لا يُحكى فقر "سيتوبلازمات" الفكر السياسي السوداني بقلم عماد البليك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 01:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2015, 06:13 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا يُحكى فقر "سيتوبلازمات" الفكر السياسي السوداني بقلم عماد البليك

    05:13 AM Feb, 08 2015
    سودانيز أون لاين
    عماد البليك -
    مكتبتي في سودانيزاونلاين




    في فترة، ربما في نهاية الستينات من القرن الماضي، إلى نهاية الثمانينات كان ثمة نوع من الهروب أو الهجرة من اليسار إلى اليمين، من الشيوعية إلى المحافظة في التفكير، وكان ذلك الفعل في السودان يتخذ موقفا ملحوظا من خلال بعض النماذج وأبرزها المحامي أحمد سليمان الذي كتب "مشيناها خطى" في سيرة التحول والتغيير وقدرة الذات على الانفلات من المحطة الواحدة، وهناك أيضا عمر ياسين الإمام وعبدالباسط سبدرات وآخرين. وبغض النظر عن مناقشة العمق المعرفي الذي كان وراء حدوث هذا النوع من التحول، وهل كان مرتبطا لدرجة ما بسياق السياسة والمتغيرات في هذا الجانب جراء انكسار الشيوعية في سنوات النميري الأولى وتعرضها للجفاف الذي بدأ يضربها فعليا منذ تلك الأيام، فقد بدا من الجلي أن هجرة اليسار إلى اليمين تبتعد يوميا باتجاه ليس المحافظة بل الدوران على فعل الإسلام التقليدي إلى أشواق المتصوفة والبحث عن جذور للشيوعية وقيمها الاقتصادية والاجتماعية داخل الفكر الإسلامي.
    لقد تكثف هذا الفعل في رغبة الانتقال وتغذية الأشواق اتجاه جهة ما قد لا تكون محددة أو مرئية، وأصبح التصوف في أحيان غالبة هو الملجأ الأخير للشيوعي "التائب" بحيث نصل إلى تلك اللحظة الغامضة التي كان قد أشار إليها القدماء عندما يكون اليقين والشك وجهان لعملة واحدة.
    وقد كنت في سن مبكرة كثير الاستغراب لسر غرام اليسار السوداني بالأستاذ محمود محمد طه وفكره، وهل السبب يتعلق بأنهم يرون فيه صورة للإسلام الجديد المنشود المتحرر من الغلواء والتعصب والتشدد؟ أم أمر آخر، بخلاف التباين في القواعد التي يقوم عليها كل من الطرفين. لكن سؤالي لم يقف هنا فالبحث عن أسباب الشيء ومسبباته يجب ألا يقف عند حدود الشكل والظاهر، بل يجب أن ينفذ إلى الخواص اللامرئية أو الطبقات التحتية التي تشكل ما يتحرك أو يتمثل في المرئي.
    وبمثلما يفكر الفيلسوف والمحلل النفساني الفرنسي الأكثر حداثة ميغال بنسياغ، فالتاريخ "ليس تاريخ التمثلات إنما ينجم عن عدد هائل من الأحداث الصغري..".. ".. ففي الغالب فإن الأحداث الصغرى هي التي تؤسس لتلك الكبرى". وبهذا الافتراض النظري الفلسفي فإن البحث عن جذور العلاقة بين اليسار والتصوف والمحمودية، يعني أن نعيد التفكير في تلك الأحداث الصغرى التي لم يقف عندها المفكر أو الباحث السوداني بدقة، فالغالب في تحليل الأوضاع والتغيرات في متشكل الظرف الاجتماعي والسياسي عندنا قائم على الشكليات والقيم الكبرى والدوال النهائية، في حين نهمل بدرجة كبيرة ما وراء ذلك، ما يعرف بذراري المتمثل، تلك الحبكات الصغيرة التي ليس لأحد يراها سوى بميكروسكوب معقد من الوعي والجدل والاستنارة.
    لكن السؤال الذي يقف هنا. هل كان لدينا ذات يوم نوع من التفكير الفلسفي والجدلي البعيد.. أي العميق في سبر أغوار المنتجات والتمثلات والأخيلة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها في المجتمع السوداني. هل وقفنا ذات يوم لنحلل مثلا ظاهرة معينة اجتماعية على سبيل المثال، مثلا.. علاقة السودانيين بطقس الموت ولماذا يحمل تنازلات معينة لصالح زمن يتوقف رهانا للتمجيد والاحتفاء الذي سرعان ما ينزوي ويُنسى، وهل لذلك علاقة بالتاريخ الاجتماعي المتراكم.. وربما قضايا كثيرة لا حصر لها، فكل ظاهرة أو تقليد أو متجسد معين يتطلب البحث عن ما وراءه من دوافع سواء كانت مقصودة أم تلقائية تشكلت عبر حلقة من الأزمنة المتداخلة بحيث يصعب الفرز أو إيجاد البداية.
    دائما يمكن العثور أو الوصول إلى إجابات جاهزة.. وهذا هو الشيء الأسهل، عندما ينتهي السؤال إلى إجابة معلبة. لكن هذا النوع من الإجابات سريع العطب وفاسد، كما أن حضور الإجابة لا يعني أننا أذكياء، والسائد في فكرنا السوداني هو تلك الفيزيقية بإسباغ الدلائل والأحكام وفيضانها الكبير على الأسئلة بحيث تغطي على رغبة الكائن على توليد المزيد من الاستفهامات. ومعروف أن العقل البشري يطور المحيط والبيئة والحياة عموما من خلال الشك العارف لا اليقين المستسلم.. من خلال التحريك لا الجمود، لهذا نرى كل يوم مخترعا جديدا أو قيمة وليدة تضاف للعالم المرئي أو الجمالي أو المكتسب المعرفي عموما.
    يظن غالبيةٌ أن الشيوعية وجدت في اليمين.. المحمودي أو الصوفي ملاذا بديلا.. أو اختراعا لمثال لم يتحقق في المادي والملموس في محاولات أنسنة الجدليات الماركسية في فعل الحياة والممارسات.. أو يحاول أن يربط بين جذور التشكيل للعقل المحلي وكونه متعلق بالغيبيات والجذر العقائدي الديني وغيرها ليصل إلى الإجابة. لكن ليست المتحصلات تأتي بهذا الشكل. حتى لو كانت التمثلات أن هناك من هجر الفكرة إلى تضرع واضح انعكس في صلاة ليلية عميقة أو تبتل.. بحيث يكون للمنقطع من فكر المادة أن يتهامس ويتعايش مع المنفتح من فكر الروح والهيوليات.
    لقد لفت انتباهي أحد ممارسي السياسة في السودان وهو أحد القادة الحزبيين إلى ما اسماه "سطحية اليمين واليسار" وهو يتكلم عن الفكر السياسي وفقره في السودان، وكيف أن كلاهما سواء اليمين واليسار قائمين على مناظير مسطحة في وعي الذات والتماهي مع الآخر.. وهذا يعني ليس عدم القدرة على الإنتاج وتوليد الجديد وبالتالي المساهمة في إبداع حياة أكثر نعمة للمجتمع، بل يعني قبل ذلك أننا أمام ظواهر هي نتاج ظرفيات التاريخ وعدم قدرتنا على الاستجابة المعقلنة لما يحدث، إذ يهيمن الوقتي واللحظي.. والتفكير الفقاعي، فالمبادئ والمفاهيم عندنا غائبة، أي تحديد نوعية وحجم وافتراضات الأشكال التي تصنع المجسدات والملموسات، فنحن نهتم بإنتاج تصنيمات متواترة من الخلاصات التي لم تستند لوعي عميق في الاستنارة المطلوبة.. تلك التي تقوم على إدراك للذات يقوم على استنطاق السيتوبلازمات المركزية التي تشكل الأبعاد البنائية للتجليات والمرئيات.
    إن ظاهرة البحث عن اليسار في وسط اليمين عبر أشكال التصوف والإسلام الذي يميل للطقوس الشعبية والتقاليد المتوارثة في المجتمع لاسيما في التماهي مع البعد الأفريقي، يعني ذلك رغبة في إنتاج سياق جديد للذات لكن هذا لا يكتمل إلا عبر مجموعة من المراجعات التي تحدد كيف كان ذلك وإلى أين يسير، والملاحظة نفسها تنطبق على مسار الممارسة في الحركات التي تتبنى اليمين والعقيدة الدينية، فهي الأخرى قد استفادت من آليات اليسار في فعل التنظيم السياسي وهرمية البناء، وبالتالي فيمكن القول إن هناك تداخل يتم وخبرات تتناسخ بطريقة غير محسوبة بدقة أو مبرمجة. وهذا هو – ربما - ما يصفه ذلك الممارس السياسي، بـ" التسطيح" لأن افتقاد الرؤية والبصيرة في القيام بالشيء يحول الممارس أو الفاعل إلى باحث لم يستقر بعد على النتيجة، وإذا كان البحث نفسه شكلا إيجابيا في الوعي. إلا أن البحث المجرد عن الانتباه لقيمة الذات وموقعها في الإطار التاريخي والموضع الظرفي للوقائع والمتغيرات، لا يفضي لغير الدوران العشوائي الذي يقود في النهاية للنقطة نفسها التي كانت البداية عندها.
    mailto:[email protected]@gmail.com








    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
  • عندما يُبعث عبد الرحيم أبوذكرى في "مسمار تشيخوف" بقلم – عماد البليك 26-07-14, 08:31 AM, عماد البليك
  • إلى أي حد يمكن لفكرة الوطن أن تنتمي للماضي؟ بقلم – عماد البليك 06-07-14, 00:32 AM, عماد البليك
  • المثقف السوداني.. الإنهزامية .. التنميط والدوغماتية 02-07-14, 09:33 AM, عماد البليك
  • بهنس.. إرادة المسيح ضد تغييب المعنى ! عماد البليك 20-12-13, 03:08 PM, عماد البليك
  • ما بين نُظم الشيخ ومؤسسية طه .. يكون التباكي ونسج الأشواق !! عماد البليك 16-12-13, 05:11 AM, عماد البليك
  • مستقبل العقل السوداني بين إشكال التخييل ومجاز التأويل (2- 20) عماد البليك 05-12-13, 06:01 AM, عماد البليك
  • مستقبل العقل السوداني بين إشكال التخييل ومجاز التأويل (1- 20) عماد البليك 02-12-13, 04:48 AM, عماد البليك























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de