في ذكري عبدالله الطيب: كيف نعاه كمال الجزولي؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة العلامة عبد الله الطيب
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2004, 03:33 AM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذكري عبدالله الطيب: كيف نعاه كمال الجزولي؟ (Re: خالد الأيوبي)

    أبكت تلكم الحمامة وأطرقت المنارات في سمرقند

    د. معاوية محمد عبدالمجيد ( جامعةقطر ) نقلا عن الوطن القطرية

    ماجت بحور الشعر واختلت الاوزان وفارقت القوافي اصداء النيل‚ اقفر المدرج 102 بكلية الآداب‚ جامعة الخرطوم‚ وهجرت الكتابة اللوح‚ تلاشى غبار الطباشير‚ انفرط عقد الاحاجي السودانية وكف الرواة عن الحكي‚ ولم تعد فاطمة السمحة سمحة‚ فقد «المرشد» بوصلة الشعر‚ ضاعت الابتسامة الخلابة التي تومض بين دفق الكلمات المبهرة ورحلت «راؤه» العذبة التي يعشقها الطلاب والحواريون‚ حلقت ورقاء المعري في سماء الخرطوم‚

    وليطب عن أخيه نفسا

    وأبناء اخيه جرائح الأكباد

    كل بيت للهدم ما تبتني الورقاء

    والسيد الرفيع العماد

    بكت «هناة» وأطرقت «المنارات في سمرقند»

    حبذا أنت والجبين الاغر

    والوريد الذي عليه يدر

    حبذا أنت واسلمي وتباركت

    وبوركت والهوى لك غر

    والقناديل في محياك والفتنة

    عيناك والرماح تجر

    ليتهم «كتموا خبر موت الشاعر عن قصائده» كما قال اودن في قصيدته التي رثا بها صديقه الشاعر الايرلندي وليام بتلرييتس‚

    ذكر عبدالهادي الصديقي في كتابه اصول الشعر السوداني «لقد شب عبدالله الطيب كشاعر عن قاعدة دينية عريقه ظلت ترعى أصول الثقافة العربية الإسلامية دهرا طويلا‚ فاعتمل في نفسه لحين من الدهر الصراع بين الموروث الديني والانفتاح على الثقافة المحلية والعالمية حتى مزج بين التيارين:

    اذكرتني «أركويتا» وهي نائية
    والنيل يا ليت ان النيل منك دنا
    وان بالدامر الغربي منزلة
    كانت لنا وغنينا بها زمنا
    لدى السيالة اذا جمع الصلاج بها
    صبيحة العيد والطبل الذي رطنا
    وقد ذهب بعيدا في استصحابه الثقافة السودانية بكل مفرداتها وتراكيبها وأخيلتها وصورها حتى قال:
    مالك والجزالة في زمان
    يحب به من القول الهجين


    كذلك فعل ابن عمه وخدنه وصفيه الشاعر الضخم محمد المهدي المجذوب‚ رحمه الله‚ أما صلاح أحمد ابراهيم فقد احتفى بالعامية ايما احتفاء وهو القائل في حواره مع الدكتور احسان عباس: «نعم‚ ان شعري خشن كالخيش‚‚» وكان تعليق الدكتور احسان عباس: «فتلك الخشونة هي الجزالة التي ظلت تميز الذوق السوداني حتى اليوم»‚ شاع بين العامة ان شعر عبدالله الطيب موغل في الوعورة والاغراب وهذا لعمرك محض افتراء‚ يقول فضيلي جماع في كتابه قراءة في الادب السوداني الحديث و«قد اشيع ان ديوان (أصداء النيل) مشحون بالغريب وهذا إفك مختلق‚‚‚ إلخ» تأمل عذوبة الغناء وسلامة الفطرة في قول الشاعر:

    إلى الخرطوم من بعد اغتراب

    وبعد بلى الشهي من الشباب

    وما الخرطوم داري غير اني

    غريب حيثما حلت ركابي

    غريب في دياري سوف يفني

    قريبا في سباسبها سرابي

    دفنت بها الحبيب من الأماني

    وباينت القريب من الصحاب

    وعبدالله الطيب هو صاحب كتاب (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها)‚ تأمل المقتطف التالي من بعض ما قاله الدكتور طه حسين في تقديمه للكتاب: «هذا كتاب ممتع ألى أبعد غايات الامتاع‚ لا اعرف ان مثله قد اتيح لنا في هذا العصر الحديث‚ ولست اقول هذا متكثرا أو غاليا أو مؤثرا ارضاء صاحبه‚ وإنما أقوله عن ثقة وبينة‚‚‚ إلخ» ثم يذهب ليقول في وصف الكتاب إنه: «طرفة أدبية نادرة حقا لا ينقضي الإعجاب بها‚ والرضى عنها‚ بمجرد الفراغ من قراءتها ولكنها ستترك في نفوس الذين يقرأونها آثارا باقية‚‚‚»‚

    ينعى عبدالله الطيب على بلادنا ان حظها مبخوس وذلك لاسم السودان ولسواد الألوان كما جاء في كتابه ذكرى صديقين فيواصل الحديث: كنت أنشد مرة أحد أدباء لبنان أو نحوها أبياتا فائية من الكلمة التي مطلعها:

    ما بال دمعك أم كفكفته يكف

    أم أنت لست عن الأشواق تنصرف

    وفيها نسيب تهلل السيد الأديب له وانشرح صدره وطرب للبيتين التاليين:

    سبحلة عبلة خود مبتلة

    بلهاء توشك للمشتاق تقتطف

    خفيفة الروح كاسات الشباب بها

    مهيئات ومنها الروح يغترف



    ثم جاء البيت:

    أذكرتني من كنو صبح الخريف بها

    يا هذه بالغزال أنت يجترف


    فقال كنو اي نيجيريا اي سوداء وباخت حماسته كلها‚‚ الخ ولا تعليق ايها القارىء الكريم!!

    كان عبدالله الطيب حفيا بأصدقائه برا بهم خاصة صديقه الدكتور احمد الطيب قال في رثائه مخاطبا صديقه الآخر جمال محمد احمد:


    هل تذكرن أحمد يا جمال

    كان فتى أديبا

    مهذبا أريبا


    وكان حقا بيننا محبوبا

    وذا ذكاء نادر

    وذا بيان ساحر

    كم اعجب الطلاب اذ يحاضر

    وناقدا قد كانا

    مقتدرا فنانا

    وطالما انشدته الألحانا

    هل تذكرن‚‚ احمد يا جمال

    قصيدة تفيض أسى وحرقة‚ كما نعى صديق عمره الدرديري محمد عثمان الصائم بقصيدة اخترنا منها الأبيات الآتية:


    نعوا لي درديري فأحسست حسرة

    على فقده تنغل في انغلالها

    وكان صديقا لي وكانت مودتي

    له فوق ان يلفى البعاد ازالها

    وكنت حريصا ان اراه ففاتني

    كذاك المنايا حين ترمي نبالها

    وكان اخا الاخوان فيه روية

    وحزم اذا ما كلمة الحق قالها

    ويا عين سحي واسكبي وتحدري

    عليه وزيدي للدموع احتفالها

    أما قصيدته المطولة والتي رثا بها جمال محمد احمد ونظمها على ثلاثة أحرف روي فقد اخترنا منها:

    ذكرت جمالا صديقي درج

    وكم لجمال الحياة ابتهج

    وكان فتى ذهبي المحيا

    يرى فيه ضوء الحياة انبلج

    نعوا لي جمالا فقالوا ذهب

    وكان سنا وجهه كالذهب

    وكان امرا عسجدي الاديم

    ترى فيه ماء الحياة اصطخب

    الوجه الآخر‚‚ الشعر الانجلو سكسوني ـ النقد والترجمة


    عرف عبدالله الطيب بقراءته المتعمقة في الثقافة الغربية وبنقده الرصين والاصيل وترجماته للقصائد الجياد من الشعر الانجليزي وله عدة بحوث في النقد اشهرها بحثه في سرقات ت‚ س‚ اليوت ذلكم الشاعر الذي مثل علامة فارقة بين الشعر القديم والحديث فضلا عن انه ترك اثرا لا تخطئه العين في اتجاهات وصور واخيلة وبنية القصيدة العربية الحديثة ويقول عبدالله الطيب في بحثه الموسوم حتام نحن مع الفتنة باليوت: دراسة نقدية:



    «ان اليوت اثر سلبا على الحركة الشعرية الجديدة لانه لم يكن اصيلا ولكنه توكأ على عصا الشعراء العرب الاقدمين من خلال التراجم واثبت بالنصوص ان الشاعر الاميركي اليوت قد اتكأ على صور لبيد في معلقته كما سطا على معاني امرىء القيس وذي الرمة وسلك في نظمه سبيلا اشبه بالقافية العربية واستخدام الناس الحرفي او الداخلي الذي ليس بأصيل في اللغة الانجليزية»‚



    ولا نود الخوض في تفاصيل سرقات اليوت فهي مبذولة في البحث المشار اليه‚



    تأمل الآن بعض ترجمة عبدالله الطيب لأبيات من قصيدة لأحد النقاد في هجاء اليوت:



    ما اسمج لقاء المستر اليوت



    بسمت تقاطيعه الاكليروسي



    وبحاجبه جد الكالح



    وبفمه جد المتنطس



    وبمحادثته الحريصة على ان



    تتقيد بأمثال ماذا تقول على وجه التحديد



    وامثال اذا كان ويجوز ولكن



    وعبدالله الطيب مدفوعا بحيادة الاكاديمي وامانته لم ينجح في اتهامه الآخرين بالسرقات الادبية حتى رموز الفكر العربي مثل العقاد فيقول عنه كان العقاد رحمه الله شديد التأثر بوليم هاردي وربما سرق منه والسرقة الأدبية في الشعر فاشية‚‚ ثم يمضي ليقول: في شعر هاردي تفكير وتعب وعاطفة حقه ولكن منحوتة نحتا من حجر شرس نحو من ذلك عند العقاد!



    تأمل مثالا آخر لترجمته لقصيدة شيلي الذائعة الصيد (القبرة):



    حيهلا بك ايها الروح المرح



    لم تكن ابدا انت من الطير



    انت الذي من السماء او قريب منها



    تصب ملء قلبك في نغمات مترعة من الفن اللامصنوع



    هكدا الى اعلى وأعلى



    من الارض انت تنبعثين



    مثل سحابة من نار



    في الزرقة العميقة تسبحين



    وتغنين وانت صاعدة وتصعدين وانت تغنين



    وبعد وعلى سبيل حذوك الشيء بالشيء قرأت مرثية للشاعر و‚هـ اودن (في ذكرى وليم بتلر بيتس) جاء فيها ما ترجمته:



    غيبه الموت في زمهرير الشتاء



    تجمدت المياه في مجاريها وهجرت المطارات



    والتماثيل في المدينة شوهها الجليد



    وغاص الزئبق في فم اليوم الذي كان يحتضر



    ألا ان كل الاجهزة اجمعت



    ان يوم وفاته كان يوما معتما وباردا



    وكتم خبر موت الشاعر عن قصائده



    ايها الارض



    استقبلي ضيفك المبجل



    وليم ييتس قد سجي ليرتاح



    فليضطجع الفلك الايرلندي



    مفرغا من شعره



    ألا رحم الله استاذ الاساتيذ «حبيب البشير» وهي العبارة التي نعتها به ابن عمه وصفيه وخدنه محمد المهدي المجذوب - بمناسبة اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية:



    يا ابن عيسى الشريف ذي النسب المكنون افضى به الى المجذوب



    يا حبيب البشير والنقر العائذ بالمسجد السخي الاديب



    لك ودي كما علمت وشكري وولائي في مشهد ومغيب



    اللهم تقبله واصحابه الكرام قبولا حسنا مع الشهداء والصديقين والابرار



    ثبت المراجع:



    1- اصول الشعر السوداني - عبدالهادي الصديق‚ دار جامعة الخرطوم للنشر 1989‚



    2- الشعر في السودان‚ عالم المعرفة - د‚ عبده ⴸدوي 1981‚



    3- مختارات من الادب السوداني - علي الملك‚ دار جامعة الخرطوم للنشر 1990‚



    4- قراءة في الادب السوداني الحديث - فضيلي جماع‚ دار جريدة عمان للصحافة والنشر 1991‚



    5- ختام نحن مع الفتنة باليوت: دراسة نقدية - بروفيسور عبدالله الطيب 1982‚



    6- ذكرى صديقين - د‚ عبدالله الطيب مطابع الطليعة بالكويت‚



    7- ديوان مثابر - محمد المهدي المجذوب‚ دار الجيل بيروت 1981‚



    دكتور في جامعة قطر

                  

العنوان الكاتب Date
في ذكري عبدالله الطيب: كيف نعاه كمال الجزولي؟ خالد الأيوبي06-19-04, 04:40 AM
  Re: في ذكري عبدالله الطيب: كيف نعاه كمال الجزولي؟ خالد الأيوبي06-20-04, 03:33 AM
  Re: في ذكري عبدالله الطيب: كيف نعاه كمال الجزولي؟ Ehab Eltayeb06-22-04, 02:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de