مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.النور حمد(Dr.Elnour Hamad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-12-2004, 10:21 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي أسامة
    تحياتي ومودتي

    أسمح لي يا عزيزي أسامة ببعض التوضيحات والمراجعات في خصوص ما جاء حول ورقتي موضوع الحوار والنقد "والاحتفاء"، في هذا البوست. أولاً أنا لستُ سعيداً بتسميتك لمساهمة الأستاذ محمود محمد طه السامقة ب"الفكر المحمودي" فمساهمة الرجل وسيرته في الناس، بل سيرته في الأشياء والأحياء، وسيرته في حركة الحفر والتجديد في الفكر الإسلامي والإنساني، لا تتناسب مع هذه الصيغة "الإخوانية/السلفية" التي توحي بِالاستخفاف، وربما قلتُ تدعو إلى حملها على صفة المحدودية الشخصية مغلقة الأفق. لا سيما وأن في الجو الفكري والسياسي عقيدةً سائدة بأن مساهمة الرجل الفكرية والسياسية قد انتهت بموته الفاجع.
    وفي ما يتعلق بتعقيبك على ورقتي، وما لقيته من احتفاء بدا لك أنه أكثر مما تستحق، فهذا بالطبع من حقك، وقد أشاطرك بعض هذا الاعتقاد. إلا أنني لا أصدرُ في ذلك عن نفس الأسباب. وبعبارةٍ أكثرَ تحديداً، لا أصدر عن نفس الأسباب "المنهجية" التي أوردتها أنتَ، والتي أعتقد أنك صدرتَ فيها عن تخمينٍ غير دقيق وعن تحرٍ غير دقيق في قضايا منهجية في خطورة التوثيق، وخطورة الاتهام بالكلام من غير معرفةٍ بنصوص مفكرٍ هام، وفي أمرٍ بخطورة التجديد في دين مثل الإسلام. فالقارئ لمداخلتك يتصور أنني لم أكن على معرفةٍ بنصوص الأستاذ محمود وسيرته أصلاً قبل أن أنتوي كتابة الورقة المذكورة أو أشرع فيها. فأنت تقول: بثقةٍ واطمئنانٍ فريدين: "ورغم قلة نصوص الأستاذ محمود في الدراسة فان "الحافظ الأكبر"، (وتعني بذلك النور)، يتحدث عن بولا " وحسن إطلاعه، وفهمه، وتدبره، لنصوص الأستاذ محمود محمد طه." ورغم شح النصوص فان الدكتور النور لا يتردد في وصف المقال بأنه "قدم نموذجا للأمانة العلمية، والتأني البحثي"، والمثابرة العلمية". وفحوى قولك إن الورقة لا تنطوي على أي صفة من هذه الصفات.
    وتستطرد ذاهباً إلى أبعد من هذا لتصف احتفاء النور بمقالي ب"المجانية"، في معنى أنه مقال في غير طائل، تقرأه وتفرغ منه فلا تزداد ولا تنقص معرفتك بمساهمة الأستاذ محمود محمد طه في تجديد الديني الإسلامي. هذا ما تقوله عبارتك يا أسامة وإليك نصها: "ثم يكرر نفس الاحتفاء المجاني قائلا: "نحن نحتفي بمقال بولا، لأنه صدر من عالم، محقق، أوضح في كل جزئية من جزئيات مقاربته، معرفته الوثيقة بعمق الأفكار التي يناقشها، وبسموق قامة صاحب تلك الأفكار، أيضا" ورغم ما في المقال من خلل واضح في المامه بمجمل الخطاب المحمودي , الا أن الدكتور النور لا يتورع من وصف مقال بولا بانه" مقال نقدي انموذج" ورغم الهنات الواضحة والتي لن ينكرها بولا فيبدو ان الغرض الخفي من ذلك" ضرب عصفورين بمقال واحد" ، كما يتضح في كلامه الاتي عني وعن الاستاذ ابوبكر القاضي حين قال مسترسلا : في ذات الوقت الذي طفحت فيه على السطح، مقاربات نقدية، مكلفتة" استهدفت فكر الأستاذ محمود محمد طه. وهي مقاربات متعجلة، أقرب ما تكون إلى عمليات "سلق البيض"، كما في نموذجي الأستاذ أسامة الخواض، والأستاذ أبوبكر القاضي. المقال والتحدي الفكري." وأنا لستُ معنياً هنا بالمقاصد الخفية، وبما شجر بينك وبين النور في هذا الخصوص. وإن كنتُ أتمنى أن لا يحدث. ولا أعتقد أن النور من أهل الغمز واللمز فيما يتعلق بإبداء رأيه (أنت لا تعرف النور يا أسامة). ولا أوافق النور على والإخوة الجمهوريين على إدخال مساهمتي في مقارناتٍ تفاضلية مع آخرين تناولوا إنجاز الأستاذ الفكري. وإنما أنا معنيٌّ هنا بالدرجة الأولى، بخوضك في علاقتي بنصوص الأستاذ محمود من غير علمٍ ومن غير تحرُّز، وذهابك في ذلك إلى مقولاتٍ قطعية تختزل معرفتي بها في ثلاث مراجع، وبمضيِّك في هذا المنحى إلى أقصى درجةٍ في الغلو من مثل قولك " لم يبق في رأي للكاتب من مبرر سوى ان يتحدث عن الظروف البحثية الصعبة التي احاطت بالمقال نفسه, ولهذا لا ارى –للاسف- ان المديح التالي الذي ازجاه حافظ النصوص المحمودية الدكتور النور، ينطبق على مقال بمثل هذا النقص البنيوي الواضح لاي باحث مبتدئ". وهذا يعني أنني مضيتُ، في تقديرك، لكتابة هذا المقال عن الأستاذ وأنا خال الوفاض من المعرفة والخبرة بأمر نصوص الأستاذ إلا من كتابين ونيف! وأن النور كتب عن معرفتي بنصوص الأستاذ من واقع الإحتفاء، والرغبة في "صيد مقالين بحجرٍ واحد"، على حد تعبيرك، لا غير! وأنني لا أملك من أمري إزاء هذا الشُح سوى التذرع ب" الظروف البحثية الصعبة التي احاطت بالمقال نفسه". وقد كان بوسعي أن أشكرك على هذه الاستهانة وأفوض أمري لله. إلا أنني فضلت خيار توضيح الأمور على الحَرَد.
    والحال يا سِيْدي، إنني تعرفتُ على كتابات الأستاذ محمود محمد طه في عام 1963 من أستاذي إبراهيم الصلحي، وأنا طالبٌ في السنة الأولى بكلية الفنون. وشهدته شهوداً عينياً، وسمعتُ منه سماعاً مباشراً، في عام 1965 في ندوةٍ نظمها اتحاد طلاب الكلية، وقدم لها وأدارها الصديق موسي الخليفة. ومن يومها لم أنقطع عن قراءة كتبه. إلا أن معرفتي الأكثر قرباً به، خشية أن أقول معرفتي "الحقيقية"، قد "تمت" في مطلع السبعينيات(1970 على وجه التحديد). ولعل الفضل في دخولنا (أعني حسن ومحمود عمر وهاشم محمد صالح وزينب أحمد بشير) دائرة معرفة القرب المباشرة بالأستاذ ودخولنا داره العامرة، يرجع إلى النور، كما يرجع إلى النهوض والحيوية اللذين شهدتهما الفكرة والحركة الجمهوريتين في تلك الفترة، وإقبال نفر من المثقفين والمبدعين عليهما. وقد سعدتُ أنا شخصياً وحظيتُ بحضور مكثف لندوة الخميس التي كانت تُقام بدار الأستاذ العامرة في نهاية الأسبوع. حضرتها بصورةٍ منتظمةٍ تقريباً لمدة أربع سنوات. كما حضرتُ عدداً من مؤتمرات الجمهوريين ومن محاضرات الأستاذ في منابر أخرى عديدة، ومحاضرات "كبار الجمهوريين"، بلا انقطاع طوال ما يتجاوز الست سنوات. وحضرتُ عدداً من مؤتمراتهم العامة، وصَحِبتُهم في جولاتهم المتنقلة في عددٍ من المدن والقرى والأحياء أحياناً. وقد قدم الصديق العزيز خلف الله عبود شهادة وافيه عما كنتُ أتكبَّده من مشقةٍ في الحرص والإصرار على حضور مناسبات الجمهوريين الفكرية، وعلى وجه الخصوص تلك التي يتحدث فيها الأستاذ. وإليك مقتطفاً مما جاء عن هذا في شهادة خلف الله عبود: "وأرجو أن أذكر لك ما قاله لي مرةً ، الأستاذ قُرَني وهو يدلل على صبرك الشديد، ذكر لي بحثكم ذات يوم عن منزل الأخ (المرحوم) إبراهيم مكى، حيث تعقد ندوة من ندوات الأستاذ محمود وطال البحث عن منزل الأخ إبراهيم وكان أن أنفقتم ساعات طويلة تائهين في حواري حي العمدة ,,, وبعد ساعات وساعات، تم العثور على بيت إبراهيم مكي ... وكان قرني شديد الإعجاب بالصبر التاريخي لك وكيف أنك لم تمل السير والتجوال الطويل حتى وصلتم بعد تعب إلى مكان الندوة ..."
    ومثل هذا كثيرٌ يا عزيزي أسامة مما يقوم شاهداً على شدة حرصي على حضور ندوات الأستاذ محمود، وغنيٌ عن القول إن من يكابد مثل هذه المشقة في حضور ندوات الأستاذ، وأنشطة الجمهوريين الفكرية المختلفة، لا يمكن أن يكون على غير اطلاعٍ دقيقٍ على نصوصه المكتوبة. بل لقد شهدتُ نذراً من مشاهد تخلُّق بعض هذه النصوص من طور تصميم أغلفتها إلى حين ميلادها وهي تخرج طازجةً من المطبعة. وقراءة الكتاب بلا شك أقل مشقةً من حضور الندوات والمؤتمرات (مؤتمراتاً فيها سفر وحر وعجاج ودقداق كمان يا أسامة يا خوي، مي شيتاً هينه). فيما يخص النصوص أنا تقريباً "حافظ "مثل" النور، أو قريب منه. وإن كنتَ ترى في ذلك ما يعيب فإن راس السوط يلحقني أيضاً. ومانا برانا الحافظين كلكم حافظين نصوص الحداثيين وما بعد الحداثيين، بارت، وجوليا كرستيفا، وليفي ستروس ودريدا إلخ. وأنا من جانبي لا أرى عيباً في هذا الأمر إذا كان المحفوظ مما يستحق، ومما يفتق طاقة الإبداع الذاتية. وقد كنتُ، في مستوى من المستويات، طالباً مواظباً على محاضرات الأستاذ، وكانت ساحة منزله قاعةَ درسٍ حقيقيةً. ولا أعتقد أنك تُنكر دور المحاضرة المسموعة، أيضاً، في المعرفة بنصوص الأستاذ. وأعني هنا الأستاذ بالمطلق، ومنهجه ومفاهيمه الأساسية. وهذا ما تقوم عليه دراسات الأساس الجامعية، كما تقوم عليه مؤسسات التدريب البحثية في غالب أمرها. وقد حضرتُ كما أسلفت معظم محاضرات الأستاذ في الفترة التي ذكرتها (1970 ـ 1977)، تماماً كما يواظب طالبٌ جامعي على دروسه، وواصلتُ الحوار حولها معه هو نفسه، ومع الكثيرين من طلابه النابهين، من ذوي الفكر النقدي والإشكالي مثل النور، (والنور ليس مجرد حافظ يا أسامة بل هو مفكرٌ قلقٌ ودقيقٌ منذ شبابه الباكر. فتريث وتحرَّى قبل أن تحكم)، وعبود وقرني وابراهيم مكي وابراهيم يوسف، وعم فضل، وعصام وعماد البوشي، وكثيرين غيرهم. وقد تعلمت من محاضرات الأستاذ، تلك، الكثير من أمر تركيب المفهوم وضبطه وتضييق المخارج السهلة عليه. وقد كان الأستاذ محمود مفكراً شديد العارضة في هذا الخصوص بالذات، مما توقفت عنده في الورقة، ومما يمكن أن يكون موضوعاً للحوار بيننا إذا تيسر الوقت (وهو لا يتيسر حتى لحظة كتابة هذه السطور. ولن يتيسر إذا لم نكف عن تحويل الحوار إلى حرابة).
