|
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)
|
عزيزي قصي لا أجد شيئا أصف به ما يجود به علينا قلمك هذه الأيام، سوى ما قاله البروفيسير، علي المك، حين تعرف على الصديق، الكاتب، بشرى الفاضل، للمرة الأولى، وقرأ أحد نصوصه القصصية. قال علي المك، عن بشرى: ((لقد أُعطي هذا الولدُ مزماراً)). وكلمة "الولد" هنا لم تكن لتصغير الشأن، كما هو واضح، وإنما كانت تعبيراً لطيفاً، عن الإعجاب الشديد بالنبوغ المبكر. وإني لآراك قد أُعطيت مزماراً، أيضاً. كتاباتك الأخيرة في تتبع نقاط الأخ أبو بكر القاضي في بوست "الفكرة الجمهورية إستعلائية إسلاموعروبية"، ونقاطك التي توردها هنا، وأنت تتجول حول مأ أثارته مقالة بولا، فيه الكثير من لطائف "الوارد". وعبارة "الوارد" عبارة صوفية معروفة، وتعني انبثاق المعارف المركوزة في القلب، وتجليها على صفحة العقل. ويفرق المتصوفة بين "الوارد" و"النحت". فـ "الوارد" هو ما سبقت إليه الإشارة بأنه انبثاق المعارف من القلب، وتجليها على صفحة العقل. فالوارد إنما ينساب انسيابا. حتى أن صاحب "الوارد" ربما تفاجأ بما يخرج من قلمه، أو من فمه، مثلما يتفاجأ بذلك جمهوره المتلقي. أما "النحت" فهو التَّفَكُّر المرتكز على المجهود، والصنعة. والصيغة اللغوية لعبارة الـ"التفكر" نفسها، تعطي معنى "التًّعَمُّل"، والإفتعال، والإصطناع. ولذلك كان المتصوفة يقولون: ((إذا سُئل الرجل، ففكر، ثم أجاب، فإنه لا يُعتد بإجابته، فهي من نحت عقله)). فالوارد، كما سلفت الإشارة، إنما ينساب انسيابا من القلب إلى صفحة العقل.
ويقول المتصوفة أيضا: ((شغلني الوِرْدُ عن الوارد)). وجمعُ كلمة وِرْد "أوراد". والأوراد يعرفها كل من سلك طريقاً صوفياً، وهي الأذكار، وصيغ العبادة المختلفة التي يعطيها الشيوخ لتلاميذهم ليعملوا وفقها. غير أن المتصوفة ينبهون السالكين بألا ينحجبوا عن "الوارد" بـ "الوِرْد". أي ألا ينشغلوا بالعبادة انشغالا "دوغمائيا" يحجبهم عن الفكر. فالعبادة تصبح عند الكثيرين صنما، يحجب عن المعرفة. فالعبادة وسيلة، والفكر غاية. ومن خطل الرأي، أن ينشغل المرء بالوسيلة عن الغاية. وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ((وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون)). وكما يرد كثيرا في كتابات الأستاذ محمود فإن العلة من إنزال القرآن، ومن أرسال الرسل، ومن تشريع العبادات، إنما هي "التَّفَكُّر". وقد ورد في الحديث أيضا: ((تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادةِ سبعين سنة)). ومعرفة الصوفية الذوقية التي ترسخت من واقع رياضاتهم الروحية العملية الطويلة، هي التي جعلت العارف النابلسي يقول:
وليس بذكرٍ، أو بفكرٍ تناله، سوى بالصفا والمحوِ عمَّا يغايرُ وجاء قوله أيضا: فلو انمحى عن عين ناظرك السِّوَى، لعرفت من لهواه أنت القاصدُ وقال أيضا: أنا في المذكورِ، والجاهلُ في الذكرِ، والفكرِ، وعقدِ السبح كلنا من نخـلةٍ واحـدةٍ، لكِنِ العجـوةُ غـير البـلحٍ
كما أن العلم الذي يجيء به تجويد التفكر، ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة للحياة. ومن مصطلحات المتصوفة المعروفة في مراحل الترقي المعرفي قولهم بمرحلتيْ "العلم" و"الفناء عن العلم". والعلم، على جلالة قدره، يصبح حجابا لدى النهايات. فالعالِم كثيرا ما يرى علمه، وينحجب بالعلم عن نفسه، ونفسه، في نهاية الشوط، هي "حياته". وهذا ما من أجله قال الأستاذ محمود حين خرج من خلوته في عام 1951:
((فهل حبسني ابتغاء المعرفة؟ لا والله!! ولا كرامة.. وإنما حبسني العمل لغاية هي أشرف من المعرفة.. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها .. تلك الغاية هي نفسي التي فقدتها بين ركام الأوهام والأباطيل. فإن عليَّ أن أبحث عنها على هدى القرآن ـ أريد أن أجدها .. وأريد أن أنشرها .. وأريد أن أكون في سلام معها قبل أن أدعو غيري إلى الإسلام)).
الشاهد أن المعرفة مهما بلغت من الرفعة إنما هي وسيلة للحياة الكاملة. وغاية المعرفة أن تعين الإنسان على التخلص من الخوف العنصري البدائي الساذج، ـ كما ترد عبارات الأستاذ محمود دائما ـ والتخلص من الخوف العنصري البدائي الساذج تلزمه الرياضة الروحية، فهذا التخلص لا يتم من فراغ، ولا يتم عن طريق التوهان في التجريدات العقلية. وإنما يتم بالعمل في تتبع عيوب النفس. وأول ذلك كف الأذى عن الناس: باليد أولا، ثم باللسان، ثم بالخاطر. ثم إحتمال أذي الناس، ثم توصيل الخير إلى الناس، والبر بالناس، وبالأحياء، والأشياء. وقد تفضل بولا بالإشارة إلى ما تميز به فكر الأستاذ محمود من وحدة الفكر والقول والعمل.
آفة الثقافة المعاصرة، كما لخصها ردولف شتانير، مؤسس مدارس "والدورف" Waldorf المعروفة، إنما هي هذا الرأس المعاصر، المليء بالمعارف، والمعلق في الهواء، من غير أن يكون له تأثير يذكر، في أنسنة المسلك. وجوهر الأزمة الأخلاقية التي أخذت بخناق النُّخَب، إنما تكمن في بيع الصفوة، والنخبة، ومن شاكلهم من حداة الركب، خبراتهم، لقوى الشر، من المسيطرين. أصبح دور النخب في حقبة الحداثة التي تجنح شمسها الآن للغروب، هو انتاج الفكر، والقوانين التي تبرر المظالم، وتعمل على إعادة إنتاجها. تقوم النخب بهذا الدور، لقاء شيء من رفاه العيش، ومن تأمين الفرص. فالمثقفون الذين يتصرفون من وحي ما يمليه عليهم واجب الثقافة من لعب دور قيادي، وريادي، وطليعي، في تعرية الظلم، ونصرة المظلومين، قليلون جداً.
وأعود من هذا المسح العام، لما يجب أن تعنيه الثقافة في ظرفنا الراهن، وما جسده الأستاذ محمود عمليا، فيما يتعلق بمسؤولية الثقافة، إلى قضية "الدرجة" التي عالجتها أنت معالجة، ممتازة، لأضيف إليها جانب العقل، والقلب، ومعنى التوزع، والعيش في اللحظة الحاضرة. فهناك "كمال النشأة"، وهناك "كمال الدرجة"، كما ورد كثيرا في أدبيات الأستاذ محمود. فالملائكة أكمل من البشر، "درجةً". ولكن البشر أكمل من الملائكة "نشأةً". وقد شبه الأستاذ محمود في إحدى محاضراته، وضع الملائكة بالنسبة للبشر بـ "حجر الكيلو" أي الحجر الذي يحمل رقم الكيلومتر المعين على الطريق. فإذا كان شخص ما في الخرطوم مثلا، وهو في طريقه إلى ودمدني، فأن حجر الكيلو 135، الذي هو في مدينة الحصاحيصا، مثلا، يكون أقرب إلى مدني، من ذلك الشخص. غير أن ذلك الشخص يسير، وحجر الكيلو ثابت. وسوف يجيء وقت يتعدى فيه ذلك الشخص السائر على الطريق، ذلك الحجر المرقوم، ويصبح، الشخص، من ثم، أقرب إلى مدني، من حجر الكيلو. وهذا معنى كمال النشأة، وأفضليته على كمال الدرجة. فالمرأة بهذا المعنى، أكمل نشأةً من الرجل، والرجل أكمل درجةً منها.
أيضا، ورد في نصوص الأستاذ محمود محمد طه، بأن الله قد خلق خلقا يخطئون ولا يصيبون، وأولئك هم الأبالسة، وخلق خلقا يصيبون ولا يخطئون وأولئك هم الملائكة، وخلق خلقا يخطئون، ويصيبون وأولئك هم البشر. فالبشر أكمل "نشأةً" من الملائكة. والملائكة أكمل "درجةً" من البشر. فالبشر هم ملتقى المَلَك والشيطان. وهم بهذا المعنى الأكمل في المملكة كلها، في نهاية المطاف، بل ليس في المملكة غيرهم. وتجيء أفضلية البشر على ما سواهم، بسبب تأرجحهم بين الخطأ والصواب. والخطأ والصواب هما وقود الحركة المنفتحة على الإطلاق. جاء في الحديث: ((إن لم تخطئوا وتستغفروا، فسيأت الله بقومٍ يخطئون، ويستغفرون، فيُغفر لهم)). فالخطأ الدائم ثبات، والصواب الدائم ثبات أيضا، مع ملاحظة أن الصواب الدائم، أكمل بطبيعة الحال من الخطأ الدائم. أما التقلب بين الخطأ والصواب، فهذا من حظ البشر وحدهم، وهو يعني الحركة، ويعني التطور الذي لا يحده حد. فالحركة التي تنزلت من العماء الأول، إنما عنت الحرية، في معنى ما عنت الإنفتاح على المطلق. وهنا يكمل كمال الإنسان. ومن هنا جاء الطلب إلى الملائكة ليسجدوا لآدم ((فإذا سويته، ونفخت فيه من روحي، فقعوا له ساجدين)) فسجد له الملائكة، أجمعون، ولكن بعد حجاج، ولجاج ولم يسجد إبليس، كما هو محكي في القصة القرآنية.
ومن بعض تعابير ذلك المنظور أيضا، أن المرأة أكمل من الرجل "نشأةً"، والرجل أكمل منها "درجةً". مع ملاحظة أن هذا لا يأخذ تجسيده، إلا في حالة زواج الحقيقة. فالمرأة تمثل الشعور، هذا في عموم الأمر، كما تفضل قصي. الرجل يمثل الفكر، في عموم الأمر أيضا. وكما نقول دائما هذا لا يعني أن كل رجل أعلى فكراً من كل إمرأة. ولا يعني أيضا، أن كل إمرأة أكمل شعورا من كل رجل. والشعور أكمل من الفكر، فالفكر هو وسيلة الشعور. الفكر جولان بين الماضي والمستقبل، والحياة استقرار في اللحظة الحاضرة. والجولان بين الماضي والمستقبل، تعبير عن الخوف. والخوف نفسه درجات. فهناك الخوف في قاعدة السلم، وهو الخوف العنصري، البدائي، الساذج الذي حفز الحياة عند بداية النشأة وحفز سيرها في المراقي. وهناك الخوف العرفاني الرفيع الذي تمثله الوحشة من الرهبوت الذي يلف ظاهرة الوجود، وهذا مما يغشى أصحاب العقول، والقلوب الكبيرة، ولايتم التخلص من الخوف العرفاني، إلا في الفينة بعد الفينة. فالمرأة أقرب إلى صرافة الذات، وهي بهذا المعنى أقرب إلى الحياة. أما الرجل فأجنبي، وشأنه في ذلك شأن الفكر. فالفكر أجنبي على الحياة. الفكر وليد الخوف، وهو تجسيد للأنا الجاهلة، في مقابلة العالم. أما الشعور فهو في القلب، والقلب تجسيد للأنا العالمة المنسجمة مع المحيط. فالشعور لا يعرف الضدية. وبلغة الفلسفة فإن الشعور متجاوز لثنائية "الذات" و"الموضوع". ودعنا نقول: إن القلب محض تَحَقُّق. القلب هو الذات. وعند الذات، لا قبل، ولا بعد، ولا كم، ولا كيف. هكذا كانت الأمور، حين لم يكن هناك عقل. وهكذا سيكون مآل الأمور، حين يتم الرتق بعد الفتق. وكل هذه الصور، موجودة في الآفاق، كما هي موجودة في النفوس. وهذا ما عناه الأستاذ محمود حين قال: ((الإستقامة هي الوجود الكامل، الذي لا يتوزعه الوهم بين ماض إنقضى، ومستقبل غائب، لما يحن حينه بعد ـ فالإستقامة هي العيش في اللحظة الحاضرة ..
والإستقامة أصعب الأمور على العارفين و لذلك فقد قال المعصوم : شيبتني هود، وأخواتها .. يشير إلى قول الله تعالى، من سورة هود : ((فأستقم ، كما أمرت، ومن تاب معك، ولا تطغوا .. إنه بما تعملون بصير..))
فأنت، إذا إستطعت أن تعيش في اللحظة الحاضرة، مشتغلاً بتجويد الواجب المباشر، من غير أن تذهب نفسك، أسفاً على الماضي، ولا خوفاً من المستقبل، فإنك تكون قد وفقت إلى سر الحياة الأعظم، حيث تستمتع بكمال حياة الفكر، وكمال حياة الشعور، وحيث تنتصر على المرض، والشيخوخة، والموت .. ذلك موعود الله .. وإنما يُنال موعود الله، بفضل الله ـ ((و الله ذو الفضل العظيم)) ـ ثم بفضل الفكر ..)) .. انتهى نص الأستاذ محمود فالحيوان يعيش اللحظة الحاضرة، ولكنه يعيشها في بداية السلم. ومطلوب من الإنسان معيشة اللحظة الحاضرة، أيضا بعد أن أبعده عنها الخوف، ولكن عليه معيشتها في نهاية السلم، أي في المستوى الأعلى المنفتح على الإطلاق، والمنفلت من قيود العجز، بكل صورها. والطريق إلى نهاية السلم، وسيلته العقل الذي انشحذت قواه، واستحصدت، فدق فكره حتى ألغي نفسه، أو قل خرج من قيدي الزمان والمكان.
ثم تجيء عبارة الأستاذ محمود، التي تقول بأن الوحدة البشرية، ليست الفرد من رجل وإمرأة، وإنما هي الزوج من رجل وإمرأة. والفكر التوحيدي يقول بهرمية الوجود، وبلولبية الزمان والمكان. ومن هرمية الوجود تجيء هرمية الوحدة الإجتماعية من رجل وإمرأة. فهذه الوحدة ذات شكل هرمي أيضا، تمثل فيها الذكورة الفكر، وتمثل فيها الأنوثة الشعور، أو "الحياة". والأنوثة تقابل الذات القديمة مندغمة في الهيكل البشري، وهي هي الحياة الكاملة التي لا تؤوفها آفة، ولا ينقصها منقص. أما الفكر فهو رسولها، ومحركها لكي تتصاعد، وتتعمق.
أيضا يجيء القول بأن الشهود الذاتي، إنما هو إلمامة خاطفة تحدث في لحظات النفاذ من قيدي الزمان والمكان. والشهود الذاتي ليس مقاماً، وإنما هو حال. ((يا آل يثربَ لا مقام لكم فارجعوا)).. والحال في الأدب الصوفي هو ما يعتري السالك، أو العارف من لحظات الشعور الرفيعة. فالحال استشراف، واستكشاف، ولا إقامة فيه، الحال رحلة استكشافية، يعود بعدها، من أتفقت له تجربتها، إلى حيث كان مقامه الثابت. فالمقام بهذا المعنى، إنما هو الأرض التي وطئتها أقدام العارف، أو السالك، وثبتت أقدامه عليها. فالحال رسول استكشافي، وهو الذي يفتح الباب لتصور ماهو مقبل من حالات الكمال. وكل حال مصيره أن يصبح مقاما. فالمقام يطلب الحال، ولن يبلغه. كل ما فيب أمر، أن كل حالٍ جديد، يفتح الباب لزيادة في المقام.
مسألة الدرجة، لا علاقة لها بموضوع المساواة، أو الفرص المتساوية، في مجال التشريع. ولا يجب أن تحصر في هذا المنحى الضيق. موضوع الدرجة موضوع في العرفان، وقيمته، أن ينعكس على المسلك. أعني مسلك الرجل، ومسلك المرأة. فالمعرفة بمعاني الذكورة والأنوثة، وموقعهما من بنية الوجود الإنساني، ومن بنية الوعي، يعينان على ترقية السلوك. وترقية السلوك المقصود بها تحقيق حياة الفكر، وحياة الشعور. ويفتح هذا المجال الباب للحديث عن الشوق الصوفي، وعن موقع المرأة بين ذات الرجل الحادثة، والذات القديمة، فيما يلي المنظور الذكوري. وموقع الرجل بين ذات الأنثى الحادثة، وبين الذات القديمة فيما يلي المنظور الأنثوي. فالمرأة هي جماع آفاق الرجل منبثقة من ذاته الحادثة خارجه. وكذلك الحال بالنسبة للرجل فيما يخص المرأة. فكل شقٍ يمثل للشق الآخر، إسقاطا خارجياً. ويقف هذا الإسقاط الخارجي رمزا للذات الضائعة. وهو ما يسمى بالفردوس المفقود. فالفردوس المفقود في الآفاق، أو قل في الشريعة، يقابلة الفردوس المفقود في الحقيقة. وحين كان فردوس الشريعة، هو جنة آدم التي أُبعد منها حين هبط بالخطيئة، فإن فردوس الحقيقة هو حالة من الوعي التوحدي الضائعة، قبل أن أن يهبط الإنسان إلى جحيم ثنائية الذات والموضوع.
هذا الشوق الطافح في الأدب الصوفي، وهذا النسيب والتشبيب، وكل ذلك الترميز بالمرأة إنما هو في المسار الباحث عن تلك الحالة الضائعة من التوحد. فكل ذات دخلت مقامات الفرق بالنزول إلى الأسافل. وهي إنما تتوق توقا مبرحا لحالة الإنجماع الأول. ومصطلحي "الفرق"، و"الجمع"، معروفان في القاموس الصوفي. قال النابلسي:
قمـرُ الغيـبِ بدا في أفقي، يتجـلي، ولفرقي جمـعا وفروضي حَرُمَتْ فيه، كذا سنني صارت عليه بدعا
والجماع الذي يقع بين الذكر والأنثى، هو حالة من التوحد اللحظي، ومن عمق الشعور تحكي، على نحو ما، وتذكِّر بطريقة ما، بالجمعية الكبرى التي كانت، ثم ضاعت. ومن ثم انبثق هذا الهيام الذي ساق الوجود منذ لحظة الفتق، وأشعل في كل ذراته جذوة المحبة، والشوق، والإنطلاق الحثيث نحو الرتق. وبالنظر إلى الجذر اللغوي للفظة "جماع"، نجدها تتصل من حيث الإشتقاق اللغوي بالجمع والفرق، والوحدة، والشتات. ولذلك فالنسيب الصوفي، والتشبيب بأسامي الإناث المتكرر في قصائد المتصوفة. إنما كان بسبب تماهي الأنوثة الحادثة بـ "الأنوثة القديمة"، وكما عبر عن ذلك أدونيس بـ "بالرحم الكوني". وسيجيء وقت قريب ـ أو لعله جاء ـ تشرع فيه المتصوفات بالتشبيب بأسماء الرجال. فالحالُ من بعضه. كل ما في الأمر، أن الرجال سيطروا في بداية التاريخ، وسيسطر النساء في بقيته. جاء في الحديث" ((آخر الزمان، خير أولادكم البنات)).
قال الشيخ الأكبر بن عربي طالبا من رسوله أن ينادي جملةً من الإتاث، فقال:
ونادي بدعد،ٍ والربابَ، وزينبا، وهندٍ وسلمي، ثم لبنى، وزمـزمِ وسلهن: هل بالحلبة الغادة التي تريك سنا البيضاءِ عند التبسمِ؟
وقال في أرق صور النسيب:
تطـارحني عند الأصـيلِ وبالضحى، بحنَّةِ مشـتاقٍ وأنَّةِ هيمـانِ تناوحتِ الأرواحُ في غيضـةِ الغضـا، ومالت بأفنـان عليّ فأفنان ومن عجـب الأشـياء ظبيٌ مبرقعٌ، يشير بِعُنَّابٍ، ويومي بأجفـانِ ومرعاه ما بين الترائبِ والحشى، فيا عجباً من روضةٍ وسط نيرانِ
وقال النابلسي: باللهِ بلِّغْ يا نسـيمَ الريـحِ عن شوقي، وبالغ يا نسـيمَ الريحِ وأنعتْ له وجدي القديمَ، وصف له شغفي، وما ألقى من التبريحِ طفح الغـرامُ عليَّ حتى بالهـوى صرَّحتُ في حبي لكلِّ صـبيحِ وكتمته لمّا بدا لنواظـري نـورُ الخبــاءِ، وملتُ للتلميـح وأنا الذي بهوى المليحِ تَعَمُّمِي، أبداً، ومن شـوقي له توشيحي
أما سلطان العاشقين أبو حفص عمر بن الفارض فقال:
يا صاحبي هذا العقيقُ، فقف به متوالهاً، إن كنتَ لسـتَ بوالهِ وانظره عنِّي، إن طرفي عاقني، إرسالُ دمعي فيه، عن إرسالهِ وأسأل غزالَ كناسِـهِ: هل عنده، علمٌ بقلبي في هـواه وحالهِ؟ تفديه مهـجتي التي تَلِفـَتْ، ولا منٌّ عليه، لأنهـا من ماله واهٍ إلى ماء العذيبِ، وكيف لي بحشايَ، لو يُطفى ببردِ ذلالِهِ ولقد يجلُّ عن اشـتياقي ماؤه، شـرفاً، فواظمأي للامعِ آلِهِ
خلاصة القول في هذا الباب أن التصوف الإسلامي، على وجه العموم، والفكر الجمهوري، على وجه الخصوص، لا يقاربان موضوع الدين، وفق المنظور الموروث، وإنما وفق منظور إنساني، لا يحفل إلا بما هو إنساني، في المقام الأول، والأخير. ولا أعرف فلسفة أو ديناً أفرد للمرأة، ولفهم جدلية الذكورة والأنوثة بمثل ما أفرد لها التصوف، وتاج هامته، الفكر الجمهوري. يتكيء التصوف على قاعدة الدين "الشريعة" ولكنه لا يقف عندها، وإنما ينفتح على "الحقيقة". وبالإتكاء، أو قل الإرتكاز على قاعدة الشريعة، يأخذ التصوف المبتدئين، وبـ "الحقيقة" يستوعب أعلى تطلعات المتقدمين. يجمع هذا الفضاء بين الدرويش، وبين القطب، في علاقة سلسة، لا نزاع فيها. علاقة يسلم فيها الأقل معرفة للأكثر معرفة، حتى يعلم.
حين أعود، سأكتب عن الأستاذ محمود محمد طه، وعمل المرأة، ونظرته المتخطية لكل مقاربات الحداثة الغربية، التي تغنى أهلها بإنسانية دساتيرهم، بغير حق.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-26-04, 09:22 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Abdel Aati | 06-26-04, 09:28 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | mutwakil toum | 06-26-04, 10:47 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-26-04, 11:14 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | برير اسماعيل يوسف | 06-29-04, 00:08 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-26-04, 11:18 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | ودرملية | 06-27-04, 00:59 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-27-04, 01:19 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 02:06 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 07:29 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 11:51 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 12:59 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-27-04, 02:55 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 04:55 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Haydar Badawi Sadig | 06-27-04, 05:38 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 05:01 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-27-04, 05:15 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | omar ali | 06-27-04, 07:42 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 06-27-04, 11:01 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Haydar Badawi Sadig | 06-28-04, 02:19 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | د.أحمد الحسين | 06-28-04, 08:18 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-28-04, 01:12 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 06-28-04, 05:28 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | degna | 06-28-04, 06:27 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 06-28-04, 09:58 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 06-28-04, 10:22 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 06-28-04, 10:26 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-28-04, 11:24 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yasir Elsharif | 06-29-04, 07:55 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 06-29-04, 03:17 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-29-04, 07:30 PM |
لماذا اتعامل مع شتائم وتهديدات دكتور حيدر بشكل جدي؟لانه ارهابي ومريض نفسيا | osama elkhawad | 06-29-04, 10:17 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 00:13 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 00:20 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Haydar Badawi Sadig | 06-30-04, 02:39 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 00:44 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 01:26 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | mutwakil toum | 06-30-04, 01:41 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 01:53 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-30-04, 04:11 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Omer Abdalla | 06-30-04, 03:01 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 03:17 AM |
Re: دا شنو يا اسامة؟ | Agab Alfaya | 06-30-04, 03:20 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 03:37 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 03:39 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | د.أحمد الحسين | 06-30-04, 06:59 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 06-30-04, 11:56 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | KANDAKE | 06-30-04, 12:41 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Haydar Badawi Sadig | 06-30-04, 04:08 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Haydar Badawi Sadig | 06-30-04, 04:31 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 06-30-04, 08:02 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 06-30-04, 10:51 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-01-04, 12:17 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-02-04, 00:45 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-02-04, 01:50 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-02-04, 04:35 AM |
أين يضع الجمهوريون أنفسهم؟؟ أقصد كأفراد طبعا!! | Yasir Elsharif | 07-02-04, 09:56 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | ودقاسم | 07-03-04, 10:44 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-03-04, 05:40 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yasir Elsharif | 07-04-04, 04:13 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-04-04, 05:58 PM |
Desole, for this miserable participation | Maysoon Nigoumi | 07-04-04, 11:51 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 07-04-04, 08:57 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-05-04, 10:02 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 07-05-04, 10:27 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-06-04, 06:38 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Khalid Eltayeb | 07-06-04, 07:19 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-06-04, 11:25 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 07-06-04, 10:20 PM |
في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" | osama elkhawad | 07-07-04, 06:28 PM |
Re: في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" | Yaho_Zato | 07-07-04, 07:48 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 07-07-04, 09:02 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 07-08-04, 11:54 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | عبد الله بولا | 07-08-04, 03:00 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-08-04, 07:35 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-08-04, 08:45 PM |
مسألة المراجعة وإعادة طباعة الكتب والنصوص ونشرها ، ومسائل أخرى | Yasir Elsharif | 07-09-04, 03:43 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | osama elkhawad | 07-09-04, 12:20 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Agab Alfaya | 07-09-04, 06:35 PM |
في مديح الشح العالي | osama elkhawad | 07-09-04, 06:42 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Agab Alfaya | 07-10-04, 10:51 AM |
لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني | osama elkhawad | 07-10-04, 11:51 AM |
Re: لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني | Agab Alfaya | 07-10-04, 07:25 PM |
لا تعليق على تعليق الاستاذ "الفيا"!!!!!!!!!!!! | osama elkhawad | 07-10-04, 09:17 PM |
الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" | osama elkhawad | 07-11-04, 04:49 AM |
Re: الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" | Yasir Elsharif | 07-11-04, 09:31 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Khalid Eltayeb | 07-11-04, 07:25 AM |
Re: الاستاذ محمود لم يقل ان القران ليس لغة! | Agab Alfaya | 07-11-04, 11:37 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Nagat Mohamed Ali | 07-12-04, 00:46 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yasir Elsharif | 07-12-04, 02:31 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | عبد الله بولا | 07-12-04, 10:07 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | عبد الله بولا | 07-12-04, 10:21 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | عبد الله بولا | 07-12-04, 10:29 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-12-04, 09:33 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-14-04, 07:24 AM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-14-04, 10:33 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Dr.Elnour Hamad | 07-16-04, 12:24 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-16-04, 05:45 PM |
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه | Yaho_Zato | 07-17-04, 06:02 AM |
فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا | osama elkhawad | 07-18-04, 01:30 PM |
Re: فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا | Haydar Badawi Sadig | 07-18-04, 02:43 PM |
|
|
|