مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 11:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.النور حمد(Dr.Elnour Hamad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2004, 10:51 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه (Re: Yaho_Zato)


    في زعمي أن فكر الأستاذ محمود محمد طه، لم يلق، حتى يومنا هذا، مقاربات نقدية، معمقة، ارتفعت إلى مستوى الطرح الذي أظهر به الأستاذ محمود فكرته، وروج لها به، في أوساط المقتفين السودانيين عن طريق الكلمة المكتوبة، والمحاضرة والندوة. ومقالة أستاذنا عبدالله بولا، التي نحن بصددها الآن، تُعَدُّ استثناءً في هذا المنحى. فهي، في تقديري، أهم ورقة كتبها دارس لفكر الأستاذ محمود محمد طه، على الإطلاق. وتأتي أهميتها لكونها صدرت من كاتب لم يبال بقول رأيه في بؤس طروحات المؤسسة الدينية الإسلامية السلفية، بكل تجلياتها. وهذه في حد ذاتها، سمة نادرة، إن لم نقل منعدمة تماماً ،وسط المثقفين، هذه الأيام.

    نعم، هناك بعض الدراسات القليلة، المتفرقة، وكثير من المقالات ذات الصبغة الصحفية، التي لم تتعد مجرد الإشادة، وإبداء الحرص، على تخليد ذكرى الأستاذ محمود محمد طه، ووقفته الجليلة أمام أعداء الفكر، وماقتيه، وقتلة الأنبياء، والحكماء، والمفكرين. وما من شك أن تخليد ذكرى الأستاذ محمود، أمرٌ له قيمته، خاصةً وأنه رجل وقف مع حقه، وحق غيره من الناس، في التفكير، وفي التعبير عن التفكير، حتى الموت. وقف الأستاذ محمود حتى النهاية، مثلما وقف عظماء الرجال في التاريخ، ممن حفظ لهم التاريخ حسن صنيعهم. ولذلك فإن أي عمل يهدف إلى تخليد ذكرى الأستاذ محمود محمد طه عملٌ مقدر، وسيجد مكانه في بساط التاريخ، حين يخرج إقليمنا الحزين هذا، من مرحلة المخاض الفكرية العسيرة، التي يمر بها الآن. كما أن مجرد الإشادة بأفكاره، في إقليم ثقافي يحرم كل رأي لا يتماشى مع ما تقرره المؤسسات القابضة، أمرٌ له قيمته، التاريخية، أيضاً. غير أن المقاربات النقدية المُفَكِّرة، والمُتَأَمِّلة، كما هو حال مقاربة أستاذنا عبدالله بولا، فإنها تمثل فئة أخرى تماما. لأنها تدخل في زمرة أكثر صنوف الإحتفاء مَعْنَىً، وأكثرها إسهاما بَنَّاءً في تنمية المعرفة، وترسيخ تقاليد الإحتفاء بالأفكار الكبيرة، وبالمفكرين الكبار.

    لا تكمن قيمة الأفكار في مجرد تماسك منطقها الداخلي، وحسب، وإنما في تماسك منطقها الداخلي، مضافا إليه قدرتها على جر الواقع جرَّاً، لمجادلتها، بما تفرضه على ذلك الواقع المعين، من ضرورة الدخول معها في حوار. وهذا ما عناه كارل ماركس حين قال بضرورة تغيير الواقع، وعدم الإكتفاء بمجرد تفسيره. من هنا تجيء قيمة مقاربة عبد الله بولا النقدية، فهي مما يسهم في تغذية عملية جدال فكر الأستاذ محمود ـ وهو فكر مستقبلي ـ، مع تجليات الواقع. ونحن لذلك، نحتفي احتفاءً أصيلاً بورقة بولا، وكل ما يسير في هذه الوجهة العارفة، المنصفة، التي أسست لها. ومقاربة شأن مقاربة بولا النقدية، لمما يحفزنا نحن الذين تشربنا فكر الأستاذ محمود، على إعادة النظر في تجربتنا، وفي اندياحاتها في فضاء الواقع، بعد ما يقارب عشرين عاما من ذلك الفصل الماساوي، الذي غيب عنا الأستاذ محمود، وشتتنا في أرجاء المعمورة، أيما شتات.

    لقد حظينا نحن الجمهوريين، بشهود نمط حياة الأستاذ محمود الفريد. فقد وقفنا يوما بعد يوم، على مدى سنواتٍ، وسنوات، على أنموذج جديدٍ للمثقف الذي يعيش ما يقول. والعمل المصاقب للقول، المصاقب للفكرة، أهم ما ميز حياة الأستاذ محمود. قال الأستاذ محمود محمد طه: إن شر الدعاة الوعاظ الذين يقولون ما لا يفعلون. وجوهر فكرة الأستاذ محمود محمد طه يمكن تلخيصه، في أن التغيير إنما يجب أن يبدأ بتغيير الفرد لنفسه. ولا يمكن للفرد أن يقوم بتغيير نفسه، من غير أن يتيسر له رسم صورة صحيحة عن البيئة التي يعيش فيها. يقول الأستاذ محمود إن السؤال الذي واجه الإنسان في بداية التاريخ، حين وقف منتصب القامة، وأجال ناظريه في البيئة المحيطة به، يعود اليوم، أكثر حسميةً من أي وقتٍ مضى. قال الأستاذ محمود، إن الحياة البشرية قد تطورت في القرون الأخيرة تطورا كبيراً، غير أن النفس البشرية لم تتطور تطورا متناسباً مع تطور أساليب العيش التي شهدتها الألفيتان الأخيرتان من عمر البشرية. وقال الأستاذ محمود إننا نعيش في أخريات مرحلة "البشر"، ولمَّا ندخل بعد، مرحلة "الإنسان" وقال أيضا، إن حواس الإنسان سبعاً، وليست خمساً. وإن الحاستين السادسة والسابعة، هما الآن قيد الإمتخاض في بنية الأفراد المتقدمين. هذه مجرد كبسولات، التقطها من طروحات الأستاذ محمود محمد طه. وهي إنما تمثل تلخيصاً مخلا جداً بفكر الرجل. غير أنني أردت أن أنطلق من ذلك التلخيص، على علاته، للقول بأننا أمام مفكر من عيار عيار خاص. وهو مفكر يري علم النفس علماً اساسياً. ويرى في التجربة "الروحية" ـ ولا أقول "الدينية" حتى لا تنصرف الأذهان للتنميط، والتبسيط ـ مجالاً لاغنى عنه، من أجل مخض "الإنسان" من مادة "البشر" وإخراجه إلى حيز الوجود.

    هل هذا تهويم؟ لا!! هذه هي صورة الواقع لمن يتأمل الواقع. فمشاكل البشرية في زمننا الحاضر، هذا، ليست في ضمور القدرة على تنمية الثروة، كما كان الحال بالأمس، وليست في توسيع مصادر الغذاء، وإحداث التنمية، بقدر ما هي في الأخلاق. بَيْعُ المثقفين أنفسهم للمالكين، وتكريسهم علمهم لإنتاج صور الفكر السياسي، والفكر الإقتصادي، ورسم مناهج التعليم، التي تبقي على المظالم، هي آفة العصر الحاضر، كما كانت آفة العصور الغوابر. إذن، سؤال الأخلاق، سؤال مهم، وهو سؤال لا يمكن القفز فوقه، ولا يمكن "دغمسته" كما فعلت "الوضعية" "العلموية"، وما سُمي بـ "المادية التاريخية". سؤال الأخلاق ظل المطب الموجع للفكر الوضعي، كما هو هو المطب الموجع للفكر الديني المؤسسي السلطوي، وبنفس القدر! فأين إذن المفر؟!

    أخلص مما تقدم إلى أن فكرة الأستاذ محمود ليست "فكرة دينية" بالمعنى المالوف للأديان. وأنا ازعم أن الأستاذ محمود قد جاء بعلم لاهوت جديد. وهو لاهوت يُخرج الفكرة الجمهورية من دائرة ما يمكن وصفه بأنها فكرة ذات "مرجعيةٍ دينيةٍ"، بالمعنى المألوف للمرجعيات الدينية. وهذا المنحى المفاهيمي الجديد، ليس من عندنا نحن الجمهوريين وحدنا. فمناهج النقد الحديثة، قد طالت هذا الفضاء أيضا حين دعت لترك منظومة المتضادات الفلسفية، التقليدية، وراء ظهرها. وهي ما يسمى بالـ dichotomies ومن هذه المتضادات، "ديني"، و"علماني"، و"فيزيقي"، و"ميتافيزيقي". ولقد تكرم استاذنا عبدالله بولا، بالإشارة إلى أن كلمة ميتافيزيقي التي وصف بها فكر الأستاذ محمود، لاتعني المعنى السالب للكلمة. ومع ذلك فإن في نفسي شيء من حتى في هذا الموضع. ولربما عدت إلى ذلك لاحقا.

    جاء في مقدمة الطبعة الثامنة لكتاب "طريق محمد" للاستاذ محمود محمد طه، ما يلي:

    ((وكل إنسان من الناس، بالغا ما بلغ من الرفعة، له ((إله)) غير ((الله)) ذلك ((الإله)) هو تصوره هو ((لله)).. وما من تصور (( لله)) إلا و((الله)) من حيث ذاته العلية‍‍‍‍‍‍، بخلافه، فوقعت الشقة بين التصور والحقيقة.. وكل العباد إنما محاولتهم أن ينطبق تصورهم على الحقيقة، ليكون ((إلههم)) ((الله))، وهيهات!! وإلى ذلك المطلب الرفيع الإشارة بقوله تعالى: ((وأقيموا الوزن بالقسط، ولا تخسروا الميزان)) فكان في إحدى كفّتي الميزان ((الله)) - ((الحقيقة))، وفي الكفة الأخرى ((الإله)).. وفكرة الإله تبدأ من ((الباطل)) وتدخل مداخل ((الحق)).. وإنما يطلب الحق ((الحقيقة)).. يطلب الحق أن ينطبق على الحقيقة تمام الانطباق.. ((فالإله))، بمعنى آخر، هو تصورنا ((لله))، وهو تصور، مهما بلغ من الكمال، قاصر قصورا مزريا، حتى أن النبي الكريم قد قال(أعلم عالم، بجانب الله، أحمق من بعير..))..

    بإيجاز، من الناحية العملية، والتطبيقية، فإن ((إله)) كل إنسان إنما هو ((نفسه)).. ولما كانت نفوسنا هي حجبنا الناهضة بين عقولنا وبين الحقيقة ـ ((الله))، فقد قال المعصوم عنها: ((إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)).. وقال أحد العارفين عنها: ((وجودك ذنب لا يقاس به ذنب)).. وهذه النفس إنما هي النفس ((السفلى))، وقد سميت بالنفس ((الأمارة))، وهي تنزل من النفس ((الكاملة)) ـ نسبية الكمال ـ وهي نفس ((الإنسان الكامل)).. وهذه، بدورها، إنما هي تنزل عن النفس ((الكاملة)) ـ مطلقة الكمال ـ وهي نفس ((الله)).. وإنما سير العباد كله مجاهدة للارتقاء من النفس ((الأمارة)) إلى النفس ((الكاملة)) ـ إلى نفس الله.. وهذا سير سرمدي، يقع البدء فيه، ولا يتفق الفراغ منه.. وإلى هذا السير المجيد الإشارة بالآية الكريمة: ((قل يا أيها الناس!!‍‍ قد جاءكم الحق من ربكم، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، وما أنا عليكم بوكيل)).. من اهتدى فإنما يهتدي إلى نفسه ((العليا)) ـ ((الكاملة)) ـ ومن ضل فإنما يضل في متاهات نفسه ((السفلى))... انتهى نص الأستاذ محمود محمد طه.

    هذا حديث رجل لايرى الأمور منفصلة، أو متعارضة. هذا حديث رجل يرى "المعنى" أيا كان، إنما هو من صنع بشري. فالحقيقة في بهموتها متمنعة حصينة. وقد ظل المجهود البشري في تجلياته اللاهوتية والفلسفية يحاول بناء هرم المعنى من الأرض فصاعدا، وليس العكس. الأستاذ محمود، هو ذات الرجل الذي قال في كتابه الإسلام، الذي صدر ستينات الفرن الماضي، إن الدين قد نشأ في الأرض، وألمت به أسباب السماء فهذبته. فالدين حين نشأ في الآرض، إنما أنشأته الضرورة، ولقد كانت تلك الضرورة، "ضرورة حياة، أو وموت" ـ إن صح التعبير ـ فالدين لم ينشأ زيادة، أو نافلة، أو أنه نشأ اعتباطا. وإنما نشأ لضرورة تطور الكائن البشري، وارتفاعه من مرتبة الحيوان، إلى مرتبة البشر. ثم إن الدين، من حيث هو، أصبح جزءاً لا يمكن فصله من بنية العقل الباطن في كل نفس بشرية. ولذلك فإن النزعات الإلحادية التي تعمى عن رؤية المركب، في علاقة الدين بتكوين العقل الباطن، إنما هي نزعات تبسيطية، سوف يتم قبرها مع كل وثوقيات "الوضعية" "العلموية". غير أنني لا أقول ذلك، لأستاذنا عبدالله بولا، لكوني أعلم يقينا، أن ذلك لا ينطبق عليه. فهو ممن يرون المركب، ويعرفون الملتبس من الأمور الدقيقة. وهو كبيرنا الذي علمنا هذه الصنوف من السحر. ومن أجل ذلك كان احتفالي بمقاله، وسيكون.

    نقطة أخرى أحب أن اشير إليها، وهي أن القيود، والكبت الذي رسبه التدين في أعمق أعماق العقل الباطن لا يمكن التخلص منه، بشكل سليم، يعصم المسيرة من نكسات الإرتداد، إلى التبسيط والتسطيح، والإبتذال، بوسيلة غير الوسيلة التي كانت قد أنشأته في المقام الأول. وهنا يحضوني المثل السوداني القائل: "العنسيدة بدقوها بجلدها". وقد كانت تلك الوسيلة التي شكلت صورة العقل الباطن، إنما هي الحس الروحاني المشرج في كل مهجة بشرية. وكما قال غارودي، فإن الوضعية لا تعني العالم من دون الله وحسب، وإنما تعني العالم من دون الإنسان أيضا.

    أحب أن أقترح على استاذي بولا، أن يعيد النظر، في تصنيفه لفكر الأستاذ محمود محمود محمد طه، ضمن منظومة الأفكار الغائية ذات النهاية المغلقة. نعم لقد قرر الأستاذ محمود محمد طه، في كتابه اسئلة وأجوبة، أن الغائية في أصل الدين. غير أن الغائية عنده ليست مغلقة. فهو قد قال بلولبية الوجود، ولولبية الزمان والمكان، ولم يقل بكرويتهما. وقد ذكر أن الدورة الوجودية التي تحتوينا الآن، والممتدة بين "الفتق" و"الرتق"، ليست سوى حلقة واحدة، في سلسلة طويلة، لم تبدأ عند بداية، ولن تنتهي عند نهاية. وكل ذلك الحكي، لا يمثل صورة الأمر على ماهو عليه، بقدر ما يمثل صورة العصا التي يتوكأ عليها العقل، حتى يسلم قياده للقلب. وهذا معنى قول المتصوفة: ((سيْرُك منك، وصولك إليك)). وكل ذلك مما يحتاج إلى مطولات في الشرح لا يتسع المجال لها، هنا.

    إنقسم المشهد الفكري، في الشرق الإسلامي في القرنين الماضيين بين منحيين: أحدهما المنحى السلفي لإحياء دولة الشريعة، بكل تجلياته المختلفة، من وهابية، وإخوان مسلمين، ونظم حكم شيعية. أما المنحى الثاني، فقد مثلته النزعة الغربانية، اي المعجبة بلاتجربة الغربية، والمتطلعة إلى تذويب الثقافات الشرقية في مجرى نهر التجربة الغربية. هذا المنحى يستبطن مسلمات "العلموية" ووثوقياتها القائلة بنهاية الروحانية، مرة واحدة، وإلى الأبد!! ويعتقد جازما في حتمية سيادة البراغماتية اللذائذية، الفردية، التي تختزل كل المعاني الإنسانية في الذات. أصحاب هذا المنحى يظهرون تمسكا سطحيا بالمفاهيم الدينية التقليدية، بل ويتعبدون بعبادتها، ولكن بعيدا عن منحها أي سلطة لتوجيه شؤون الحياة اليومية. فذلك متروك "للعلموية" وبقايا السلطوية اليهوديمسيحية وتجلياتهما في آليات الرأسمال القابضة على أعنة الأمور. ولقد اختلف منهج الأستاذ محمود، عن كلا المنهجين المشار إليهما، عاليه. الفكر عند الأستاذ محمود غايته تحقيق الحرية الفردية المطلقة، وإسعاد الفرد، من رجل وإمرأة، ورفع المظالم، الموروث منها والمكتسب. هكذا كان فكر الأستاذ محمود، وأهم من ذلك، هكذا كانت حياته.

    الإسلام عنصر قائم في مركب ثقافتنا، ولا يتجاهله إلا الثوريون، الفوقيون، التبسيطيون، الذي يظنون أنهم يملكون إجابة على كل سؤال، ويظنون أن من حقهم التصرف نيابة عن الجماهير. ولعل ضرورة استصحاب موروث التجربة الدينية، ومخزونها الثر من بذور أشجار القسط والعدالة، هو ما حدا بمفكر، مثل هادي العلوي لإعطاء التجربة الصوفية الكونية، مكانا هاما في طروحاته. ولعل ذات الأمر، هو ما حدا بكل من روجيه غارودي، ومحمد أركون، وطائفة من دعاة نهج "لاهوت التحرر" إلى اعتبار البعد الروحاني في طروحاتهم أيضا.

    يقول أستاذنا عبدالله بولا، بـ "المنهج الإشكالي". وأزعم أنني قادر على تلمس ما يرمي إليه أستاذنا بولا، بذلك. غير أن مثل هذا "المنهج الإشكالي"، ليس سهل الولوج لغير الصفوة، بل وربما صفوة الصفوة. ميزة فكر الأستاذ محمود أنه استخدم آلية الدين، وهي آلية شديدة الشعبية، ليعبر بها من ضيق القيود، إلى باحات الحرية، ومن حقب الظلم الطويل، إلى كفالة الحقوق الأساسية، وكفالة العيش الكريم لجميع الأفراد. فمشلكة التغيير دائما تكمن في قيادتها بواسطة الصفوة. وأعني هنا الصفوة التي تختلط عليها أغراضها الضيقة في أحراز الجاه، والسلطان، والأبهة، بما تتصوره هي لما هو مصلحة عامة. وقد كان ذلك هو حال التجربة التاريخية، مع الصفوة، في غالب الأمر. الشاهد أن نقل الناس من موروث ديني طويل، سادته عقيدة جامدة مصمتة، قفزة واحدة، إلى "متاهات الشك" أمر لا يسير مع مقتضيات الحكمة. قال الأستاذ محمود مرة إن فكر العارف مثل "بابور الزلط"، وقال إن "بابور الزلط" "لا يفط". فهو يمسح ما تحته مسحا شافيا، ولا يترك فجوة. وهذا يعني أن المفكر الرحب الفكر، يستصحب في حركته للتغيير كل العناصر التاريخية، الفاعلة، والقابلة للتفعيل الإيجابي، في رسم صورة المستقبل. وهذا ما قام به الأستاذ محمود، ولم يجد الشرح الكافي والوافي حتى الآن. ويشمل ذلك التقصير كل المثقفين بما فيهم نحن الجمهوريين.

    ظل الأستاذ محمود محمد طه يحدثنا كثيرا عن ما اصطلح هو على تسميته بـ (إنزال الفكرة إلى الواقع)، و(رفع الواقع إلى مستوى الفكرة). وقد بدأت تتضح لي أبعاد مقولات الأستاذ محمود تلك، بعد زمن طويل نسبياً من قولها. مما أكد لدي، أن الزمن عنصر مهم في جلاء الأفكار. وهو عنصر لا يمكن القفز فوقه. فهناك أمور لا يجليها المفكر، بمجرد الطرح الفكري، وإنما يجليها الواقع حين يشير من خلال تجلياته، إلى المفاهيم الصحيحة، حين تتجسد الحاجة المُلجئة إليها في تجليات الواقع. ومن الأمثلة المعينة على شرح ما تقدم، يمكن استخدام تجربة الجمهوريين في السودان، في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. فقد أنفق الجمهوريون، آنذاك، زمنا طويلا في محاولة تبيين بؤس الخطاب الإسلامي السلفي، وفي تحسيس المثقفين بخطر الهوس الديني على الحياة، المتمدينة، وعلى مكتسبات التحضر. غير أن ذلك الخطر، لم يتضح تماما إلا بعد، تجربة حكم الجبهة الإسلامية في السودان، التي أطفأت بجدارة، لاتجارى، وفي زمن قياسي، كل بريق الخطاب الإسلاموي العاطفي، التهييجي، التحشيدي، الدموي، الصدامي، الذي زحف علينا من مصر، منذ منتصف القرن الماضي. ولابد أيضا، من الإشارة إلى أن تجربة الثورة الإيرانية، قد أسهمت، هي الأخرى، في تبيين خطل فكرة الدولة الدينية. وقد فعلت ذلك بأكثر مما استطعنا نحن إبانته، للمسلمين، في خطابنا الفكري، والسياسي، حولها. كما بانت طرافة، ومفارقة فكرة الدولة الدينية لأبسط مقتضيات العقل، والحكمة، في تولي طالبان للسلطة في أفغانستان. ثم أفاق المسلمون، والعالم من حولهم، إلى خطر الهوس الديني، بصورة لم يسبق لها مثيل، عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2002. وهكذا تتضح صورة إقتراب الواقع وملامسته للمفاهيم عن طريق التجربة العملية. فالمفكرون الطليعيون، يحاولون دائما، اختصار الطريق للناس، ولكن قلَّ أن يسمع الناس للمفكرين الطليعيين في وقتهم. هذا متواتر في التاريخ!! فغالبية الناس إنما تفهم من حركة الواقع، بأكثر مما تفهم من النصوص. تبدأ الأفكار، في أي مجال، حين تظهر، وكأنها معلقة فوق الرؤوس، بعيدا عن متناول اليد. ولكن الواقع هو الذي يدني قطوفها، ويجعلها في متناول اليد.

    لقد كتب أستاذنا عبدالله بولا ورقته هذه التي نحن بصدد الإحتفاء بها، بعناية شديدة، وتحسب في سياق كتابتها إلى أمور كثيرة. وتلك من حساسية العلماء الذين ينفرون بطبعهم من الوثوقيات "الدوغمائية"، ومن ركوب مراكب النهايات المغلقة، واستلاف الكليشهات الجاهزة، وإرسال الأحكام المطلقة. وبطبيعة الحال فإن فكرة الأستاذ محمود لا يمكن نقدها في ورقة. فالورقة حيز كتابي محدود، وهي لا تسمح بطبيعتها تلك، إلا بإشارات مبتسرة، لا سبيل معها إلى الإستقصاء. وكل هذا مما تحسب له أستاذنا بولا، واشار إليه في سياق ورقته. وتكمن أهمية ورقة بولا هذه، في كونها أسست للسمت المنهجي الوقور، الذي يجب أن يكون عليه حال المقاربات التي تناقش فكر مفكر من عيار الأستاذ محمود محمد طه. فالأستاذ محمود محمد طه رجل وقف حياته للفكر. عاش به، ومات به. وهو بهذا المعنى مفكر محترف، احترف الفكر، واحترف تقديم نموذج المفكر الذي يعيش فكره. وميزةُ عيشِ الأستاذ محمود لفكره، هي في تقديري الأهم. فالمثقفون في كل البيئات الثقافية، قد كانوا، ولا يزالون، في أغلب حالهم، تُبَّعا لأنظمة السلطة، والقهر، والإستعلاء، وامتدادا لها. لم يشغل الأستاذ محمود نفسه طرفة عين، بما يشغل به الناس أنفسهم عادة، من هموم العيش، وهموم احراز الجاه والمركز الإجتماعي. فقد عاش باختياره، حياة غمار السودانيين، وحرص حرصا شديدا على ذلك.
    أواصل
                  

العنوان الكاتب Date
مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 09:22 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Abdel Aati06-26-04, 09:28 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-26-04, 10:47 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-26-04, 11:14 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه برير اسماعيل يوسف06-29-04, 00:08 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-26-04, 11:18 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودرملية06-27-04, 00:59 AM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 01:19 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 02:06 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 07:29 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 12:59 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-27-04, 02:55 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 04:55 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-27-04, 05:38 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:01 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-27-04, 05:15 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه omar ali06-27-04, 07:42 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-27-04, 11:01 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-28-04, 02:19 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-28-04, 08:18 AM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 01:12 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 05:28 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه degna06-28-04, 06:27 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 09:58 PM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:22 PM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-28-04, 10:26 PM
                      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-28-04, 11:24 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif06-29-04, 07:55 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali06-29-04, 03:17 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-29-04, 07:30 PM
  لماذا اتعامل مع شتائم وتهديدات دكتور حيدر بشكل جدي؟لانه ارهابي ومريض نفسيا osama elkhawad06-29-04, 10:17 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:13 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:20 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 02:39 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 00:44 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:26 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه mutwakil toum06-30-04, 01:41 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 01:53 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 04:11 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Omer Abdalla06-30-04, 03:01 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:17 AM
  Re: دا شنو يا اسامة؟ Agab Alfaya06-30-04, 03:20 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 03:39 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه د.أحمد الحسين06-30-04, 06:59 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad06-30-04, 11:56 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه KANDAKE06-30-04, 12:41 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:08 PM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Haydar Badawi Sadig06-30-04, 04:31 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato06-30-04, 08:02 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad06-30-04, 10:51 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-01-04, 12:17 PM
                Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 00:45 AM
                  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-02-04, 01:50 AM
                    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-02-04, 04:35 AM
  أين يضع الجمهوريون أنفسهم؟؟ أقصد كأفراد طبعا!! Yasir Elsharif07-02-04, 09:56 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه ودقاسم07-03-04, 10:44 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-03-04, 05:40 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-04-04, 04:13 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-04-04, 05:58 PM
  Desole, for this miserable participation Maysoon Nigoumi07-04-04, 11:51 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-04-04, 08:57 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-05-04, 10:02 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-05-04, 10:27 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 06:38 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-06-04, 07:19 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-06-04, 11:25 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-06-04, 10:20 PM
  في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" osama elkhawad07-07-04, 06:28 PM
    Re: في المديح المجاني وغياب الرؤية النقدية وذهنية "الحافظ" Yaho_Zato07-07-04, 07:48 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-07-04, 09:02 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-08-04, 11:54 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-08-04, 03:00 PM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-08-04, 07:35 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-08-04, 08:45 PM
  مسألة المراجعة وإعادة طباعة الكتب والنصوص ونشرها ، ومسائل أخرى Yasir Elsharif07-09-04, 03:43 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه osama elkhawad07-09-04, 12:20 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-09-04, 06:35 PM
  في مديح الشح العالي osama elkhawad07-09-04, 06:42 PM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Agab Alfaya07-10-04, 10:51 AM
  لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني osama elkhawad07-10-04, 11:51 AM
    Re: لا بديل للدقة والمنهجية الا الفوضى او المديح المجاني Agab Alfaya07-10-04, 07:25 PM
  لا تعليق على تعليق الاستاذ "الفيا"!!!!!!!!!!!! osama elkhawad07-10-04, 09:17 PM
  الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" osama elkhawad07-11-04, 04:49 AM
    Re: الاستاذ محمود: القران ليس لغة, انما "كلام الله" Yasir Elsharif07-11-04, 09:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Khalid Eltayeb07-11-04, 07:25 AM
  Re: الاستاذ محمود لم يقل ان القران ليس لغة! Agab Alfaya07-11-04, 11:37 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Nagat Mohamed Ali07-12-04, 00:46 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yasir Elsharif07-12-04, 02:31 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:07 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:21 AM
  Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه عبد الله بولا07-12-04, 10:29 AM
    Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-12-04, 09:33 PM
      Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-14-04, 07:24 AM
        Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-14-04, 10:33 PM
          Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Dr.Elnour Hamad07-16-04, 12:24 PM
            Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-16-04, 05:45 PM
              Re: مقال عبد الله بولا عن التجديد في فكر الأستاذ محمود محمد طه Yaho_Zato07-17-04, 06:02 AM
  فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا osama elkhawad07-18-04, 01:30 PM
    Re: فاتحة لحوار مثمر: في الرد على بولا Haydar Badawi Sadig07-18-04, 02:43 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de