من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2006, 03:37 PM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)


    تجربتى فى بيوت الأشباح
    على العوض - هولندا

    اضاءة

    حملت قلمى أمام إصرار بعض الأصدقاء لكتابة تجربتى داخل ما عرف فى السودان " باسم بيوت الأشباح " اماكن التعذيب السرية التى إبتكرها نظام الجبهة القومية الإسلامية فى السودان ... رغم أنها تتواضع فى مشقتها وعنائها أمام الكثير من التجارب التى خاضها العشرات من شباب السودان فى صبر وشجاعة وصلابة ارعبت حتى جلاديهم وفى مقدمة هؤلاء الشباب الشهيد الدكتور على فضل احمد "سيد الشهداء" ورفاقه الذين واجهوا آلة التعذيب الجهنمية وعيونهم معلقة بسماء الوطن دون أن يرمش لهم جفن او يخبوا لهم حلم... فاحلامهم باقية كمنارات هدى للسودانيين من أجل هزيمة الفاشية وبناء وطن ديمقراطى ومتسامح وخالٍ من التعصب وضيق الأفق.

    الليلة الظلماء

    فى ليلة 30 يونيو من العام الف وتسعمائة وتسعة وثمانين نفذت الجبهة الإسلامية انقلابها العسكرى وقطعت الطريق أمام التطور الديمقراطى لبلدنا وأوصدت كل النوافذ أمام الحل السلمى لقضايا الوطن والذى لاحت تباشيره فيما عرف باتفاقية الميرغنى – قرنق ونقلت الصراع السياسى فى بلادنا لدائرة العنف الشريرة. واجه شعبنا الانقلاب العسكرى بالمقاومة الصامتة والمقاطعة الشاملة. وأدرك بحسه العالى، ومنذ الوهلة الأولى، حقيقة الانقلاب والقوى السياسية التى تقف خلفه، رغم محاولة قادة الانقلاب التستر خلف شعارات قومية، وابتداع مسرحية اعتقال الدكتور حسن عبدالله الترابى، زعيم الجبهة القومية الإسلامية فى السودان، أسوة بزعماء الأحزاب السياسية السودانية وقادة الحركة النقابية السودانية.

    فرسم عمر البشير قائد الانقلاب المشئوم لوحة داكنة السواد مصبوغة بألوان الكذب والخديعة، سمة لازمت نظامه حتى يومنا هذا.

    بدأت المقاومة للانقلاب تتصاعد تدريجياً والهمس يتحول إلى هتاف وأخذت تلوح فى الأفق تباشير العصيان المدنى والإضراب السياسى وكالعادة كانت النقابات رأس الرمح فى المقاومة فبادرت نقابة أطباء السودان بتنفيذ إضرابها الشجاع والذى أفقد السلطة صوابها فبدت كأنها ثور فى مستودع الخزف فشنت حملة هستيرية لاعتقال الآلاف من النقابيين والسياسين والطلاب وبدأ الهمس يدور فى الشارع السودانى عن عمليات تعذيب يتعرض لها المعتقلون وبصفة خاصة الأطباء وسادت حالة من الترقب والقلق والانتظار.

    حفلة التشريفة

    فى ليلة الرابع من ديسمبر من نفس العام دوى طرق عنيف على باب منزلنا أزعج كل الأسرة مما حدا بوالدى الذى تجاوز الستين عاماً لأن يسرع الخطى ليستجلى الأمر. عاد والدهشة والحزن يكسوان وجهه فما توقع أن يعيش ليرى تلك اللحظة... العديد من العسكرين فى زيهم المدنى مدججين بالسلاح يحاصرون منزله الذى سكب العرق والجهد من أجل تشييده ليكون دار أمان له وأسرته والأهل والأصدقاء.

    فتقدم نحوى ونظر إليَّ فى صمت وشفقة فأسرعت نحو باب المنزل فقدم لى أحدهم نفسه" عمر الحاج رائد بأمن السودان". وقال لى بلهجة صارمة مطلوب حضورك لمبنى جهاز الأمن، تطلعت حوله فشاهدت رجاله منتشرين على طول الطريق مزودين بالسلاح والحقد، فتردد داخلى السؤال والذى ربما راود الكثيرين عند إعتقالهم، هل يحتاج اعتقال مواطنين سودانيين لا يحملون سوى أفكار لكتيبة مدججة بالعتاد الحربى.؟ وأيقنت ساعتها أن الدولة الفاشية ستقام فى السودان على أجساد الشعب السودانى وكرامته.

    أمرت بركوب العربة دون أن يسمح لى بتغيير ملابسى أو أخذ أيٍ من احتياجاتى الضرورية وجلست فى ركن من أرضية العربة يحيط بى رجال القوة الأمنية شاهرين السلاح فى وجهي وعلامات الزهو والانتصار تكسو وجوههم. فسبحت فى بحر متلاطم من الأفكار والتصورات والتخيلات وجالت بخاطرى صور الأهل والأصدقاء والحبيبة وألقيت نظرةً على الحى الذى تجولت فى أزقته ولعبت فى شوارعه. الحى الذى أرضعنى لبن العشق للوطن وأهله فالطريق مجهول والمصير يكتنفه الغموض . أسرعت العربة تنهب الأرض وتسابق خيوط الفجر وتتدثر بالظلام. توقفت العربة أمام العديد من المنازل وبنفس الطريقة الهمجية واللاإنسانية كان ينتزع محمد الحاج ورجاله الشباب من وسط ذويهم وكانت حصيلة الهجمة الشريرة ثلاثة معتقلين من حي السجانة: السيد جعفر بكرى على موظف بإدارة المحاكم، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، وشخصى ومعتقل من حي اللاماب هو السيد الشيخ الخضر الموظف بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي. ولا تزال مطبوعة فى ذاكرتى صورة والدته وهى تطارد العربة ولمسافة طويلة تودع ابنها وتواسيه بنظرات الأم الرءوم. وعندما أوشكت العربة على دخول المكان الذى قصدته طلب منا تحت تهديد السلاح والركل والضرب الإنبطاح على أرضية العربة نفذنا الامر بصعوبة ووضع الجلادين ارجلهم المثقلة بالاحذية الثقيلة على رقابنا، ثم توقفت العربة وسط ضجيج من الجلادين والذين تزايدت اعدادهم واسرعوا بعصب أعيننا بعنفٍ وقسوة بقطع من القماش، وبدأت "حفلة التشريفة" بالضرب بالسياط والتى إنهالت على أى موضع من الجسم والصفع المتواصل والإهانة والألفاظ النابية التى يزخر بها قاموس نظام الجبهة القومية الإسلامية. وبعد أن خيم الإعياء والإرهاق علينا بدأ الفصل الثانى من الحفل تمرين رياضى عنيف " فوق – تحت " حيث طلب منا الجلوس على أمشاط الأرجل والوقوف بشكل سريع ومنتظم مع الضرب المتواصل بالسياط وأعقاب البنادق. تزداد الضربات فى حالة التوقف أو العجز عن الاداء فدخلت فى حالة من الإغماء مع فقدان القدرة على التميز بين الأشياء.

    لحظات الإعدام

    تسللت أشعة الشمس من خلال العصابة المشدوده علي عيني وهى ترسم دوائر سوداء وحمراء وقرمزية. وقبل أن أفيق من الكابوس وأستعيد قدرتى على التمييز بكاملها جذبنى أحد الجلادين من ذراعى بقوة حتى ظننتها قد فارقت باقى الجسد، وتحت وابل من الصفعات والركلات والإهانات تم وضعى فى مكان عالٍ معصوب العينين. وقال لي أحدالجلادين: لقد صدر عليك الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت ولقد أعددنا هذه المشنقة التى تقف عليها للتنفيذ وطلب منى أداء الشهادة، لحظتها شعرت أن النهاية قد دنت فطافت أمامى آلاف الصور ودارت بخاطرى الأسئلة مابين الممكن واللامعقول وتمثلت لى قناعة وخاطرة أن السودان وأهله يستحقون كل تضحية فارتسمت على وجهى ابتسامهٌ عريضة فصفعنى أحد الجلادين طالباً منى أداء الشـهادة فنطقتها صادقا:

    "اشهدالااله الاالله وان محمد رسول الله"

    لكنه ضحك ضحكة خبيثة وردد الشهادة خلفى بطريقة تهكمية، ولا أعلم حتى الآن إن قصد النيل منى أم من الشهادة أم من كلينا.

    وعم صمت ثقيل على المكان وانتظرت أن يتدلى حبل المشنقة حول عنقى لينهى هذه المهزلة فالموت فى بعض اللحظات يكون الخيار الأفضل، وتعمد الجلادون أن يطول الانتظار وياله من انتظار، وفجأة انهالت العشرات من السياط تلهب جسدى المثخن بالجراح وكانت اللسعات تمزق جميع أطراف الجسد بلا استثناء وكنت أشعر بأن الجلادين يتعمدون ضربى فى الأماكن التى يشعرون أنها تؤلمنى أكثر من غيرها وسط هذه الضربات المتواصلة والسريعة صاح أحد الجلادين لقد حكم عليه بالموت بالرصاص وليس شنقاً وجذبنى بعنف رافعاً يديَّ على حائط. وسمعت صوت قرقعة السلاح لكن ثمة شك قد تسرب لنفسى بشأن جدية مهزلتهم وصدق حدسى فقد تحولت الرصاصات المرتقبة لسياط تنهك الجسد المنهك أصلاً حتى سقطت على الأرض فاقد الوعى.

    اجتماع داخل الزنزانة

    أطبق الصمت على المكان وأًسدل الستار على فصل من فصول المأساة وسادت بعض من الطمأنينة المكان، فحاولت رفع العصابة عن عينى لأعرف ما يدور حولى واتحسس موقعى. ولكن قبل أن تكتمل المحاولة كانت عشرات من الأكف قد طبعت على وجهى فى حركات قوية وسريعة ومتتالية مع سيل من الشتائم البذيئة كالعادة. وبعد برهة من الوقت سمعت صوت إغلاق الباب ومن خلفه طلب منا الجلادون رفع العصابة. فوجدت نفسى وآخرين جلهم من المهتمين بالعمل السياسى والنقابى، الباشمهندس هاشم محمد احمد نقيب المنهدسين، د. حمودة فتح الرحمن المدير الطبى لمدينة كوستى، دكتور نصر محمود حسين صيدلى، السيد عبدالمنعم محمد صالح ضابط إدارى، السيد عبدالمنعم عبدالرحيم أعمال حرة، المهندس ابراهيم نصرالدين مهندس بالإدارة المركزية، السيد على الماحى السخى نقابى عمالى، السيد قاسم حمدالله مفتش زراعى، السيد الشيخ خضر اقتصادى بوزارة المالية، السيد جعفر بكرى على موظف بإدارة المحاكم المدنية في زنزانة مساحتها (3X3) مفترشين الأرض المتسخة بالزيوت والغبار وأجساد الجميع مضرجة بالدماء والعرق. نظرنا إلى بعضنا البعض محاولين التماسك وتحدث قاسم حمدالله بصوت خافت ولكنه جرئ حول كيفية مواجهة هذا التعذيب. واقترح الدخول فى معركة ومقاومة الجلادين مهما كان الثمن. وكان رأى د. حمودة فتح الرحمن، على الماحى السخى، هاشم محمد احمد، التريث والتحمل والخروج بأقل الخسائر الممكنة. وساد هذا الرأى وبدأت رحلة التحمل الرهيبة والطويلة وقبل ان يُختم الاجتماع دوى طرق عنيف على باب الزنزانة ودخل الجلادون مقنعى الوجوه وبكامل أسلحتهم وطلبوا منا عدم النوم والانتظار وقوفاً حتى اليوم التالى. كان الأمر شاقاً بعد الإرهاق المتواصل، لاسيما لكبار السن والمرضى من المعتقلين فأصبحنا نتحايل على الأمر بالجلوس بالتناوب بعد انشغال الجلادين بأمورهم الخاصة وما أكثرها، الى أن انقضى الليل، وكم كان ليلاً طويلاً وحزيناً. وأغلقت الزنزانة فتنفسنا الصعداء وحاولنا سرقة القليل من الراحة للجسد المنهك والعقل المضطرب. ولكن الطرق المتواصل على باب الزنزانة من الخارج بواسطة الجلادين بهدف مواصلة التعذيب بدد هذا الحلم المستحيل.

    الاستجواب الجماعى

    أدمن الجلادون مسلسل التعذيب والإساءات آملين الحصول على أقصى ما يستطيعون من ارهاقنا معنوياً ومادياً. فبعد حملة من الإهانات والصفع والضرب بالسياط بدأوا فى استجوابنا ونحن معصوبى الأعين. اشتمل الاستجواب على الاسم، العمر، المهنة، مكان العمل، طبيعة العمل والانتماء السياسى ولقد لاحظت أن كلمة طبيب التى كانت ترد عن تعريف البعض لأنفسهم تثير غضب الجلادين فيضاعفون من وتيرة التعذيب وحاول أحدهم تحقير الأطباء ومهنتهم قائلاً: "انتو قايلين الطب شنو ما كتابين كتاب المرض والدواء ونحن قريناهم وما دايرين تانى أطباء فى السودان ...!"

