تراسيم
حرب على جامعة الخرطوم !!
عبدالباقى الظافر
[email protected]
المواطن مصطفى إدريس البشير مدير جامعة الخرطوم يكتب عدداً من المقالات تتضمن رؤيته الشخصية للإصلاح.. ويتحدث البروفسور إدريس بلغة الوضوح والمكاشفة التي غابت عن الساحة السياسية..وصديق له ولنا يسأله إلحاحاً أن يكف عن إسداء النصح رفقاً بجامعة الخرطوم التي قد تحمل فوق طاقتها وتدفع الثمن.
جرافات ثقيلة كانت تشق مزرعة جامعة الخرطوم ..تهلك الحرث والنسل بغرض شق طريق جديد.. ولاة أمورنا لم يخطروا حتى أهل المزرعة ليميطوا لهم الأذى من الطريق.. والمدير العنيد لا يجد من الحول والقوة إلا أن يقف أعزلاً أمام إحدى هذه الجرافات الغاضبة.. ثم بعدها تُجبر الجامعة على التفاهم وجبر الكسر.
في سبتمر الماضي يخرج قراراً جمهورياً يُصادر مائة ألف متر من جامعة الخرطوم وينسبها لصندوق الطلاب.. ومن عجلة القوم تم إبلاغ الجامعة للإذعان في يوم صدور القرار.. بُعيد أسبوع يتم تسجيل الأرض في اسم مالكها الجديد.. قرار المصادرة لم يتم مشاورة الجامعة فيه.. ولم يمر حتى بوزارة مجلس الوزراء التي يليها أمر العقارات الحكومية.
الجامعة تتكىء على الحسرة والأسف تطلب مقابلة رئيس الجمهورية لترفع له مظلمتها.. ولكن لا أحد يستجيب.. وزمرة من أبناء الجامعة من ذوي الحظوة السياسية يعدون الجامعة خيراً..والخير لا يأتي أبداً.. الذي أتى القيّم على الصندوق يبحث مع أهل الجامعة استضافة بعض المباني بصورة مؤقتة.. المباني المعنية هي اتحاد الطلاب وعمادة الطلاب وبعض من مشفى الجامعة الذي يقدم العلاج لطلاب الصندوق ومنسوبي الجامعة من الشرائح الأخرى.
الأرض المصادرة ياسادة تشمل كل مجمع البركس القديم وما جاوره.. صندوق الطلاب لم يكن في حاجة لنزع هذه الأرض لأنه يقيم فيها عن طيب خاطرالجامعة.. بل مضت الجامعة الى أكثر من ذلك ومنحت الصندوق أرضاً أخرى فى أمدرمان وشمبات وسوبا ليعمرها.. قنوات التعامل بين الجامعة الصندوق سالكة وما كان في حاجة الى وسيط ينزل الأوامر من علٍ.. بين المؤسستين لجان مشتركة ومواثيق موقعة.
ربما يظن البعض إن الأرض لمن يفلحها، كما يقول صاحب الكتاب الأخضر..ولكن هنا الأمر يفرق ..أرض (البركس) هذه تمثل الامتداد الطبيعي لجامعة تتوسع كل يوم.. جامعة تضاعف عدد طلابها وتوسعت كلياتها.. جامعة جاءت لتبقى منارة تضئ ظلمات الليل البهيم.. جامعة من لدنها خرج أكتوبر الأخضر وإبريل الانتفاضة وشعبان الثورة.. جامعة فشل الرائد أبوالقاسم في غزوها بالدبابات.
إن جاء الكيد للجامعة من الذين ينافسونها في المضمار من لدن الجامعات التى لا ينتهي نسبها فى وزارة التعليم العالي.. أو التي تسعى لتعظيم الربح على حساب جودة المنتج.. لوجدنا لهولاء وأولئك العذر بمنطق السوق.
يا أبناء جامعة الخرطوم فى مشارق الأرض ومغاربها اتحدوا..يا أهل السودان تفرّجوا..إذا كان هذا نصيب المؤسسة القومية الوحيدة المتفق عليها من العدو والصديق.. ماذا سيحل بالمؤسسات التي لا تجد إجماعاً بين الناس .
ماحدث لجامعة الخرطوم يؤكد أن الإصلاح مهمة عسيرة في بلدي الحبيب.. سيدي مدير جامعة الخرطوم ترجّل..استقيل وسجل موقف.. التاريخ لا تكتبه الصُدف؛ ولكن تصنعه عزائم الرجال.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة