مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.النور حمد(Dr.Elnour Hamad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2004, 10:02 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه (Re: osama elkhawad)


    شكرا الأخت ميسون على الزيارة
    استوقفتني عبارتك: ((كنت أحاول من مشاركاتي هنا أو في منبر الفكرة أن ألمح دوما إلى فكرة الأصحاب والأخوان، مشيرة إلى ظن مني أن الأستاذ كان محاطا بالأصحاب الذين أحبوه وناصروه، وآن أوان بزوغ الأخوان الذين يجلون فكره)). فقد رُوي عن الأستاذ محمود قوله: ((أنا مقدس عند الجمهوريين.. أنا لا أريد أن أكون مقدس، وإنما محترم)) .. ولقد آن الأوان بالفعل، لكي نُخرج الأستاذ محمود "المحترم" من الأستاذ محمود "المقدس". وهذا يمثل ضمن ما يمثل، باباً في الخروج من "الصحبة"، إلى "الأخوة".

    ذكرت أيضا، كيف أنك انتقلت من نقيض المُكَفِّر لفكر الرجل، بناءً على "كتاب الدين المدرسي"، إلى نقيض "المُؤَلِّه له"، على أيام "المثاقفة الفاشلة"، كما وردت عبارتك. وقلت أنك الآن تضعين قدميك على أرض التوسط، وما أعظمها من أرض.

    فكرة "الإخوان" و"الأصحاب" قامت على الحديث النبوي المعروف ((واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد. قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم اصحابي .....)). وهذا المعنى متضمن في عنوان السفر الذي وعد الأستاذ محمود محمد طه، بكتابته. وهو كتاب ((العصر الذهبي للإسلام أمامنا)). ولم يجد الأستاذ محمود فرصة لكتابة هذا السفر حتى يوم استشهاده. والمهم في كل كل هذا، أن ما تم في القرن السابع الميلادي من تحول كبير، ليس سوى مقدمة لتحول أكبر يتم في مقبل الأيام.

    وعن مفهوم "الأصحاب" و"الإخوان"، جاء في بعض أبياتٍ للشيخ العارف، عبد الغني النابلسي ما يلي:

    نحن إخـوانُ النبيِ المصـطفى، ودَّ لو كان رآنا، وكفى
    وهم الأصحـابُ كانوا قبلنا، جاء هذا، في حديثٍ، يُقتفى

    إلى أن يقول:

    شرطوا الرؤيةَ بالعينِ، فمن نالها منه، فبالجسـمِ اكتفى
    وَشَرَطْنَا الذاتَ للذاتِ ترى، رؤيةَ التحقيقِ، من غيرِ خفا
    فاعرفوا بالفرقِ ما بينهما، فاز بالإحسـانِ من قد عَرَفَا

    والبيتان الأخيران يشيران إلى واحدة من روايات هذا الحديث النبوي، العظيم، حين سأل الأصحاب النبي الكريم قائلين: ((من إخوانك يارسول الله؟ قال: قوم آمنوا بي ولم يروني)). وهو ما عبر عنه النابلسي بقوله: ((وشرطنا الذات للذات ترى، رؤية التحقيق، من غير خفا)). أما الرواية الأخرى في إجابة النبي على سؤال الأصحاب، فتقول: ((قوم يجيئون في آخر الزمان، للعامل منهم أجر سبعين منكم)). وبيت القصيد في كل ما تقدم هو الإنفتاح على مفهوم التطور، ومفهوم الحركة. وهذا يعني أن التاريخ لا يقف، ولا يرجع، ولا يكرر نفسه. والمهم هنا هو ضرورة تحرير العقل الإسلامي من عقيدة أن أفضل ما يمكن أن يتم، قد تم في الماضي!

    أيضا روي أن رجلا صالحا يسمى "أويس القرني" قد عاصر النبي الكريم. وكان أويس هذا يعيش في اليمن. وقد منعته ملازمته لأمه المريضة، من لقاء النبي. وكان النبي يقول لأصحابه: ((إذا لقيتم العبد الصالح أويس، فاسألوه الدعاء)). وكان الأصحاب يعجبون من قول النبي عن ذلك الرجل الذي لم يأت أصلا للقاء النبي. ويُروى أن بعض الأصحاب الذين ذهبوا إلى اليمن عقب وفاة النبي الكريم، قد لقوا أويسا هذا. ويُروى أنه سألهم: ((هل رأيتم النبي؟)). فقالوا: نعم: فقال لهم: ((والله ما رأيتموه إلا كالسيف في غمده!!)).

    يشكك بعض المؤرخين في حقيقة أويس القرني هذا، ويعتبرونه شخصية أسطورية أبتدعها المخيال الشعبي. غير أن ذلك لا يهم، في تقديري. فكثير من المعاني العظيمة، في التاريخ الإنساني، قد وردت في قصص. وكل ما تعلق بالمعنى، إنما هو خيال في خيال، كما ذكر إبن عربي. ولا أقول هذا لكوني أسلِّم بما قاله هؤلاء المؤرخون المتشككون، في حقيقة أويس القرني. وإنما أقوله لأشير إلى أن المجادلات التاريخية التي قدحت في حقيقة هذا الرجل، لا تقدم ولا تؤخر كثيرا. فالتاريخ ليس كله، حقائق ناصعة، كما يظن البعض، فهو لا يخلو في أفضل حالاته من الخيال.

    تفطن الصوفية منذ القرون الإسلامية الأولى إلى مقامات النبي الكريم. فقد عرفوه كنبي، وكرسولٍ، وكولي. وجاء في أدبيات الأستاذ محمود محمد طه أن "النبوة" مقام بين مقامين، قمته ولاية، وقاعدته رسالة. فالنبي في مقام "النبوة" يتلقى عن الله عن طريق جبريل. فـ "الحقيقة المحمدية" في مقام النبوة، محكومة بالنص المرقوم. أما في مستوى الولاية فإن "الحقيقة المحمدية" منفتحة على الذات القديمة، وتتلقى منها بلا واسطة. ومقامها مقام لا يطاله جبريل. وهي بهذا المعنى فوق النص المرقوم. أما الرسالة فهي تنزل النبوة لحاجات وطاقات الناس في الظرف الزمكاني المعين.

    في إيضاح مقامه كرسول، قال النبي الكريم: ((نحن معاشر الأنبياء أمرنا ان نخاطب الناس على قدر عقولهم)). وفي بيانه لسموق ولايته، قال: ((لي ساعة مع الله لا يسعني فيها نبيٌ مرسل، ولا ملك مقرب)). وتتحدث الأدبيات الصوفية كثيرا عن "الحقيقة المحمدية". غير أن ما جاء به الأستاذ محمود محمد طه هو في تقديري، الأنصع، والأوضح، في هذا السياق. فـعبارت "الحقيقة المحمدية"، أو "الإنسان الكامل"، أو "المسيح" ليست سوى إشارة إلى مرتبة الوعي بالوجود، التى تمثل القنطرة الرابطة بين عالمي الغيب والشهادة. أي بين عالم "اللاهوت والناسوت" حسب المصطلح الصوفي. وهذه القنطرة نقطة متحركة، تتسع، وتتعمق كلما عبرت الحياة من الأدنى إلى الأعلى، ومن البسيط إلى المركب. فـ "الحقيقة المحمدية" لم تكن غائبة عن عالم الخلق في يوم من الأيام. وهذا معنى العبارة النبوية: ((كنت نبيا وآدم بين الماء والطين)). من هنا تجيء ضرورة استصحاب هذا المفهوم المتقدم لـ "الحقيقة المحمدية" وتجلياتها المختلفة، حين ننظر إلى التجربة الإسلامية في القرن السابع الميلادي. فتلك التجربة تنزل ملائم للظرف التاريخي المتشكل حينها. ومن نفس المنظور يمكننا النظر إلى التجربة العيسوية المسيحية، والتجربة اليهودية في كل تجلياتها التاريخية عودا إلى إسلام إبراهيم. فحين نتحدث عن الفضاء الروحاني الكوكبي في كل تجلياته فإننا إنما نتحدث عن شيء واحد يتجلى في كل ظرف على هيئة تتناسب والظرف التاريخي. ولذلك لابد من استصحاب هذا المنظور حين النظر إلى قضية الرق، وقضية المرأة، وسائر القضايا العرفانية، والسلوكية.

    تحفظ أستاذنا بولا على قول الأستاذ محمود بأن الإسلام قد أستخدم السيف ((كما يستخدم الطبيب المبضع، وليس كما يستخدم الجزار المدية)). وحاجج بولا بالتجاوزات التي وقعت من بعض الأصحاب، وهذه ثابتة تاريخيا. وكما تفضل قصي من قبل، فإن تلك التجاوزات لا تحسب على المبدأ، أو على الممارسة النبوية، بقدر ما تحسب ضد الأشخاص الذين قاموا بتلك الممارسات، لأمرٍ في نفسهم. والثابت أن الإسلام تحول بعد سنوات قليلة من موت النبي إلى مُلكٍ عضوض. الشاهد البارز الذي لا يجب القفز فوقه هو أن النبي لم يكن ملكاً. وقد وقف كثير من الباحثين عند هذه النقطة. ومن اساب أنكار اليهود لنبوة النبي، هو أن أنبياءهم كانوا ملوكاً، وظاهرة النبي الفقير، المعدم، ظاهرة غير مالوفة في أدبياتهم، فهم قد كانوا في انتظار نبي ملك. ولنفس السبب سخر اليهود من نبوة عيسى عليه السلام. ومسألة حرص النبي محمد على رفض مظهر الملك، مسالة شديدة الأهمية، ما كان يجب أن تفوت على أستاذنا بولا. فالمحارب الذي يفتح البلاد تلك الفتوحات الكبيرة، ويخضع الممالك والإمبراطوريات عادةً ما يتحول، في رمشة عين، إلى ملك، أو إلى إمبراطور. وقد حدث هذا بالفعل لكبار الأصحاب بعد الفتنة الكبرى. الشاهد أن النبي، عاش نبياً، معدما فقيرا، ومات نبياً معدماً فقيرا. وحين مات كانت درعه لا تزال مرهونة لدى يهودي. هذه حقيقة ناصعة في المعنى الإنساني للنبوة، تستدعي الوقوف الفاحص عندها. فهي تشير أإلى دافعٍ للفعل الخَيِّر، غير مألوف. من كانت تلك حاله حتى بعد الفتوحات، لايمكن أن يكون قد استخدم السيف "كمدية الجزار". هذا رجل صاحب قضية واضحة متعلقة بالتحرير وبدفع الواقع في وجهة الكمال الإنساني، بما يسمح به الظرف التاريخي المحيط به. لم يكن النبي طالب ملك أو جاه، أو ثروة. وقد قال هو: ((خيرت بين أن أكون نبيا ملكاً، وبين أن أكون نبيَّا عبداً، فاخترت أن أكون نبياً عبدا)). ولقد أخبر بذلك إمام المديح البصيري، في بردته حين قال:

    وراودته الجبالُ الشمُّ من ذهبٍ عن نفسـهِ، فأراها أيَّما شَََمَمِ
    وأكَّدتْ زهدَه فيها ضرورتُه، إن الضرورةَ لا تعدو على العِصَمِ

    جاء في كتاب "الثورة الثقافية" للاستاذ محمود محمد طه تحت عنوان: ((الثورة الإسلامية الأولى))

    ((إن الثورة حين تكون عنيفة، إنما تحمل عناصر فنائها في عنفها لأنها لا تملك، مع العنف، أن تعتدل، فلقد وردت كلمة عن المسيح يقول فيها: "من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ" ولكن الثورات لا تملك أن تجد طريقها ميسراً، حتى تستغنى عن العنف، ذلك بأن رواسب قانون الغابة، وأفكار عهد الغابة، تبرر في نظر المغلوب، العبارة المأثورة: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" .. والقوة عندهم هنا ليست كما هي عندنا في العبارات التي إقتبسناها من كتاب "لا إله إلا الله" .. وإنما القوة هنا مرادفة للعنف.

    إن التحول، والتغيير، والثورة، التي تتم عن طريق الإقناع، والفكر، هي التغيير المأمون العواقب، الثابت، الذي يطرد كل حين ولا ينتكس .. ولكن محاولة مثل هذه الثورة الفكرية السليمة، إنما هي محاولة مكتوب عليها الفشل، إذا جاءت في غير أوانها .. ويمكن القول، على التحقيق، بأن التغييرات التي حدثت في المجتمع البشري جمعيها، قد كانت القوة فيها مدفوعة إلى إستعمال العنف، لأن المستوي البشري، في الماضي، وإلى يوم الناس هذا، لم يبلغ المستوى الذي يغني القوة عن إستعمال العنف .. والثورة الإسلامية مثل من أبلغ الأمثلة في التاريخ، على إضطرار الثائر للجوء إلى العنف، بعد محاولة طويلة، و جادة، في تجنبه .. لقد جاءت الدعوة الإسلامية في القرآن، تركز على الإقناع، وتمنع العنف، بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ .. يقول تعالى لنبيه: "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين* وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين* وأصبر !! وما صبرك إلا بالله .. ولا تحزن عليهم .. ولاتك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين إتقوا والذين هم محسنون" ويقول تعالى: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة .. إدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم" .. ويقول تعالى: "فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر" ويقول تعالى: "لا إكراه في الدين ! ! قد تبين الرشد من الغي" .. قوله " لا إكراه في الدين" منع للعنف واضح .. قوله: "قد تبين الرشد من الغي" دعوة إلى تبيين الحق، من الباطل، بلسان الحال أولاً ثم بلسان المقال .. وهي دعوة إلى القوة ـ قوة الخلق، وقوة الفكرـ اللذين بهما يكون الإقناع .. ويقول تعالى، في موضع آخر: "وقل الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر .." وإستمر القرآن على هذا النهج، يدعو إلى القوة ، ويمنع العنف، مدى ثلاث عشرة سنة، يبتغي التغيير عن طريق الإقناع .. وكان المجتمع مجتمعاً عبودياً .. وقد جاءت دعوة القرآن إلى التحرير، وإلى المساواة بين الناس .. فهي تقول: "ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى" .. وتقول: "كلكم لآدم و آدم من تراب .. إن أكرمكم عند الله تقاكم" وهي تدعو إلى التوحيد، و تقول للناس قولوا "لا إله إلا الله" .. ومعنى هذه هو القول للمستضعفين والمسترقين .. للعبيد من أمثال بلال و صهيب .. يا بلال !! أنت وسيدك إلهكم واحد !! وأن عندك الفرصة في أن تكون خيراً منه، إن كنت أتقى منه .. "أن أكرمكم عند الله أتقاكم" .. ولما شعر الأقوياء علي العهد الجاهلي، وأصحاب الإمتياز، وملاك العبيد، أن هذه الدعوة ستقوض نفوذهم وتحرر عبيدهم، وهدم القاعدة الإقتصادية عندهم، وتغير ميزان القيم في مجتمعهم، قاوموها .. وكعادة دهاء أصحاب النفوذ، قاوموها بدعوى الدفاع عن آلهة الأجداد، ودين الآباء .. وقالوا: إن هذا الداعية الجديد يسب آلهتنا، ويسفه أحلام آبائنا .. وليست هذه هي الأسباب الحقيقية .. فقد كانت آلهتهم أصناماً من الحجر .. وكانوا هم، على التحقيق، أذكى من أن يدافعوا عن هذه الأحجار، لكن الأحجار كانت، في الواقع رمز نفوذهم، و سيادتهم، وإمتيازهم على العرب .. فهم إذن إنما كانوا يدافعون عن مصالحهم المادية .. وتفلت ألسنتهم، الفينة بعد الفينة، بالسبب الحقيقي لعداوتهم للدعوة الجديدة .. قالوا مرة مثلاً: "أن محمداً يفسد علينا غلماننا" .. لقد قُومت الدعوة الجديدة إلى التغيير، إذن، بدوافع من الحرص على الإبقاء على الإمتياز المتوارث .. و لم تنجح حيلة من الحيل في إقناع أعدائها بالتنازل عن إمتلاك رقاب البشر .. ولم يبق إذن إلا أن تلجأ القوة إلى العنف .. و شئ آخر، فإنه ، حتى المستضعفين، لم تستطع الدعوة الجديدة أن تكسبهم إلى جانبها، وما ذاك إلا لأنهم قد سقطوا فريسة لتضليل أصحاب النفوذ الذين كانوا يستغلون جهلهم، ويحركون عاطفتهم إذ يتحدثون عن ميراث الآباء، والأجداد، وهم لا يهمهم من ذلك إلا إستمرار نفوذهم .. يقول تعالى في الحكاية عنهم: "أم آتيناهم كتاباً من قبله فهم به مستمسكون؟؟ * بل قالوا: إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ، وإنا على آثارهم مهتدون * وكذلك، ما أرسلنا، من قبلك، في قرية، من نذير، إلا قال مترفوها: إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون * قل: أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم؟؟ قالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون" .. وقال تعالى عنهم: " ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات، وما في الأرض، و أسبغ عليكم نعمه، ظاهرة وباطنة ؟؟ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم، ولا هدى، ولا كتاب منير * و إذا قيل لهم: أتبعوا ما أنزل الله قالوا: بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا .. أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير؟؟". ثم إنهم لما قويت معارضتهم للدعوة الجديدة، التي ترمي إلى التغيير من غير عنف، تفننوا في تضليل السذج، و البسطاء، ليقفوا ضد مصالح أنفسهم، وأصبح واضحاً أن ليست هناك فرصة للإقناع، ووجدت الدعوة الجديدة نفسها مضطرة للجوء إلى العنف، سحبت آيات الإسماح، و نزل قرآن الجهاد ـ القرأن الذي يأمر القوة بإستعمال العنف .. وقد ظن بعض الناس أن الإسلام لم يستعمل العنف إلا دفاعاً عن النفس .. وإنما ساقهم إلى هذا الخطأ بعض ملابسات التاريخ الإسلامي في نشأته، وظنهم أن إستعمال العنف، من حيث هو، أمر معيب، وحرصهم على الدفاع عن الإسلام مما يعتبر نقصاً في حقه، في إعتبار خصومهم .. والحق أن سبب لجوء الإسلام إلى السيف إنما يجئ من جهتين، أولاهما: المقاومة التي لقيها من أصحاب النفوذ و ممن وقعوا تحت تضليلهم، أو تحت إرهابهم من المستضعفين .. وآخراهما: إستحالة الإقناع في وقت لم تكن العقول فيه مستنيرة بإنتشار التعليم، ولا القلوب فيه سليمة بتوفر أسباب الأمن .. وإنما بدأ القرآن بتقديم آيات الإسماح، و بالتركيز عليها، لكونها الأصل. ثم لما ظهر ، ظهوراً عملياً، أن الوقت غير مهيأ لتطبيق هذا الأصل، نزل عنه على حكم الوقت، وإستبدله بالآيات الفرعية لتكون مرحلة تعد الناس للإرتفاع إلى مستوى الأصول وذلك بأن يكونوا قادرين على رؤية الحق، وعلى التمييز الدقيق بينه، و بين الباطل .. ويومئذ تكون قوة الحق كافية لإحداث التغيير إلى الأحسن، بين الأفراد والمجتمعات، من غير حاجة إلى اللجوء إلى العنف ..
    إن الأصل في اللجوء إلى العنف، إنما هو مصادرة حرية من يسئ التصرف في إستعمال الحرية .. فإن الناس لم يخلقوا عبثاً، وإنما خلقوا لحكمة .. هذه الحكمة هي أن يعرفوا الحق، و أن يلزموا الحق، وأن يكونوا بالحق أحراراً .. وقد قال الله في تقرير هذا: "وماخلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزقٍ، وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين" .. فإذا كانت الحكمة من خلق الناس هي أن يعبدوا الله، ثم أن الله أسبغ عليهم نعمه من جميع أنواعها فكفروا بها، و عبدوا الحجارة التي ينحتونها بأيديهم، مهدرين بذلك كرامة عقولهم، و إنسانيتهم، فأرسل الله إليهم رسولاً ، يعرفون فيه كمالات الصدق، والخلق، وأنزل عليهم قرآناً معجزاً، ثم لم يكن ردهم على كل أولئك، إلا الإصرار على الضلال ،و الغواية، والكفر، فقد دل ذلك على أنهم لا يحسنون التصرف في حريتهم، وأنهم لا يزالون في حاجة إلى وصاية عليهم تحملهم على الجادة، و تصادر من حريتهم القدر الزائد عما يطيقون حسن التصرف فيه .. إن سبب العنف، هو سوء التصرف في ممارسة الحرية من المدعوين ـ سبب إستعمال السيف هو نفسه سبب العقوبة بالنار في الآخرة، و لذلك فإنه تبارك وتعالى قد قال: "فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر * إلا من تولى و كفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر * إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم *" ففي قوله تعالى: " فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر *" أمر للإسماح بالحرية ومنع للتسلط بالقوة، وحد السلاح .. ثم جاء نسخ النهي عن التسلط في حق من تولى و كفر فقال: "إلا من تولى، وكفر" .. فكأنه قال .. أما من تولى وكفر فقد جعلنا لك عليه سلطاناً .. هذا يؤخذ من قوله: "فيعذبه الله العذاب الأكبر" .. ففي عبارة "العذاب الأكبر" تنطوي عبارة العذاب الأصغر، وهو العذاب بالسيف .. ومن أوضح الدلائل علىأن سبب العنف في الإسلام هو الكفر قوله تعالى: "و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة، و يكون الدين لله .. فإن إنتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين" .. هذا هو سبب القتال في الإسلام. ولكنه لم يبدأ إلا بعد أن قوي المسلمون بالقدر الكافي ليستطيعوا أن يناجزوا، وإلا بعد أن أعطى الكافرين الزمن الكافي ليرعووا .. وكل هذا وضع طبيعي، ومنطقي .. وهذا الإمهال هو الذي ضلل من ظنوا أن الإسلام لم يقاتل إلا دفاعاً عن النفس .. قوله: "و قاتلوهم" أمر صريح بالقتال .. قوله: "حتى لا تكون فتنة" غاية صريحة من وراء القتال .. والفتنة معناها الشرك .. وحتى "يكون الدين لله" أمر صريح أيضاً في سبب القتال .. ثم قال: "فإن إنتهوا" يعني عن الشرك .. قال: "فلا عدوان إلا على الظالمين" عنى بالظالمين الخارجين على القانون ممن دخلوا في ظل الإسلام .. فكأنه أمر بمصادرة حرية من يسئ التصرف في الحرية على مستويين: علىمستوى السيف، وعلى مستوى القانون. فأما الذين يرفضون الدخول في ظل الإسلام فليس هناك قانون لمصادرة حريتهم التي أساءوا التصرف فيها، بإصرارهم على الكفر، إلا قانون الحرب ـ إلا السيف ـ ومن ههنا يجئ لجوء القوة إلى العنف .. والمستوى الآخر هو مصادرة حرية الذين يظلمون الناس، ويعتدون على حقوق الآخرين، و لكنهم هم قد دخلوا في دعوة الإسلام .. فهؤلاء يقع "العدوان" على حريتهم ، حين أساءوا التصرف فيها، بالقانون، لأنهم مذعنون لجملة الأمر، فلا موجب لقتالهم .. ومن ههنا جاء قوله تعالى: "فلا عدوان إلا على الظالمين"، بعد أن قال: "فإن إنتهوا" .. أقرأ مرة أخرى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ، فإن إنتهوا فلا عدوان إلا علىالظالمين".
    إن الأصل في الإنسان، كل إنسان إنه حر، حتى يعجز عن حسن التصرف في حريته، فإذا عجز صودرت حريته بقانون دستوري .. وغرض القانون، حين يصادر حرية العاجز، إنما هو تربيته ليكون كيساً، فطناً، قادراً على حسن التصرف في حريته، في مستأنف أمره .. هذا هو السبب الذي جعل الإسلام "القرآن" يبدأ بعرض الحرية على الناس في عهده المكي، و ذلك بإنزال آيات أصول الدين، ثم بالإستمرار علىذلك ثلاث عشرة سنة .. فلما ظهر، ظهوراً عملياً، أن الناس، بحكم الوقت، عاجزون عن حسن التصرف في الحرية، صودرت حريتهم ، بإستبدال آيات الأصول بآيات الفروع التي بها وقعت مصادرة الحريات، في مستوى السيف للجاحدين، وفي مستوى قانون الوصاية للمؤمنين .. إن الإسلام في عهده الأول، قد إستعمل السيف كما يستعمل الطبيب المبضع، لا كما يستعمل الجزار المدية .. فقد وجهت قوته الحكمة والرحمة، ما في ذلك ريب، و لكن قد كانت القوة فيه مقترنة بالعنف، ما في ذلك ريب أيضاً "يا أيها النبي جاهد الكفار، المنافقين، وأغلظ عليهم، ومأواهم جهنم وبئس المصير" .. "يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة .. وأعلموا أن الله مع المتقين" .. فلكأن تاريخ البشرية، في جميع صوره الماضية، قد إقترنت فيه القوة بالعنف، حتى في الصور الملطفة التي يمثـلها الجهاد في سبيـل الله في الإسلام .. ولكن مستقبل البشرية سيدخله حدث جديد يتمثل في طلاق القوة من العنف .. وهذا هو جوهر دعوتنا، نحن الجمهوريين، إلى بعث الإسلام، ببعث "لا إله إلا الله" في مستوى آيات الأصول، التي كانت، في عهد الإسلام الأول، منـسوخة، وهو أمر قد تحدثنا عنه بإستفاضة في كتابنا: "الرسالة الثانية من الإسلام" .. فليراجع في موضعه)). . أنتهى نص الأستاذ محمود

    أسهبت في نقل هذا النص من كتاب "الثورة الثقافية" لكي أشير إلى القراءة المتميزة للأستاذ محمود محمد طه، لـ "ثورة الإسلام الأولى" التي اقترنت فيها القوة بالعنف. وكما هو واضح من نص الأستاذ محمود، أن الغرض الأساسي قد كان التحرير، والتغيير. وقد أشار الأستاذ محمود في بداية نفس الكتاب، إلى قولة ماركس: ((العنف والقوة هما الوسيلتان الوحيدتان لإحداث أي تغيير أساسي في المجتمع)). وقد ذكر الأستاذ محمود في مقام آخر، أن ماركس إنما كان يترجم عن ماضي الإنسانية في هذه الوجهة، بأكثر مما كان يترجم عن مستقبلها. فقد درس ماركس الماضي بعناية، وعرف كيف يحافظ أهل الجاه والسلطان على جاههم وسلطانهم، مما حدا به إلى القول بضرورة العنف لإحداث أي تغير أساسي. وهذا ما جعل الأستاذ محمود يقول إن ماركس أخطأ حين "سحب ماضي البشرية على مستقبلها".. والإسلام لم يُوجد الرق، وإنما وجده قائما. بل إن الإسلام قد ظهر، في مجتمع عبودي، كما وردت عبارة الأستاذ محمود عاليه، واتجه الإسلام، أول ما اتجه، إلى مساواة العبيد في القيمة مع أسيادهم، مما أكسبه عداوة الوجهاء، والمالكين، وأجج جذوة معارضتهم لتلك الثورة. نعم، لم يمح الإسلام الرق، بجرة قلم، وإنما تبناه كأسلوب لقهر المعارضين للقيم الجديدة، بعد أن حارب من قاموا ثورته الإصلاحية، وهزمهم. وفي هذا جاءت عبارة الأستاذ أن الإسلام قد جعل من يرفض العبودية لله، عبدا للعبد. وقال إن في ذلك منح فرصة لهذه الفئة المقهورة بوسيلة الجهاد، فرصة العيش بلا حقوق وسط المسلمين، حتى تتعرف على القيم الجديدة، التي جاءت بها الدعوة الجديدة.ومعلوم أن الإسلام قد جاء بنظام "العتق"، وحض على العتق، وجعله كفارة، وتقربا. وكل ذلك غنما كان تابعا لفكرة الجهاد نفسها، وفكرة الوصاية، ومنسجم معها. وإن كان هناك نقد فيجب أن يوجه إلى أصل المسالة، وهو تشريع الجهاد نفسه، ومحاولة تغيير المجتمع بالعنف. فكل صور الوصاية الأخرى، إنما هي متفرعة من تشريع الجهاد. وقد بين الأستاذ محمود بما لا مزيد عليه، حكمة الجهاد، والوصاية في الماضي، وضرورة الإنتقال من التغيير بوسيلة العنف، التي كانت جزءا من ثقافة الحقب الماضية، إلى نهج التغيير السلمي الذي يمثل اضوأ وابهى ما في الحقب الحاضرة. الشاهد هو، علينا أن نكون حذرين، فلا ندع مقارباتنا تندفع في وجهة محاكمة قيم مجتمع القرن السابع، بمعايير قيم عصرنا الحاضر، التي تولدت لاحقا.

    حين أعود سوف أقارب موضوع الدرجة، والخطاب الذكوري، وغيرها من قضايا "الجندر".



                  

العنوان الكاتب Date
مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 09:22 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati06-26-04, 09:28 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-26-04, 10:47 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 11:14 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه برير اسماعيل يوسف06-29-04, 00:08 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-26-04, 11:18 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودرملية06-27-04, 00:59 AM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 01:19 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 02:06 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 07:29 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 12:59 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 02:55 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 04:55 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-27-04, 05:38 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:01 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:15 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه omar ali06-27-04, 07:42 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-27-04, 11:01 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-28-04, 02:19 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-28-04, 08:18 AM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 01:12 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 05:28 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه degna06-28-04, 06:27 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 09:58 PM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:22 PM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:26 PM
                      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 11:24 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif06-29-04, 07:55 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-29-04, 03:17 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-29-04, 07:30 PM
  لماذا اتعامل مع شتائم وتهديدات دكتور حيدر بشكل جدي؟لانه ارهابي ومريض نفسيا osama elkhawad06-29-04, 10:17 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:13 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:20 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 02:39 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:44 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:26 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-30-04, 01:41 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:53 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 04:11 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-30-04, 03:01 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:17 AM
  Re: دا شنو يا اسامة؟ Agab Alfaya06-30-04, 03:20 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:39 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-30-04, 06:59 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 11:56 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه KANDAKE06-30-04, 12:41 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:08 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:31 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-30-04, 08:02 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 10:51 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-01-04, 12:17 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 00:45 AM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-02-04, 01:50 AM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 04:35 AM
  أين يضع الجمهوريون أنفسهم؟؟ أقصد كأفراد طبعا!! Yasir Elsharif07-02-04, 09:56 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودقاسم07-03-04, 10:44 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-03-04, 05:40 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-04-04, 04:13 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-04-04, 05:58 PM
  Desole, for this miserable participation Maysoon Nigoumi07-04-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-04-04, 08:57 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-05-04, 10:02 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-05-04, 10:27 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 06:38 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-06-04, 07:19 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 11:25 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-06-04, 10:20 PM
  في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" osama elkhawad07-07-04, 06:28 PM
    Re: في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" Yaho_Zato07-07-04, 07:48 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-07-04, 09:02 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-08-04, 11:54 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-08-04, 03:00 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-08-04, 07:35 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-08-04, 08:45 PM
  مسألة المراجعة وإعادة طباعة الكتب والنصوص ونشرها ، ومسائل أخرى Yasir Elsharif07-09-04, 03:43 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-09-04, 12:20 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-09-04, 06:35 PM
  في مديح الشح العالي osama elkhawad07-09-04, 06:42 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-10-04, 10:51 AM
  لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني osama elkhawad07-10-04, 11:51 AM
    Re: لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني Agab Alfaya07-10-04, 07:25 PM
  لا تعليق على تعليق الاستاذ "الفيا"!!!!!!!!!!!! osama elkhawad07-10-04, 09:17 PM
  الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" osama elkhawad07-11-04, 04:49 AM
    Re: الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" Yasir Elsharif07-11-04, 09:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-11-04, 07:25 AM
  Re: الاستاذ محمود لم يقل ان القران ليس لغة! Agab Alfaya07-11-04, 11:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali07-12-04, 00:46 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-12-04, 02:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:07 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:21 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:29 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-12-04, 09:33 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-14-04, 07:24 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-14-04, 10:33 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-16-04, 12:24 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-16-04, 05:45 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-17-04, 06:02 AM
  فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا osama elkhawad07-18-04, 01:30 PM
    Re: فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا Haydar Badawi Sadig07-18-04, 02:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de