    وعندما كتبتُ ورقتي موضع النقاش هنا، فقد فعلتُ ذلك وأنا أقف على أرضيةٍ صلبةٍ من المعرفة بالسيرة الشخصية للمكتوب عنه وبنصوصه. والنصوص وحدها لا تفي يا عزيزي أسامة بتمام المعرفة بفكر مجددٍ ومصلحٍ في قامة الأستاذ محمود. والمجدد المصلح ليس مجرد "مفكر" قد يكون فكره مجرد شطارة وتمارين ذهنية. وقد رأيتُ من أمر سيرة ومسلك "مفكري" الشطارة الذهنية هنا، من أعلام حركة الحداثة وما بعد الحداثة إلخ، ما يدعو إلى إعادة نظرٍ حقيقيةٍ في التسليم السهل الرائج بمقولاتهم واعتبارهم مراجع لا يأتيها الباطل من أي نحوٍ وصوب. فقد توفي ميشيل فوكو بالأيدز وتوفي "عشيقه" الشاب بنفس المرض. وقد وجَّه العشيق قبل وفاته لوماً ونقداً شديدين لفوكو على أنه أعداه من دون أن يُخبره بذلك. هذا "لا يقلل" "بالطبع" من مساهمات فوكو العالية في إضاءة الكثير من المناطق المظلمة في مختلف حقول ومناهج المعرفة. ومثل هذا التناقض يمكن العثور عليه في تكوين الكثيرين من عُلاة المبدعين والمفكرين. إلا أنه يطرح بصورةٍ جادة وتراجيدية علاقة الفكر بالممارسة، ويدعو إلى إيلاء هذا الجانب قدراً أكبر من الاهتمام حتى لا تكون بين الفكر وممارسة تنزيله إلى الواقع شقةٌ أدخل في الشطارة منها في الصدق والضوابط المنهجية. وحتى لا يكون الإنسان الذي نتحدث عنه كائناً هلامياً ومجرداً. وحتى لا تكون مفاهيم وقضايا التحرر الإنساني مجرد طق حنك. وهذا مما يدعو إلى الاحتفاء بالمفكرين والدعاة الذين اجتهدوا ووفقوا إلى حدٍ كبيرٍ، في إقامة رابطةٍ عضوضٍ بين الفكر والعمل. دون أن نتفق معهم بالضرورة. هذا، مع إن فوكو كان من أكثرهم، بعد سارتر، مشاركةً في النشاط السياسي والاجتماعي والإنساني القائم على أرض الواقع. فتأمل! وكان الأستاذ محمود يعتبر اتصال القول بالعمل واتصال النظرية بالممارسة، واحداً من الضوابط الأساسية لصحة المفهوم وصدقه. وقبل ذلك صحة المقاصد التي تُجب المفاهيم وتنميها. وقد أبلى في سبيل ذلك بلاءً عالياً، استحق به مكانةً مرموقة بين رموز الإنسانية العظيمة في علاقة الصدق بين الفكر والعمل. وهذه إحدى الركائز الأساسية لمنهجيته في ضبط مفاهيم التجديد في حركة الفكر الإسلامي مما ركزتُ أنا عليه في ورقتي بصورةٍ أتصور أنها ملحوظةٌ ومستحقة. بل لعله المفهوم الرئيس. وقد ركزتُ في ورقتي أيضاً على ما اعتبرته مفاهيم التجديد الأساسية في الفكر الإسلامي عند الأستاذ. بالقدر الذي أتاحه الحيز والسياق. وتوخيتُ في التعريف بمساهمته الضوابط التي تحكم بناء المفاهيم ومنهجية الاستنباط والاستقراء، وتعصمها من الارتجال والانتقائية والعشوائية والتناقض الكبير. وعلى رأسها مفهوم قيام الإسلام على رسالتين، رسالة أولى قامت على فروع القرآن، ورسالة ثانية تقوم على أصوله. وقوله بتضمين الرسالتين في المصحف. مما يقطع بأن ليس في الأمر قولٌ بالرغائب الذاتية وبالرأي المرتجل، والحيلة الذهنية. وهذه مقولةٌ صلبةٌ في نطاق المنطق الديني الداخلي، منطق الإنطلاق من نصٍ مقدس. وأشدت باعتباره لدواعي السياق التاريخي في هذه الثنائية. وهي الدواعي الضابطة لمفاهيم التجديد وصونها عن المزاج الذاتي والقول بالرأي في أمورٍ يقوم عليها نصٌ مقدسٌ أيضاً، لا فكاك من مرجعيته كضابطٍ للإستنباط، إلا بالتناقض مع الواقع التاريخي، أو إنكاره، أو إبداع تأويلٍ من داخله يلتزم منطوقه وبنيته. وأوضحتُ وأشدتُ بتماسك مفهوم كون ثنائية الأصول والفروع هي عنصر أو توطئة أو قاعدة لثنائية أدق منها هي ثنائية معنى الإسلام نفسه عند الأستاذ. التي قضى بها قضاءً مبرما على تناقض مفهوم ودلالات كلمة الإسلام الواضحة في النصوص.
    وأوضحتُ وأشدتُ بتماسك مفاهيمه، وآليات استنباطه وتحليله، الضابطة للتعامل مع القضايا والتحديات المستجدة التي تتصل بالمشكلات السياسية والاجتماعية والثقافية التي يطرحها عصرنا. واعتبرت أن مقولات التجديد الأساسية المتصلة بقضايا عصرنا هي قوله أولاً بكون الأصول هي معاني الحرية الكبرى في القرآن، "الحرية المطلقة". وفي اعتقادي أن الحرية هي قضية عصرنا الأساسية. إلا إذا كنتَ ترى خلاف ذلك. وقوله بأن عدم المساواة بين الرجال والنساء ليس أصلاً في الإسلام والأصل في الإسلام المساواة التامة بين الرجال والنساء". وهذه في الواقع أصعب القضايا التي تواجه دعاة التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر وهم طالما تلجلجوا فيها و احتالوا لها أفانين الحيل دون جدوى؛
    وبأن الرق ليس أصلاً في الإسلام؛
    والجهاد ليس أصلاً في الإسلام وإنما الأصل الدعوة بالموعظة الحسنة. والرأسمالية ليست أصلاً في لإسلام (...) والأصل في الإسلام شيوع المال بين عباد الله. "المجتمع المنعزل رجاله عن نسائه ليس أصلاً في الإسلام" وتعدد الزوجات ليس أصلاً في الإسلام" و"الطلاق ليس أصلاً في الإسلام". كل ذلك في سياقٍ من التعليلات و الشروح أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ذكية جداً وتخبر عن منهجية نقدية تحليلية تركيبية فذة، وعن عقلٍ مفكرٍ و مثقفٍ من الطراز الأول سواء اتفقنا معه أو خالفناه. وأوضحتُ وجوه اختلافي الجذري مع تعليله لعدم تحريم الإسلام الواضح للرق. ومسألة المساواة بين الرجل والمرأة. وقُلتُ بأن العائق الأساسي الذي يحول دون مضي الفكر الديني إلى "نهاية الشوط" في هاتين القضيتين، وأمثالهما، هو الإخلاص للأحكام القطعية في النص المقدس التي بتجاوزها تبطل مرجعية النص ومصداقيته كنص إلهي وتنهار بالتالي ركيزةٌ أساسية في بنية الاستنباط وشروطه وآلياته التي ابتدرها الأستاذ من أساسها.
    ولا جدال في أنني لم أناقش موقف الأستاذ من موضوع الحدود وهو موضوع على قدرٍ كبير من الأهمية. وذلك لعدة أسباب أوردها هنا من باب التوضيح، فيما أعتقد ولعلني أتوهم. السبب الأول أن السياق لم يكن يومها يتحمل ذلك. فقد كانت حركة التكفير في أوجها. وكانت منظمات حقوق الإنسان في مصر (مقر المركز العربي لدراسات حقوق الإنسان) تواجه حملةً ضروساً. ومن المعروف أن موضوع الحدود من المواضيع التي ورد فيها نص قطعي لا سبيل معه إلى التأويل ناهيك عن الطعن: "تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون". ولم يكن بإمكاني أن أتناول موضوع الحدود عند الأستاذ والتعبير عنه من وجهة نظري فيه، دون أن أورط المجلة والمركز في مشكلاتٍ عويصة. هذه واحدة، والثانية إنني لا أعتبر أن رأي الأستاذ في موضوع الحدود ينطوي على تجديدٍ حقيقيٍّ مثل التجديد الذي تنطوي عليه مفاهيمه الأخرى التي قال عنها بالعبارة الواحدة النافذة إنها "ليست أصلاً في الإسلام". ولا أستبعد أن أكون قد تحرَّزتُ أو تخوفتُ شخصياً من طرح الموضوع في خواطري الخفية. إلا أنني كنتُ وما أزال على ثقةٍ من أنني، في مستوى وعيي المباشر المعلوم، قد صدرتُ عن اعتقادٍ بأنني لا أملك الحق في توريط المجلة والمركز في مسائل تكفيرٍ، ومنعٍ، وحلٍّ، وجرجرة في المحاكم إلخ، في وقتٍ كان القائمون على أمرهما فيه في لأيٍ شديدٍ مع السلطات الدينية والسياسية. لاسيما وأننا يجب أن نُدرك أن القول بإبطال الحدود هو قول يلامس الطعن في النص، بل وإبطال قداسته أصلاً، ملامسة غير بعيدة. ولو أن الأستاذ قال بأن الحدود ليست أصلاً في الإسلام لأمكن أن يترتب على انهيار ضابطٍ أساسي من ضوابط منهج الأستاذ في حرمة واحترام النصوص القطعية، وكون التطوير والتجديد لا يطولانها. هذا علماً بأنني أتحدث في المقالة عن مساهمة الأستاذ في التجديد في الفكر الإسلامي وليس عن فكره على إطلاقه.
    أما موضوع "شح المراجع" والاعتماد على مرجعين فقط. ففي اعتقادي أنه لا أصل له في واقع حالي أو في شروط وضوابط العمل الأكاديمي. أولاً بإمكان الباحث دائماً أن يركز على مرجعٍ أساسي إذا كان هذا المرجع هو المصدر الجامع بالفعل للمفاهيم الأساسية لمفكرٍ أو كاتبٍ ما. على أن يستعين في شرحه وتأويله وتفكيكه أو نقده بمراجع أخرى، يتحدد عددها بطبيعة وحجم الموضوع الذي يتناوله والإطار، والحامل، الذي يتناوله فيه. فرسالة الدكتوراه، والبحث الشامل المفتوح، على سبيل المثال ليسا الدراسة، ولا المقالة، ولا المحاولة، التي تنشر في حيزٍ محدود وغرضٍ محدود. ولم تكن مقالتي، أو دراستي إن شئت، المنشورة في مجلة "رواق عربي"، كما يعلن عنها عنوانها بحثاً أكاديمياً شاملاً بالمعنى المدرسي. بل "محاولة" ("للتعريف بمساهمة الأستاذ محمود محمد طه في تجديد الفكر الديني"). ومصطلح "المحاولة", الذي يقابله في الفرنسية مصطلح "Essai"، يعلن بذاته، أي بمنطوقه عن أن صاحبه لا يدعي لنصه شمول المعالجة واستقصائها لكل أوجه الموضوع وإنما هي مدخل. إلا أن الكثيرين منا يستخدمون مصطلح "محاولة" دون أن يجهدوا أنفسهم في سبر معناه. مما يفوت عليهم دلالة المصطلح عندما يستخدمه كاتبٌ يعني ما يقول. ويبدو لي أنك لم تنتبه لذلك، بقرينة قولك "فالعنوان طموح ,لكن لا يمكن تناول مساهمة الاستاذ من خلال كتابين فقط". فالعنوان ليس طموحاً بأي حالٍ من الأحوال لو أنك وقفت عنده وقفة جدٍ يا أسامة. فالكلمة المفتاحية الأولى فيه، وهي كلمة "محاولة". والكلمة المفتاحية الثانية وهي كلمة "في التعريف". (وقد جعلها المصحح "للتعريف"). وهي أيضاً في معنى مقدمة أو مدخل. وقد كُنتُ أظن أن ذلك يقع في نطاق المعلوم بالضرورة. لا سيما وأن كلمة تعريف مسبوقة بكلمة "محاولة". ولو أنك لم تُضْفِ على عنوان ورقتي من ظنك بأنه يحمل معنى الإحاطة بكلِّ تفاصيل خطاب الأستاذ محمود، وتحريتَ دلالاته وتقيدتَ بها، لما جشمتني هذه المشقة.
    ومما هو غنيٌّ عن التوضيح أن مساهمة الأستاذ محمود في التجديد في تفاصيلها الدقيقة الشاملة ليست مما يمكن استقصاؤه في مقالةٍ تعريفية. وهذا أمر يبدو لي أنك أما أنك تستهين بجلاله استهانةً لا تليق (ولا أعتقد أن هذا يجوز في حقك)، أو أنك لم تتحر بصورةٍ كافية طبيعة محاولتي ومسعاي إلى المساهمة فيه، أو أن لك أسباباً أخرى لا علم لي بها. أما أن يفوت عليك سهواً أو عجزاً فلا. وقد لاحظتُ مؤخراً إنك قد أمَّنتَ بنفسك على أن مجرد استقصاء "التناص" في خطاب الاستاذ محمود محمد طه يحتاج ، على حد تعبيرك، "الى مجموعات من الباحثين المتعمقين في الخطاب المحمودي والمفهوم المتناص معه" طيب يا أسامة وكت انتَ عارف خطر وحجم مثل هذا المشروع في جزئيةٍ مثل التناص، مالك شايل حالي وحال النور؟ فكيف تلومني، وتدُق طاري، على عدم استقصائي لكل تفاصيل المشروع التجديدي في مقالة تعريفيةٍ واحدة، بل على عدم "مقاربة كل الخطاب المحمودي". على حد عبارتك؟ فأنا يا سيدي لم أزعم أصلاً لمقالتي هذا الطموح الكبير، ولم أسع فيها أصلاً إلى مقاربة مجمل خطاب الأستاذ. وإنما سعيتُ فيها للمساهمة في التعريف بمفاهيم الأستاذ الأساسية وضوابط منهجيته في التجديد. وفي اعتقادي أن خطابه مثل كل خطابٍ كبيرٍ ورائدٍ في مجاله، يحتاج إلى أكثر من مجرد فريق بحث: يحتاج إلى مبحثٍ نقدي وتحليلي مفتوح. بل إلى مركزٍ للبحث. وقد قدمتُ فيه أنا محاولةً أولية "في التعريف"، موجهةً في الأساس إلى جمهورٍ لم يسمع به أصلاً. هذا وأنا لم أكسر قلمي بعد. ولم نقل، لا أنا ولا النور، إنها خاتمة المطاف. وكل ما قاله النور إنها مقالةٌ توقر مساهمة الأستاذ وتُلم إلماماً مناسباً بنصوصه. والنور يعرف عن ماذا يتحدث معرفة شهود العيان المؤكد. وهذا مما يشرفني، ومما أتمنى أن أكون بالفعل في مستواه الجليل. وأكتفي من هذا الاحتفاء الذي بدا لك أن مقالتي لا تستحقه، بالاعتقاد بأنها ليست في مستوى البؤس الذي تتحدث عنه. وقد يسوغ لي أن أقول في هذا المضمار، كم من "محاولةٍ" أفضل من كتاباتٍ يطلق أصحابها عليها اسم بحث ودراسة "علمية" زاعمين لها تحقيق المعني "الدقيق" الشامل. وأعتقد أن هذا هو ما دفع النور والإخوة الجمهوريين، وكثير من القراء، إلى الاحتفاء بمحاولتي بالمقارنة مع كثيرٍ مما كتب عن مساهمة الأستاذ في تجديد الفكر الديني الإسلامي، تحت مسمى دراسةٍ أو بحث. وهو احتفاءٌ أصابني بوحشةٍ وزلزلة. وأحب أن أضيف إن تسميتي لها "محاولةً" هي من باب التردد والاستشكال والخوف من الادعاء، والخشية من وقفةٍ لا تليق في مقام ذلك الشيخ الجليل كما أسلفت. أما عبارة "في التعريف" فهي عندي في معنى أنها لم تفتتح باب التعريف بمساهمة الأستاذ، فقد سبقني إلى ذلك باحثون أعرف وأقدر مني بالتعريف بمساهمته، منهم الدكتور عبد الله النعيم والنور وآخرون كثر.
    ومع ذلك، فالورقة في اعتقادي لا تفتقر، لا في حقيقتها الكامنة فيما وراء النص (في كواليس إعداد النص)، ولا في ظاهر النص، الذي تتضح فيه معرفة الكاتب بالمكتوب عنه في أكثر من مستوىً ومن عبارة، ومن فكرة. وليس فيها على الأقل ما يقف دليلاً قاطعاً، بالصورة التي ذهبتَ إليها أنت، من افتقار كاتبها إلى حيازة المراجع والمصادر الأساسية، وإلى الإلمام الدقيق بنصوص ومفاهيم المكتوب عنه. وأنا بالفعل لم أتوقف عن قراءة نصوص الأستاذ محمود، قبل وأثناء وبعد كتابتي لهذه الورقة. ولم أتوقف عن الاستشهاد به، والخوض في الحديث المفصل عنه وعن مساهمته، في كثيرٍ من كتاباتي، وفي كثيرٍ من الملتقيات التي تتناول موضوع التجديد في الإسلام وفي غيره من الديانات هنا في فرنسا. ولعلك لاحظت، لو أنك قرأت "حوارية لاهاي"، (وهو الاسم الذي أطلقه الصديق محمد خلف الله، من باب التلطُّف، على "سجالي"، الشهير "مع" الصديق حيدر ابراهيم)، أو ستلاحظ إذا ما قرأتها مستقبلاً، قوة حضور نموذج الأستاذ محمود القوي فيها، كرمزٍ وشاهدٍ على بسالة المثقفين السودانيين "الحقيقيين"، الذين يبدعون ويناضلون في سبيل تأسيس دعائم للتحرر والنهضة في ميادين الفكر والفن والكتابة والاجتماع والسياسة، في شروطٍ هي غايةٌ في الإجحاف، إلى جانب أخرياتٍ وآخرين كثر من بواسل النساء والرجال، من مختلف المشارب الفكرية، ومختلف ضروب ومذاهب الإبداع بالطبع. وهذا في معنى أن تقديري لمساهمة الأستاذ ليس تقديراً حصرياً استثنائياً، أو "مديحاً مجانياً"، بل هو عنصرٌ في بنيةٍ كاملة من تقديري واحترامي لكل المفكرين والمبدعين، الذين يساهمون في تجديد حركة الفكر والسلوك وقيم الكرامة الإنسانية من مختلف المشارب الفكرية، والعلمية، والدينية والقيمية، في بلادنا وفي سواها.
    نقطة ثانية تتصل بزعمك شح مصادري من غير تحرٍ يا عزيزي أسامة. فأنا عندي كتب الأستاذ من قديم الزمان، فيما عدا الرسالة الثانية من الإسلام الذي "سُرق" سرقةً "حبية" من مكتبتي، ضمن مجموعةٍ أخرى من مراجع مختلفة، في إطار "مقولة" و"عقيدة" إباحة سرقة الكتب والكاسيتات المتفشية بين السودانيين المولعين بالقراءة والموسيقي مع ضيق ذات اليد الفعلي، الذي يحول دون القدرة على شرائها، وسعة نفس ذات اليد، وطولها في الاستيلاء عليها من مكتبات "الأحباب"، بمنطق "الحالة الواحدة". وهذا مما دفعني لاستخدام نسخة المنظمة السودانية لحقوق الإنسان على ما فيها من أخطاء مطبعية، صححتُ بعضها وفاتني بعضها الآخر، بسبب الملاحقة الجسورة التي تعرضتُ لها من جانب الصديق الدكتور هيثم مناع ممثل المركز والمجلة في فرنسا في ذلك الحين. وقد أضاف "المصحح" "أخطاء"، من عنده، كان أشدها وبالاً على نصي استبدال عبارةً هي مفتاح الجملة ومناطها، وأحد المفاتيح الأساسية للمقال كله. وهي الجملة التي هي أقول فيها: "وكما نعلم أنه ليس من الصعب دائماً أن نحل المشكلات، ولكنه من الصعب أيضاً في كثيرٍ من الأحيان أن نطرحها طرحاً سليماً وشجاعاً، وبصفةٍ خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع الدين "المخيف". فاستبدل "المصحح" عبارة "الدين المخيف" ب"الدين الحنيف" فهدم المعنى هدماً مبيناً، وأخلَّ بكل سياق النص.
    والنقطة المنهجية الثالثة هي إنك إذا أمعنتَ النظر في ثبت مراجعي لوجدتَ أنني سميته "هوامش"، ولم أُسمِّه "ثبت المراجع والمصادر". وهذا لا يعني أنني لم اقرأ سوى المراجع الثلاثة التي جاءت الإشارة إليها في الهوامش كما يُفهم من تعقيبك. ولو أنك أخذتَ علىَّ عدم وجود ثبت للمراجع لكُنت مصيباً. وقد اكتفيت بالإخبار في متن النص عن معرفتي الشخصية اللصيقة بالرجل وبكتاباته وأحاديثه في الدوائر العامة والمخصوصة. وهذا مقبولٌ في "الأوساط العلمية" في معنى الشهود المباشر، وعلى وجه الخصوص في النصوص التي تُكتب في إطار مفاهيم ومصطلحات "المحاولة" و"الشهادة" و"المقالة". وربما استغنى الكاتب العَلَم المرجع الحق، عن كل ذلك. فقد كتب دريدا، وهذه مجرد عينة، مقالةً عن موريس بلانشو (صحيفة ليبيراسيون 25 ـ2ـ2003)، يخبر فيها عن مكانته المتميزة في الفلسفة الفرنسية والعالمية المعاصرة، من دون أية إشارةٍ إلى أي مرجع. ولم يسفِّه أي أحدٍ من القراء أو المتخصصين مقالة دريدا لهذا السبب.
    وهذا يقودني إلى النقطة الرابعة لأقول لك إنني يا سيدي أنا ذاتي، زي النور، في مبتدأ الأمر (في السبعينيات)، "حافظٌ" ثقةٌ كما أسلفت، إلا أن النور فاقني فيما بعد. والحافظ مرجعٌ في مستوىً ما، يجوز فيه اعتباره من عناصر التوثيق جوازاً كبيراً وشائعاً في التحقيق الميداني وخلافه. ويسميه علماء الأنثروبولوجيا وغيرهم بال"Informant". وهو مصدر معتمد "علمياً" (وأراك شديد الاعتداد بهذه العلموية ولا يساروك فيها نذرٌ من الشك والزلزلة). وقد اكتفيتُ بالكتبِ الثلاثة التي ذكرتها أنت، إلى جانب قراءتي، وحفظي، لكل نصوصه، كمراجع لا كمصادر. وبين الإثنين فرقٌ لابد من مراعاته. فالمرجع هو ما تأخذ عنه مباشرةً مقتطفاتٍ أو استشهاداتٍ أو إشارات، والمصدر ما تستند إليه في المعرفة بالموضوع في كلياته، أوتفاصيله دون أن تستشهد به بالضرورة. وهذه لم أكن أفتقر إليها على التحقيق في ورقتي المحددة هذه، أو/ و على إطلاق العبارة.
    بقيت لي كلمة عتابٍ لك أرجو أن لا تكون جارحةً: في اعتقادي أنك أسأت كثيراً إلى النور بوصفك له بالحافظ وبأنه لا نصيب له من النظر الباحث المتسائل والإشكالي الدافع إلى الحفر والتنقيب والنحت. وأنت في هذه على خطأٍ كبير. فالنور مفكرٌ دقيقٌ، شديد القلق خلف السمت الهادئ الساكن الوقور، كما أسلفت. وقد أفنى، وما زال يُفني، الكثير من طاقته في مباصرة الأسئلة الصعبة، قبل أن يكون جمهورياً، وفي أثناء كونه جمهورياً "صَمَداً". وهو لا يكف عن لوك ثمار شجرة الأسئلة المرة حتى هذه اللحظة. فالمسكوت عنه يا سيدي أسامة، هو أيضاً مما يصارعه ويعانيه الإنسان المفكر الحق، وقد يفضي عنه بينه وبين ذاته وأصدقائه المقربين، وبالذات في عالمنا الذي يضيق فيه أمر الاجتهاد الفكري والديني ضيقاً مزرياً، ليس مما تجوز في عدم التصريح به الأحكام القاطعة العجولة. هذه واحدة، والثانية أن نصوص النور المكتوبة لا تسمح بمثل حكمك الواثق هذا. وقد كان الأستاذ محمود يقول إنه لو أفصح على كل ما يعرفه من دقائق الدين "لفر منه كبار الجمهوريين". وعند النور شيءٌ من ذلك مما ظل صابراً متكتماً عليه إلا من أصدقائه وأصفيائه المقربين. وتظهر ومضاتٌ منه في نصوصه بين الفينة والفينة، لصاحب النظر المدقق. فما بالك يا صديقي تجشمنا مثل هذا الرهق بأحكامٍ مطلقة في أمور دفينةٍ في الخواطر، وامضةٌ بين السطور، بقطعية وتقريريةٍ تقاربان "الدوغما العالية".
    كما أنني أرجو أن تنتبه إلى لغتك ففيها الكثير مما يمكن أن يجرح، بل مما يجرح بالفعل، ومما يشي بأنك لا تتحرى العبارة المناسبة لمقام الخلاف وموضوعه، ومقام المخالف، بينما تلوم آخرين على ذلك. وأحسبك من أكثر الناس حساسيةً لما يجرح. وقد جُرحتَ كثيراً في مسيرة تأسيسك الباسلة لمشروعك المعرفي. وأعتقد أن من واجبك الاعتذار للنور. ولآل الأستاذ محمود. وللجمهوريين عن تسميتك غير المناسبة لمساهمة هذا المفكر الجليل ب"الفكر المحمودي". وأنا أقول ذلك على رغم شقة الخلاف الواسعة بيني وبين الأستاذ وتلاميذه. وقد كان الأستاذ محمود على علمٍ أكيدٍ بذلك، بصَّر به الجمهوريين أنفسهم، وعلى الرغم من هذا كان بيننا مودةً واحتراماً عظيمين.
    النقطة "المنهجية" السادسة هي أن اطمئنانك المكتمل المستكفي بنفسه طوال مرافعتك القوية هذه عن شح مصادري، يستبد بك إلى الحد الذي يفضي بك إلى هذا التقرير الجامع المانع: "لم يبق في راي للكاتب من مبرر سوى ان يتحدث عن الظروف البحثية الصعبة التي احاطت بالمقال نقسه, ولهذا لا ارى –للاسف- ان المديح التالي الذي ازجاه حافظ النصوص المحمودية الدكتور النور، ينطبق على مقال بمثل هذا النقص البنيوي الواضح لاي باحث مبتدئ". وسأترك جانباً الزراية التي انطوى عليها وصفك لمحاولتي بأنها تنطوي على "نقص بنيوي" واضح "لاي باحث مبتدئ". وسأسألك من أين لك بالعلم بأنني استسلمتُ لحصارك حتى :لم يبق" لي "من مبرر" سوى أن أتحدث عن "الظروف البحثية الصعبة التي احاطت بالمقال نفسه"؟ ومتى صدر مني مثل هذا "التبرير" في خصوص القيمة النوعية لكتاباتي وكتابات غيري من الكاتبات والكتاب والمبدعين والمبدعات السودانيين والسودانيات البواسل، الذين واللاتي أعتدُّ بمساهماتهن ومساهماتهم. بل إنني أقول بأنهم وأنهن، قد استطعن واستطاعوا جميعاً أن ينجزوا إبداعاتٍ فكريةً وفنيةً وبحثيةً مما جميعو، على الرغم من الظروف المادية والسياسية والاجتماعية القاسية. ولا أزال على هذا الموقف. وفي هذا السياق، فإنني أعتقد من دون مداورة بأن مقالتي موضوع النقاش ليست بالزراية التي تحدثت بها عنها. وهي على كل حال لا تفتقر إلى معرفةٍ صميمةٍ بنصوص الأستاذ.
    وفي اعتقادي أن النقد الحقيقي الذي يساهم في ترقية الحوار وتعميقه يبدأ من فوق هذه الحقائق الأولية. أما "النقد" القائم على التخمين والتكهنات فلا. ومرحباً وألف مرحب بالنقد الذي يتحرى المعرفة المؤكدة بالمخالف، ويحتفي بجهوده في تأسيس مساهماته.
    مع خالص مودتي
    بــولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 07-12-2004, 10:23 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 09:22 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati06-26-04, 09:28 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-26-04, 10:47 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 11:14 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه برير اسماعيل يوسف06-29-04, 00:08 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-26-04, 11:18 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودرملية06-27-04, 00:59 AM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 01:19 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 02:06 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 07:29 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 12:59 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 02:55 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 04:55 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-27-04, 05:38 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:01 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:15 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه omar ali06-27-04, 07:42 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-27-04, 11:01 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-28-04, 02:19 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-28-04, 08:18 AM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 01:12 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 05:28 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه degna06-28-04, 06:27 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 09:58 PM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:22 PM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:26 PM
                      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 11:24 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif06-29-04, 07:55 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-29-04, 03:17 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-29-04, 07:30 PM
  لماذا اتعامل مع شتائم وتهديدات دكتور حيدر بشكل جدي؟لانه ارهابي ومريض نفسيا osama elkhawad06-29-04, 10:17 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:13 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:20 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 02:39 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:44 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:26 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-30-04, 01:41 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:53 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 04:11 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-30-04, 03:01 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:17 AM
  Re: دا شنو يا اسامة؟ Agab Alfaya06-30-04, 03:20 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:39 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-30-04, 06:59 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 11:56 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه KANDAKE06-30-04, 12:41 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:08 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:31 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-30-04, 08:02 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 10:51 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-01-04, 12:17 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 00:45 AM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-02-04, 01:50 AM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 04:35 AM
  أين يضع الجمهوريون أنفسهم؟؟ أقصد كأفراد طبعا!! Yasir Elsharif07-02-04, 09:56 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودقاسم07-03-04, 10:44 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-03-04, 05:40 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-04-04, 04:13 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-04-04, 05:58 PM
  Desole, for this miserable participation Maysoon Nigoumi07-04-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-04-04, 08:57 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-05-04, 10:02 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-05-04, 10:27 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 06:38 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-06-04, 07:19 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 11:25 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-06-04, 10:20 PM
  في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" osama elkhawad07-07-04, 06:28 PM
    Re: في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" Yaho_Zato07-07-04, 07:48 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-07-04, 09:02 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-08-04, 11:54 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-08-04, 03:00 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-08-04, 07:35 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-08-04, 08:45 PM
  مسألة المراجعة وإعادة طباعة الكتب والنصوص ونشرها ، ومسائل أخرى Yasir Elsharif07-09-04, 03:43 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-09-04, 12:20 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-09-04, 06:35 PM
  في مديح الشح العالي osama elkhawad07-09-04, 06:42 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-10-04, 10:51 AM
  لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني osama elkhawad07-10-04, 11:51 AM
    Re: لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني Agab Alfaya07-10-04, 07:25 PM
  لا تعليق على تعليق الاستاذ "الفيا"!!!!!!!!!!!! osama elkhawad07-10-04, 09:17 PM
  الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" osama elkhawad07-11-04, 04:49 AM
    Re: الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" Yasir Elsharif07-11-04, 09:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-11-04, 07:25 AM
  Re: الاستاذ محمود لم يقل ان القران ليس لغة! Agab Alfaya07-11-04, 11:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali07-12-04, 00:46 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-12-04, 02:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:07 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:21 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:29 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-12-04, 09:33 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-14-04, 07:24 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-14-04, 10:33 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-16-04, 12:24 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-16-04, 05:45 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-17-04, 06:02 AM
  فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا osama elkhawad07-18-04, 01:30 PM
    Re: فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا Haydar Badawi Sadig07-18-04, 02:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de