|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
الحزب الجمهوري قد يكون اختار لنفسه فصيلة دم (مبادئ) لا تليق بفصيلة دم (طبيعة) الشعب السوداني.. وبتسميته لشريحة من الناس ب"المثقفين" يكون قد وضع اول حاجزا ضخما له بينه وبين المواطن . هذه العبارة "بصورة عامة " تحوي بين جنباتها عدد كبير من "الجهلاء تحت مسمى "المثقفين" حزب لا يزال قزما رغم أن أقرانه و أنداده ، وابناء إخوانه ، عمالقة! ----------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عبدالله عثمان)
|
الشكر والتحيات الطيبات للكريمة نعمات كذلك التحيات الطيبات لقصي ود.ياسر وعبد الله
أنظروا لوضوح الرؤية هذا، منذ الوهلة الأولى لإنشاء لتأسيس الحزب الجمهوري. إستغلال الدين، والإتكاء عليه للحيازة على الملك تحت التاج البريطاني أو الانضواء تحت التاج المصري كان البداية لتفكك مؤتمر الخريجين وميلاد أعقد أزمات السودان.
ثم انظروا لتوهان الأحزاب السياسية اليوم، ومنذ إنشائها. كأننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا. استغلال للدين -وإن تبدلت الوجوه ومسميات الأحزاب، من وطني وشعبي واتحادي وأمة- و حرص على حيازة السلطة والثروة باسم الله والعقيدة. والتنافس، في جوهره، بين الأحزاب الكبرى اليوم، ومنذ إنشائها، بما فيها وليدها الحزب الحاكم، هو هو علىالسلطة والثروة.
بعد سبعين من السنوات حسوماً، لا جديد!
ما زلنا تحت نير الإستعمار! إستعمار أجنبي، في "أسلاخ " أي جلود، سودانية، كما عبر الأستاذ محمود محمد طه. وهو أجنبي لأنه لا يمت لأخلاق السودانيين بصلة. وقد تبين أنه استعمار أشد فتكاً من الاستعمار الانجليزي، الذي، وإن استطال شره لبرهة تاريخية، لم يزهق أرواح أكثر من مليوني شخص. ولم يعذب السودانيين ويهينهم ويفتك بهم وبأعراضهم كما فعلت أنظمة الهوس الديني، في ثياب دكتاتورياتها المدنية الطائفية ، أودكتاتوريتها العسكرية المتطرفة؟
فهل بعد كل هذا يقال عن الأحزاب الكبرى، أنها أحزاب للأمة وللوطن وللاتحاد، بعد كل هذا الشتات والتفرق والانقسام وانشقاق الوطن إلى قسمين!
الحزب الجمهوري كان وما زال صاحب أنصع رؤية فكرية وسياسية في البلاد، منذ سبعين عاماَ!
فأين من يسمع قولنا ويرى؟
قولنا الذي ظللنا نردده منذ سبعين من السنوات!
منذ سبعين من السنوات، لم نتعلم!
متى نتعلم؟
سبعون سنة!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
حين أدعى للمشاركة في مناسبات عيد الاستقبلال، كثيراً ما أقول أنني لا أرى داعياً لأن نحتفل بشئ لم يحدث بعد! الأحتفال بالاستقلال يعني التحرر من الإضطهاد والقمع ونهب موارد الضعيق من القوي. فانظر حولى ولا أرى أننا تحررنا. فما الداعي للاحتفال؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
Quote: حين أدعى للمشاركة في مناسبات عيد الاستقبلال، كثيراً ما أقول أنني لا أرى داعياً لأن نحتفل بشئ لم يحدث بعد! الأحتفال بالاستقلال يعني التحرر من الإضطهاد والقمع ونهب موارد الضعيق من القوي. فانظر حولى ولا أرى أننا تحررنا. فما الداعي للاحتفال؟ |
أستأذن الاخوة الأعزاء فى ان ابدأ بمداخلة الأخ Haydar Badawi Sadig
أشكرك على المرور و التعليق . كثير من السودانيين يشاطرونكم الإحساس بالغبن على تردى احوالنا بعد الإستقلال على أيدى الحكومات المتعاقبة
و معارضيها على السواء . لكن من الأفضل ان يكون إحتفالنا بالإستقلال وقفة صادقة على أسباب ضياع إستقلالنا و إنفراط عقد وطنيتنا
و توحدنا و غشاوة نظرتنا للمستقبل . أن نعرف الحقائق و نذكر أنفسنا بها دائما حتى نقف فى وجه الفساد و إستغلال الدين .
من " الجريدة " عدد اليوم 20\12\2\14
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
شكراً يا نعمات على إيراد المقالتين. وفي ظني، وليس كل الظن إثم، أن معظم السودانيين اليوم شعورهم هو نفس شعور الكاتبين المحترمين.
شعور بالخيبة!
وهذا الشعور ليس سالباً كما قد يظن البعض، فهو إيجابي لأنه يدل على حس نقدي عالي. صحيح أنه جاء متأخراً. ولكنه يشكل المنصة الضرورية لانطلاقة جديدة نحو سودان حر مستقل في الشكل والمضمون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
تحياتي وسلامات يا دكتورة نعمات
Quote: لكن من الأفضل ان يكون إحتفالنا بالإستقلال وقفة صادقة على أسباب ضياع إستقلالنا و إنفراط عقد وطنيتنا
و توحدنا و غشاوة نظرتنا للمستقبل . أن نعرف الحقائق و نذكر أنفسنا بها دائما حتى نقف فى وجه الفساد و إستغلال الدين . |
حاولنا أن نفعل هذا أخذنا الزعيم إسماعيل الأزهري مثالاً ... أو جاء هو مثالاً في بوست تداخلنا فيه أوردنا الحقائق التاريخية وحللناها وحددنا دوره فيها ، لكني ألمني تعليقك على هذا المجهود ووصفنا بـ ( التعالى والغرور الأجوف ........ )
راجعي نفسك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
Quote: أوردنا الحقائق التاريخية وحللناها وحددنا دوره فيها ، لكني ألمني تعليقك على هذا المجهود ووصفنا بـ ( التعالى والغرور الأجوف ........ ) |
الأخ العزيز عاطف عمر كل عام و أنتم بخير .
كتبت التعليق فى جملة تنفى عن صاحب البوست هذه الصفات و لم أنسبها لك أو لأى شخص آخر .و لن أفعل أبدا .
لماذا أعتقدت أنى أعقد مقارنة و قد سبق أن قلت " ان الحوار لم يفسد الود بينكما "...صدقنى هناك سوء فهم كبير .
لماذا نسيت رأي الجميل فيك فى بوست ود الباوقة و البوست عن الفنان الطيب عبدالله ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
أخي الكرم عاطف، تحياتي وشوقي، بما أن الخيط الذي تتحدثان عنه، أنت والدكتورة نعمات، له صلة بموضوع هذا الخيط هلا ت تفضلت بتلخيص ما دار فيه هنا، بإيجاز شديد إن شئت. هذا مع العلم أنني لم انتبه لوجوده حتى اللحظة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
سلام الاخوة Yasir Elsharif وعبدالله عثمان
شكرا للمرور الكريم و المتابعة . تحياتى .
سلام الأخ قصى محمد عبدالله
المذكرات شهادة على السنوات القليلة قبل جلاء المستعمر و الحكومات الوطنية التى تعاقبت على الحكم بعده و أسباب إخفاقها
قى تطبيق الديمقراطية من وجهة نظر الحزب الجمهورى . و هو رأي قابل للدحض أو التأكيد من الآخرين .
مرحبا بالرأي العقلانى و المنطقى . تحياتى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
متشكرون يا دكتورة نعمات وواصلي ينوبك ثواب من عند رب العالمين آمين صاحبت الحلقة 4 ب بعض الأخطاء في عملية التحرير لذا أثبت نصها هنا مع الشكر والتقدير
Quote: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهوري (4 ب) بقلم أمين محمد صديق مواصلة لكتيب السفر الأول
نحن اليوم بسبيل حركة وطنية تسير بالبلاد في شحوب أصيل حياة العالم هذه المدبرة، إلى فجر حياة جديد، على هدى من الدين الإسلامي، و برشد من الفحولة العربية، و بسبب من التكوين الشرقي.. ولسنا ندعو، أول ما ندعو، إلى شئ، أكثر و لا أقل، من إعمال الفكر الحر فيما نأتي، وما ندع من أمورنا.. الفكر الحر الذي يضيق بكل قيد، ويسأل عن قيمة كل شئ، و في قيمة كل شئ.. فليس شئ عنده بمفلت عن البحث، وليس شئ عنده بمفلت عن التشكيك.. فلا يظنن أحد أن النهضة الدينية ممكنة بغير الفكر الحر.. ولا يظنن أحد أن النهضة الاقتصادية ممكنة بغير الفكر الحر.. ولا يظنن أحد أن الحياة نفسها يمكن أن تكون منتجة ممتعة بغير الفكر الحر .. إن الحزب الجمهوري لا يسعى إلى الاستقلال كغاية في ذاته، وإنما يطلبه لأنه وسيلة إلى الحرية.. وهي التي ستكفل للفرد الجو الحر الذي يساعده عل إظهار المواهب الكمينة في صدره و رأسه.. ويؤمن الحزب الجمهوري، إيماناً لا حد له، بالسودان، ويعتقد أنه سيصبح من الروافد التي تضيف إلى ذخر الإنسانية ألواناً شهية من غذاء الروح، وغذاء الفكر، إذا آمن به أبناؤه، فلم يضيعوا خصائصه الأصيلة، ومقوماته، بالإهطاع نحو الغرب، ونحو المدنية الغربية، في غير روية، ولا تفكير.. ورأي هذا الحزب في المدنية الغربية، هو أنها محاولة إنسانية نحو الكمال.. وهي ككل عمل إنساني خطير، مزاج بين الهدى و الضلال.. وهي لهذا، جمة الخير، جمة الشر، و شرها أكبر من خيرها.. وهي كذلك، بوجه خاص، على الشرقي الذي يصرفه بهرجها، و بريقها، وزيفها، عن مجال الخير فيها، ومظان الرشد منها!! ويرى هذا الحزب، أننا ما ينبغي أن نتقي هذه المدنية، بكل سبيل، كما يريد المتزمتون من أبناء الشرق.. ولا ينبغي أن نروج لها، بكل سبيل، ونعتنقها، كما يريد بعض المفتونين، المتطرفين، من أبناء الشرق.. و إنما ينبغي أن نتدبرها، وأن ندرسها، وأن نتمثل الصالح منها.. هذه المدنية تضل و تخطئ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم، وتنحط فيها اعتبارات الأفكار المجردة.. فليس شئ لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي، يخضع لنظام العدد، والرصد.. فهي مدنية مادية، صناعية، آلية، وقد أعلنت إفلاسها، وعجزها، عن إسعاد الإنسان، لأنها كفرت بالله، وبالإنسان.. ويعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق، عامة، والسودان، خاصة، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه، وذلك هو العنصر الروحي.. هذا هو إيمان الحزب الجمهوري بالشرق، وبالسودان، وذلك هو رأيه في المدنية الغربية، وعلى هذا الإيمان، وذلك الرأي، اتخذ الحزب طريقه على النحو الآتي : أ- المسألة السياسية : أما هذه فالمبدأ فيها الجلاء التام.. والوسيلة الحكومة الجمهورية الديمقراطية.. والغاية إسعاد الفرد بإشاعة فرص الكسب حتى يعيش في مستوى يليق بكرامة الإنسان، وبضمان الجو الحر الذي يساعد علي إظهار المواهب الكمينة في صدره، ورأسه، وقد جاء بياننا في الصحف كافياً عن إطالة الكلام في هذا.. ولكننا نريد أن نذكر هنا أن عتادنا في هذه المسألة هو الشعب السوداني الموحد المستنير.. ولخلق هذا، فإن علينا أن نبث فيه روح الإعزاز، وأن نوقظه، وأن نثيره، وأن نكتبه، وأن نجمعه حولنا.. وإن علينا أن نبعث في الأمة حياة نابضة، شاعرة، وأصيلة، إلي جانب حياة كل فرد، وكل طائفة، وكل مجموعة، حتى تضطرب الأمة في ميادين التجارة، ومعامل الصناعة، وحقول الزراعة، ودور العلم، ومحافل السياسة، وهى شاعرة بحياتها، مأخوذة بروح مشبوب إلي الكمال، موكل باقتحام السدود المضروبة دون الحرية والاستقلال.. فإن الأمة التي لا يعتلج صدرها بدواعي القلق، ودوافع الحياة، ليست خليقة بأن تعز، ولا بأن تعلو، بل هي لا يمكن أن تعز وأن تعلو، فقد قضى ربك ألا تكون الحرية شيئاً مسفاً يناله المستلقي على هينته، والجالس.. ولو قد كانت، لما طويت عن أخ الخنع اليراع.. والحزب الجمهوري هذا لن يتقاضانا أكثر من أن نؤمن بحقنا في الحياة الحرة الكريمة.. ولا أكثر من أن نستيقن من أنه من ألزم واجباتنا أن نهيء لأخلافنا حياة ترتفع عن حياة السوائم والأنعام، فإن هذه الحياة التي نحياها نحن اليوم، هذه الحياة التي تستغرق مطالب المعدات والأجساد كل جهادها، وكل كدها، لهي حياة لا يغبط عليها حي حياً.. فإن نحن رضيناها لأخلافنا من بعدنا إنا إذن لخاسرون.. لن يطلب إلينا الحزب الجمهوري أكثر من هذا الإيمان، ولا أكثر من ألا نجعل في حسابنا موضع إهاب للهمم الفواتر التي رمتها نوازع الشكوك، واعتركت على مقعد يقينها غوائل الظنون، وشعبتها مصارف الزيف.. فإن تلك الهمم لهي بئس العتاد إذا احلولكت بهمة الظلام، واستبهم طريق اليقين، والتبست مسالك النجاة.. ب ـ المسألة الاقتصادية : كل الموارد الاقتصادية ستلقى عناية تامة، والمورد البشري بوجه خاص.. فإنا أفقر إليه منا إلى أي شئ آخر عداه.. فإن عدد السكان يجب أن يزيد.. وصحة الفرد يجب أن تتحسن.. وذلك يقتضي العناية بغذاء الأطفال، وسكنهم، وتعليمهم في الهواء الطلق، وتحبيب الرياضة البدنية إلى نفوسهم، وبذلك يستطيع السودان أن يقوم على سند من شباب قوي الأسر، قوي الأخلاق، قوي العزم على القيام بمناصرة الحق، في ثقة، وثبات، حتى لكأنه الطود الأشم، أو لكأنه العيلم المسجور.. والمكان الأول من هذه العناية سينصرف لمواطنينا سكان الجنوب الذين قضت عليهم مدنية القرن العشرين أن يعيشوا حفاة، عراة، جياعاً، مراضاً، جهلة بمعزل عنا.. فهؤلاء يجب أن نسلكهم فينا، وأن نخلطهم بنا.. ويجب أن نستقل الأراضي النضرة الخصبة التي يقومون فيها، ويجوسون خلالها كأنهم الظلال، ويجب أن نريهم كيف يستغلونها ليحيوا حياة الأناس .. إن الإنسان لا يمكن أن يحب بلاده، وأن يفخر بها، وأن يستقتل في سبيل الدفاع عنها، وعن حريتها، إذا كان إنما يحيا فيها بائساً، جائعاً، محروماً.. وإن الإنسان لا يمكن أن يصح رأيه في نفسه، وأن يحترمها، وأن يربأ بها عن مواقف الذل والهوان، إلا إذا كان يشعر بأنه يحسن عملاً شريفاً يكسب منه قوتاً شريفاً.. وكذلك سيولي الحزب الصناعة المحلية، والمقدرة الفردية، عناية خاصة.. سيعنى الحزب بالصناعات التي تنتظم الإنتاج الزراعي.. ج ـ مسألة التعليم : يطمع الحزب الجمهوري بأن يسير بالحياة على هدى الدين الحنيف.. ويطمع في أن يرد الحياة إلى ما كانت عليه أيام عمر ـ عمر العظيم.. أيام كان فيها الناس آدميين كآدم ـ أيام كان الناس يخافون الله ولا يخافون شيئاً عداه ـ أيام كانوا ينشدون العزة، فيطلبونها عند الله، ويعلمون ان العزة لله جميعاً ـ نعم يطمع الحزب الجمهوري في أن يرد الحياة إلى ما كانت عليه في تلك الأيام الغر، وسبيل الحزب الجمهوري إلى ذلك هو التعليم على أسلوب غير هذا الأسلوب المضلل الذي نسير عليه اليوم.. فالتعليم لدى هذا الحزب إن هو إلا إعداد للرجل ليحيا حياة نافعة في مجموعة الرجال الذين سيعيش بينهم.. وإعداد للمرأة لتحيا حياة نافعة في مجموعة النساء اللائي ستعيش بينهن.. فهو إذاً تنمية للمواهب الطبيعية، وحفز على استخدامها بطريقة تكفل للفرد السعادة، وتعود على الجماعة التي يعيش فيها بأبر الخدمات.. وستشمل برامج التعليم الرياضة البدنية في الهواء الطلق، وقواعد الصحة العامة.. وسنرمي بمزاولة الأعمال اليدوية إلى تحبيب العمل الشاق إلى نفوس النشء، وإلى تثقيف اليد والعين.. وسيعمد إلى تحبيب الأرياف إلى النشء بتحبيب الطبيعة، وبدرس حياة النبات، والطيور والزهور، وسنقصد إلى غرس أصول الأخلاق كالثقة بالنفس، والصبر، والمثابرة، وقوة الابتكار، والكلف بالدفاع عن الحق، والتأذي من رؤية الظلم والفساد ـ وما يرى الحزب الجمهوري أن يكون هناك تعليم ديني، وتعليم مدني، كل في منطقة منعزلة عن الأخرى.. ولا يرى أن يكون للرجل أخلاق في المصلى، وأخرى غيرها في الحانوت، أو الشوارع، وإنما يرى أن يتعلم كل الناس أمور دينهم، وأمور معاشهم، ثم يضطربون في ميدان الحياة بأجسام خفيفة، وأرواح قوية، وقلوب ترجو لله وقاراً.. إن التعليم يجب أن يبدد السخافات التي رانت على جوهر الدين، وأن يذهب القشور التي حجبت المعين، وأن يرد بالشعب المناهل التي شرب منها عمر، وأصحاب عمر.. د ـ مسألة المرأة : وهى مسألة تنذر بسود العواقب، وتهدد بتدهور أخلاقي ما له من قرار.. وسيولي هذا الحزب هذه المسألة عناية ما عليها من مزيد.. وسنرى !! وأما عن تعليم المرأة عندنا فيرى الحزب أن سيره على هدى الغرب فاشل فشلا ذريعا.. فهم قد حاولوا أن يسيروا بها فى مراحل الرجل، فلم يفلحوا إلا في جعلها شيئا لا هو بالرجل، ولا هو بالمرأة . وإذا كان التعليم هو، كما أسلفنا، تنمية المواهب الطبيعية، والحفز علي استعمالها بطريقة تكفل للفرد السعادة، وتعود علي الجماعة التي يعيش فيها بأبر الخدمات، كان من المحقق أن تعلم المرأة تعليما هو بسبيل من هذا ـ تعليما يسلكها في ميدانها الخاص، لا في ميدان الرجل.. هذا من ناحية التعليم في التوفر علي أسباب المعاش.. وأما التعليم الديني فهو يخاطب المرأة، كما يخاطب الرجل، ويطلب من كليهما حسن السيرة، وقوة الخلق.. هذه هي أصول أهم الشعاب التي ينساب فيها نشاط الحزب الجمهوري، منذ اليوم.. ولدى الحزب جمعيات اختصاص بكل مسألة من هذه المسائل تتوفر علي الدرس، والاستقصاء، والفهم المستقيم، والتوجيه الصحيح، والعمل النافع.. وإن علي التفكير الدقيق، والفهم المستقيم، ليتوقف كل النجاح .. ورائد الحزب الجمهوري في اعتساف هذا الطريق هو الإيمان ـ الإيمان القوي الذي لا يتطرق إليه الوهن، بالله، وبأن الإسلام هو طريق النجاة للعالم أجمع، وبأن الشعب السوداني يملك أكثر من غيره، أسباب الرشد، وأسباب الإنابة.. وشعار الحزب الجمهوري قول الذين قال عنهم الله تعالى :- "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" حسبنا الله ونعم الوكيل |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
تحية وشكر للاستاذة نعمات على هذا البوست القييّم..
والتحية عبرك للقامة بروف حيدر بدوي القلم الذي افتقده المنبر طويلا..
وسلام خاص للباشمهندس عاطف عمر... صاحب القلم الجميل...
لكن يا باشمهندس بقيت حساس زيادة عن اللزوم في الفترة الاخيرة
انا تابعت البوستات المعنية ولا ارى صلة بين ما قالته الاستاذة نعمات في حق ود المشرف
وبين الخلاصة التي توصلت لها هنا ... فمدحها لود المشرف ليس بالضرورة ذمّا لك ولاخرين!!
كما اني تابعت مداخلاتك القيمة في بوست الازهري والتى من وجهة نظري كان بها خللين
اولها تحاملك الغير مبرر على ود المشرف .. ثم حساسيتك المفرطة من محاولات ود المشرف المتكررة
من لفت انتباهك لهذا التحامل الغير مبرر... لماذا اقول غير مبرر ... لان ود المشرف بدأ بوسته متخذا
مدخل محدد (احتفائي بحادثة معينة) وفي نفس الوقت غير معارض او ممانع لاي نقد اتى ومن اي زاوية اتى...
بينما سوّرت انت مداخلاتك القيّمة بسور اعتراضي ووضعتا كحالة رافضة لمدخله هو .. بينما كان يمكن ان تكتب
وتضيف مداخلاتك لعكس زاوية اخرى لتكتمل الصورة بذهن المتلقي... والتى اجزم ان ود المشرف كان سيكون الاسعد بها
وان ضاق بها لجاز لنا التحدث عن انه شخص اخر غير الذي نعرف الخ..
هذا تقييمي المحايد حسب متابعتي للبوستات المعنية وما كنت ساسعى لتوضيحه او كتابته من الاساس لو لم تكن انت او احد في مقامك
هو طرف في الموضوع ..
هذا مع فائق التحية والاحترام..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عاطف عمر)
|
Quote: ثم ويا حسين يا حبيبنا وقد رأيت كل هذا الذي رأيت في البوست
ألم يلفت نظرك كم وكيف ( ترفعنا ) عن كل إتهام أو إساءة أو شخصنة لحقت بنا ؟؟؟ ليتك لاحظت وليتك إذا لاحظت قلتها حتى تستعدل كفتي الميزان ويستقم الحكم |
تحياتي يا باشمهندس ... نعم لاحظت وضرستني واستعجبت لها من قبل الاخ الفاضل نادر الفضلي وكانت بحقك انت والبروف عوض محمد احمد
وكانت خصما على حججه ... لكن ربط كلماته ومطابقتها مع كلمات الاستاذة نعمات ومن ثم استقراء ان المقصود هو انت والبروف it's a very long shot
ويدخل في باب الحساسية الزايدة:)
يا صديقي العزيز انا استمتعت بمداخلاتك في البوست المعني رغم حبي الكبير للازهري لكن والله العظيم وقبل حتى ان يتداخل ود المشرف ازعجني وضعها في شكل معارض لمدخل ود المشرف
واحسست ان ود المشرف حاول جاهدا تجاوز الاطار الذي وضعته فيها لكنك كنت حاد بعض الشي عند المساس بالاطار (اللاغي) لمدخله الاحتفائي...
ولا يفوت على فطنتك ان سبب تعليقي هنا ليس لاني بصدد تقييم ذاك البوست بشكل كلي لاعلق على كل ما ورد فيه بل لاني لاحظت ان الحساسية تقفز مرة اخرى من ثنايا كلامك..
هذه السطور على عجالة لاني ذاهب للاحتفال بالكريسماس (ما يسمعونا انصار السنة) مع احد الاصدقاء وياللعجب السودانيين::)
اسفين يا استاذة نعمات لحرف البوست...واعياد ميلاد مجيدة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: حسين نوباتيا)
|
تحياتي مجدداً عزيزنا حسين
Quote: لاني لاحظت ان الحساسية تقفز مرة اخرى من ثنايا كلامك.. |
دعني في الأول أثبّت لك أن الحساسية هى قيمة مطلوبة بل هى صنو للحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان .... عكسها أى ( إنعدام الحساسية ) هو منقصة كبيرة يكون إذاً الحديث عن ( زيادتها عن اللازم ) أمر تقديري يرتبط بحال الواصف .... أرجو ملاحظة أنه قد كان من الممكن أن أقول ذات الشئ بأن الأخ المشرف قد تعامل ( بحساسية زيادة عن اللازم ) مع مداخلاتي التي لا تخدم خط البوست الإحتفائي .... وقد أقول ذات الملاحظة عليك بأنك تعاملت ( بحساسية زيادة عن اللازم ) مع مداخلاتي التي لا تخدم ( حبك الكبير ) للزعيم الأزهري .... أنا لا أملك دليلاً مادياً على إثبات هذه الحساسية الزائدة ولا أنت كذلك تملك هذا الدليل والحال هكذا ياحبيبنا يكون من الأفضل لى ولك أن نتعامل مع النص المكتوب ونترك الضمائر وأمرها لرب الضمائر ربما لا يعنيك أن قلت لك إنني قد تلقيت مكالمات أو رسائل من أصدقاء يصفون مشاركاتنا في ذلك البوست بما قد تمنعني ( الحساسية ) من ذكره....
Quote: والله العظيم وقبل حتى ان يتداخل ود المشرف ازعجني وضعها في شكل معارض لمدخل ود المشرف . واحسست ان ود المشرف حاول جاهدا تجاوز الاطار الذي وضعته فيها لكنك كنت حاد بعض الشي عند المساس بالاطار (اللاغي) لمدخله الاحتفائي... |
حقاً لك شكري الجزيل على هذه النقطة المفصلية لو أقام المشرف إحتفاءه في صالة أو سرداق أو في مكان خاص به وجئنا بدون دعوة لـ ( نلغيه ) أو ( نعكر ) صفو القائمين على الإحتفاء ، لجاز علينا وقتها اللعن بكل كلمات اللغة ، ولجاز في حقنا الرجم بكل حجارة الأرض... لكن المشرف أقام إحتفاءه في منبر عام..... وفي المنبر العام فإن حق الكتابة والتعليق على أى حدث يطرح حتى لو وصل لمرحلة إلغاء أو نسف الفكرة من أساسها - فكرة أى بوست - هو حق لكل عضو ملكه صاحب المنبر باسوورد .شريطة إلتزام العضو بقوانين المنبر وفي هذه نزعم أننا قد إلتزمنا ... ليس هذا فحسب بل وتصاعد صاحب المنبر بهذه الحق وملكه للعامة من زاوية الفيسبوك إذاً من حيث المبدأ فإنه يحق لى - كما لأى عضو - أن ( أنسف ) فكرة أى بوست بآليات الرأى المضاد ، وعلى صاحب البوست أن يتقبل هذا بروح ( ديمقراطية ) .. وهنا يكون الإلتزام الأخلاقي لمن يدعون نسباً مع الديمقراطية أكثر من غيرهم ..... ورغم هذا الحق المبدئي أهدتنا ( حساسيتنا ) أن نلوذ بالصمت ... لكن عندما طرح صاحب البوست مسألة ( حل الحزب الشيوعي ) وكأنها حادثة معلقة في الهواء رأينا أن نسهم بما نعرف ..... فهل حقاً ضقت أنت كما ضاق من قبلك صديقنا المشرف من إحتفائي المتوازن ( من وجهة نظري بالطبع ) ووسمني وقتها المشرف بما فتح الله عليه وأكملتها أنت بـ ( ذريعة ) الحساسية الزائدة ... ؟؟ وحتى في إسهامنا أهدتنا ( حساسيتنا ) أيضاً أن نتلطف ...... لم نتحدث عن كيف لـ ( زعيم ) لا يحسن ( إدارة ميزانية منزله ) ويلجأ للديون هنا وهناك ، كيف له أن يدير ميزانية قطر مترامي الأطراف ؟؟؟ أرجو أن لا يأتي من يحدثنا عن ( دين ) حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ، فرسول الخلق أجمعين كان ( يشرّع ) لأمته أحوالها ... لم نتحدث عن علاقة الحزب الإتحادي الديمقراطي بـ ( التجار ) ولم نتحدث عن أن ( وزارة التجارة ) تمثل عند الإتحاديين خطاً أحمر يفركشون من أجله أى إئتلاف ويسقطون من أجله أى حكومة .. ( رحم الله أبو حريرة ) ... لم نتحدث عن كيف لـ شخص لا يريد صرف شيك ما أن يحتفظ به ؟؟.... ألم يكن من ( الأفضل ) وقد نوى ألا يصرفه ألم يكن من الأفضل أن يمزقه ولا يعرف به أحد ويكون ( صدقة سر تطفئ غضب الرب ) ؟؟.... ولم نتحدث عن لماذا ظهر هذا الشيك .من الأساس ؟؟ .... مجرد خروج الشيك للعلن وغض النظر عن ( المن والأذى ) يفتح أبواباً عديدة للتأويلات .... رأينا من تجربة الإنقاذ أن من ( يتبرع ) لأى من مشاريع الدولة أو مؤسساتها بمبلغ ( ألف جنيه ) يجني ثماراً لهذا التبرع ( ملايين الجنيهات ) ......
Quote: نعم لاحظت وضرستني واستعجبت لها من قبل الاخ الفاضل نادر الفضلي وكانت بحقك انت والبروف عوض محمد احمد وكانت خصما على حججه ... |
إدانة خجولة لحديث الأخ نادر ...... لم تثبت لنا فضلاً في تجاوز ما ( أضرسك ) من حديثه لكننا نقبلها على أى حال وللحق لم يكن نادر وحده هو ( المضرس ) ، فقد رأينا كيف صارت ( الإقتباسات والتنصيص ) في نظر المشرف ، كيف صارت أدوات تهكم من جانبنا وعندما أراد أن يضرب لنا مثلاً بقصة ( يا أستاذ ) أشفقت عليه ... أى نعم أشفقت عليه ، لذلك لم أرد هاأنذا أستخدمها معك فهل تشعر بها كذلك ؟؟
____________
فيا حبيبنا
أشكر الأخت نعمات وأخواننا الجمهوريين لاستضافتنا وبذات ( الحساسية ) أقول لك بأن لا مانع لدى إن أردت مزيداً من النقاش لكن ليس هنا ... ليس في هذا البوست ... لندعهم يحتفون
أفتح بوستاً وسوف أحضر لك بحول الله متى ما تيسر لنا زمن ومتى ما وجدنا أن لدينا ما يمكن إضافته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عاطف عمر)
|
Quote: م نتحدث عن كيف لـ ( زعيم ) لا يحسن ( إدارة ميزانية منزله ) ويلجأ للديون هنا وهناك ، كيف له أن يدير ميزانية قطر مترامي الأطراف ؟؟؟ |
هنا مربط الفرس! وهنا نعود لمحتوى لموضوع الخيط. وإن كنت لا أظن أن مساهمات العزيزين عاطف وحسين خرجتا عن جوهره. فنحن نناقش إرث الجيل الذي انبنى عليه ما آل إليه حالنا الراهن. وحالنا الراهن، هو حالي وحالكما، يا عاطف وحسين،. وهو حال محمد حيدر المشرف، وحال نعمات. وهو حال لا يسر القلب من أي النواحي أتيته. هذا الحال لم يأت من فراغ. وفشل جيل إسماعيل الأزهري - أقول ذلك رغم محبتي له - لا يتغافل عنه وينكره إلا من في رؤيته غباش. والاحتفاء بما تقول به البداهة عن فضائل الضمير السوداني من عفة اليد واللسان هو احتفاء بما يجب أن يمليه الضمير الإنساني على أي فرد سوي. وإسماعيل الأزهري ليس استثناءً في هذا الباب، لا في زمنه ولا في زمننا الحاضر. ودونكم قصة راعي الإبل في السعودية، الذي استغرب هو نفسه احتفاء الناس به لهذا الحد، وأكد أنه فعل ما يمليه عليه ضميره فحسب. هل هذا يعني أننا لا يجب أن نحتفي بالمطلق بهذه السمات في الشعب السوداني؟ لا ولا كرامة. بل يجب أن نفعل، ولكن في حدود التواضع اللازم، وعدم إبرازتجسيد هذه الصفات وكانها استثاءات مطلقة خاصة بزعامة، خاصة ذا لم تمارس تلك الزعامة مهام الزعامة إلا في الشكل. أما في المضمون الفعلي للمارسات بعض زعاماتنا فيمكننا أن نعدد من الصفات الذميمة التي أحاطت بممارسات أجيال الفشل المتوالية، بما فيها جيلنا، ما قد ييئسنا من إمكانية استرداد السودان وشعبه لجوهره المتمثل في أصايل الطبائع التي تؤهله لأن يساهم في إخراج البشرية من تيهها الحاضر. هذا عن هذا. وفي النفس كثير مما يمكن أن يقال. ولكني أكتفى بهذا القدر، فمثلكم لا يحتاج إلى تفصيل لكي يصل إلى جوهر الموضوع. والقارئ السوداني في العموم حصيف، فلا داعي للتطويل.
والآن آتي إلى تعزيز وجهة نظري بأن الحوار الدائر بينكم هنا له صلة كبيرة بما تحدث عنه سكرتير الحزب الجمهوري في مذكراته بعاليه. أرجو أن تجدوا من الوقت - بل أتجاسر وأقول من الواجب أن توفروا الوقت - لقراءة هذه المذكرات. فمحتواها ينبىء عما آل إليه حالنا اليوم. وأعيد لكم وللقارئ الكريم ما كتبه بعاليه، عوضاً عن تكرار نفس الواردات بكلمات أخرى.
Quote: الشكر والتحيات الطيبات للكريمة نعمات كذلك التحيات الطيبات لقصي ود.ياسر وعبد الله
أنظروا لوضوح الرؤية هذا، منذ الوهلة الأولى لإنشاء لتأسيس الحزب الجمهوري. إستغلال الدين، والإتكاء عليه للحيازة على الملك تحت التاج البريطاني أو الانضواء تحت التاج المصري كان البداية لتفكك مؤتمر الخريجين وميلاد أعقد أزمات السودان.
ثم انظروا لتوهان الأحزاب السياسية اليوم، ومنذ إنشائها. كأننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا. استغلال للدين -وإن تبدلت الوجوه ومسميات الأحزاب، من وطني وشعبي واتحادي وأمة- و حرص على حيازة السلطة والثروة باسم الله والعقيدة. والتنافس، في جوهره، بين الأحزاب الكبرى اليوم، ومنذ إنشائها، بما فيها وليدها الحزب الحاكم، هو هو علىالسلطة والثروة.
بعد سبعين من السنوات حسوماً، لا جديد!
ما زلنا تحت نير الإستعمار! إستعمار أجنبي، في "أسلاخ " أي جلود، سودانية، كما عبر الأستاذ محمود محمد طه. وهو أجنبي لأنه لا يمت لأخلاق السودانيين بصلة. وقد تبين أنه استعمار أشد فتكاً من الاستعمار الانجليزي، الذي، وإن استطال شره لبرهة تاريخية، لم يزهق أرواح أكثر من مليوني شخص. ولم يعذب السودانيين ويهينهم ويفتك بهم وبأعراضهم كما فعلت أنظمة الهوس الديني، في ثياب دكتاتورياتها المدنية الطائفية ، أودكتاتوريتها العسكرية المتطرفة؟
فهل بعد كل هذا يقال عن الأحزاب الكبرى، أنها أحزاب للأمة وللوطن وللاتحاد، بعد كل هذا الشتات والتفرق والانقسام وانشقاق الوطن إلى قسمين!
الحزب الجمهوري كان وما زال صاحب أنصع رؤية فكرية وسياسية في البلاد، منذ سبعين عاماَ!
فأين من يسمع قولنا ويرى؟
قولنا الذي ظللنا نردده منذ سبعين من السنوات!
منذ سبعين من السنوات، لم نتعلم!
متى نتعلم؟
سبعون سنة!!!!!!! |
أرجو، مجدداً، أن تقرأوا المذكرات، ففيها عبر كثيرة لمن يعتبر.
وقبل أن أختم أشكر العزيزين عاطف وحسين على حسن ظنهما بي، والذي أرجو دوماًَ أن أكون عنده. أما ما أثير عن الحساسية الزائدة، فإني أقر بأن هذا ليس عيباً يخص زيدا أو عبيداً من السودانيين. فهذه واحدة من آفات المثقف السوداني، ولا أبرئ نفسي، فكثيراً ما أحتد في مناقشة معارضيي في الرأي، بخاصة بعد أن يفيض بي الكيل من حساسية الطرف الآخر وتصوره بأنني أقصد شخصه لا رأيه، فأنزلق بدوري في شخصنة الحوار. وأنسف بذلك حججي حيث أن عدم الالتزام بحسن الخلق - وهو المحجة البيضاء والدليل القاطع على تجسيد الراي والحجة- وأدب الاختلاف هو الفارق بين السلوك الديمقراطي وغير الديمقراطي.
وكثير ما أتوقف عن المشاركة في المنبر، لا عزوفاً وتعالياً عن الخوض في الطين، بل لأنني أشعر بأنني لا أصلح لقيادة الراي بأي وجه من الوجوه إن كنت لا أملك زمام أمري. والخوض في الطين، يا سادة يا كراهم، والطين النتن -الجالوص- في ذلك هو من أقدم وأمتن أساليب البناء! فليكن تحملنا لحساسية لبعضنا البعض، وإدراكنا لعيوب بعضنا البعض، وتعلمنا من بعضنا البعض، بمثابة وضع اللبنة فوق اللبنة، لنعلي البناء. بهذا وحده نكون ديمقراطيين، وبهذا وحده سنفارق السكة الوعرة التي أورثتنا إياها أجيال الفشل وسنبنا سكك سالكة لسودان جديد مفعم بالعطاء لبينه وللإنسانية. ولم تكن تلك الأجيال الفاشلة خالية من الناصحين. ولكن لم يستبن إسماعيل الأزهري وجيله نصح الناصحين، ومنهم الأستاذ محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، فكان ما كان، إلى هذا الزمان، ولم يعد السودان هو نفس المكان!
أقرأوا عن راي الحزب الجمهوري في الطائفية والهوس الديني، وكيف أن بعض مؤسسي مؤتمر الخريجين، الذي بدء بداية مشرفة، أنتهى بهم الأمر أسلموا أنفسهم لآفتي الطائفية والهوس الديني، وكيف كان الحزب الجمهوري يؤكد أن هاتان الآفتان مهددتان للوحدة الوطنية وكيان السودان! واليوم نحن في ظل الإنشقاق الأكبر، نحن قطران، سودان، وجنوب سودان!
آسف للإطالة، يا حسين وعاطف، فما أردت التطويل، الذي لم أعد أحبذه، بخاصة في المنابر الإلكترونية. ولكن حواركما النير حفزني وأسال الحرف في يدي. فشكراً لكما!
كسرة (كما يقول اللطفاء): أستغرب من غياب الدكتور محمد حيدر المشرف عن هذا النقاش، وهو المشهود له بحسن الخلق وحسن العبارة. ولا يشبهه، قطعاً، تجاهل من يتناولون شأنه في الحوار بكل احترام وإعزاز وتقدير لمساهماته الكبيرة في الحفاظ على دور هذا المنبر في التنوير الجاد!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
شكرا يا باشمهندس على ردك المفصّل...
Quote: وقد أقول ذات الملاحظة عليك بأنك تعاملت ( بحساسية زيادة عن اللازم ) مع مداخلاتي التي لا تخدم ( حبك الكبير ) للزعيم الأزهري .... |
هههههه تصدق وانا اكتب عبارة حبي الكبير هذه دغدغتني "حساسيتي الزايدة" انها ربما تكون مدخل لفهم مداخلتي هنا خطأ وهذا ما كان..
ولانك ربما بنيت بقية مداخلتك على فرضية ضيقي بمداخلاتك انت والبروف عوض وهذا لعمري احساس مزعج جدا بالنسبة ليّ .. لانه لا يمت للحقيقة بصلة..
والنقطة الاخرى بان هذا منبر عام ويحق لكل المشاركين فيه الادلاء بدلوهم حتى لو كان هذا الدلو ناسف للبوست المعني لان المكتوب مكتوب في مكان عام ...لا خلاف عليه..
والكتابة في المنابر العامة هي نوع من المشاركة في عمل عام نعم الحساسية فيها مطلوبة لكن ليس بالقدر الذي يفسد التواصل مع الاخر والمفروض تكون موجودة فيما نكتب
بنفس مقدار وجودها فيما نقرأ عن انفسنا..
الشعور المزعج سرّه انك جررتني جراً ووضعتني في الجهة المقابلة ووضعت ليّ اهداف واجندة دفعتني دفعا لاكتب ما كتبته هنا .. وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة...
وكان يمكن ان اكتب لك هنا "بدون تعلق" واترك البوست بحساسية عالية .. لكنى لن افعل لاسباب كثيرة منها ان تقييمي لك كانسان احبه واحب كتاباته وتربطني به
قرابة افكار ورؤى وانسانية سليمة معافاة ووسطية معتدلة واحترام ومودة الخ تجعلني اقدر لك تلك المساحة التى تحركت فيها بحثنا عن سبب اخر غير الذي كتبه لك بيدي...
ومنها ايضا انني ساكون اتيت ما نهيت عنه..:)
بخصوص عمومية البورد واحقية الكتاب الخ هذا كلام معلوم .. ولكننا يا عزيزي نتمنى على من عنده علم ان يضعه للمتلقيّ دون الحوجة لهدر وقته الثمين في محاولة نسف اي شي
فوضع العلم والمنطق والحجة مجردة دون تسوير او توجيه يقوم بنفس الفعل ويكفينا شر الانجراف لتبرير المواقف وشرح النوايا الخ ثم ينتهي لخصام اسفيري دونما حوجة..
يعني اذا كتبت كل ما كتبت دونما الحوجة لـ " انك لم تجد العمق المعرفي بين ثنايا البوست" الا تظن ان البوست كان يمكنه ان يثمر ويستمر دونما حساسيات الكل في غنى عنها؟؟
وتخيل لو انك كاتب البوست وبحساسيتك العادية دي:) اتاك احدهم بهذا المدخل الم تكن لتجهد نفسك لمعرفة اسباب قوله هذا كما اجتهدت في المداخلة السابقة لمعرفة هدفي من التداخل هنا؟
وكدليل اخر على ان الرجل لم يحجر او ينادي باحادية توجه البوست اتى بمقتبس حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان ..نفس المقتبس الذي كان احد اسباب تداخلك في البوست كما قلت!!
وما احزنني حقيقة اخي عاطف في مداخلتك السابقة هو انك الغيت موقفك السابق من ان قصة الشيك تقف دليلا على نزاهة واستقامة الازهري وبدأ تشكك في القصة برمتها في مغالاة اربأ بك منها..
رؤيتي الشخصية للبوست انه كان يمكن ان يكشف جوانب كثيرة من المسكوت عنه في هذه الحقبة الزمنية ومعرفة الاسباب التى ادت لفشل القادة الاوائل في وضع صيغة جامعة وحافطة لكيان دولة كالسودان
وهذا لا يتنافي مع نزاهتهم وعفة اياديهم وزهدهم في التكسب الحرام ولا يتعارض مع احتفاء الناس واجترارهم هذه النزاهة والترحم عليها بالذات عندما يقارنوها بدولة الفساد القائمة الان...
انا مثلا جذبتني جدا نقطة دور الزعيم الازهري في اتفاقية مياه النيل وكنت اود لو توسع النقاش فيها وكنت بصدد دعوة العلامة مصطفي شلبي كاحد العارفين بخبايا الامور للمشاركة في البوست ولكني
اصبت بخيبة امل كبيرة لان البوست انجرف لغير ما كنت اتمناه ...
على اي حال ارجو ان لا اكون زدت الطين بلة بتداخلي هنا بينك والمشرف والاستاذة نعمات فقصدي كان لفت انتباهك لما رايته انا وقلتا احتمال تحاول روية الاشياء من زاويتي كطرف محايد يقف في
نفس المسافة من الجميع.. لكن يبدو انو الموضوع مشى في اتجاه اخر ...ولم يكن الهدف مساجلة طويلة لمحاولة اثبات اي شي بقدر ما هي ملاحظة عابرة.. ناسف اذا تسببت لكم في بعض من ضيق..
تظل انت وود المشرف اخوين عزيزين وكاتبين مهمين ومساحة التلاقي بينكما اكبر واعرض من بدايات او نهايات بوست معّين.. على الاقل هذا تقييمي للموضوع ..
تقبل فائف احترامي وتقديري..
الشكر لكي اختى نعمات لسعة صدرك لهذا النقاش الجانبي ... وكذلك للبروف حيدر صاحب الكلام العذب والحروف الناضحة القاََ وصدقاََ لمداخلته المعبّرة ..
تحياتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: حسين نوباتيا)
|
Quote: هنا مربط الفرس! وهنا نعود لمحتوى لموضوع الخيط. وإن كنت لا أظن أن مساهمات العزيزين عاطف وحسين خرجتا عن جوهره. فنحن نناقش إرث الجيل الذي انبنى عليه ما آل إليه حالنا الراهن. وحالنا الراهن، هو حالي وحالكما، يا عاطف وحسين،. وهو حال محمد حيدر المشرف، وحال نعمات. وهو حال لا يسر القلب من أي النواحي أتيته. هذا الحال لم يأت من فراغ. وفشل جيل إسماعيل الأزهري - أقول ذلك رغم محبتي له - لا يتغافل عنه وينكره إلا من في رؤيته غباش. والاحتفاء بما تقول به البداهة عن فضائل الضمير السوداني من عفة اليد واللسان هو احتفاء بما يجب أن يمليه الضمير الإنساني على أي فرد سوي. وإسماعيل الأزهري ليس استثناءً في هذا الباب، لا في زمنه ولا في زمننا الحاضر. ودونكم قصة راعي الإبل في السعودية، الذي استغرب هو نفسه احتفاء الناس به لهذا الحد، وأكد أنه فعل ما يمليه عليه ضميره فحسب. هل هذا يعني أننا لا يجب أن نحتفي بالمطلق بهذه السمات في الشعب السوداني؟ لا ولا كرامة. بل يجب أن نفعل، ولكن في حدود التواضع اللازم، وعدم إبرازتجسيد هذه الصفات وكانها استثاءات مطلقة خاصة بزعامة، خاصة ذا لم تمارس تلك الزعامة مهام الزعامة إلا في الشكل. أما في المضمون الفعلي للمارسات بعض زعاماتنا فيمكننا أن نعدد من الصفات الذميمة التي أحاطت بممارسات أجيال الفشل المتوالية، بما فيها جيلنا، ما قد ييئسنا من إمكانية استرداد السودان وشعبه لجوهره المتمثل في أصايل الطبائع التي تؤهله لأن يساهم في إخراج البشرية من تيهها الحاضر. هذا عن هذا. وفي النفس كثير مما يمكن أن يقال. ولكني أكتفى بهذا القدر، فمثلكم لا يحتاج إلى تفصيل لكي يصل إلى جوهر الموضوع. والقارئ السوداني في العموم حصيف، فلا داعي للتطويل. |
كل الشكر عزيزنا د. حيدر ها تلخيص حصيف وشامل لمجمل مداخلاتي في بوست الأخ ود المشرف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عاطف عمر)
|
سلامات يا عاطف ومشكور على ردك المطول..
اوصلني ردك الاخير الى انه ربما للأكمة ما وراءها وان الموضوع بالنسبة لك sealed and sold ... حتى انك تخطيت الروح التى كتبت بها مداخلتي
وصرت تبحث بين حروفي على ما تستدل به على عدم حيادي ... لدرجة انك اتخذت تعليق (حساسية زائدة عن اللزوم) واعتبرتها تسوّير سلبي ووضعتها
في قالب يناقض قولنا من وضع الحجج بشكل مجرد ونحن نتحدث ونحلل بوست اخر انتهي لغير مبتغاه .. ووضعتنا بين سنديان عدم العدالة بفرضية عدم قراءة
البوست جيدا وبين مطرقة عدم تاهيلنا اخلاقيا اذا قرأناه وعجزنا عن رؤية الاشياء من منظوركم انتكم.. كتبت بيديك ان حادثة الشيك تقف دليلا على نزاهة الازهري
واتيت والغيت هذا القول بالتشكيك في الحادثة برمتها .. فقلت لك نربأ بك من هذه المغالاة .. فاذا بك تصفنا باننا نكون حالمين ورومانسين اذا ((افترضنا)) ان الناس يجب
ان تنظر للاشياء من منظوري ((انا))؟؟ ... وغيرو الكثير عزيزي عاطف في ثنايا هذه المداخلة المتمرسة والرافضة للتزعزع قيد انمة من زاوية الرؤيا الاحادية
والتى ترفض وتشكك في اي حياد ما لم يكن هذا الحياد مائلا لها والا فانها تنبت له ايدي وارجل وقلب وعقل ونوايا وتوجهات وخطط وتدابير!!
الخلاصة حبيبنا عاطف وبما انني فقدت قيمة الحياد في نظرك فان تداخلي في هذا الموضوع لن ياتي بالثمار التي رمتها من التداخل ابتداءً ...
لذا ساتوقف عن الاسترسال في هذا الموضوع...
ويبقي الود والاحترام..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: حسين نوباتيا)
|
Quote: ويبقي الود والاحترام.. |
نعم فليبق الود والإحترام عزيزنا حسين ولعلي أستعير ذات كلماتي التي ختمت بها تداخلي مع الأخ المشرف في ذلك البوست لأختم بها هنا أيضاً
Quote: يا زول العفو العافية إنت قايل الدنيا دي بتسوى ؟؟؟ |
Quote: من فوائد هذه الأسافير أن ما كتبناه يظل موجوداً ....... به نحاكم ...... أو به ننال دعوة رحمة ...... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
العزيز أستاذ Haydar Badawi Sadig
لك التحايا الطيبة .
شكرا للمداخلات القيمة والتى أقبس منها ما يلى :
Quote: أرجو، مجدداً، أن تقرأوا المذكرات، ففيها عبر كثيرة لمن يعتبر. |
Quote: ولم يعد السودان هو نفس المكان! |
Quote: أقرأوا عن راي الحزب الجمهوري في الطائفية والهوس الديني، وكيف أن بعض مؤسسي مؤتمر الخريجين، الذي بدء بداية مشرفة، أنتهى بهم الأمر أسلموا أنفسهم لآفتي الطائفية والهوس الديني، وكيف كان الحزب الجمهوري يؤكد أن هاتان الآفتان مهددتان للوحدة الوطنية وكيان السودان! واليوم نحن في ظل الإنشقاق الأكبر، نحن قطران، سودان، وجنوب سودان! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
اليوم نلعن أبو خاش راية استقلالنا .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
الثلاثاء, 30 كانون1/ديسمبر 2014 19:13
الأول من يناير هو موسم "عيد باية حال عدت يا عيد". وستخرج البرجوازية الصغيرة (وفي المهاجر خاصة) تجلد ذاتها وصفاتها وتصب اللعنة على السودان والسودانيين (العربوإسلاميين بالذات) وساسته أجمعين . . . والإمام الصادق المهدي شخصياً. وستنعى علينا أننا حصلنا على استقلال بدري عليه لم نضرجه بالدم. وسيعيدون علينا حكاية عمك أزرق النجيض بتاع أم درمان وحزبو الشنو ما عارف لقوله للإنجليز أوعكم تعتبوا حارج السودان "دي إمة يدوها استقلالها". وسيذكروننا بحكمة تلك التي قالت: "يالإنجليز لا تفوتو لا تموتو". وكانت نتيجة "شفقتنا" لنيل لاستقلال في قولهم أن دمرنا ركائز الحداثة: السكة حديد، الجزيرة، الجميلة ومستحيلة، والخدمة المدنية وسائر مفردات مثلث حمدي الشهير. وستطوي البرجوازية الصغيرة ذيلها وترجع، بعد أن تستغفر من النخجي، إلى أمن صدفتها الاستعمارية. وستنفق العام في مهرجان كراهية نفسها ووطنها حتى يهل عام جديد "وعيد بأية حال . . ." سيبكون على مَنِ الإنجليز و سلوى سكك حديدها التي تزبط عليها ساعتك. ولكن لن تندى لهم دمعة على مكسب آخر لنا من الإنجليز: الحرية. وآخجلتاه. لقد فَرَتهم سنوات الهرج والاستبداد وتواضعوا على أنفسهم حتى هان فيها "كل معنى رفيع" في قول التجاني يوسف بشير. وتستغرب لماذا يطلبون من دولة الإنقاذ الديمقراطية وهم يتبرأون من حرية الإرادة التي انتزعناها بالاستقلال، ويتمنون لو لم يرحل عنا الإنجليز بسكك حديدهم وجزيرتهم المروية وخدمتهم المدنية. ونسيت شيئاً من مآثر الإنجليز يذكرونه بصورة راتبة: مرور المفتش كل سبت على رأس موكب من شيوخ المرابيع للكشف عن بؤر الملاريا والذباب. وتخصص في البكاء (أو التباكي) على هذا الموكب شوقي بدري الذي لو قرأ ما كتبه جده بابكر بدري عن طبيعته المستبدة لتحفظ وتجمل. فجده يذكر أن الموكب كان مهيناً يتطلب من مثله أن ينزل عن ركوبته متى صادف ركب جناب المفتش. بل أن مبدأ ثورة على عبد اللطيف كانت لوجوب أن يترجل متى مر بإنجليزي. وكان سبب ثورة توتي المشهورة أن تواتياً رفض إهانة الترجل لدى مرور إنجليزي به وجرى اعتقاله وثار التواتة. وتوقعت أن تكون هذه الثورة من بعض ما تعلمه شوقي من توتي التي وصف صباه بين أصدقائه ومعارفه التي استفادها منهاب"جامعة توتي". ليس بوسع المتعلمين نقد الحكم الاستعماري واعتزاله ثقافة وسياسية بروح حرة. فهم ما يزالون ثمرة ذلك الحكم برغم ما يبدو من تقادم عهده. فقد صار معلوماً الآن أن تعليمنا ما يزال ينز استعماراً. فحمل البروف عبد الله الطيب على الحكم الوطني الذي خلف الاستعمار واصفاً إياه بأنه سلطة المستعمر ذاتها عادت على صورة "بعاتي" من الأفندية. والبعاتي لا يقوم كما قال في هيئته الأولى فيصبح في صوته نخنخة وفي وجهه دمامة. ولا أعرف من أدرك إرث الإنجليز في جيلنا المتعلم مثل هارولد ماكمايكل السكرتير الإداري للحاكم العام في العشرينات ومؤلف كتاب "العرب في السودان". فقد روى الدكتور فاروق محمد إبراهيم قبل أيام رواية عنه في إطار فكرة الدكتور أن النظم المستبدة هي وظيفة من وظائف ضعف المجتمع المدني وقواه وتنظيماته. فتذكر فاروق على أيام بعثته في إنجلترا أن التايمز البريطانية كتبت مقالا إفتتاحيا في صبيحة الثامن عشر من نوفمبر 1958 تتحسر فيه على الديمقراطية التي بناها الإنجليز وأطاح بها الجيش السوداني. وقال إنه دُهش حين قرأ في اليوم التالي "رسالة إلي المحرر" بقلم مكمايكل السكرتير عنّف فيها محرر التايمز قائلا ما معناه: " من قال لكم إننا بنينا نظاما ديمقراطيا في السودان؟ لقد بنينا نظاما أوتوقراطيا يرتدي فيه المفتشون والمديرون الزي العسكري ويحملون الأشرطة العسكرية على صدورهم وقبعاتهم ويتولون السلطات التنفيذية والقضائية بإشراف مركزي مباشر من السكرتير الإداري بالخرطوم. وما فعله الجيش السوداني كان العودة بالبلاد للنظام الأوتوقراطي الذي بنيناه والذي هو أكثر مواءمة للبلاد من الدستور الوسمنستري الذي لم نعدا له إعدادا جيداً". يحول تعليم الإنجليز (قبل سكك حديده وخدمته المدنية) دون المتعلم وتنمية حس نقدي بالاستعمار قاعدته الحرية. ولا أعني بالحرية علماً ونشيداً وطنياً وسلطاناً. بل الحرية كاستحقاق وحالة إنسانية حتى لتصبح طبيعة ثانية للناس. وعليه فهي مما لا رجعة فيه ولا عود منه. فمن يخضعها للمساومة (أو مقايضتها بالسكة حديد وغيرها) ولو مرة، ولو هذراً، ستكبو مساعيه لنيلها من نظام مستبد او آخر. فقد يتصور أن مطلبه من تلك النظم الحرية ولكن مطلبه في الواقع هو وضع يده على العلم والنشيد وكراسي الحكم في دورة اتوقراطية جديدة على حد قول ماكمايكل. لم تجد البرجوازية الصغيرة في تعليم الإنجليز الذي يخيم علينا ما يزال ما يعينها على نقد استبدادهم لتخلص لها الحرية جلية كالجوهرة. وقالت أودري لوردي، الشاعرة الناشطة، إنك لا تهدم بيت السيد بأدوات السيد.
mailto:[email protected]@missouri.edu
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
النور حمد
· استقلال السودان مسلسل من الإنهيار المضطرد · قادة الاستقلال دخلوا السياسة من جهة الشعر والأدب، لا الفكر والعلوم الاجتماعية. · التفكير الانقلابي وراء الإشكالات التي اعترضت بناء الدولة
يحتفل السودان، في الأول من يناير/ كانون الثاني 2015، أي يوم الخميس المقبل، بالذكرى التاسعة والخمسين لاستقلال البلاد من الحكم البريطاني. وليس سهلاً على المرء أن يقول إنه ليس هناك ما يمكن أن نحتفل به، نحن السودانيين، في هذه المناسبة التي تكرر مرورها حتى الآن تسعة وخمسين مرة، ولم يكن الحال، في أي منها، أفضل من سابقه.
فالقول إنه ليس لدينا ما نحتفي به قول صحيح، على مرارته الصادمة. فالتدهور المستمر في أحوال الدولة السودانية الذي أصبح يلامس حد التفكك غدا حقيقةً عاريةً، لا يمكن تجنب قولها، كما لم يعد هناك مجالٌ للمواربة في قولها بأي حال.
قبل ثلاثة أعوام، انفصل جنوب السودان، بعد حرب استمرت، بصورة مجملة، قرابة الخمسين عاماً. حربٌ أحرقت الأخضر واليابس، وأهدرت موارد بالغة الضخامة، وأضاعت وقتاً ثميناً، كما قتلت وشردت ملايين السودانيين. وكما كان استقلال السودان من الحكم البريطاني مجرد دخول في مسلسلٍ طويلٍ من الانهيار المضطرد، متصل الحلقات، كان انفصال جنوب السودان تكراراً أفظع للتجربة نفسها. ولن يستغرق الانهيار الكامل للجنوب الزمن الذي استغرقه انهيار الدولة السودانية الأم، إن لم يع ساسة الجنوب درس الدولة الأم. والسبب في أن الجنوب لن يجد الفرصة التي وجدها الشمال في الصمود الأطول نسبياً أمام المشكلات، هو أن الدولة الأم تميّزت بتماسكٍ نسبي، لا تملكه دولة الجنوب، ذات البنية الضعيفة المتّسمة بالهشاشة.
لو تتبّعنا مسار الدولة السودانية، منذ بداية حقبة ما بعد الاستقلال، لوجدنا أن التفكير الانقلابي كان السبب الرئيس وراء كل الإشكالات التي اعترضت جهود بناء الدولة السودانية وتسببت في إجهاضها. وبنظرة استعاديةٍ عبر المسار الذي تكونت فيه "المثقفية" السودانية الحديثة، نجد أن جذور التفكير الانقلابي الذي وسم الممارسة السياسية عقب الاستقلال، تعود إلى بداية القرن العشرين، عقب إنشاء كلية غردون التذكارية التي كانت البذرة الأولى للتعليم الجامعي في السودان. تحولت الكلية، في ما بعد، إلى جامعة الخرطوم، أولى الجامعات السودانية وأكبرها. فقبل بداية القرن العشرين، لم يعرف القطر السوداني التعليم الجامعي، بل ولا التعليم الثانوي الحديث. من هنا، يمكن القول إن الصفوة المتعلمة التي قادت النضال المدني السلمي ضد المستعمر، في النصف الثاني من ثلاثينات القرن العشرين، عقب تكوين ما سمي "مؤتمر الخريجين"، كانت صفوة محدودة التعليم، قليلة التجربة. وبحكم مناهج تعليم كلية غردون التذكارية التي أرادها المستعمر مجرد "مفرخة" لصغار الكَتَبة والمحاسبين والمهنيين في المستوى الوسيط، لا غير، فإن طلائع المتعلمين جاؤوا إلى حقل السياسة من جهة الشعر والأدب، لا من جهة الفكر السياسي، والعلوم الاجتماعية. وقد كانت كلمة "مثقف"، في تلك الحقبة، تكاد تتطابق مع كلمتي "شاعر" و"أديب".
هذه العلل البنوية التي اكتنفت نشوء الوعي السياسي السوداني، ومهارات بناء الدولة الحديثة، مسألةٌ لم تناقشها الأدبيات الفكرية والسياسية السودانية اللاحقة بالقدر الكافي. انحبست صور الذين أداروا حراك الاستقلال، وأصبحوا، من بعد، الآباء المؤسسين للدولة السودانية المستقلة، في إطار الأيقونات المقدسة. فالنظرة نحوهم لم تخرج قط من الإطراء والتمجيد العاطفي، الخالي من أي مقارباتٍ نقديةٍ، جادةٍ، مبصرة. ومَن يشاهد أجهزة الإعلام السودانية هذه الأيام، وهي تحتفل بذكرى الاستقلال يلحظ حصرها جهدها، كما دأبها المستمر، في مجرد الاحتفاء الذي لا يحيد عن هذه النبرة التمجيدية العاطفية الاحتفائية الفجة، التي تتحاشى النظر النقدي تحاشياً تاماً.
إن أسوأ ما يمكن أن يبتلى به بلدٌ من البلدان هو الفكر الانقلابي. ولا ينحصر الفكر الانقلابي في إحراز السلطة بالقوة العسكرية وحسب، وإنما يشمل، أيضاً، محاولات تسريع خطى الواقع قسراً، وتجاوزه بغير إدراك عميق لإشكالياته، ما يقود إلى هدم البنى القديمة، قبل أن تكون البنى الحديثة قد تشكلت فعلاً، وأصبحت قادرة على أن تحل محل البنى القديمة. نشأت الحركة الوطنية السودانية في الربع الثاني من القرن العشرين، وقوامها متعلمون صغيرو السن؛ بعضهم في منتصف العشرينات، وبعضهم الآخر في الثلاثينات. نشأ هؤلاء بتعليم نصفه غربي، غير أنه مجتزأ ومقتلعٌ من سياقه التاريخي، قوامه شذراتٌ من هنا وهناك. أما نصفه الآخر فديني سلفي تلقيني. تشكل وعي تلك الصفوة المتعلمة عبر جمعيات القراءة التي تشكلت في أحياء العاصمة، خصوصاً مدينة أم درمان، ولم يكن عبر التدريب الأكاديمي المتوفر على جانبي السعة والعمق. نشأ هؤلاء المتعلمون الشباب كارهين للطائفية وللإدارة الأهلية العشائرية، وهما المؤسستان اللتان اعتمد عليهما البريطانيون في إدارة البلاد، بناءً على بحوث حقلية أنثروبولوجية ثرّة. وعلى الرغم من أن أكثرية هؤلاء الطلائع، انضمت، في ما بعد، لأسباب برغماتية محضة، للحزبين الطائفيين الكبيرين، لحظة نشوء الأحزاب السياسية في أربعينات القرن العشرين، إلا أن البقية المؤدلجة، كالشيوعيين والإخوان المسلمين، وغيرهم من التنظيمات الإيديولوجية الأصغر حجماً، أصبحوا المركبة التي بلورت الفكر الانقلابي، وحملته إلى مستقبل الممارسات السياسية التي أعقبت الاستقلال.
وقف وراء أول انقلاب عسكري في السودان حزب الأمة؛ حزب طائفة الأنصار التي يتزعمها آل المهدي. فبعد عامين من الاستقلال، أوعز رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً، عبد الله خليل، القيادي البارز في الحزب، إلى الفريق إبراهيم عبود بتسلم السلطة، قطعاً للطريق على خطةٍ مدعومة من مصر، كان يعدها غريمهم الحزب الاتحادي. ومنذ تلك اللحظة، دخل السودان في مسلسل الانقلابات العسكرية. أسقط السودانيون حكم عبود بثورة شعبية في أكتوبر/ تشرين الأول 1964. ولقد اتسمت سنوات حكم الفريق باعتمادها الحل الأمني في الجنوب، فارتكبت فيه أبشع المجازر، وأوغرت صدور الجنوبيين على الشماليين بصورة غير مسبوقة، كان لها سود العواقب على مستقبل علاقة الجنوب بالشمال.
بعد أربع سنوات من الممارسة الديمقراطية، التي أعقبت سقوط نظام الفريق عبود، قام العقيد جعفر نميري بانقلاب عسكري في مايو/ أيار 1969، وقف وراءه القوميون العرب، ودعمه الشيوعيون، وشاركوا في أجهزته التنفيذية. استهدف الانقلابيون الطائفية والإدارة الأهلية استهدافاً لا هوادة فيه، باسم التقدمية وباسم التطوير والتنمية. وبعد عامين، قام الشيوعيون بانقلاب مضادٍ لانقلاب نميري، بعد أن أقالهم نميري واعتقل قائدهم. فشل انقلابهم بعد ثلاثة أيام من قيامه، ما أدى إلى رد فعل ماحق ضد الحزب الشيوعي السوداني، وأُعدم كبار قادته. بقي نظام نميري في الحكم 16 عاماً، ظل يفقد فيها توازنه باستمرار، ويغيّر تحالفاته من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، منتهياً بدولة دينية وقف وراءها الإسلاميون. وحين سقط في انتفاضة أبريل/ نيسان 1985 الشعبية، تكشفت انهيارات بشعة في بنية الدولة السودانية. فلا التحديث والتطوير حدثا، ولا البنيات القديمة الراسخة بقيت مكانها. وقد مثلت فترة حكم الرئيس جعفر نميري المنعطف الأكبر في مسلسل تدهور الدولة السودانية.
كانت تجربة الرئيسين، عبود ونميري، كافيتين جداً لكي يتوب الإيديولوجيون من التفكير الانقلابي. ولكن الإيديولوجيين لا يتوبون، ولا هم يذكرون. في عام 1989 جاء الإسلاميون، بقيادة الدكتور حسن الترابي، بأنفسهم إلى الحكم، عبر انقلاب عسكري، ظانين أن مشكلات السودان ستحل على أيديهم، وإلى الأبد. وهاكم اقرأوا كتابهم: في عهدهم انفصل الجنوب، وانتقلت الحرب من الجنوب إلى الغرب والوسط، وانهار الاقتصاد، وانهار سعر العملة، حتى أضحى الدولار الأميركي يعادل 9000 جنيه سوداني، بعد أن كان الجنيه السوداني يعادل، منذ لحظة الاستقلال، وحتى السبعينات ثلاثة دولارات وثلث، وانهار التعليم انهياراً كاملاً، وانعزل السودان عن محيطه الإقليمي والدولي، وانهار الجيش، وأنشأت الحكومة وحزبها الأوحد الحاكم ميليشياتهم الخاصة، وأصبح جهاز الأمن السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية. هذا حال السودان بعد 59 عاماً من الاستقلال، وهذا حصاد التفكير الانقلابي. مع ذلك، قليلون أولئك الذين يودون إخضاع مجمل التجربة السودانية، ومسيرة استقلال السودان، إلى نقدٍ حقيقي. وإلى أن يحدث ذلك، ستسير الأمور من سيّءٍ إلى أسوأ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
Quote: ومتابعين هذا العمل التوثيقي والنقل المعرفي لتاريخ الحزب الجمهوري وبالأصح تاريخ الشعب السوداني.. بثينة تروس |
سلام أستاذة بثينة تروس
شكرا للمتابعة و المرور و الشكر أيضا للأستاذ أمين محمد صديق لأداء واجبه كموثق لتاريخ السودان .
تحياتى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
من أراد أن يقرأ عن إدراك الحزب الجمهوري منذ أربعينيات القرن الماضي لإشكاليات الهوية السودانية ووعيه بقضية الجنوب واستهتار القادة الساسييين في ذلك الوقت وغفلتهم عن هذا الرأي الحصيف، عليه أن يقرأ الحلقتين الأخيرتين.
ومن أراد أن يستوضح الرأي في موضوع قانون الخفاض الفرعوني وسجن الأستاذ محمود بسبب معارضته له، عليه أن يقرأ الحلقة السابعة. ويتضح في هذه الحلقة، بجلاء، أن الجمهوريين ظلوا يدينون هذه العادة "السيئة." ويتضح له أن معارضة قانون الخفاض لم تكن تأييداً لهذه العادة، بل كانت معارضة للحكم الاستعماري، لأنه أراد بهذا القانون أن يكسب مزيد من المبررات لاستمراره وأن يستخدمه كوسيلة لمزيد من الإخضاع للسودانيين. ومن أهم ما يبينه السفر الخاص بالخفاض، والمنشور بالحلقة السابعة، أن العادات الاجتماعية تحارب بالتعليم والتوعية والخدمات الصحية، لا بالقانون.
هذه محاولة مبتسرة لتوضيح الوعي المبكر للحزب الجمهوري بمهددات وحدته وبقضية حيوية -هي قضية الخفاض- التي أدت إلى سجن الأستاذ محمود، وفي السجن بدات تتضح له معالم دعوته لتطوير التشريع الإسلامي.
_______
شكراً نعمات!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
سلام يا دكتورة نعمات وضيوفها الكرام هناك أخطآء (فتية) صاحبت إخراج الحلقات الأخيرة فعليه أعيد نشرها هنا حفظا للتسلسل
Quote: منشور رقم (12) حزب الأمة والجامعة العربية بينما كان المصريون يوجهون حزب الأشقاء، ويسوقونه لوحدة وادي النيل خوفا وطمعا، كان الإنجليز يحتضنون حزب الأمة ويوجهون سياسته وفقا لأغراضهم ويجعلون منه ترياقا ضد الحركة التي تساند مصر والحركات الوطنية كلها.. فلما قويت الحركة الموالية لمصر، أوعزوا إلى حزب الأمة أن يتقدم بطلب إلى الجامعة العربية لقبول السودان كعضو مستمع بالجامعة أسوة بالجزائر.. وكان في ظاهر هذا الطلب، إذا تم، اعتراف ضمني من دول الجامعة بحق السودان في أن يكون دولة لها كيانها.. وقد وضح للحزب الجمهوري الخطر الكامن وراء هذا الطلب، والذي ربما يتخذه الإنجليز ذريعة فيوجهون الجنوبيين للمطالبة بالانضمام للوحدة الأفريقية، فأصدرنا المنشور التالي: منشور رقم (12) ترى بعض الأحزاب والجماعات السودانية، أن من الاعترافات الضمنية بالسودان كدولة هو تمثيله في جامعة الدول العربية.. وقد يبدو هذا التفكير معقولا للوهلة الأولى، غير أنه بقليل من التعمق والروية، يمكننا أن ندرك ما فيه من ثغرات قد تضيف شيئا من التعقيد لوضعنا الحالي.. نحن سودانيون، والتفكير في أننا سودانيون يجب أن يسبق أي شيء آخر، قد تدفع إليه عاطفة خاصة.. إننا شعب مركب من عنصرين مختلفين، وهما في نفس الوقت متداخلان، فالوسيلة المثلى لتمكين أواصر وحدة هذين العنصرين، هي أن نبتعد عما من شأنه أن يثير في النفوس فكرة الاختلاف هذه.. نعم هناك أواصر تاريخية تربطنا بالعرب، ولكن إذا قارنا بين المصلحة الوطنية التي ربما نجنيها من اتصالنا بالجامعة العربية، ونحن في وضعنا الراهن وهي في وضعها الراهن، وبين الضرر الذي ربما يحدث لوجدنا كفة الخسارة هي الراجحة.. وذلك لأن الشيء الملموس هو أن الحكم الحاضر، قد مهد لأن يجعل لجنوب هذا القطر مزاجا وطابعا مباينا لمزاج وطابع الشمال، بتطبيق أسلوب تعليمي ذي لون معلوم، وبوضع العراقيل في سبيل الاتصال المباشر بين الشطرين، وبإنشاء مجلس استشاري يمثل الشمال ولا يمثل الجنوب!! كل ذلك بغية التفرقة!! فكيف إذن، نتصل بالجامعة العربية في مثل هذه الظروف مغمضين أعيننا عن الحقيقة الماثلة، وهي أن المستعمر ربما يتذرع بهذه الخطوة، ويرجح أنه سيفعل، لإحكام خطته المبيتة في خلق اتجاهين عنصريين مختلفين تمام الاختلاف في داخل هذه الأمة.. نحن نريد الوحدة الداخلية، قبل أن نعمد إلى اللجوء إلى معاونة من الخارج قد تؤثر غي انسجام هذه الوحدة.. على أن ذلك لا يمنع من أننا إذا بلغنا غايتنا، أن نفكر جديا بدافع المصلحة الوطنية الشاملة، في تكييف علاقاتنا بما يقتضيه الموقف آنذاك.. الحزب الجمهوري 6/12/1946م
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: منشور رقم (13) الخفاض الفرعوني (1) كان الجمهوريون يقولون إن الخفاض الفرعوني عادة سيئة، ولها مضارها المتعددة، ولكن السودانيين، كبقية الشعوب، لهم عاداتهم الحسنة وعاداتهم السيئة.. والعادات السيئة لا تحارب بالقوانين، وإنما بالتربية والتعليم والإرشاد والوعي، ولذلك فقد عارض الجمهوريون ذلك القانون الذي يحارب العادات بوضع يسلط فيه البوليس على الناس، ويعطيه الفرصة لاقتحام البيوت، واقتلاع النساء من خدورهن لينفذ فيهن القانون الجديد، فأصدر هذا السفر الذي أثار حنق السلطات وكان هو السبب المباشر في إرسال الأستاذ محمود محمد طه إلى السجن..
تقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" صدق الله العظيم
أما بعد.. فهذا هو السفر الأول من سلسلة أسفار، سيطالع بها الحزب الجمهوري السودانيين عن سياسته، وأساليبه.. ولقد كان من الطبيعي أن يكون أول الأسفار هو السفر الذي يحدثنا عن تلك السياسة وتلك الأساليب لولا أن ذلك القانون العجيب – قانون الخفاض الفرعوني – قد فاجأنا ففجعنا، فرأينا أن نبادر برأينا فيه في هذا السفر الأول.. وطريقة الأسفار هذه نحن عليها مسبوقون، ذلك لأنها طريقة معروفة لدى كثير من الأحزاب في الخارج.. وقد دفعنا إلى اتخاذها في الوقت الحاضر ما نلقى من رفض لنشر أخبارنا في بعض الصحف المحلية كالصوت، والرأي العام، اللتين طاب لمحرريهما أن ينصبا نفسيهما قيمين على الشعب السوداني.. (أ) أساليب عتيقة لا نريد بكتابنا هذا أن نقف موقف المدافع عن الخفاض الفرعوني.. ولا نريد أن نتعرض، بالتحليل، للظروف التي أوحت به لأهل السودان والضرورة التي أبقته بين ظهرانيهم إلى يومنا هذا.. ولكننا نريد أن نتعرض لمعاملات خاصة وأساليب خاصة وسنن خاصة استنتها حكومة السودان، أو قل ابتدعتها ابتداعاً، وأرادتنا أن ننزل على حكم ابتداعها إرغاماً.. والصلة بين الخفاض الفرعوني وبين هذه المعاملات والأساليب والسنن المبتدعة، هي أوجه الشبه بين الظروف الحالية التي ارتأتها مناسبة لإثارته، والظروف التي أوحت إليها فيما مضى بابتداع هذه المعاملات والاستزادة من هذه الأساليب واستنان هذه السنن، التي فككت أوصالنا وأضعفت مجتمعنا وصورتنا في أبشع الصور، وقتلت فينا الشعور بكياننا جماعة وأفراداً.. والتي ما كان لنا أن نتظاهر بالرضا عنها لولا علالة من أمل في الحكومة، أبقاها حسن الظن في نفوسنا.. وعلالة من رجاء قضى عليها تفننها في الأساليب، وابتكارها المتجدد لكل ما يضعف ثقتنا بأنفسنا، ويصورنا للعالم الخارجي بصورة ساكني الكهوف فيما قبل التاريخ!! ومن الآيات الدالة على سوء القصد في هذه الأساليب، إثارة مسألة الخفاض الفرعوني في هذا الظرف.. وأساليب الدعاية التي طرقتها له، والطرق التي ارتأتها مناسبة لإبطاله والقضاء عليه.. ولقد جاءت هذه الآيات دليلاً واضحاً على التضليل المقرون بسبق الإصرار.. ولهذا رأينا من المناسب أن نناقش هذه الأساليب، بطريقة خالية من المداجاة والمراوغة، وفي غير تعنت لنطلع المواطنين على مكامن الضعف فيها، ومغامزه، علهم يدركون فداحة الخطر المترتب على النظر للأشياء من وجه واحد، واستساغة الدسم الممزوج بالسموم، فيسارعون إلى الحمية، ويعتصمون بحبل الشجاعة الأدبية في إبداء الرأي.. (ب) لماذا أثيرت مسألة الخفاض الفرعوني!؟ لسائل أن يسأل لماذا أثارت الحكومة مسألة الخفاض الفرعوني، وله أن يسأل لماذا أثارتها في هذا الوقت بالذات!؟ وله أن يسأل أيضاً لماذا أثارتها في البرلمان الإنجليزي!؟ ولماذا تبودلت الرسائل في شأنها مع أغاخان!؟ ولماذا لجأت الحكومة إلى القانون لإبطالها؟ ولماذا كانت هذه الصرامة في القانون!؟ نعم لسائل أن يسأل هذه الأسئلة، وله أن يقنع بأي رد يقال له، إذا كان على جانب من البساطة والسذاجة وضيق الأفق!! ولكن الذين علمتهم التجارب أن يستشفوا الحقائق الكامنة وراء كل حركة تقوم بها حكومة السودان، لن يجدوا ما يبرر قبولهم للرد القائل بأن المسألة قد أثيرت إشفاقاً بالمرأة.. لأنهم لم يجدوا أثراً لمثل هذا الإشفاق في مدى الخمسين عاماً التي مكثتها حكومة السودان، وتقصيرها ظاهر ملموس في ناحية المرأة التعليمية والاجتماعية والصحية.. (ج) لم تثر المسألة إشفاقاً بالمرأة!! أما من الناحية التعليمية، فلأنها قد تجاهلتها وأسقطتها من حسابها ردحاً من الزمان ولم تشرع في تعليمها إلا مؤخراً، ولأنها لما بدأت تعليمها ضيقته لدرجة مخجلة مزرية وحصرته في التعليم الأولي، وفي معهد واحد آخر يرتفع قليلاً في مستواه على مستوى المدارس الأولية، وقد اضطرت لإنشائه للحصول على حفنة من المعلمات ليقمن بمهمة التدريس في تلك المدارس.. ولأنها حين وضعت البرامج لهذا القدر من التعليم، لم تراع فيه ما يجب مراعاته في تعليم بنت مسلمة في قطر إسلامي، ولم تعدها لتدبير بيت منتظر وتعهد طفولة مرتقبة وسياسة زوج لا يمكن أن يربطه بعش الزوجية سوى خلق قويم.. وأما من الناحية الصحية، فلأنها لم توفر طبيباً سودانياً واحداً من أطباءها للتخصص في أمراض النساء على كثرتها.. ولم تلتفت التفاتة إلى الأمراض النفسية التي يزداد تفاقمها بينهن يوماً بعد يوم.. كما لم تعهد بإقامة المصحات التي يمكنها أن تتولى إرشادهن وإسعافهن في حالات الحمل والإجهاض والنفاس.. وأما من الناحية الاجتماعية، فلأنها لم تلق بالاً لناحية البغاء الذي تعترف به وتحتجز منه لجيوشها أماكن خاصة!! ولو كانت حكومة تقصد إلى انتشال المرأة لوفرت لها التعليم الصالح، ولاختصتها بالعناية الصحية، ولأزالت من طريقها الضرورات التي تلجئها إلى البغاء والتي لا ينفع معها الحذر والرقابة.. وأولى هذه الضرورات التعليم الكامل الصحيح الجدير بخلق الوازع في النفوس.. وثانيها حل المشاكل الاقتصادية التي حالت بين الشبان والزواج، الذي تصبح كل محاولة للقضاء على البغاء من غير طريقه وطريق التربية الصحيحة، ضرباً من العبث ومحاولة فاشلة.. فهل قامت حكومة السودان بهذا؟ وهل من رأيها أن تثير مسألة البغاء المنتشر، في البرلمان الانجليزي عندما تنبه لخطورته؟ وهل تتبادل الرسائل في شأنه مع أغاخان وهل تعرضه على المجلس الاستشاري؟ إن المرأة لينالها من التعذيب النفساني والجسماني أضعاف ما ينالها من الخفاض الفرعوني، رغم شروره وقساوته وعدم فائدته.. وعدم اهتمام الحكومة من ناحية التعليم والصحة والبغاء، هو ما يدعو السائل الحذر للجزم بأن المسألة لم تثر إشفاقاً بالمرأة.. (د) هل لمسألة الخفاض الفرعوني علاقة بتقرير المصير!؟
عندما أثيرت قضية الهند المزمنة أثناء الحرب العالمية الثانية، كان من بين المهتمين بها صحفي إنجليزي يدعى "بفرلي نكولز" دفعت به إنسانيته وإشفاقه الزائد عن الحد بأهل الهند، للسفر إلى تلك البلاد ليكتب تقريراً ينور به أهل الغرب "الذين استطاع الهندوس بإلحاحهم في الإيحاء، أن يقنعوهم بأنهم هم الهند، وأن كل محاولة لتقسيم الهند تكون محاولة خبيثة من الانجليز قائمة على المبدأ المقرر: فرّق تسد!! ".. وقد أبت همة ذلك الصحفي إلا أن يتعرض في تقريره لكل صغيرة وكبيرة، فلم يترك عادة مستهجنة، ولم يفته التعرض لحالة البؤس والشقاء التي يرزح الهنود في أغلالها.. كما لم يفته التحدث عن "الديفاراس" هيكل البغايا اللاتي يحترفن تلك المهنة خوفاً من الله واحتساباً!! كما لم يفته التعرض للانقسامات الطائفية والأمراض وسوء النظام والخرافات والشعوذة والطعن في حزب المؤتمر ودكتاتورية زعيمه غاندي (عدو المنبوذين)، ولفت النظر والإشادة بالسيد جناح رئيس العصبة الإسلامية، ولم يخف تأييده له والدعاية لإقامة إمبراطورية المسلمين المنفصلة "الباكستان".. كما لم يفته تمجيد الدكتور امبرك زعيم المنبوذين والإشادة بذكره، والتوجع لمعاملة الهندوس له.. كما لم يخف حسرته على الأطفال الذين أعماهم آباؤهم ليكونوا في المستقبل مصدر دخل في سوق التسول!! واستنكاره للعادة المتبعة عند الجنود الهنود "هل تمنحني إجازة شهر يا سيدي لأذهب وأقتل ابن عمي!!؟؟ ".. نعم لم يهمل تقرير ذلك الصحفي صغيرة ولا كبيرة، ولكنه أغفل شيئاً آخر، هو حصر مسئولية الفقر والمرض والبؤس وتحميل الاستعمار الانجليزي نصيبه الوافر منها.. كما فاته أن يوضح لنا لماذا لم تتخذ حكومة الانجليز في الهند إزاء عادة استئذان الجنود لسادتهم الانجليز وسحل عيون الأطفال، ما اتخذته حكومة السودان من قانون بشأن الخفاض الفرعوني!؟ ولماذا لم يبادر الصحفيون الانجليز برفع مثل ذلك التقرير قبل إثارة المسألة الهندية!؟ والجواب على هذه الأسئلة بالطبع هو ما قرره "بفرلي" في تقريره، وهو وجوب بقاء الانجليز في الهند لإزالة ما جاء في ذلك التقرير!! ولو قدّر لهذا الصحفي أن يزور السودان حين تشتد المطالبة بتقرير المصير أو الجلاء، ليرفع تقريراً ينور به أحرار الغرب، وقدر لنا أن نطلع على ذلك التقرير، لرأيناه يتعرض في أولى صفحاته للخلافات العنصرية والدينية التي خلقتها هيئآت التبشير، وأضرمت سعارها دعايات أعداء الإنسانية الذين يفككون أوصال الإنسانية، ويبذرون بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد باسم المسيحية، والمسيحية بريئة مما يبذرون!! ولرأيناه يسرد في إسهاب مفرط أنواع الشقاء، والتعس والمرض، والوحشية، وسوء النظام، ويحملنا تبعاتها دون إشارة إلى الأيدي الجائرة والعقول الماكرة التي أضافت إلى معجم السياسة كلمات: السودان المسلم والسودان المسيحي!! والسودان العربي والسودان الزنجي!! والسودان الشمالي والسودان الجنوبي!! والتي شلت أيدينا عن انتشال مواطنينا الجنوبيين من بؤرة الشقاء والمرض والجهل والعري.. ولرأيناه يطالب ببقاء الإنجليز للقضاء على الجزام والعماء والتسول، التي ابتلانا بها النازحون تحت حماية الانجليز.. ولرأيناه يشير إلى بغايا "أبي صليب" والخرطوم الغربي اللائي يقمن بخدمة جيوش الإمبراطورية، خوفاً من الله واحتساباً!! دون أن يشير اقل إشارة، إلى ما تكتبه جرائدنا المحلية، ودون أن يشير إلى كتب أبناء جلدته لحرية القول.. نعم سوف يشير التقرير إلى هذا وأكثر من هذا.. وبهذا وحده يستطيع أن ينتحل لأمته عذراً بوجوب البقاء في السودان واستعباد أمة تشهد أرض كرري مبلغ تعلقهم بالحرية!! وما التشهد بالخفاض الفرعوني وإثارته في البرلمان الانجليزي إلا أسلوب من تلك الأساليب، التي يلجأ إليها من يطمعون في إقامة دعائم الاستعمار، وإضافة اسمهم لقائمة خدم الإمبراطورية.. (ه) لماذا تبودلت الرسائل مع أغا خان!؟ لا يظنن أحد أن حكومة السودان، عندما بعثت بكتابها لأغا خان، كانت تجهل أن حضرة الزعيم الهندي لا يتمتع بأي نفوذ في السودان!! وأن من يتشرفون بمعرفة اسمه، لا يتعدون أصابع اليدين!! ولا يظنن أحد، أيضا، أنها كانت ترجو من شعب تزعم أنه لا يستمع لنداءات شبابه المستنير، أن يستمع لنداء زعيم طائفة مسلمة من طوائف الهند، لم تسمح له أخوته الإسلامية وشرقيته، أن يتعرف على هيئاتهم قبل مغادرة بلادهم.. نعم، ما كانت حكومة السودان لتجهل هذا لأنها لم تقصد إلى هذا، وإنما قصدت إلى تصويرنا بصورة البله المتعصبين، وإلى تشويه سمعتنا في الشرق كما شوهتها في الغرب.. (و) قانون عجيب!! لا شك أن مجرد التفكير في الالتجاء إلى القانون، للقضاء على عادة متأصلة في النفوس، استئصال الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على أن حكومة السودان، إما أن يكون قد رسخ في ذهنها أننا شعب تستطيع القوة وحدها، أن تثنيه عن كل مبدأ، وعقيدة، أو أن تكون قد أرادت أن تقول للعالم الخارجي، إن السودانيين قوم متعنتون.. وإن تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الهمجية، هو نفس التعنت الذي وقف في سبيلنا، وشل أيدينا، عن استثمار الأراضي الواسعة الخصبة، في الجنوب والاستفادة من مياه الدندر والرهد ونهر الأتبرا، والتوسع في التعليم.. هذا من ناحية الالتجاء للقانون، وأما القانون في ذاته، فهو قانون أريد به إذلال النفوس، وإهدار الكرامة، والترويض على النقائص والمهانة.. قل لنا بربك: أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره!؟ وأي حر كريم يرضى أن يكون سببا في إرسال بنات جاره أو صديقه أو عشيرته للطبيب للكشف عليهن!؟ عجبا لكم يا واضعي القانون!؟ أمن العدل والقانون أن تستذلونا باسم القانون!؟ أومن الرأفة بالفتاة أن تلقوا بكاسبها في أعماق السجون!؟ (ز) عتاب إخواننا أعضاء المجلس الاستشاري- عفا الله عنكم – لماذا لم ترسلوها صرخة داوية ضد سن القانون!؟ ألانكم استهنتم بكرامة مواطنيكم، كما استهان بها واضعوا القانون أم رضيتم لأمتكم التشهير والتحقير، ولفتياتكم ركوب عربات البوليس، ولأمهاتكم وعماتكم وخالاتكم دخول المحاكم والسجون!!؟؟ مع علمكم برسوخ العادة وسلامة الطبع وتقديس العرض وتنفير القانون.. (ى) عهد أيها السودانيون: لقد جاء بياننا هذا، شارحا ما كان، متنبئا بما سيكون.. وسوف تقدم لنا بعد هذا مشاريع كثيرة باسم الإصلاح، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب، قد تجوز فيها الخدعة على الكثيرين، ولكن الحزب الجمهوري قد قطع عهدا على نفسه بأن يكشف القناع عن متشابهها، ويحذر من خطرها، ويعمل لإزالتها، ولن يخشى بعد اليوم، غير الله أحدا.. وعلى الله توكلنا هو مولانا فنعم المولى وتعم النصير.. الحزب الجمهوري |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: (ج) لم تثر المسألة إشفاقاً بالمرأة!! أما من الناحية التعليمية، فلأنها قد تجاهلتها وأسقطتها من حسابها ردحاً من الزمان ولم تشرع في تعليمها إلا مؤخراً، ولأنها لما بدأت تعليمها ضيقته لدرجة مخجلة مزرية وحصرته في التعليم الأولي، وفي معهد واحد آخر يرتفع قليلاً في مستواه على مستوى المدارس الأولية، وقد اضطرت لإنشائه للحصول على حفنة من المعلمات ليقمن بمهمة التدريس في تلك المدارس.. ولأنها حين وضعت البرامج لهذا القدر من التعليم، لم تراع فيه ما يجب مراعاته في تعليم بنت مسلمة في قطر إسلامي، ولم تعدها لتدبير بيت منتظر وتعهد طفولة مرتقبة وسياسة زوج لا يمكن أن يربطه بعش الزوجية سوى خلق قويم.. وأما من الناحية الصحية، فلأنها لم توفر طبيباً سودانياً واحداً من أطباءها للتخصص في أمراض النساء على كثرتها.. ولم تلتفت التفاتة إلى الأمراض النفسية التي يزداد تفاقمها بينهن يوماً بعد يوم.. كما لم تعهد بإقامة المصحات التي يمكنها أن تتولى إرشادهن وإسعافهن في حالات الحمل والإجهاض والنفاس.. وأما من الناحية الاجتماعية، فلأنها لم تلق بالاً لناحية البغاء الذي تعترف به وتحتجز منه لجيوشها أماكن خاصة!! ولو كانت حكومة تقصد إلى انتشال المرأة لوفرت لها التعليم الصالح، ولاختصتها بالعناية الصحية، ولأزالت من طريقها الضرورات التي تلجئها إلى البغاء والتي لا ينفع معها الحذر والرقابة.. وأولى هذه الضرورات التعليم الكامل الصحيح الجدير بخلق الوازع في النفوس.. وثانيها حل المشاكل الاقتصادية التي حالت بين الشبان والزواج، الذي تصبح كل محاولة للقضاء على البغاء من غير طريقه وطريق التربية الصحيحة، ضرباً من العبث ومحاولة فاشلة.. فهل قامت حكومة السودان بهذا؟ وهل من رأيها أن تثير مسألة البغاء المنتشر، في البرلمان الانجليزي عندما تنبه لخطورته؟ وهل تتبادل الرسائل في شأنه مع أغاخان وهل تعرضه على المجلس الاستشاري؟ إن المرأة لينالها من التعذيب النفساني والجسماني أضعاف ما ينالها من الخفاض الفرعوني، رغم شروره وقساوته وعدم فائدته.. وعدم اهتمام الحكومة من ناحية التعليم والصحة والبغاء، هو ما يدعو السائل الحذر للجزم بأن المسألة لم تثر إشفاقاً بالمرأة.. (د) هل لمسألة الخفاض الفرعوني علاقة بتقرير المصير!؟
عندما أثيرت قضية الهند المزمنة أثناء الحرب العالمية الثانية، كان من بين المهتمين بها صحفي إنجليزي يدعى "بفرلي نكولز" دفعت به إنسانيته وإشفاقه الزائد عن الحد بأهل الهند، للسفر إلى تلك البلاد ليكتب تقريراً ينور به أهل الغرب "الذين استطاع الهندوس بإلحاحهم في الإيحاء، أن يقنعوهم بأنهم هم الهند، وأن كل محاولة لتقسيم الهند تكون محاولة خبيثة من الانجليز قائمة على المبدأ المقرر: فرّق تسد!! ".. وقد أبت همة ذلك الصحفي إلا أن يتعرض في تقريره لكل صغيرة وكبيرة، فلم يترك عادة مستهجنة، ولم يفته التعرض لحالة البؤس والشقاء التي يرزح الهنود في أغلالها.. كما لم يفته التحدث عن "الديفاراس" هيكل البغايا اللاتي يحترفن تلك المهنة خوفاً من الله واحتساباً!! كما لم يفته التعرض للانقسامات الطائفية والأمراض وسوء النظام والخرافات والشعوذة والطعن في حزب المؤتمر ودكتاتورية زعيمه غاندي (عدو المنبوذين)، ولفت النظر والإشادة بالسيد جناح رئيس العصبة الإسلامية، ولم يخف تأييده له والدعاية لإقامة إمبراطورية المسلمين المنفصلة "الباكستان".. كما لم يفته تمجيد الدكتور امبرك زعيم المنبوذين والإشادة بذكره، والتوجع لمعاملة الهندوس له.. كما لم يخف حسرته على الأطفال الذين أعماهم آباؤهم ليكونوا في المستقبل مصدر دخل في سوق التسول!! واستنكاره للعادة المتبعة عند الجنود الهنود "هل تمنحني إجازة شهر يا سيدي لأذهب وأقتل ابن عمي!!؟؟ ".. نعم لم يهمل تقرير ذلك الصحفي صغيرة ولا كبيرة، ولكنه أغفل شيئاً آخر، هو حصر مسئولية الفقر والمرض والبؤس وتحميل الاستعمار الانجليزي نصيبه الوافر منها.. كما فاته أن يوضح لنا لماذا لم تتخذ حكومة الانجليز في الهند إزاء عادة استئذان الجنود لسادتهم الانجليز وسحل عيون الأطفال، ما اتخذته حكومة السودان من قانون بشأن الخفاض الفرعوني!؟ ولماذا لم يبادر الصحفيون الانجليز برفع مثل ذلك التقرير قبل إثارة المسألة الهندية!؟ والجواب على هذه الأسئلة بالطبع هو ما قرره "بفرلي" في تقريره، وهو وجوب بقاء الانجليز في الهند لإزالة ما جاء في ذلك التقرير!! ولو قدّر لهذا الصحفي أن يزور السودان حين تشتد المطالبة بتقرير المصير أو الجلاء، ليرفع تقريراً ينور به أحرار الغرب، وقدر لنا أن نطلع على ذلك التقرير، لرأيناه يتعرض في أولى صفحاته للخلافات العنصرية والدينية التي خلقتها هيئآت التبشير، وأضرمت سعارها دعايات أعداء الإنسانية الذين يفككون أوصال الإنسانية، ويبذرون بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد باسم المسيحية، والمسيحية بريئة مما يبذرون!! ولرأيناه يسرد في إسهاب مفرط أنواع الشقاء، والتعس والمرض، والوحشية، وسوء النظام، ويحملنا تبعاتها دون إشارة إلى الأيدي الجائرة والعقول الماكرة التي أضافت إلى معجم السياسة كلمات: السودان المسلم والسودان المسيحي!! والسودان العربي والسودان الزنجي!! والسودان الشمالي والسودان الجنوبي!! والتي شلت أيدينا عن انتشال مواطنينا الجنوبيين من بؤرة الشقاء والمرض والجهل والعري.. ولرأيناه يطالب ببقاء الإنجليز للقضاء على الجزام والعماء والتسول، التي ابتلانا بها النازحون تحت حماية الانجليز.. ولرأيناه يشير إلى بغايا "أبي صليب" والخرطوم الغربي اللائي يقمن بخدمة جيوش الإمبراطورية، خوفاً من الله واحتساباً!! دون أن يشير اقل إشارة، إلى ما تكتبه جرائدنا المحلية، ودون أن يشير إلى كتب أبناء جلدته لحرية القول.. نعم سوف يشير التقرير إلى هذا وأكثر من هذا.. وبهذا وحده يستطيع أن ينتحل لأمته عذراً بوجوب البقاء في السودان واستعباد أمة تشهد أرض كرري مبلغ تعلقهم بالحرية!! وما التشهد بالخفاض الفرعوني وإثارته في البرلمان الانجليزي إلا أسلوب من تلك الأساليب، التي يلجأ إليها من يطمعون في إقامة دعائم الاستعمار، وإضافة اسمهم لقائمة خدم الإمبراطورية.. (ه) لماذا تبودلت الرسائل مع أغا خان!؟ لا يظنن أحد أن حكومة السودان، عندما بعثت بكتابها لأغا خان، كانت تجهل أن حضرة الزعيم الهندي لا يتمتع بأي نفوذ في السودان!! وأن من يتشرفون بمعرفة اسمه، لا يتعدون أصابع اليدين!! ولا يظنن أحد، أيضا، أنها كانت ترجو من شعب تزعم أنه لا يستمع لنداءات شبابه المستنير، أن يستمع لنداء زعيم طائفة مسلمة من طوائف الهند، لم تسمح له أخوته الإسلامية وشرقيته، أن يتعرف على هيئاتهم قبل مغادرة بلادهم.. نعم، ما كانت حكومة السودان لتجهل هذا لأنها لم تقصد إلى هذا، وإنما قصدت إلى تصويرنا بصورة البله المتعصبين، وإلى تشويه سمعتنا في الشرق كما شوهتها في الغرب.. (و) قانون عجيب!! لا شك أن مجرد التفكير في الالتجاء إلى القانون، للقضاء على عادة متأصلة في النفوس، استئصال الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على أن حكومة السودان، إما أن يكون قد رسخ في ذهنها أننا شعب تستطيع القوة وحدها، أن تثنيه عن كل مبدأ، وعقيدة، أو أن تكون قد أرادت أن تقول للعالم الخارجي، إن السودانيين قوم متعنتون.. وإن تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لاستئصال عادة الخفاض الهمجية، هو نفس التعنت الذي وقف في سبيلنا، وشل أيدينا، عن استثمار الأراضي الواسعة الخصبة، في الجنوب والاستفادة من مياه الدندر والرهد ونهر الأتبرا، والتوسع في التعليم.. هذا من ناحية الالتجاء للقانون، وأما القانون في ذاته، فهو قانون أريد به إذلال النفوس، وإهدار الكرامة، والترويض على النقائص والمهانة.. قل لنا بربك: أي رجل يرضى بأن يشتهر بالتجسس على عرض جاره!؟ وأي حر كريم يرضى أن يكون سببا في إرسال بنات جاره أو صديقه أو عشيرته للطبيب للكشف عليهن!؟ عجبا لكم يا واضعي القانون!؟ أمن العدل والقانون أن تستذلونا باسم القانون!؟ أومن الرأفة بالفتاة أن تلقوا بكاسبها في أعماق السجون!؟ (ز) عتاب إخواننا أعضاء المجلس الاستشاري- عفا الله عنكم – لماذا لم ترسلوها صرخة داوية ضد سن القانون!؟ ألانكم استهنتم بكرامة مواطنيكم، كما استهان بها واضعوا القانون أم رضيتم لأمتكم التشهير والتحقير، ولفتياتكم ركوب عربات البوليس، ولأمهاتكم وعماتكم وخالاتكم دخول المحاكم والسجون!!؟؟ مع علمكم برسوخ العادة وسلامة الطبع وتقديس العرض وتنفير القانون.. (ى) عهد أيها السودانيون: لقد جاء بياننا هذا، شارحا ما كان، متنبئا بما سيكون.. وسوف تقدم لنا بعد هذا مشاريع كثيرة باسم الإصلاح، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب، قد تجوز فيها الخدعة على الكثيرين، ولكن الحزب الجمهوري قد قطع عهدا على نفسه بأن يكشف القناع عن متشابهها، ويحذر من خطرها، ويعمل لإزالتها، ولن يخشى بعد اليوم، غير الله أحدا.. وعلى الله توكلنا هو مولانا فنعم المولى وتعم النصير.. الحزب الجمهوري |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
نفاج فتح وسيدخل الضوء الجنوب ولم ندفع عنه و مصر لا زلنا تبع و ال سوفات صار بعضها قرأة الاستاذ لواقعنا تنم عن ذكاء ليتنا وثقنا ب السوداني ليتنا نثق ب السوداني ويا بلد كاتلنا هواك وما بندري كيف الطريق لعلاك و ياتو الطريق لعلاك وياتو طريق علاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
في زمن الانكفأ يتوهج الاستاذ و يستبين تقدم مواقفه ونقول ما اشبه الليله بالبارحة كاننا لم نتقدم خطوة واحده بل تاخرنا موقف الاستاذ من القبض علي عضو حزب الاشقاء رغم خذلان حزبه له واحترام = بوليس زمان = للقانون نعم تاخرنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى (Re: نعمات عماد)
|
صاحبة الرأي السديد و المختصر المفيد د. إخلاص المشرف
شكرا لحسن الظن . و أرد الفضل لأهله جريدة الوطن التي تنشر هذه الشهادة .
الوطن ( 18\01\2015 ) و شهادة للأستاذ محمود محمد طه و الفكرة من التيار ( 18\01\2015 )
| |
|
|
|
|
|
|
|