جنة الشوك /الترويج للانفصال في التلفزيون القومي.. حقنة جديدة من كمال عبيد!!/ جمال علي حسن
ديمقراطية ملفَّقة عند اللزوم
الرمز الذي اعتمدته مفوضية استفتاء جنوب السودان لخيار الوحدة هو رسم ليدين متضامنتين أما الرمز المعتمد منها للانفصال هو صورة ليد واحدة..
واليد الواحدة لا تصفق مطلقاً..حتى تلك اليد الواحدة لدعاة الوحدة في الشمال والجنوب في ظل تواطؤ بعض المسئولين الرسميين مع الانفصال أيضاً هي لن تصفق وستتسبب او تسببت أصلاً في ضعف الأمل في اختيار الجنوبيين لخيار اليدين المتضامنتين..
ولكن الأمر المزعج هو ذلك الاستسلام المبكر إن لم نقل التواطؤ مع المفتتين والذي تعبر عنه ديمقراطية كمال عبيد الملفقة أو تلك الحالة من الديمقراطية التي تستخدم عند اللزوم حين يتعهد وزير (الحقنة) بإتاحة الفرصة لدعاة الانفصال بالترويج للخيار من خلال الأجهزة الإعلامية الرسمية بمبرر يقول إن الخيار مضمن باتفاقية السلام..!!
وينسى كمال عبيد أن العمل المشترك لتقديم الوحدة وجعلها هي الخيار أيضاً متفق عليه ويجب أن تلتزم به الأجهزة الإعلامية الرسمية ليس من باب مصادرة الحق في اختيار الخيار الثاني، ولكن لأن خيار الوحدة هو الأصل وليس من اللائق فتح المنابر الإعلامية الرسمية للترويج للانفصال لأن القضية ليست قضية انتخابات ينافس فيها مرشح اسمه (الانفصال) لمرشح آخر اسمه (الوحدة) فالأمر يختلف تماماً هنا لأن الانحياز للابقاء على البلاد موحدة هو الأصل والتصويت فقط للتأكيد او النفي لذلك ليست القضية قضية حريات وقضية عدالة في الفرص وهذا ما لم يفهمه عقل المؤتمر الوطني طوال السنوات الماضية..
أما لو حاول الانفصاليون أن يخوضوا في جدلية الحق الديمقراطي ومقدار الفرص فإنه وفي اعتقادي ليس للانفصاليين حق في الأجهزة الإعلامية الرسمية أكثر من مساحة محدودة جداً لتوضيح رمز التصويت للانفصال والذي يجب أن يوضع فقط حتى تتاح للانفصاليين فرصتهم في اختيار هذا الخيار غير الحميد..
أما الترويج للانفصال في الأجهزة الإعلامية الرسمية فهو يعني التعبئة للكراهية الاجتماعية ويعني السماح ببث سموم نفسية تكفي لإشعال الحرب مرة ثانية بعد انقضاء فترة الاستفتاء..
إن التناقض الكبير في تصريحات كمال عبيد أمس يظهر حين يقول إنه يثبت موقف الحكومة الرسمي الداعم للوحدة في ذات الوقت الذي يفتح فيه أبواب الأجهزة الإعلامية الرسمية للترويج للانفصال..
لماذا إذن تذرفون الدمع بالتناوب وترجون منا أن نتفاعل مع حزنكم الذي يتخيره ثياباً كي يسمى في مقالات الأخ الاستاذ ضياء الدين بلال بكاءً صادقاً بلا شك !!
حقنة كمال عبيد لا تزال ممنوعة ومدفوعة ومشفوعة بالغبينة.. وإبرها ستستفز مشاعر الوطن حد الشروع في الانتحار حين ينطق التلفزيون القومي والإذاعة القومية بألسنة من ينتظرون البلد أمام جزار التقطيع والتوضيب وجبة شهية لذئاب الدنيا وكلابها الضالة..
ألم يقرأ كمال عبيد من كتاب الحريات إلا ما يعضد هواه ..؟!
وهل طبقتم الديمقراطية بحذافيرها في بلادنا حتى تستحوا أخيراً جداً من مصادرة حق الانفصاليين في بث وترويج بضاعتهم النفسية على التفزيون القومي ..؟
وقد نعود
صحيفة الحرة السبت 13 - 11
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة