهم الان امثال هذا الملا اللي عامل فيها سيد بلد ، واهو المحرية فيهم كدايس لبوت العسكر ( تعرف الكدايس في الكدارة ) ونشوف اكتر منهم ... ياللا يالملا العق ابو دة بوت ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)
|
يا سيف ، سلامات اللاعق دة عامل فيها مصحح لغة عربية وانجليزية وحتى ايطالية والناس تتأنس مع سماجته وسخفه ، لكن فضينا ليهو تب والله اللا يشرد لكن يعمل فيها مشوطن يانا نحن الفاكين الشواطين ليهو ... سيظل الملا حسين ملاسي الى ان تقوم الساعة لاعق بوت العساكر ... ويا حليل هشام هباني وندعو بفك اسر باس ويردو ... والله يا لاعق يحلك الحللا بللا ... تخلي البورد نهائي ايها اللاعق ... العق او دة بوت عسكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: Hussein Mallasi)
|
Quote: غايتو بعد الانفصال – القادم لا محالة |
إيه "التفاؤل" ده يا سحس ؟؟!!!
Quote: أجراس الحرية دي إلا تقلب دار أخرى!! |
وليه التشاؤم ده يا حسين بك ، ما يمكن الشماليين بتاعين الحركة برضو"يسيّروها"، وكمال الجزولى برضو يظل يكتب بها حتى لا يحرموك من أهم (كابوسين) يسكنانك، مش برضو وارد ؟؟!!! ده إنته غالى علينا أوى يا أفندينا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: Hussein Mallasi)
|
الغربية ان لا نرى تفنيد لما يقوله ملاسى ،
بل مجرد شتائم من اشخاص اعتادو التهجم عليه فى اى بوست يفتحو
ده رآيو و هو حر فيه، و هو كاتب حاجت واقيعة و اسئلة واقعية
فعلا لا توجد اخبار بالجريدة؟ و فعلا الاسماء مكتوبة غلط !!!
و بعدين يا جمال الالفاظ المستعملة و التلميحات
انتو ما عندكم اهل ؟ ام الكلام ده بتستعملو عادى فى بيوتكم ؟
الا نستطيع ان نفند بادب ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: Hussein Mallasi)
|
حسين ومصطفى استحلفكما بالله ان تكفا عن استخدام هذا القاموس كلاكما من مستنيري المنبر اتمنى ان تختلفا بلا تهاتر ان كان لابد من الخلاف القاموس المستخدم لا يشبه قدراتكما الفكرية ولا يعبر حتى عن المدارس السياسية التى تنتميان اليها حتى الخطاب على مستوى الفرقاء فى الساحة السياسية تغير شكلا ومضمونا الان الحوار مفتوح بين الاسلاميين واليسار والحركة شريكة فى الحكم والميرغني عائد باتفاق والصادق سيوقع الاثنين اتفاقه مع الوطني يعني الخطاب اتغير.. اتمنى وبالحاح ان تكفا عن استخدام هذه اللغة...........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: Hussein Mallasi)
|
الإختشوا ماتوا وهاك اللكوم دا ياسى حسين
جمهورية خازوقستان!
فتحي الضـو
[email protected]
كان من المفترض أن يكون عنوان هذا المقال (غنم السُّرة ست اللبن) ولكني عدلت عن الفكرة بالعنوان أعلاه، الذي رأيت أنه ربما كان أوقع أثراً من سابقة في نفس القارىء المتابع لما نكتب، ولا يظنن أحداً أن السبب إفتقار العنوان المؤود لنفحة رومانسية كما يتراءى لناظره، فالجميع يعلم أن الرومانسية أصلاً فارقت دنيانا فراق الجفن للعين، ولكن جاء التبديل إحتراماً لقراء غير سودانيين نجُلهم وهم يتابعوننا عبر المواقع الاسفيرية، وظلوا يمطروننا من حين لآخر برسائل جادة ومؤثرة...فحواها أنهم يتابعون ما نكتب بعين بصيرة وعقل مفتوح، فشعرت أن واجبي نحوهم يحتم علىّ الابحار بهم بعيداً عن هذه الطلاسم، ففيهم ما يكفيهم من واقعنا المليىء بالمحن والأحن، وقلت لنفسي أيضاً، سواء أن أبدي سودانيون أو غير سودانيين ملاحظات غير مريحة على العنوان القديم، وقالوا أنه خالٍ من الرومانسية أو أقرب إلى ما تضخه تلك الصحف الصفراء التي سممت حياتنا، فالوحيد الذي لا يحق له وضع نفسه مع أي من الزمرتين هو رئيس تحرير هذه الصحيفة الزميل عادل الباز، فهو من يعلم أنني أصبحت هدفاً لزخات من نيران يقوم بها جنود معلومون من فصيلة ما صنفته البشرية منذ الأزل في خانة أعداء تطلعاتها وآمالها وأحلامها، وبالتالي كان لابد من واقٍ نتدثر به تكتيكياً...من باب السمع والطاعة لمقولة الجنرال الألماني الشهير كارل فون كلاوزوفينتر «الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخري»! ونحمد الله الذي حَصَر وسائلنا هذه في القلم وما نسطره على الورق، كما نحمده أيضاً على أنه حبانا بعُصبة تصر على أننا (ضميراً مستتراً) وكائنات (مفعول بها) ولذا تريد أن تفكر نيابة عنا..بدعوي خشيتها على عقولنا من التعب والارهاق!
من جهة أخري فتح لي العنوان المؤود كوة في ثقافة (التابوهات) التي تكبل حياتنا، فلا أدري لماذا نقول (لا مؤاخذة) كلما جاء ذكر أي نوع من أنواع الحيوانات، حمير..كلاب..قطط..غنم..بغال..أحصنة، ألخ.. ويستوي في ذلك الأليف والشرس معاً، مع أن أكثرها سخّر حياته – بلا كلل أو ملل – من أجل خدمة الانسان، ليس هذا فحسب، بل أنهم دأبوا على ذلك منذ الأزل وسيظلوا كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، والمفارقة ألا تجد هذه (الخدمة الالزامية) سوى الامعان في الحط من قدر (فاعل الخير) هذا بتلك الكلمة التي تومىء بالدونية، مع أن بعض قائليها من بني البشر هم أحق بهذا النعت، بإعتبارهم أقبح خلقاً – بفتح الخاء – وأحط خلقاً – بضم الخاء – من دواب تمشي على اربع! والذين ماثلوا جهنم في الطمع والجشع والاستبداد، كلما قلت لهم هل إكتفيتم من أذي الناس..قالوا لك هل من مزيد؟!
بمأثورات خلدها التاريخ الانساني كان أبطال أجمل القصص والروايات من الحيوانات، فالكثيرون منا قرأوا بمتعة لا تضاهي (كليلة ودمنة) وهي مجموعة الحكايات التي جمعها محمد بن عبد الله المعروف بإبن المقفع على ألسنة الحيوانات، ويرويها الفيلسوف (بيديا) للملك (دبشليم) ويطرح إبن المقفع خلالها آراءه السياسية في منهج الحُكم القويم، ولا غروّ إنه في نهاية الأمر كان ضحية السياسة نفسها، أنظر مثلاً من منّا لم ينفعل أو يتفاعل مع قصة ديمقراطية (رأس الذئب الطائر) وهي التي أعمل فيها الثعلب مكره ودهاءه وقال للأسد الذي طلب منه أن يقسم غنائم أصطادها، فقال له: الأرنب لافطارك يا مولاي، والحمار لغدائك، والضبع لعشائك، فإبتهج الأسد وقال للثعلب ومن علمك العدل هذا؟ فقال الأخير رأس الذئب الطائر يا مولاي، والحقيقة أن الذئب المسكين حاول ان يكون ديمقراطياً، فوزّع الغنائم الثلاثة بالتساوي..إذ منح الحمار للأسد، وأعطى الضبع للثعلب، وإحتفظ لنفسه بالأرنب ظناً منه أن القسمة العادلة ستسعد ملك الغابة ولكنها كلفته حياته!
ثم تأمل أيضاً قصة الأسد الذي أرعب (رعاياه) في المملكة، بترويعهم كل يوم بإصطياد واحد منهم، فاتفقوا جميعاً على تزويده بحيوان كل يوم إتقاء شره وتجنيب أنفسهم الذعر الذي يسببه لهم، وإتبعوا القرعة في الاختيار...فكان الدور يومذاك على الأرنب، فوصل متأخراً إلى الأسد الجائع الذي لم يشكره على تضحيته بل على العكس أنبه على تأخيره، فقال له الأرنب (كنت يا سيدي أحضر لك أرانب أخري لغذائك، ولكن بينما كنت في طريقي إليك إختطفها مني أسد آخر مدعياً بأنه الملك الحقيقي) وهنا إستشاط المذكور غضباً وأراد النيل ممن سولت له نفسه إغتصاب سلطته بإنقلاب غير شرعي، وزعزعة الأمن والاستقرار في مملكته، فتبع الارنب إلى حيث يوجد المتآمر الكبير حتى وصلا بئر عميقة مليئة بالماء الصافي، فأشار الارنب للأسد أن ينظر لغريمه، فرأي صورته وظنها الاسد المزعزم فوثب عليه وثبة واحدة للقضاء عليه، ولكنه غرق في البئر، وهكذا إرتاحت (الرعية) من ديكتاتوريته وعاشت في سعادة أبدية!
بعد إبن المقفع بعشرات السنين أهدانا الكاتب البريطاني أريك آرثر بلير، والذي إحتفظ حتى مماته بإسم مستعار هو (جورج أوريل) رائعته المسماة مزرعة الحيوان Animal Farm والتي ما تزال تحتفظ بقيمتها الأدبية والفنية والسياسية، وتعد حتى الآن عملاً يصلح لأي زمان ومكان، على الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً (1945) على ولادتها، والرواية التي سنخصص لها مقالاً منفصلاً نسبة لعظمة فكرتها، تستند على إعطاء الحيوانات مكانة بين الكائنات، فسيطروا على مزرعة بعد طرد مالكها الانسان بإعتباره رمزاً للخيانة والاستغلال والاستبداد، وهي تستند في ذلك على نقد الأنظمة الشمولية بشكل عام والستالينية بشكل خاص، وليس أدل على العظمة التي ذكرنا، بأكثر من ذهاب هذه الانظمة بما فيها الستالينية إلى مزبلة التاريخ وبقاء الرواية صامده على مر الزمن والأجيال...وهي تمد لسانها هازئة من كل من توهم السباحة ضد التيار الانساني المنحاز لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة، والباحث عن الحق والعدالة والمساواة، والحالم بحياة كريمة للناس كافة وخاصة البسطاء والفقراء...الذين آمن أوريل بقضيتهم لدرجة إنتقاله للعالم الآخر بمرض (السل) الذي يعد حصراً على هذا الطائفة!
يُلفت النظر أن الحمار دون سائر الحيوانات نال درجة رفيعة من الاهتمام، وذلك على عكس واقعه الموغل في الاذلال، ففي بداية القرن الماضي أُشهّرت في فرنسا (جمعية الحمير) والتي ضمت نخباً من المثقفين برئاسة فرانسوا ميل، وعلى شاكلتها تكونت جمعية في مصر العام 1930 أسسها الفنان المبدع زكي طليمات وضمت في عضويها عميد الادب العربي الدكتور طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم، وآخر عهدي بسيرتها كانت رئاستها الفخرية قد آلت للفنانة نادية لطفي، والحكيم كان أكثر الكتاب المصريين إهتماماً بالحمار في كتاباته، وله عدة مؤلفات منها (حماري قال لي 1938) وكذلك (حمار الحكيم 1940) وايضاً كتبت الفرنسية الكونتيس دي سيجور (خواطر حمار) وهناك جمعيات مماثلة في كل من سوريا ولبنان، ويذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان قد إستثني (جمعية الحمير في سوريا) من قرار حل الاحزاب والجمعيات بعد إشهار الوحدة مع مصر، ولعل أطرف ما قرأت أيضاً في ظل ديمقراطية رأس (صدام) الطائر في العراق، أنه بعد صدور قانون الأحزاب من برلمان كردستان، حصل حزب (الحمير الكردستاني) من إدارة (السليمانية) على ترخيص رسمي بمزاولة النشاط السياسي بعد 13 عاماً من (النهيق والرفس وعدم اليأس) على حد تعبير الصحف التي أوردت الخبر، وقالت أن تسمية هذه الجماعة تعود إلى سكرتير الحزب (عمر كلول) الذي رفع شعاراً مفاده أنه (بسبب شر وإنحراف البشر يجب أن نعيش كالحمير) وكلنا يعلم أن الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي ثاني أثنين يديران شئون أمريكا، ولا أظن أنني الوحيد الذي يعرف معلومة كادت أن تندثر لأن ذكرها في ذاك البلد الطيب أهله كفيل بإرسال قائلها إلى العالم الآخر، بل حتى عند إنتقل صاحبها إلى ذاك العالم الآخر لا يقولها الناس إلا همساً، وتشير الرواية التي لا تقبل الجدل أن سيادته بمجرد أن دانت له السلطة، غيّر أسم والده من (الحمار) إلى كائن نقيضه يبعث ذكره الرعب في نفوس الاعداء والاصدقاء معاً!
عموماً فإن تلك الحيوانات أياً كانت طبيعتها، فهي التي حرضت العالم البريطاني تشارلز (دارون) على تبني نظرية النشوء والتطور (أصل الأنواع) The Origin of Species والتي تستند على أن جميع الاحياء تشترك في اصل واحد، أي خلية واحدة تطورت عبر مليارات السنين، وإختزلها البعض خطأ في قولهم أن دارون قال أن الانسان أصله قرد، مع أن عالم أمريكي (دزموند موريس) ألف كتاباً سماه القرد العاري Naked Ape ويقصد بذلك الانسان، بزعمه أنه الوحيد من أصل ما يقارب المائتي نوع من القردة..جميعها مغطاة بالشعر ما عداه هو، ولذا سماه بذاك الاسم للتمييز! ويعلم المهتمون أن سيجموند فرويد درس النفس البشرية وأخضعها لسلوك الحيوان لا العكس، وهو من قال أن معظم سلوكنا ينبع من منطقة اللاوعي والتي تمثل برأيه نحو تسعة أعشار، وترك العُشر فقط للعقل الواعي أي قمة جبل الجليد كما يشبهه البعض، ولكن نخلص من نظرية دارون بتذكير الذين يعلمون والذين لا يعلمون، أنها كانت سبباً في إعتقال صديقنا الدكتور فاروق محمد ابراهيم في بواكير عهد العصبة، ومكافأته بتعذيب يندي له الجبين، وقد صاغ وقائعه في مذكرة شهيرة رفعها لمن يعنيه الأمر، ولكنها إلى الآن ترقد مسترخية في الأضابير بلا سميع أو مجيب، لربما لأنه يشكو فيها تلميذه من قبل، وزميله من بعد في نفس الكلية، والذي أصبح مؤخراً أحد الحاكمين بأمر الله في حزب المؤتمر الوطني أو كما قال، وأزعجني كيف أنه يكذب دون أن يطرف له جفن، فقد قال قبل أيام معدودات بثقة يحسدها عليه أي (عشماوي) متمرس.. نحن لسنا بسجانين... فتأمل!
وبعد كل هذا دعونا نسودن ما جاء أعلاه في تلك السياحة غير الممتعة، ونعود إلى قصة (غنم السُّرة ست اللبن) أو حاجة السُّرة كما يناديها الجميع تزلفاً وقربي، وهي في الحقيقة رغم أنها ممن يستطعون إكمال الركن الخامس في الاسلام بحج البيت، إلا أنها لأسباب معلومة لم تحج، وقال البعض أنهم رأوها هناك تعقد في صفقات تجارية بدل عن أداء الشعائر، وهي على كلٍ لا تراعي الله أساساً في سلوكها وتصرفاتها، وتدعي عكس ذلك بالاكثار من القسم بمناسبة وغير مناسبة، وتردد شعارات مؤثرة وتستشهد مراراً وتكراراً بالقرآن الكريم والسنة وقصص الأنبياء والصحابة والأولياء الصالحين، ولا تدع فرصة لشعب جمهورية (خازوقستان) للتشكيك في إيمانها أو صدقها مع أنها تعلم أنهم يتهامسون سراً بكذبها ودجلها وفسادها والذي أصبح لا يُخفي حتى عليها هي نفسها! وبدا لكأنما شعب تلك الجمهورية خضع لتنويم مغنطيسي، فإستغلت تمرير أجندتها من بين يديه ومن خلفه وكأنهم لا يعلمون! الغريب في الأمر أن شعب جمهورية خازوقستان يقولون لك أنهم لا يعرفون لها أصلاً أو فصلاً، وهم في واقع الأمر مندهشون منذ مقدمها، كلما سألت أحدهم عنها...قال لك أنه فتح عينيه ذات يوم ووجدها بينهم، وبالقدر نفسه أصبحت أملاكها أكثر من الدهشة في عيون الناس، ويكررون أنها كانت على سبيل المثال تملك (غنماية) واحدة فإذا بها وقد أصبحت قطيعاً لا يستطيعون حصره، وما كان ليلتفتون لظاهرة الأغنام تلك لولا أنها أصبحت مصدر نكد حقيقي عليهم، فهي تطلقهم منذ الصباح الباكر في ارض الجمهورية، فيستبيحوا كل شىء ويعيثون فيها فساداً، ولا يجرؤ أي كائن من أفراد الشعب المغلوب على أمره على الاعتراض، فقد أصبح لحاجة السُّرة من آليات القمع والترهيب ما يمكن أن يذيب الحديد، ولها من الطرق والحيل الماكرة ما يعجز أي راصد، علاوة على أنها أدركت أن الناس في حاجة لألبان غنمها بعد أن أصبحت المصدر الوحيد لذلك السائل العجيب، وإذا سألتهم أين أغنامكم..لا تجد إجابة شافية غير تلك الدهشة البلهاء التي تحدق في الفضاءات الواسعة، كأنما تلك الأغنام (فص ملح وداب) على حد تعبير أحدهم! كما أن حاجة السُّرة فطنت لمسألة الأصل والفصل تلك، وأدركت أنها تمثل محكاً في شرعية وجودها من عدمه، فنسجت حيلها وأشرعت دهائها في إغراء ذوي النفوس الضعيفة من أهل الجمهورية، وإبرام تعاقدات مع آخرين يبحثون هم أيضاً عن متكأ يبعد عنهم شبح الفقر والفاقة، وقد نجحت في استقطاب كلا الفريقين فلم يعد من الناس من يسأل ذلك السؤال القديم، في ظل أهازيج التهليل والتكبير التي تسد بها فراغات الاستفهامات الحائرة، والمفارقة أن البعض بات يشيع عن الحاجة أساطير تفوق الخيال، ومع كل أسطورة كانت تزداد صلفاً وغروراً وإستبداداً، وقد توسعت مملكتها من السوام حتى ضاقت بهم على اتساعها، ولكن مثلما حدث في مزرعة جورج أوريل فقد بدأت بعض الحيوانات تتذمر، ومن بين هؤلاء الحمير التي أصبحت لا تقوي على الظلم الذي توقعه عليها حاجة السُّرة كل يوم، فقررت أن تشكوها لخالقها فإجتمعت سرأ وإختارت وفداً مهمته أن يعرج للسماء ليشكو الظلم، وسافر الوفد بالفعل ولكن غيبته طالت، ولمّا كانت الحريات مقموعة أصلاً في جمهورية خازوقستان..لم تجد بقية الحمير وسيلة لمعرفة أخبار الوفد إلا بالاقتراب من بعضها البعض وتبادل الحديث همساً في الأذنين، ومنذاك اليوم عرف الجميع في الجمهورية سر الحميمية في إقتراب الحمير من بعضها البعض بعد أن كانوا يظنون أنه نوع من أنواع الرومانسيات.
أما أنت عزيزي القارىء فإذا رأيت ذاك المنظر يجري أمام عينيك، فأعلم – يا رعاك الله - أنها تهمس كمن يعزى نفسه وتقول...هل هناك أخبار من الوفد؟.. متى سيعود الوفد؟!
عن (الأحداث)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياها دي أجراس الحرية الفرحانين بيها !! (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
قلنا المارقه أحسن تكون ليك إنت راجل كويس وضيفانك كتار
مُستشارون...لا يَهِشّون ولا يَنِشّون!
فتحي الضـو
[email protected]
عرف السودانيون وظيفة المستشار بعكس معانيها المهنية والوظيفية والاخلاقية، خلال حكم الرئيس المخلوع جعفر نميري...وتحديداً في الفترة التي أعقبت ما سُمي بالمصالحة الوطنية، أي في العام 1977 وهي الظاهرة أو التظاهرة السياسية التي إتسعت بموجبها مقاعد (الاتحاد الاشتراكي العظيم) للاعبين جدد، برز منهم في صدارة المشاركين..السيد أحمد الميرغني عن الحزب الاتحادي الديمقراطي العريق، والسيد الصادق المهدي عن حزب الامة العتيد، والدكتور حسن عبد الله الترابي عن حركة الأخوان المسلمين أحد ذراعي القوى العقائدية، حيث أن الزراع الأخري التي يمثلها الحزب الشيوعي آثر سكرتيره العام السيد محمد أبراهيم نقد الاستمرار في معارضة أضعف الايمان، أي مواصلة الاختفاء تحت الأرض، وهكذا لم يبق لنميري يومذاك من معارض فوق الأرض يمكن أن يزعزع نظامه أو يقلق منامه، وعلى العكس فإن مشاركة الفرسان الثلاثة وسلبية الرابع كفلت له التمدد في السلطة لثماني سنوات...فوق ما أشتهي وتمني!
الفرسان الثلاثة المذكورون آثر أولهم الصمت في أروقة الاتحاد الاشتراكي (العظيم) للدرجة التي أصبح مثار سُخرية رئيس النظام، مع أن الرئيس نفسه له من العلل الشخصية ماتنوء بحمله الجبال، أما الثاني فعندما لم يقض وطره من المشاركة بدأ في إفتعال المعارك بغية التطهر من الإثم...فوجد في (كامب ديفيد) ملاذاً، وحينذاك لو سألت أهل السودان عن كامب ديفيد تلك، لقال لك السواد الأعظم أنها إسم مغامر إنقلابي إنقضَّ على السلطة بليلٍ كما رئيسهم صاحب المصالحة الوطنية! أما الثالث فقد خلا له الجو ليبيض ويصّفر فوجد في المشاركة ضالته، وتقلب في المناصب كتقلب المحب على نار الجوي، ومن بين ماتسنم وظيفة مستشار رئيس الجمهورية!
لم يكن ذاك النظام الشمولي الديكتاتوري بنفس مواصفات قرينه الحالي، وبخاصة في كيفية الاعتماد على الاعلام لتثبيت أركانه، فالسابق كان متواضعاً في هذا المضمار فقد إعتمد على الصحيفتين اليتيمتين – الأيام والصحافة – (ورؤساء تحريرها أحياء بين شعبهم يرزقون) والذين لم تكن مهامهم جسيمة من شاكلة المهام التي يسهر الخلق جراءها ويختصموا، فهي من التواضع بحيث تمثلت فقط في التسبيح بحمد رئيس النظام، والذي كان بدوره ينتشي حد الثمالة، كلما سمع اسمه يتردد في الآفاق. وفي هذا الاطار كانت الصحيفتان تتعمدان نشر خبر على صدر صفحاتهما الاولي يشير إلى أن «السيد الرئيس جعفر نميري إلتقي مستشاره الدكتور حسن الترابي وهو في طريقه لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وتزيد بأن السيد الرئيس زوده بتعليماته وإرشاداته ونصائحه» تلك التراجيديا السياسية قال عنها المستشار فيما بعد أن أسمها إستراتيجية تقويض النظام من الداخل، ونظراً لميكافيليته المعروفة فقد كان بإمكانه إراقة المزيد من المثل والأخلاق في سبيل الوصول لغاياته، لكن المهم أدركنا نحن عباد الله الصابرون، أن المستشارية في ظل نظام شمولي هي وظيفة من لا وظيفة له، وعليه فهي لا تساوي ثمن (الكرافتة) التي تطوق عنق مرتديها!
بغض النظر عن ذاك الابتذال المتوارث في الانظمة الشمولية، لا اعتقد أن احداً من المراقبين أو المتابعين يجهل المعني المعرفي والمهني لوظيفة المستشار...وفي محاولة منّا لوضع الأمور في نصابها الصحيح، بل من باب الذكري التي تنفع المؤمنين..نعيد للقراء المعاني المتعارف عليها، فالمنصب إبتداءً يحتم التأهيل الاكاديمي والعلمي بغية التخصص..قانونيون، دبلوماسيون، إقتصاديون، إعلاميون..ألخ، ومن ثم فإن من صفات المستشار أن يكون صاحب رأي سديد، ومن المعروفين بالانحياز لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان، ومن الذين يؤمنون بالحريات العامة إيمان العجائز، وهذا بالضرورة يعني ألا يكون من الملوثين بداء الانظمة الشمولية والديكتاتورية، ولعل الثبات على المباديء صفات تزين صدر المستشار، ومن ذلك سلامة الحجة وسلاسة الفكرة وقوة المنطق، وأن يكون لديه إحساس متعاظم بالمسؤولية الوطنية، وممن يؤثرون على انفسهم ويزهدون في حب المال والشهوات، ويزيدون بالابتعاد عن موارد الطمع والجشع، ولا يخيب المستشار الذي جعل العقل والعاطفة قواما في كفتي ميزانه...إذ حاور جادل بالتي هي أحسن، كلامه من فضة وسكوته من ذهب، حليم عند الغضب، حكيم عند الأرب، ولهذا قال عنه الرسول الكريم (ص) المستشار مؤتمن، ومن المؤكد أن وظيفة بتلك المواصفات يندر أن تجتمع في شخص واحد، ولهذا فلا غروّ أن أصبحت من اكثر الوظائف صعوبة وتعقيداً في جهاز الدولة، ولكن هل واقع الحال كذلك؟
قبل الاجابة على هذا السؤال هناك مفارقة غريبة لابد أنها لفتت إنتباه الكثيرين، وهي لماذا يُزيّن الشموليون أنظمتهم بالعديد من المستشارين في الوقت الذي يعلم الجميع أن طبيعة النظام تستند على مركزية قابضة على خناق الدولة، بمعني أن القرار السياسي يقوم به البعض ويسقط عن الآخرين، وفي رواية أخرى أن البعض هؤلاء قد يكونون منظومة بعدد أصابع اليد الواحدة، وفي رواية أكثر دقة أن البعض هؤلاء ليسوا سوى فرد واحد تحيط به شرذمة قليلة، في حين أن الوجه الآخر للمفارقة لا يجد تفسيراً لقلة المستشارين في الانظمة الديمقراطية، علماً بأن طبيعة تكوينها تحتم العكس تماماً، أي ضرورة إتساع مظلة التشاور وتمدد قنوات الرأي والرأي الآخر!
لا يستطيع أي إنسان التأمين على أن الصفات الضرورية في عمل المستشار تتطابق وجيش المستشارين الحالي الذي ضاقت به ردهات القصر الجمهوري على اتساعه، فهم أولاً فئة عملها إن – وجد – فهو أقرب إلى ممارسات الماسونية، وثانياً يمثلون مصدراً من مصادر إرهاق الخزينة العامة، وثالثاً أن عددهم نفسه يبدو كأنه يخضع لقوانين المد والجذر في نهر النيل، ففي مقال سابق أحصيتهم ووجدتهم تسعة عشر كوكباً، وقرأت لكاتب حصيف قوله أنهم خمسة عشر كوكباً، ولكن (جهيزة) مجلس الوزراء في موقعها الالكتروني قالت أنهم أربعة عشر كوكباً، ودعونا نعتمد إحصاء التي قطعت قول كل خطيب هذه، مع يقيني بأن هناك فئة غير معلنة تعمل من وراء حجاب، وقناعتي الراسخة في أنه ليس بغريب على حكومة ألا تعرف عدد مستشاريها طالما أنها لا تعرف في الأصل عدد ضحاياها في حروب (الردة الوطنية)!
بما أن هذه المسألة أي مسألة ضحايا الحرب المستعرة منذ سنوات في دارفور تمثل محكاً أخلاقياً لدولة المشروع الحضاري، وبما أن تعداد اولئك الضحايا يعد من صميم عمل الأربعة عشر كوكباً حتى لا تقع السلطة التنفيذية في حرج التخبط في ركام الارقام، دعونا نتوقف قليلاً في هذا الأمر الذي تقاعسوا عن أداءه كأبسط ما تكون المهام، مما يدل على أن هذه الفئة أصبحت تعد نموذجاً للكسل الذهني والبدني الذي يصر البعض على وصمنا به، ففي وقت مبكر وتحديداً في 9/8/2004 كان وزير الخارجية آنذاك المستشار آنئذٍ الدكتور مصطفي عثمان أول مسؤول يدلي برقم فاضح حول عدد ضحايا الحرب في دارفور، ففي مؤتمر صحفي بالقاهرة لم يكتف بنفي الارقام المتداولة ولكنه زاد عليها بتأكيد «أن الأزمة لم تؤد سوي إلى مقتل خمسة آلاف شخص بينهم 486 شرطي» واورد للأسف شرطاً تقشعر منه الأبدان، فقال «على من يعطي أرقام غير هذه أن يقدم لنا أسماء ويدلنا على قبور»!
أما وزير العدل السيد محمد على المرضي الذي رحل مغضوباً عليه على عكس ما يوحي أسمه، والذي كان يعد مستشاراً للحكومة فقد قال في حوار (الأحداث 19/9/2007) آخر أن أمنستي أنترناشونال تتحدث «بشكل ببغاوي عن مقتل 200 ألف وتقول الانتهاكات مستمرة والتطهير العرقي مستمر، فكيف يظل هذا الرقم كما هو منذ أربع سنوات، علما بأن هذا الرقم لا يساوي عشر الحقيقة» وعندما سأله المحرر عن الحقيقة حتى يستبين عشرها..قال «القتلي لم يتجاوز عددهم أثني عشر ألف في القتال بين الحكومة والحركات المسلحة وبين القبائل فيما بينها» فأردف المحرر قائلاً: لكن الرئيس البشير قال أن عدد الضحايا 9 آلاف ضحية؟ فاجابه المرضي واثقاً «الرئيس قال بهذا الرقم في وقت معين» فقال له المحرر إذن عدد الضحايا قد ارتفع من 9 آلاف إلى 12 الف خلال فترة لا تتجاوز خمسة أشهر فقط؟ فأجاب غفر الله له «هي المسألة تقديرية وليس لدينا احصاء بالفرد، والرقم لم يتجاوز الأثني عشر ويمكن أن يقل عنه» تصور ان مستشار الحكومة هذا يتحدث عن بشر وليست بضاعة في (سعد قشرة) ولهذا لم يكن غريباً أن لا يجد الفريق البشير إجابة وافيه في زيارته للأمارات الشهر الماضي، فقد قال في المؤتمر الصحفي «أن دارفور قضية (مصطنعة) وأن الاعلام لعب دوراً كبيراً في (تضخيم) الأزمة، مشيراً إلى أن الارقام الرسمية لضحايا النزاع القائم منذ عام 2003 لم يتجاوز عشرة آلاف قتيل وأقل من نصف مليون نازح» فإن عجز اربعة عشر كوكباً في معرفة رقم تتفق عليه الاجهزة الرسمية في الدولة، فهل يرجي المرء منهم إنجازاً فيما هو أكبر من ذلك أي المشورة المخلصة للخروج من الشبكات!
بالنظر للحديث الذي أدلي به في وقت سابق رئيس حكومة الوحدة الوطنية الفريق عمر البشير، كنا نتوقع دوراً ملموساً وفاعلاً للأربعة عشر كوكباً، ولعل الأمانة تقتضي التأكيد على أن ما نطق به الفريق البشير يومذاك بلغ من الشفافية درجة يحسدها عليه أي رئيس منتخب إنتخاباً ديمقراطياً حراً، فقد قال في ختام مداولات المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي حول الخطة الخمسية 12/6/2007 موجهاً حديثه للشريك الذي تمنّع من حضور جلساتها «جئنا لهذا الموقع عساكر وتعلمنا من خلال وجودنا في مجلس الوزراء ما يدور في لجان التنمية بعض الشيء» وبالطبع هذه شفافية أدهشت المراقبين السياسيين، ويعتقد أن ناطقها كان متصالحاً مع نفسه وواقعه، وعليه كان الجدير بأن تحيط به ثلة من صفوة المستشارين من المشمولين بالصفات التي ورد ذكرها!
لكن يبقى السؤال الحائر...كيف تناسلت الظاهرة وتضخمت حتى بلغت ذاك الحد الذي يلفت الانتباه ويثير القلق ويستدعي الشفقة، الثابت أنه في إطار بحث الانقاذ عن شرعية مفقودة لجأت إلى رد كيد أعدائها إلى نحرهم، فعوضاً عن أن يفككوها – كما زعم الفرزدق – فككتهم هي بعوامل التعرية السياسية، فقسمت كل من إنتاشته سهامها، وفي كلٍ كانت تضم إلى حظيرتها متساقطون من أحزابهم، ففي الاتحادي الديمقراطي حدث ذلك مع ما يسمي بمجموعة الشريف زين العابدين، وفي حزب الأمة حدث هذا مع ما يسمي بمجموعة مبارك الفاضل، وطالت أيضاً أنصار السنة وفصائل منشقة من الحركة الشعبية، وإنتخبت من البعثيين والقوميين والمستقلين والعسكريين رجالا جرت الشمولية مجري الدم في عروقهم، وعندما إستنفد بعض هؤلاء وأولئك أغراضهم كانت الاستشارية هي الوكر الدافىء الذي يحتضنهم كتعويض عن خدماتهم التي قدموها للانقاذ، ورويدا رويدا وجد الناس انفسهم أمام جهاز تضخم حتى بات المرء يشك في أن شاغريه يعرفون بعضهم البعض!
يعجبنا في قبيلة المستشارين أن بعضهم زاهد في الأضواء حتى يكاد المرء لا يشعر بوجودهم، وإذا تأملت أسماء تلك الكواكب المنتثرة، فأنك تدرك لا محال أن هذا الزهد وراءه شىء يقبع خلف الأكمة، وبما انهم مستشارون فقد رسخ عُرف من حيث لا يحتسبون، هذا العرف إعتبرهم طائفة تقف بمنأي عن المسائلة والمحاسبة والمتابعة، والحق يقال كيف يُساءل من ليس له عمل معين أصلاً؟ ولهذا لم يكن بغريب أن تصطبغ مخصصاتهم وإمتيازاتهم بذات الصبغة الماسونية، ونخشي أن نخوض في هذا الأمر فيعتبرنا كبيرهم الذي علمهم الشمولية..أننا من زمرة ما عناهم وقال عنهم أنهم حاسدوه..فيستعيذ منّا برب الفلق ومن شر النفاثات في العقد، لكنهم من حيث يحتسبون فعلاً فهم من رسخ لمفهوم العطالة المُقنّعة، إذ أنهم إلى جانب الاستشارية جمعوا بين وظيفتين أو أكثر، ومن بين هذه مناصب الوجاهة تلك..ظاهرة عضوية مجالس إدارات شركات ومؤسسات وبنوك...إحدي بدع الضلالة في الخدمة المدنية، وبعد أن طالعتنا الصحف بخبايا بعضها، لا غروّ إن كانت كلمة السر فيها (اهبر) جزاك الله خير!
بما أن الشيىء بالشيىء يذكر، ومن باب تعميم الفائدة نقول في الختام أن حكومتنا السنية التي وصفها السيد المهدي بنصف شمولية، تضم رئيس بنائبين وثلاثة مساعدين و30 وزيراً و36 وزير دولة و30 وكيل وزارة و17 أمناء ومدراء عامون تابعون لمجلس الوزراء و14 مستشاراً و450 عضو مجلس وطني، ونصمت عن الحكومات الولائية ومجالسها التشريعية ومستشاروها، وندعو القارىء أن يتأمل هذه المفارقة، ففي اوروبا الغربية كانت المانيا إلى جانب النمسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تسميان وظيفة مستشار ويكون هو العضو المنتخب في أعلي هرم السلطة، ويمنحه الدستور حق تعيين الوزراء ويحدد إختصاصاتهم، وبهذه الصلاحيات يتمتع المستشار بدور سياسي قيادي أشبه بالذي يتمتع به رؤساء الجمهورية في الديمقراطيات الأخري، وحكومة المانيا الاتحادية الحالية مثلاً ترأسها الدكتورة أنجيلا ميركل والتي إنتخبها البرلمان (البوندستاج) في العام 2005 وتتكون من خمس وزيرات وتسعة وزراء، أي بإجمالي أربعة عشر (كوكب دري) بالفعل وليس تهكماً، ومفارقة أخري تقول أن أندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها نحو 200 مليون نسمة يبلغ أعضاء مجلس الشوري فيها 78 عضواً فقط، ولا تبتئس يا عزيزي القارىء إن علمت أن هذا الوطن الحدادي مدادي بأرواح ساكنيه التي تقارب الأربعين مليون نسمة، يبلغ أطباء العيون فيه نحو 160 طبيباً، وهؤلاء يوجد 90% منهم في ولاية الخرطوم وحدها، وهناك أكثر من عشر ولايات لا يتوفر فيها طبيب عيون واحد، في حين أن القذي لا محال سيصيب عيونك من رؤية جيوش سليمان والنمل الذين هم مواطنيه.. يهربون بحثاً عن ملجأ آمن، فأنظر كم نحن مستغفلون يا هداك الله؟
كان الاجدر ألا أضع (لا) النافية في عنوان المقال، والانصاف يقتضي ألا أسلب الاربعة عشر كوكباً خصائصهم واقلل من شأن ما يقومون به، وعليه إذا سألتني يا عزيزي القارىء في نهاية المقال عمَّ يعملون..سأقول لك حتماً: انهم...ينشون الدولارات ويهشون بها الذباب!
| |
|
|
|
|
|
|
|