تحركات ماكوكية لكشف الجهات المصدرة للسودانيات خادمات

عصابة منظمة
تبدأ عملية استقدام السودانيات عن طريق مكاتب استخدام واستقدام أو عن طريق وسيطين أحدهما يقيم في المملكة، والآخر في السودان. ومن خلال إفادات السودانيات لـ«الإنتباهة» هناك أكدن أن في هذه القضية طرفين مسؤولين عن كل ما يتم من خداع لهن. فالطرف الأول هو السمسار الذي عادة يكون موجودا في السودان والذي يعرض الوظائف المغرية بمبالغ زهيدة لا تتعدى الـ 5 آلاف جنيه، وبين المملكة حيث يتفق مع الأميرة أو الكفيل الذي بدوره يعطيه آلاف الريالات، ويقوم الكفيل بكل الإجراءات من إقامة وكرت عمل وغيرهما. وبحسب إفادات إحداهن فإن الكفيل أو الأميرة لا تفاهم معها، فهي تجبرك على العمل أو دفع كل ما صرفته ودفعته لهؤلاء السماسرة والذي يصل إلى آلاف الريالات والتي لا يستطيع أحد أن يوفرها فيضطر إلى العمل على مضض وتحمل كل الذلة والإهانة، ومنهن من تلوذ بالفرار إذا حالفها الحظ ومنهن من يخالفه ويتم القبض عليها وإرجاعها . وما وضح من خلال إفادات تطالعها خلال هذا الملف يكشف عن شخصين أخ وأخت ينظمان هذا العمل مقابل آلاف الريالات.
أمل أحلام
محنة العاملات التي سُردت في الحلقة الماضية أثبتت أن السودانيين معدنهم لا يصدأ، فهم في الغربة أولاد عم وما فعلته الأستاذة أحلام يوسف عبد الله الناشطة السودانية في العمل العام ورئيسة جمعية إمام الخيرية للأيتام والأرامل والتي تقيم في الرياض يؤكد ذلك. فأحلام كان لها الفضل الكبير في قضايا العاملات المخدوعات والتي ساعدتهن في استخراج أوراقهن الثبوتية متنقلة معهن ما بين السفارة ومكتب العمل، وذلك بحسب إفادتهن بأن أحلام ساعدتهن ووقفت معهن في محنتهن. ففي تمام الساعة التاسعة مساء هاتفت أحلام التي أكدت أن من صميم عملهم معالجة أمور أبناء الجالية أياً كانت. كمساعدة لهم وإتمام الإجراءات اللازمة لسفر عدد من الفتيات السودانيات. أجابت أحلام أنها لتوها دخلت منزلها، فمنذ الصباح تقوم بكل الإجراءات ما بين سفارة السودان ومكتب العمل السعودي، وتؤكد أحلام خلال حديثها لـ«الإنتباهة» بأن ما يحدث فوق التصور. ...............
سستر تتحول إلى مربية وجليسة لمعاقandnbsp;
«ح» سستر أتت إلى السعودية للعمل كممرضة في مستوصف، وفجأة وجدت نفسها في بيت لترعى إحدى المعاقات لتقوم بتنظيفها وأكلها وشربها فاستاءت من هذا المنظر، وأكدت لهم أن هذه المهنة ليست التي أتت من أجلها وهذا ليس عملها وتخصصها، لكن رفض أصحاب المنزل إرجاعها بحجة أنهم صرفوا عليها لدرجة أنها مرضت وهربت بحجة أنها مريضة. واستنجدت بالسفارة بعد ما تم تجريدها من كل أوراقها الثبوتية وطالبت بإرجعها ورفضوا وأرغموها على العمل برعاية ابنتهم المعاقة. ذهبت إلى السفارة لاستخراج وثيقة سفر اضطرارية إلا أن السفارة رفضت بحجة أن لديها جوازًا فلا يسمح باستخراج وثيقة لها. بعدها وبجهود الأستاذة أحلام ساعدتها على استخراج هذه الوثيقة التي تقول اتجهنا للوافدين لعمل بصمة معلومات للتأكد من سلامة موقفها وأنها ليست مطلوبة لجهة ما إلا أننا فوجئنا بأنها دخلت إلى المملكة عن طريق زيارة وليس إقامة. وهذه الزيارة ستنتهي يوم الخميس 21 أغسطس الحالي.
بعدها اتضح أن هناك فتاتين من بعد هربتا، وأصبحت هناك مجموعة في انتظار حل من السفارة.andnbsp;
مساجين القصر
بعد أن عرضنا قصص ومآسى هؤلاء اللائي تمنين أن تنمحي هذه الفترة من ذاكرتهن وذلك لبشاعة تلك الأيام، لكن يبقى حالهن الآن أفضل من أولئك الذين لا يزالن حبيسات قصر تلك الأميرة، ما هو مصيرهن بعد نشر القضية على الرأي العام ماذا ستفعل معهن هل سيزداد ظلمها لهن أو تعاقبهن خاصة أن هنالك من هربت من القصر مثل «ومضة» التي فرت مع «ن» لكن تم إرجاعها عنوة وحتى الآن لا أحد يعلم مصيرها وما هو العقاب الذي واجهته «ن» وغيرها من الهاربات من جحيم هذه الأميرة، أكدن أنهن أبلغن السفارة لكن حتى الآن لم تستطع عمل شيء لإنقاذها وتخشى «ن» أن ومضة قد تتعرض لتعذيب وضرب بسبب فرارها.
«ر» خريجة محاسبة جامعة السودان لا تختلف قصتها عن سابقاتها، وإن اختلفت الجهة أو الوكالة إلا أنها ثانية الهاربات من جحيم قصر الأميرة سلوى الثنيان قصصتها الحلقة الماضية بعد «ن» التي سردناها. وصرحت «ر» أن الوكالة التي سافرت عن طريقها اسمها «كزم» بالعمارات شارع «27» وتم الاتفاق معها على وظيفة حسب تخصصها وهو المحاسبة لكن عليها أن تدخل المملكة بمهنة «مديرة منزلية» مع إغراءات كثيرة. وتضيف «ر» أنها مكثت عاماً وثمانية أشهر، وطوال هذه الفترة كانت صعبة علينا مكثت مع الأميرة عشرة أشهر تصفها «ر» أنها أيام صعبة لا تحتمل، فهم بطبعهم يستعبدون البشر.
قصة الهروب
قصة هروب «ر» من القصر كانت مختلفة، فهي خرجت مرافقة مع ابنة الأميرة كمرافقة لها ومن هناك هربت إلى السفارة مستنجدة من هول ومصاعب هذا السجن. وتؤكد «ر» أن السفارة لم تفعل شيئا سوى أنها قطعت لي تذكرة الخروج ومبلغا كمصاريف. فمنذ «8» شهور لم تستطع السفارة أن تحل قضيتي حتى تغير كل طاقم السفارة والشيء الوحيد الذي فعلوه أنهم سعوا إلى منحي تأشيرة خروج بعد أن رفضت السلطات السعودية منحي إياها. وتضيف «ر» أن مكتب العمل السعودي هو الذي حل مشكلتي والذي سلمني جوازي خلال خمسة أيام فقط.andnbsp;
كا عددنا «8» جميعهم هربوا، منهم من تمت إعادته ومنهم من غادر المملكة ومنهم من مرض.andnbsp;
قرار حظر عمل السودانيات كخادمات قرار موفق جدا لأنك يجب أن يتم حظر وضبط عمل هذه الوكلات ويجب تشديد إجراءات السفر وأن تتم معاينة كل ما يتعلق بالتأشيرة من أوراق والجهة والوظيفة التي ستعمل بها. وتضيف «ر» أن تأشيرتنا تم التلاعب بها وبصورة غير رسمية وليس عن طريق مكتب العمل الذي يحظر هذه المهن.
نصيحة أقدمها لكل فتاة سودانية: ما عندنا بنت سودانية ترضى بهذا العمل وأفضل لها أن تعمل في بلدها معززة مكرمة بدل الإهانات والذلة التي تتلقاهاandnbsp;
من هذه التجربة المريرة الصبر وقوة التحمل وظللنا ندعوا الله لرد هذا الظلم، وصلتنا بربنا أصبحت أقوى بعد التقرب إليه والدعاء عليها طوال هذه الفترة والآن سنؤدي شعيرة العمرة.
حينما نتم إخبارها بأننا لا نريد العمل معها لأنه تم خداعنا وأننا لم نأت هنا كخادمات، كانت ترفض بشدة بحجة أنها دفعت مبالغ بآلاف الريالات فإذا أردنا الخروج علينا توفير مبلغ 5 آلاف ريال وهو مبلغ كبير بالنسبة لنا يجعلنا نضطر أن نتحمل ظلمها وحتى إذا تم جمع هذا المبلغ ترفض بشدة فهي التي تقرر متى تأمر بذهاب هذه أو تلك. فكرة أن يطلب منها شخص انه لا يريد أن يعمل معها في حد ذاته مستفزاً لها فهي تستنكر أن يتجرأ أحد ويطلب منها هذا الطلب. وتزداد الإهانات أكثر، فلم يبق حل سوى الهروب فبطبيعتنا نحن السودانيين لم ولن نتحمل اي ذل أو إهانة. فشخصية هذه الأميرة تعتبر من أسوأ الإميرات معاملة وسط العائلات.
نباع من أبناء وطننا
بعد «8» أشهر بعد أن عجزت السفارة من حلها، توجهنا إلى مكتب العمل الذي له الفضل في إرجاع جوازي خلال خمسة أيام وكتب لى شكوى سلمتها إلى الشرطة ضد الأميرة التى استلمت البلاغ والحضور إلى المحكمة ولم تأت بل أرسلت المعقب أو مدير الأعمال الخاص بها الذى أحضر الجوازات، وفي جلسة واحدة تم إنهاء القضية. بعدها كان دور السفارة في استخراج تأشيرة الخروج. وتؤكد «ر» في السفارة الكثير من الحالات المشابهة الذين جوازاتهم بحوزة الكفيل. ما يؤسف حقاً أن كل ما يحدث لنا سببه أبناء بلدنا هم الذين يبعوننا لهؤلاء.andnbsp;
السفارة ترد
كان لا بد من معرفة رأي السفارة في هذه القضية بوصفها المسؤول المباشر هنالك، خاصة أن كل اللائي هربن توجهن إلى السفارة مباشرة. «الإنتباهة» هاتفت سفير السودان لدى الرياض «...........» الذي كشف عن وجود حالات كثيرة ومشابهة لا تحصى ولا تعد، على الرغم من أنه لا توجد اتفاقية مبرمة مع السعودية لاستقدام خادمات سودانيات إلا أن هنالك ثغرة وتجاوزات وخلل في طريقة دخول هذه العمالة إلى المملكة. وتساءل السفير «طالما لا توجد اتفاقية لاستقدام خادمات مع المملكة لماذا نجد كل هذه الأعداد داخل المملكة؟ فما حدث أكد لنا تماماً أنهن يدخلن المملكة بمهنة عاملة منزلية. فهنالك قانونان بالمملكة واحد لتنظيم العمالة للوافدين وقانون للعمالة المنزلية، فعندما يكون الكفيل فرداً فالقانون يحميه ولا تنجح اية قضية إلا بالتفاوض حتى تحل المشكلة مباشرة بأسرع ما يمكن خاصة اذا كان المستخدم موجودا بالسجن كما حدث لخادمات منطقة الجوف. مشيراً إلى أن نسبة عالية من العمالة في القطاع الخاص تقريبا 80% من العمالة. ويؤكد السفير أن السلطات السعودية تتعاون معنا في عدد كبير من الحالات دون الرجوع للكفيل.
اتصلات السفارة
ما هي الخطوات اللازمة التي ستتخذها السفارة في هذه القضية؟ أجاب السفير بأن السفارة ستلجأ وسنشتكي ونتبنى هذه القضية عبر مخاطبة الجهات المختصة بالمملكة.. وسنشرع في مخاطبة السلطات السعودية ممثلة في وزارة الداخلية وأمير منطقة الرياض لإحاطتها بكل ما جرى لهؤلاء المتضررين والتي دائما تقف لنصرة المظلوم وإحقاق الحق، كما حدث في مرات كثيرة تمكنا فيها من حصول أوامر من أمير الرياض لإنصاف المظلومين، أيضا سنلجأ لمكتب العمل الذي لديه مكاتب مخصصة لفض النزاعات الدائمة بين الكفيل والمستخدم لتفصل فيها، كذلك قدمنا طلبا لمقابلة وزيرالعمل وكذلك سنخاطب مختصين في وزارة الخارجية لبحث الكيفية التي يتم بها استخراج هذه التأشيرات.
ورشة للعمالة
السفارة عقدت ورشة كبرى شارك فيها عدد من الخبراء السودانيين المتخصصين في الموارد البشرية وقضايا العمالة في الممكلة العربية السعودية، وخرجت الورشة بالتعاقد مع مكتب قانوني لمثل هذه الحالات، كالذى موجود فى جدة والذي يختص بكل الخلافات والمسائل القانونية كالتخلف من العمرة وقريباً سنتعاقد مع مكتب محاماة في الرياض للترافع أمام الأجهزة القضائية في كل القضايا التى تهم الجالية هناك. فالسلطات السعودية تفضل ان تتعامل مع مكتب محاماة نيابة عن المستخدم أو المقيم السودانى الذى لديه نزاع مع كفيله فسيكون هذا المكتب يرافع نيابة عنه لعمل كل الإجراءات العامة . لكن نحن في السفارة لن نتخلى عن دورنا فسنتبنى القضية فى بعض الحالات قبل وصولها إلى القضاء أو المحاكم.andnbsp;
حصر السودانيين
وفيما يختص بإحصائية لعدد السودانيين فى المملكة أكد السفير أنهم في السفارة بصدد تقديم طلب لحصر العدد الموجود في المملكة بالاتصال بجهات الاختصاص متمثلة في وزارة العمل. وسنقتدي بالدول الأخرى التى وقعت اتفاقيات ونطلع على التجارب الأخرى فى كيفية التصدى لقضايا العمالة وكيفية صياغة الاتفاقيات التي تحفظ حق العمالة كوجود العقد الذي يحفظ حق العمالة ويخفف الكثير من المشاكل، ولتتمكن السفارة من حصر الأعداد الموجودة ستشترط لاي عقد يجب أن يوثق في السفارة حتى يحفظ حقه كما تفعل بقية الدول كالفلبين مثلاً فهذه الخطوة ستمكن السفارة من معرفة عدد من دخل المملكة ولها قاعدة بيانات. وطالب السفير بأن تكون السفارة جزءا من آلية العمل لكل من يأتي للمملكة ويكون شرطا أساسيا توقيع السفارة في هذه الحالة ستكون السفارة جزءا اصيلا لإنهاء اى تعاقد وتتمكن من إحلال العدل. فالقانون المنظم للعلاقة بين المستخدم والكفيل الفرد يختلف عن القانون الذى بين بين المستخدم ومؤسسة سواء جامعة أو مستشفى. كل من يأتى الى هذه العمالة يدخل المملكة بدون عقد ولا يعلمون ماذا سيعملون، فحتى خادمات الجوف لم يكن لديهن عقد مع كفيلهن، فالعقد يوضح حقوقك، فهذه مسؤولية المكتب الذي تم عن طريقه سفرهن.
السفير وجه انتقادات كبيرة لمكاتب الاستخدام فى السودان، مطالباً السلطات في السودان معالجة هذا الخلل وان تضبط عمل المنظومة التي تختص بسفر أى شخص الى الخارج كوزارة العمل ووزارة الداخلية وجهاز المغتربين ان يجلسوا في ورشة عمل لمناقشة قضايا ومشاكل العمالة بالخارج، وانتقد السفير دور السفارة السعودية في تلك القضية، مضيفاً أن السفارة السعودية تعلم ان هذه المهن ممنوعة للسودانيين فلماذا تمنحهم تأشيرة لهذه المهن؟