احترس قائد السيارة رجل!
أثناء فعاليات أسبوع المرور الخليجي ، احتدم جدل ساخن حول عدم مهارة المرأة في قيادة السيارة وتسببها في زيادة حوادث الطرق ، فقد رأى عدد كبير من المشاركين الرجال أن النساء لهن الدور الأكبر في وقوع الحوادث المرورية بسبب قيادتهن البطيئة ، أو ترددهن الزائد عن اللزوم أمام الاشارات والدوارات ، أو انشغالهن بأطفالهن، أو انهماكهن في ترتيب المكياج ، أو انشغالهن بالحديث على الجوال أثناء القيادة ، أو عدم مهارتهن في ركن السيارات في المواقف العامة وأكد أحد الرجال المشاركين في الاستبيان المروري أنه يجب على النساء أن يضعن على مؤخرة سياراتهن ملصقات تحذيرية يُكتب عليها "انتبه السائق إمرأة" أو "إحذر قائد السيارة إمراة" على غرار الملصقات التحذيرية الموضوعة خلف سيارات تدريب القيادة التي تحمل الجملة المشهورة " إحذر سيارة تعليم قيادة"!
وعند استطلاع أراء بعض النساء السائقات وبعض مدربات السواقة في عدد من مدارس السواقة حول تلك الاتهامات الرجالية للسائقات أكدن قائلات أن هكذا اتهامات تنم عن التحيز الجنسي وفوق ذلك فهي اتهامات مرسلة لا أساس لها من الصحة لأن السبب الرئيسي لوقوع الحوادث المرورية هو ولع الرجال بالسرعة الزائدة بدافع المفاخرة وإثبات التفوق وهوسهم بالاقدام على التجاوزات الخطيرة التي تعرضهم وتعرض من معهم للخطر ورأت إحدى السائقات أنه يجب على الرجال أن يضعوا على مؤخرة سياراتهم ملصقات تحذيرية يُكتب عليها "انتبه السائق رجل" أو "إحذر قائد السيارة رجل"!
أما خبراء المرور فيؤكدون أن الاحصاءات المرورية الجنائية المحلية والدولية تثبت دائماً أن نسبة الحوادث التي تسببها النساء أقل بكثير من نسبة الحوادث التي يسببها الرجال لأنهن أكثر التزاماً بقوانين السير وأكثر هدوءاً وتركيزاً أثناء القيادة وأكثر حذراً عند الاشارات والدوارات وأكثر عقلانية وأقل عدوانية من الرجال ، ولعل إحدى الاحصائيات الجنائية الكندية هي دليل حاسم على ذلك ففي كندا التي تتساوى فيها نسبة السائقين والسائقات تم نصب فخ راداري على طريق متوسطة السرعة وثبت أن أكثر من 95% من المخالفات كانت من نصيب الرجال!
من المؤكد أن واقع التطور البشري وضرورات الحياة العملية تؤكد الحاجة الماسة إلى قيادة السيارات من قبل الجنسين وأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال تذكير أو تأنيث الحوادث التي تقع بسبب الخطأ البشري ، وأن السائق، سواء أكان رجلاً أم إمرأة ، مطالب بالانضباط المروري والتقيد بكافة القوانين المرورية من أجل المحافظة على سلامته وسلامة الآخرين ، كذلك لا بد من الإشارة إلى أن التعميم هو من أخطاء التفكير لأن هناك رجال يقودون بحذر أشد من حذر النساء ، وأن هناك نساء يقدن بتهور أكبر من تهور الرجال ، بل أن الرجل نفسه قد يغير طريقة قيادته لأسباب كثيرة لا حصر لها وأذكر أنني قد لاحظت أن أحد أصدقائي كان مولعاً بقيادة سيارته بسرعة جنونية أثناء دراستنا الجامعية ثم قابلته بعد عدة سنوات من التخرج وعندها لاحظت أنه كان يقود سيارته بتمهل شديد ، فصحت فيه ساخراً: لماذا تقود كالجدات؟! وعندها ضحك شوماخر القديم ورد قائلاً : (يا أخوي نحن عندنا عيال بنربي فيهم)!
فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
