دارفور .. أزمة متجددة
خالد تارس
ملف إستفتاء جنوب السودان يجب ألا يصرف نظر المراقب الحكومي عن الحسم المبكر لمشكلة دارفور .. إستفتاء الجنوب بات امرة معروف بقناعات الجميع وانتهت احكامة على تصريح مستويات عليا في البلآد.. و قد لا تحتاج الحكومة ان تزيد الضوء على ملف محسوم اصلاً وتخفضة على آخر مستعصي ((انياً)).. الأمر في دارفور يحتاج الي درجة اختراق تفاوضي لأزمة حل معلق على تسوية سياسية مرضية للجميع . والحسابات التفاوضية المغلوطة التي حسم بها امر الجنوب في نيفاشا ارجوا إلا تكون هي ذات ((الهفوة)) التي يدار بها الملف الدارفوري المتأزم حتى لا تبرم دارفور عضلاتها في غفلة تفاوضية ثانية .؟ ويبدو للمحلل الحصيف سوء التدبير السياسي الذي يدار على شاكلتة ملف دارفور، والبيانات الصادرة عن الوفد التفاوض الحكومي في الدوحة بها ظنون توقعنا في الشرك الذي نصب للجنوب يومئذٍ عبر منبر ((إيقاد)).، ومكّمن الاستغراب هنا عندما نلاحظ طرق التفاوض في الدوحة لاتاتي ببشارة ويصرح القائمين على امرها في الطرف الحكومي بانها ((مفاوضات أبد))، والوسيط صاحب السمو يشاهد شيئاً من تفاصيل الازمة عبر زيارتة الي ((زالنجي)).! ومشروع السلام السابق في ابوجا متعسراً لدرجة الخوف ومامن شئ يقال على لسان المراقبين لبرنامج سلام دارفور الموقع في ابوجا قبل ثلاثة سنوات انة دخل في منعطفات بالغة الخطورة نتيجة لسوء تفاهمات معمقة بين الحكومة ومني مناوي رئيس الحركة الموقعة على الإتفاق . والذي يرفع درجة المشاهدة في هذة المساحة الخلافية يرى ((شجراً يسير)).. اذ تستمر الحال هكذا بقدر اشعال نار الخلاف عبر مناوشات اعلامية سالبة الإشارة في تقديرنا لما يجري بين الطرفين من تصعيد في اطوار ((مريبة)) لايظنها الناس خيراً وكأنى المؤتمر الوطني بات اليوم لايثق البتة في برنامج التسوية السياسية مع رئيس تحرير السودان الموقعة على اتفاق سلام ابوجا في واحدة من اشد ليالي الشتاء برودة.. وتحرير السودان هي الأخرى اضحت لاتثق في تعاملات الوطني لها فملت وكلت وسأمت الرواغ الحكومي الذي في رأيها لايشجع على بلوغ قاطرة سلام دارفور مدائها وتعيد الكرة مرةً اخرى الي ملعب الوطني معلقة على نفس الخطوة بانها لاتزال متمسكة بخيار السلام اذا ماكان الأخير ملتزم بتوصيات ابوجا في اشارة على ان مناوي المتواجد في جوبا ربما رفض الجلوس المزُّل على شارع البلدية بدون ديباجة تصنفة على الفريق الحكومي وشارع البلدية بأمانة هو موقع المسئولين عن اتخاذ القرارات فكيف يقعد الرجل بلا ((مسئولية)).؟ اما المجادعات الإعلامية التي اربكت الرأي العام هي الصيغة التي يجب ان ينأى بها الطرفين بعيداً الي حين حل الخلاف الناشب . فمناوي المعتكف في جوبا يمكن ان يعود بين ليلة وضحاها ومتى توفرت ظروف عودتة.. والمؤتمر الوطني في ايطار سعية الي اغلاق ملف دارفور بلباقة لايحتاج الي بناء حواجر اعتراضية على الطريق ويظن القارئي لدلالات قضية دارفور مقارنة بواقع الجنوب الذي يمضي الي طلآق بائن لنتسائل لماذا تتجرأ الحكومة وجيش تحرير السودان على إلغاء اتفاق كتبة الأثنين بقناعة وشهد علية المجتمع الدولي .؟ ليس من الحكمة ان تلغي الحكومة اتفاق قائم على رجلية ثم تبحث عن آخر ((غير متوفر حالياً)).. ومناوي نفسة كيف يترك اتفاق بمعادلات قائمة على ذاتة ويبحث عن اخر لايعرف موقع إعرابة منة.! الطرفين في نظر اهل دارفور غير جديرين بمنطق الإشياء لو تدبروا الامر جيدا.. والصدام الإعلامي الدائر اليوم من شأنه تبديد كل ماتم من خطوات سلام في دارفور وزيادة مخاوف العودة الي مربع الحرب.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة