هل يتم إغتيال آخــر مؤسسي الحركــــة الشـعبية !!
بقلم : عمــر قسـم السيد
كلمة " توتي " عند قبيلة الدينكا تعني .. الجزيرة
وجزيرة توتي الرمز المعروف وسط الخرطوم عند مقرن النيلين – اسم على مسمى – ولكن كيف سميت بهذا الاسم الدينكاوي وهى في الشمال ؟
والدينكا كما يعرف الجميع قبيلة من جنوب السودان .. ويقول المؤرخون انها ثاني اكبر قبيلة في السودان بعد قبيلة الجعليين !
حدثني احد الاجداد من خشم بيت " الحدرباب " وهم من قبيلة الشايقية الذين استوطنوا في الخرطوم منذ زمن بعيد ، وقال لي ان منزلهم كان مكان منتزة " الاسكلا " على ضفاف النيل الازرق قبالة فندق الهيلتون !
والاسكلا .. هى كلمة غير سودانية و تعني " الساقية "
قال لى جدنا الحدربابي ، ان قبيلة الدينكا قبل زمن طويل كانت تسيطر على كل السودان تقريبا ، وان بعانخي كان منهم ، فسكنوا هذه المناطق ، ولهم تاريخ تليد تم – اخفاءه – وتزويره ، وان مكي شبيكة في كتاباته زوّر تاريخ البجا في شرق السودان ، وقال انهم من القبائل غير العربية .. والان ابناءهم يحتجون على ذلك !
وفي منطقة تنقاسي بشمال السودان عند منحنى النيل ، توفيت صانعة اكبر خمارة لصناعة " العرقي " وهو مشروب عصارة البلح بعد تخميره وتقطيره !
تدعى ( الربيجود ) او ( الرب يجود )
وهى دينكاوية الاصل ..
كانت لها مكانتها .. إذ ان الذي يشرب هذا العصير يعتبر من الافذاذ ، وكان كبار رجالات البلد يذهبون للربيجود ، ويتعاطون العرقي وما يتبعه من لذة !
وبعد عمر طويل توفيت ( صانعة العرقي )
وحزن الجميع !
وبكوا عليها ، كما لم يبك الناس من قبل !
وصنعوا لها تشييعاً ، لم يحدث للملوك والرؤساء ، وكان الشعراء في مقدمة نعش الربيجود ، يبكون ويشعرون ما جادت بة قريحتهم !
سـت العرقي المصفى ..
مالو قزازك مكفى ..
و .............
الى ان اسكنوها دار الإنتظار حتى يوم القيامة !
والحركة الشعبية بعد هذا السرد جاءت بنشيدها الوطني الذي تمجد فيه مملكة ( كوش )
.. وان ورود هذا الكلمة يعني هناك – تسريب فكري – من التاريخ لدى بعض اهل الجنوب !
كوش الاولى كانت في العام 2500 ق. م ثم جاءت كوش الثانية عندما نجح الملك " كاشتا " في استرداد عرش بلاده من الامبراطورية المصرية ، واقام دولة كانت عاصمتها في مدينة " نبتة " بالقرب من الشلال الرابع ، وكانت تجاورها مملكة مروي النوبية ، وفي الشمال الامبراطورية المصرية !
وخلف كاشتا على العرش ابنه " بيا " الذي كان يطلق عليه ( بعانخي ) وتمكن من توحيد قطرى وادي النيل بعد ان استنجد به المصريون لحمايتهم من الجنوب من خطر الملك " تفنخت " فحرّر مصر كلها !
وتاريخ السودان حافل بالعجايب والقصص المثيرة والمغامرات ، ولكن حدث كثير من التلاعب به والتزوير !
والسودان منذ القدم برغم – لخبتة – التاريخ هو بلد واحد ، لا يقبل الإنقسام ، انصهرت قبائله فيما بينها وكونت هذه السحنة المميزة والمعروفة لدى كل العالم !
والحركة الشعبية تريد تقسيم السودان وتمزيقه ، وتنشر الشائعات هنا وهناك من اجل خلق الفتن !
رئيس الحركة الشعبية ، رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفاكير ، وضع اولى تحريشاته لأبناء الجنوب بعد حديثه عن محاولات اغتيال قد يتعرض لها قبل حدوث الاستفتاء !
اغتيال سلفاكير يعتبر هاجس بدأ يسيطر على تفكيره .. وربما بسبب تسرب معلومات من استخباراته وصلت اليها من هنا او هناك !
وهو يخشى الذين من خلفه ، فرصاصة صغيرة يمكن ان تخترق صدره ويموت !
سلفاكير هو آخر الاحياء من مؤسسي الحركة الشعبية ، فقد رحلوا جميعا للعالم الآخر عبر حوادث اغتيال في الصراعات الداخلية او غيرها ، مثل كاربينو كوانين وصمويل قاي توت ، ووليم نون وعبد الله شول ، وبقية قتلت في حوادث طيران كان آخرهم العقيد جون قرن دي مبيور الذي ما يزال ملف مقتله محل شك حتى الان !
سلفاكير بدأ يقتنع بتحليلات من يقولون ان جهات ما تخلصت من قرنق بعد ان قام بإكمال اتفاق السلام مع الحكومة السودانية ، وهذه الجهات ترغب الان في التخلص من سلفا بعد بعد إكمال فصل الجنوب لتهيئ الوضع لقيادة جديدة تواصل المشوار ..
او ربما هناك جهات داخل الحركة الشعبية نفسها .. لا ترغب في سلفاكير ، قامت بإطلاق هذه الشائعة حتى تخيفه وتعتقله من احداث اي شئ في الجنوب وتحد من حركته حتى يصفى لها براح كاف لتنفيذ ما تريده في جنوب السودان !
آخر الأموات من مؤسسي الحركة الشعبية قد يكون هدفاً حقيقياً .. لما لا ؟
الغرب يعمل على تبادل الادوار التي ينفذ سيناريوهاتها سلفاكير وامثاله ، وعند اكتمالها تصبح هناك لا حوجة له ، فتقوم بتصفيته – ويموت بأسرارها – وتدفن معه الى الابد
نعم ..
سلفاكير الان هو كاتم سر الحركة منذ تأسيسها ، حتى ان اولاد قرنق لا يعرفون ما يعرفه سلفا !
وطرق الموت غير محدودة ..
الوحدة قد تؤدي الى الموت !
كذلك الإنفصال !
وعلى سلفا – ضابط الغابات والاحراش – ابان حرب الجنوب ان يكون يغظاً ، لان الامر اصبح اصعب ما يكون ، وبعد ان كانت هناك عقدة واحدة لسيناريو مصير جنوب السودان ، اصبحت هناك عقد كثيرة قد لا يستطيع سلفاكير وحده ان يتداركها ويفك طلاسـمها ، ويكون الحل في الشمال .. ويفوت الأوان .. لأن سلفا وقتها لا يستطيع الدخول ، فاحتمال ان تحرمه السلطات من تأشيرة الدخول وارد .. ونحن الان لا نعرف !
او ..
ان يغتال .. ونحن ايضاً لا نعرف !
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة