السودانيون فى ملبورن يرحبون بالإستفتاء والإنفصال

[email protected]

      بعد أن ضربوا فى فجاج الأرض ...وفى كل دولها ...عاودهم الحنيين لتجمعاتهم .....فى بغداد الباب الشرقى ...فى مصر العتبة ...فى السعودية باب شريف والكرنتينة ...ولما حطوا رحالهم فى مدينة ملبورن ...إختاروا حى فوتسكرى ..القديم العتيق ... وتحديداً شارع  نيكلسون ...حيث تنتشر القهاوى والمطاعم والمحلات الإفريقية التى تبيع كل ما تحتاجه ...من مفروشات ومأكولات وكلمات ... وإن شئت لكمات ...ستجد فى سوق فوتسكرى  ...البامية والخُدرة والمخدرات  ...والكثير ...ستجد مطعم  الجزيرة ومطعم الخرطوم ...وعمك قريش ذالكم العجوز الظريف الذى لا يفتر من الحديث مع زبائنه  من كل إفريقيا ...خاصة السودان شماله وجنوبه ..

      تمت عملية الاستفتاء ..بأهازيج الفرح لدى الجنوبيين ...وبقبول يشبه الصمت من قبل الشماليين ......وبمباركة تشبه الهروب لديهم ...وهم على قناعة ...إن الرجال قالوا كلمتهم ..كتبت الكلمات ....ونقطت الحروف ...وطبعت البصمات ...وجفت الأقلام ورفعت البطاقات ....والنتيجة إنفصال ...فقال البعض مع السلامة مشينا ...وردّ البعض بالسلامة يا أخوانا ...قد تكون جالس ويأتيك من يلوح بعلم الجنوب ...وترد مبروك ...وتسمعهم يقولون قال البشير أنا وحدودى ...وإن إنفصل  إعترفت به ...وخلصوا إلى أن سلفاكير قال لم يعد هناك أمل فى الوحدة ...لكننا أصدقاء ...وهلل الجنوبيون للإنفصال فى كل مكان ...وسكت الشماليون ...وسبق السيف العزل ..إنتهى الأمر وفات وقت الملامة ..

       شارع نكيلسون ...يعكس رأى السودانيين فى ملبورن تماماً ...تجدهم يجلسون فى تجانس تام لم يحدث من قبل ...ويديرون نقاشهم بالعربى والإنجليزى ولغات الجنوب المختلفة ...(ليتكم فعلتوها من قبل )  وقال الجنوبيون ...(البشير مشى جوبا كسر تلج ) وقال الشماليون إنه أذاب جبل الجليد بين قطبى الشمال والجنوب ...فى دولة الإستواء والصحراء ...وتأكدوا تماماً ..عندما طردت الحركة الشعبية حركات دارفور وأسرت حكومة الشمال بعضهم  ...وأوقفت حكومة الشمال دعم الإنفصاليين ...ورجع بعضهم وتصالح مع حكومة الجنوب ...فقالوا خيراً فعلا ...وقال البعض ...ربنا هداهم ...والبعض قال ...دا بيع من أجل السلام  ..

     لكنهم يرجون أن لا تدعم الحكومة المسيرية ...وأن لا تدعم الحركة دينكا نقوك ..لتنحصر  مشكلة أبيى بين قبيلتين ...لا دولتين ...وأن يمارس عليهم الضغط حتى يجبرا على التعايش السلمى كما كانوا ...وأن يسخر بترول أبيى كله فيها ...وليته يرفعها ...بمسيريتها ودينكاها ...وفى الأخير هى جزء من الوطن غنية ...فقيرة ...بائسة... رغم ثروتها الحيوانية والمعدنية  ...لكنها يجب أن لا تشعل حرباً ...يروح ضحيتها من هم لا مسيرية ولا دينكا ؟...

غالبية السودانيين فى ملبورن ترجو ...أن لا يطرد أحد من شمال أو جنوب ...يدخل كما يشاء ويخرج متى أراد ...وبعد أن كُسر جبل الجليد ..وأُزيح شبح الحرب الذى يهددنا به الغرب ويطبل له ..يتساءلون ...ماذا عن حوائج الجنوب من الشمال ...وماذا عن حوائج الشمال من الجنوب ...فقالوا

لا تقطعوا عنهم الذرة

والسكر

والملح

والبلح

والتمباك

والبصل

والمشروبات

فهذه عملة صعبة ..,هذا سوق تجارى ضخم ..فلا تفقدوه ..وسيعوض فقد البترول ....إلا أنهم لن يجوعوا ..وستصلهم ..وما أكثر الذئاب ...كينيا ...يوغندا ...أميركا ..وإسرائيل .....ومصر يا أخت بلادى  

وقالوا يحتاج الشمال من الجنوب

 البترول

 الأبقار

السمك

الفاكهة

العسل ..وما أحلى عسل راجا

 الحطب والحصير

وفوق كل هذا يحتاج الشمال للرجال الشجعان ...عيدان الأبنوس الأقوياء ..كعمال أقوياء يعودون لوطنهم بالدولار ...وعلق بعضهم ...نرسله للخرطوم وتأخذونه لجوبا  ..وضحكوا شمال وجنوب .والبيرة فى جوبا لمن يرغب ...

فلم يعد هناك حديث عن شريعة ...ولا عن تهميش ...ولا عن عبودية ورق ...ولا عن ظلم ...وطلب سلفاكير أن يسامح الجنوب الشمال ...وقد إنتهى الأمر فعلا ...ولن يبكى أحد على ما فات ..والتفكير كيف نستشرق المستقبل .؟؟؟

      قد تسمع من مزاحهم ...خلاص أختونا فيرد شقيق جنوبى ...(ياخ والله أنحنا السودانيين زى سواد العين كان شالو زول ما بشوف) ...ونكاد نبكى تحسراً للفقد العظيم ...لكن الأقلام قد جفت ورفعت البطاقات ...وأحد أعمامنا الجنوبيين ومن زمن طويل يأتى ماراً بتلكم القهاوى .. فيخاطب شمالياً( بإسمه يا فلان  أنحنا ماشين إنتوا شيلوا شيلتكم ) ونظل نحمل هموم الوطن حيثما رحلنا ....ولا حديث لنا  غير السودان ..لكن البطاقات قد رفعت ...ورفرف علم جديد فى جوبا ....فلنكن أبناء اليوم ولننسى الماضى ..ولنستفيد من تجارب كوريا والهند ...واليمن ...والجيران إثيوبيا وإريتريا وما أتعسهما بما غرفت أيديهم ..

عوض مختار

ملبورن استراليا.