إنفصال جنوب السودان وأجندة الأمريكان!!
(1)
عرمان محمد أحمد
مقدمــــة
كتبت سلسلة هذه المقالات قبل حوالي ست سنوات، إبان مفاوضات نيفاشا، بين جماعة المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية، تحت عنوان (مفاوضات السلام السودانية:أجندة الأمريكان ومصير السيد علي عثمان) و رايت إعادة نشرها اليوم، تحت العنوان أعلاه، بعد انتهاء الفترة الإنتقالية، وبداية العد التنازلي لإستفتاء تقرير المصير، لجنوب السودان.
عرمان محمداحمد
01/01/2011
السودان دولة تمتد عبر مساحة مليون ميل مربع، طبقاً لخارطة حدودها الجغرافية، القائمة منذ عام 1934. وقد نال هذا البلد استقلاله عام1956بعد نضال وتضحيات، قدمها الشعب السوداني، أثناء مسيرته المستمرة، نحو الإستقلال والحرية. بيد ان المراقب لما يجري هذه الأيام في مفاوضات السلام السودانية في " نيفاشا" يري بوضوح، الإستهانة الغريبة بالسودان، في ظل حكومة " الإنقاذ الوطني الإسلامية" وتفريط هذه الحكومة، في استقلال البلاد، ووحدتها وسيادتها.
يطالب الكونغرس الأميركي "الحكومة و الحركة " بالتوصل الى إتفاق سلام نهائي "في الموعد المحدد" لإنتهاء مفاوضات السلام الجارية حالياً في كينيا، مما يشير الي ان السودان اوشك ان يصبح محمية أمريكية، تحت حكم الجبهة "الإسلامية" الحالي، الذي يسمى نفسه "الإنقاذ الوطني" و قد عقدت اللجنة الفرعية لأفريقيا في الكونغرس، جلسة استماع هدد فيها النواب، بتطبيق "قانون سلام السودان" الأمريكي، وفرض عقوبات على حكومة الخرطوم، في حال فشل مفاوضات السلام، في مدينة نيفاشا الكينية. واتهم بعضهم حكومة "الجبهة الإسلامية" بـ"دعم الإرهاب والكذب والمراوغة" وطالبوا بـ"عدم السماح للمسئولين السودانيين بزيارة واشنطن" مالم يوقعوا علي اتفاق السلام، بعد ما تردد عن تقدم عدد من المسئولين في حكومة "الإنقاذ الوطني" بطلبات تأشيرة دخول للولايات المتحدة، قبل بدء جولة مفاوضات نيفاشا الأخيرة!!
سلام نهائي ؟!
وقد شدد "تشارلز شنايدر" مساعد وزير الخارجية الأميركي، للشئون الأفريقية، على ضرورة التوصل إلى سلام نهائي "خلال اسبوع"!! والا فستعاقب إدارة بوش الأبن "حكومة الإنقاذ الوطني الإسلامية" في السودان. اما الرئيس جورج بوش الأبن نفسه، فقد وجه بضرورة ان تنتهي المفاوضات بعد تمديدها، قبل نهاية أبريل القادم. وقد تطور دور الإدارة الأمريكية الآن بصورة ملحوظة، فيما يسمي بعملية "السلام" السودانية، حيث رمت الولايات المتحدة بثقلها في المفاوضات، وأوضحت أجندتها، بصورة مباشرة، بعد ان كان يقوم بهذا الدور، نيابة عنها في الماضي، وسطاء الإيقاد. وتتلخص ورقة مبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في السودان "دانفورث" التي سلمها لوفدي الحكومة والحركة، حول أبيي كالأتي:
• تعرف منطقة أبيي بالعموديات التسع الخاصة بدينكا أنقوك، بموقعها الجغرافي الذي ضمت به إلى منطقة غرب كردفان في العام 1905م.
• تمنح أبيي وضعاً إدارياً خاصاً تحت إشراف رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية.
• ان يكون لمواطني المنطقة حق التمثيل في منطقتي غرب كردفان وبحر الغزال، وإنشاء مجلس تنفيذي للمنطقة يتم إنتخابه أثناء الفترة الانتقالية.
• يقسم البترول المنتج من منطقة أبيي خلال الفترة الانتقالية بنسبة %50 للحكومة، و %42 للجنوب، و %2 لولاية بحر الغزال، %2 لولاية غرب كردفان، و%2 لدينكا أنقوك،و %2 للمسيرية.
• نشر مراقبين دوليين في منطقة أبيي خلال الفترة الانتقالية.
• لمواطني المنطقة الحق في تقريرمصيرهم، اما البقاء مع الشمال تحت وضع إداري خاص، واما الإنضمام إلى ولاية بحر الغزال، وذلك عبر استفتاء يجري بنهاية الفترة الانتقالية.
مقترحات مورسن
يضاف الي ذلك، مقترحات "ستيفن مورسن" مدير القسم الأفريقي بمركز الدراسات الإستراتيجية الأمريكى فى واشنطون، لمرحلة ما بعد توقيع إتفاقية السلام والتي تتلخص في:
• إرسال قوة من عشرة آلاف من جنود حفظ السلام، تعزز نشاطها الإستخبارات، و تضم وحدات للتدخل السريع.
• إرسال قوات شرطة دولية متعددة الجنسيات لجنوب السودان،بالإضافة للقوات الأجنبية المذكورة.
• تدعم الولايات المتحدة، عمليات دمج القوات، و تدريب الجيش السودانى.
أي ان"الجهاد" في الجنوب و" تحكيم شرع الله" و "زفاف المجاهدين لبنات الحور" تمخض الآن عن تحويل السودان، الي محمية أمريكية، تديرها حكومة"إنقاذ وطني إسلامية" قابعة علي عنق "زجاجة" العاصمة!! نواصل..
عرمان محمد أحمد
مارس 2004
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة