الحداثة ومذهب الحرية الفردية تأملات في الحدث الأمريكي .. زواج المثليين بقلم د/ محمد مجذوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 07:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2015, 06:32 PM

د محمد المجذوب
<aد محمد المجذوب
تاريخ التسجيل: 05-18-2015
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحداثة ومذهب الحرية الفردية تأملات في الحدث الأمريكي .. زواج المثليين بقلم د/ محمد مجذوب

    05:32 PM Jun, 30 2015
    سودانيز اون لاين
    د محمد المجذوب-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    https://http://http://www.facebook.com/muhammad.almajzoubwww.facebook.com/muhammad.almajzoub
    يأخذ مفهوم الحرية الإنسانية مكانة "المطلق" و"المقدس" في نظم منظومة الحداثة العلمانية، اذ تعتبر الحرية الفردية بمثابة الخاصية الأكثر أهمية لإنسان الحداثة بل وتشكل جوهره الغار، ولذلك عدت أصلاً تأسيسياً للنزعة الفلسفية الإنسانوية الحديثة، التي تتمحور حول تصور للإنسان قوامه العقل والإرادة والحرية، ويعرف مفهوم حرية الإرادة الإنسانية في معناه الحداثي، بسعي الانسان الجاد لهدم عالم الوصاية المضروب حوله وتدميره بمختلف تجلياته وحدوده وتبدياته الأخلاقية او المعرفية ...الخ . اما حرية الإرادة نفسها فتعتبر حالة من المغامرة نحو الحرية في عالم مسكون بالضرورة والحتمية المادية، فهي تأخذ من هذا المنظور صورة إرادة إنسانوية حرة تتحدى وتتقصى وتغامر لتصنع مصير الإنسان بمقدار إرادته وعلى مقياس أطياف أحلامه الدنيوية المادية البحتة، وبذلك تبلورت فكرة الحرية الفردية التي احتلت محل "المطلق" "الله" سبحانه في فلسفة الحداثة وقوامها ومقدسها الأهم، فثمة "إجماع" عند الحداثين على مبدأ القائل بأنه "لا حداثة بلا حرية فردية"، كحرية التفكير في كل شيء، وحرية التعبير عن كل شيء وبأي عبارة أو أسلوب، وحرية البحث في كل شيء وكل مجال بلا ضابط ولا حاجز، والاهم من كل هذا حرية التحرر من كل قيمة أخلاقية او اجتماعية ...الخ، بوصف الحرية هي حق الانسان المطلق والنهائي، فكانت الحرية بذلك هي المبدأ المقدس الذي أهدته فلسفة الحداثة للإنسان المعاصر. ومن هذا المنظور التأليهي والقديسي للحرية الفردية،"اله الحداثة الجديد" يتم النظر إلى ماهية الأخلاق كقيم نسبية تتغير من عصر إلى عصر، ومن مكان إلى مكان، اما القيم الدينية "الإسلامية او المسيحية ونحوها" فانه يجب تجاوزها كونها أصبحت تشكل عالم الوصاية المضروب على الانسان، ومن ثم يجب فصل الدين عن المنظومة الأخلاقية للفرد والمجتمع، فأخلاق كل زمان بحسبه، كون إن الحداثية تربط الأخلاق والقيم بالا ديني وتصله بالتاريخ والزمان والمكان. وبذلك يكون أساس الأخلاق ومرجعها المعرفي هو حرية الإرادة الإنسانية او حقوقه الطبيعة، بوصفها المطلق الذي حل محل الله لا الله نفسه او الدين كمصدر نهائي للأخلاق والعلاقات الآمرية والتعاقدية في الحياة الانسانية. لتكون الأخلاق في المفهوم الحداثي، اخلاق تتقاطع مع أية ثوابت أو أديان أو مطلقات، فهي مسألة فردية نسبية، تخضع للتطور والتحول، وكل انسان او مجتمع يرسم الأخلاق التي تناسبه. فما قد يكون فضيلة هنا، قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر. أو بعبارة فلسفية: فالأخلاق لا علاقة لها بالفضيلة أو الاحتياجات الروحية أو المعنى، وإنما لها علاقة بالسعادة والنشوة الجسمانية وباللذة والمنفعة، وبالتالي يعُرِّف الخير والشر تعريف ماديا كميا، فالخير هو ما يدخل المنفعة واللذة والشر هو عكس ذلك هو ما يسبب الألم والضرر، والمعنى ان الحداثة ومطلقها في الحرية يجعل من الأخلاق وتجلياتها العلائقية مسألة نسبية ومجموعة قيم متغيرة دوما بتغير البنى التحتية فالمعروف هو ما تعارفت عليه قيم وعادات زمانه، والمنكر هو ما أنكره العرف الاجتماعي وقيم زمانه، لتصبح منظومة القيم الليبرالية المؤسسة على مطلق الحرية الفردية "الاله الجديد" هي تلك المنظومة ذات الأحكام البشرية التي يصدرها الفرد "الحر" كناتج لعلاقة تفاعلية بينه والافراد "الاحرار" من حوله فهي متغيرة ومتطورة حسب الزمان والمكان. فاذا ما أدى الفرد الحر واجبه المهني مثلا على أكمل وجه فهو مواطن خير صالح جيد، اما إن تقاعس في الأداء الوظيفي وانخفضت الكفاءة فهذا هو الشر، هنا يتم قطع أية صلة بين الدين والقيم. وتتحول القيم إلى منفعة مادية. وعندئذ يمكن بل يجب تجاوز مفاهيم ومقاصد الحياة الزوجية كمقاصد العفة واستمرار النسل وزيادة الايمان وبناء الانسان الصالح ...الخ، كونها منظومة تناهض لذة فاحشة الزنا والشذوذ الجنسي وزنا المحارم والسفور، كونها في النظر الديني علاقات تمثل خطرا على مصير الإنسانية وبقائها واستمراريتها، ولا تجيز سوي علاقات "زواج" الذكر بالأنثى فقط لان اخلاق كل زمان بحسبه. وبذلك تتجاوز الحضارة الغربية "الحداثية" – وبغير كثير مفاجئة- كل يوم جديد واحد او اكثر من المفاهيم الدينية الأخلاقية، فمسألة الشذوذ الجنسي وزواج المثليين –وفق منظور الحرية الفردية - يعتبر حقا من حقوق الإنسان، بل سيطر الشواذ على اهم المواقع الاستراتيجية في الكثير من بلدان "الحداثة" في أوروبا وامريكا بل وفي اللجان التابعة للأمم المتحدة. يقول تعالي: يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا { النساء 26/28}. وهكذا يظهر تهافت مذهب الحرية الفردية وعدم قدرته على وضع نظام أخلاقي للإنسان ولو من باب شرعة حقوف الانسان، لنقرر إلى إن الدين الإلهي هو منبع الأخلاق ومصدرها لأنه من عند الله، وصانع الشيء أقدر على وضع النظام الامثل لسيره وعمله وصيانته، فالنظام الأخلاقي الصحيح موجود في القران الكريم وفي السنة المطهرة ولذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم خلقه القران وبعث ليتم مكارم الأخلاق. ودلالة ذلك إننا يجب علينا وجوبا أخلاقيا وانسانيا ان ندافع عن فلسفة الاخلاق في الأديان والإسلام على وجه الخصوص، كمنظومة جامعة للقيم الأخلاقية للإنسانية، بحيث يجب أن يكون المرجع لمنشأ القيمة الأخلاقية فيها مرجعاً خارجاً عن وضع الإنسان، بيد انه من وحي الله وأوامره المنزلة. بمعني إن تقرير كون الفطرة اللاحقة أو عدم كونها مصدراً للامرية الأخلاقية، بين البشر ينبغي أن يتم بالنسبة إلى حالة الإنسان التي هي حالته الخلقية، لا بالنسبة إلى حالة حرية طبيعية "متوهمة"، أو تصور مفترض للتفكير "الحقوقي" فيها والحكم على مراحل تاريخها، وهكذا بالنسبة لكل قراءة للحرية الإنسانية تطفي بعض الصفات غير المهمة، وتعطيها صفات الأصالة، وفي معزل عن حالة الإنسان المتخلق بالأخلاق الإلهية، فإنها بالضرورة قراءة ناقصة ومشوهة لمصدر الاخلاق والحرية والكرامة الإنسانية.


    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • أعجب انقلاب في تاريخ السودان ! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-30-15, 05:29 PM, فيصل الدابي المحامي
  • (الإخوة الأعداء)..أشقاء وأقارب .. في ساحات القضاء..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-30-15, 05:27 PM, عبد الوهاب الأنصاري
  • والي الخرطوم وخيارات الصحة بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 06-30-15, 05:23 PM, سيد عبد القادر قنات
  • لماذا ينموا هذا الفكر المتطرف بيننا؟ بقلم مبارك أردول 06-30-15, 05:20 PM, مبارك عبدالرحمن أردول
  • فتحي الضَّو يحاور الفريق عمر حسن أحمد البشير 06-30-15, 05:05 PM, فتحي الضَّـو
  • بابا فزاري واستنفاع بإرث باق بقلم صلاح شعيب 06-30-15, 05:00 PM, صلاح شعيب
  • ضجة اسفيرية.. ضد الارهاب.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-30-15, 04:59 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • جداريات رمضانية (9) بقلم عماد البليك 06-30-15, 04:55 PM, عماد البليك
  • هل تدعم الخرطوم داعش؟ !.. بقلم جمال السراج 06-30-15, 04:54 PM, جمال السراج
  • قدوا سِلك (المطار) وركبوا الطيارة..!! بقلمعبدالوهاب الأنصاري 06-30-15, 11:25 AM, عبد الوهاب الأنصاري
  • مفكرة لندن (9): أسامة داؤد وكيزان بريطانيا بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 06-30-15, 11:21 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
  • الماسونية في الوزارة !! بقلم صلاح الدين عووضة 06-30-15, 11:17 AM, صلاح الدين عووضة
  • أخي إبراهيم أحمد عمر.. هل تقوم بهذا الدور؟ بقلم الطيب مصطفى 06-30-15, 11:16 AM, الطيب مصطفى
  • ثغرة البيوت ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-30-15, 11:12 AM, الطاهر ساتي
  • وثائق نضالية من دفتر الاستاذ فاروق أبو عيسى 12 بقلم بدوي تاجو 06-30-15, 00:21 AM, بدوي تاجو
  • رمضان و رمضاء المعاناة بقلم د. عمر بادي 06-30-15, 00:09 AM, د. عمر بادي
  • تجربة تستحق المراجعة والإنتباه بقلم نورالدين مدني 06-29-15, 11:53 PM, نور الدين مدني
  • الكوشيون: عَـلَماً على السودانيين وأرضهم لأكثر من أربعة ألف سنة 2 بقلم احمد الياس حسين 06-29-15, 11:38 PM, احمد الياس حسين
  • حكم الديش: فيل في غرفة السياسية السودانية بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-29-15, 11:34 PM, عبدالله علي إبراهيم
  • إلى رجالات الإنقاذ: اعترفوا بأخطائكم وصححوها فالرجوع للحق فضيلة! بقلم د.م. مأمون محمد أحمد سليمان 06-29-15, 11:31 PM, مأمون محمد أحمد سليمان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de