    وبعد التحقيق الجماعى غادر الجلادون الزنزانة وأغلقوا بابها فتنفسنا الصعداء ورفعنا العصابة عن أعيننا، وبدأنا التداول حول كيفية مواجهة التحقيق، وقدم الذين عركتهم المعتقلات والاستجوابات، أمثال القائد النقابى على الماحى السخى، خبراتهم وتجاربهم وقدموا النصيحة بمواجهة الاستجواب ببرود شديد، وعدم الاستجابة للاستفزاز، والتمسك بالأقوال وتفادى عنصر المفاجأة التى يعتمد عليها المحقق. هذه المعينات الإسعافية أفادتنا كثيراً واستنهضت فينا روح الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الصعاب.

    كسر جدار الصمت

    بعد اليوم الرابع للاعتقال بدأنا فى ترتيب الأوضاع الداخلية للزنزانه للخروج من حالة الترقب والقلق والتكيف مع البيئة الجديدة، واضعين فى الاعتبار أن إقامتنا فيها ستطول. فحددنا فى أولويانتا ضرورة معرفة الموقع وأسماء الجلادين وأشكالهم وقيادتهم الحقيقية ورتبهم العسكرية.

    كانت أصوات حركة القطارات وأصوات الحراسات العسكرية الليلية أول دليل ومؤشر على أن الموقع قرب القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. وكنا فى سبيل إنجاز هذا الواجب نستفيد قدر المستطاع من مواعيد الخروج لدورة المياه، والتى كانت تتم مرة واحدة فقط فى اليوم خلال الفترة الصباحية، تحت الحراسة المشددة والضرب المتواصل بالسياط من والى دورة المياه مع الطرق المتواصل على ابواب دورة المياه بغرض الاستعجال وتشتيت الذهن. كل هذه المعاملة الوحشية واللا إنسانية كانت توحى لنا بأن تأمين الموقع كان مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للجلادين وقياداتهم مما زاد من إصرارنا على معرفة الموقع. وهكذا الإنسان الذى يملك فكرة دائماً تسكنه روح العناد والمثابرة. خاصة فى أوضاع التحدى و الأوضاع الغير طبيعية. وبعد طول اجتهاد وربط بين الأشياء، واستغلال الثقوب بباب الزنزانة ودورة المياه، تم تحديد الموقع ومعرفة المكان وهو مقر لجنة الإنتخابات للعام 1986 بالخرطوم. واكتشفنا وجود معتقلين آخرين بنفس المقر. وذلك من خلال تحركهم من وإلى دورات المياه المصحوب بالضرب والإهانات. وكان هذا أول انتصارٍ على آلة التعذيب الجهنمية. ومن الملاحظات التى كانت مسار تعليق ونقاش المعتقلين أن الجبهة القومية الإسلامية لم تكتف بالاعتداء على الديمقراطية ممثلة فى الاحزاب والنقابات والحريات العامة والأفراد، بل شمل أيضا مواقع الديمقراطية وتحويلها إلى مراكز للاعتقال والتعذيب مثل مقر لجنة الانتخابات ودار نقابة المحامين السودانيين. ومواصلة لكسر حالة الانتظار وجو الكآبة ابتدع بعض المعتقلين لعبة السيجة بعد أن تم جمع الحصى من أركان الزنزانة وتنظيفها من آثار الزيوت والغبار. وبدأت تسود فى الزنزانةروح التحدى والبطولة وتخيم علينا روح المنافسة. فتمسكنا بالحصى وأصبحت عزيزة علينا، حافظنا عليها بكل الطرق حتى لا يصادرها أعداء اللهو البرئ. ولقد علق أحدنا "وهكذا الشيوعيون ينتزعون الابتسامة من فم التماسيح وينسجون الأمل وسط الأشباح". وتلطيفاً للحياة داخل الزنزانة وجعلها أقل آلاماً وعذاباً شرعنا فى حملة إبادة للباعوض من داخل الزنزانة. هذا الباعوض الذى تحالف مع الجلادين وناب عنهم فى بعض الأوقات، فى تعذيبنا وحرماننا، ولو من قليلاً من استعادة الأنفاس لمواجهة القادم المجهول أجهضها الجلادون محذرين قائلين إن الباعوض جزء من العهدة بالزنزانة يجب المحافظة عليها وتسليمها كاملة العدد عند تمام الصباح وفى حالة فقدان باعوضة سيتم تنفيذ حد السرقة على الجميع!!!

    تواصل مسلسل التعذيب

    حالة من الحزن تخيم على الزنزانة والمعتقلين يتوسدون اذرعهم سابحين فى ذكرياتهم وافكارهم وانا اراجع مسيرة حياتى واتأمل، اتأمل هولاء الرجال المفترشين الارض من خيرة ابناء السودان قدموا عصارة حياتهم للشعب والوطن ولم ينالوا سوىالاعتقال والتشـريد والتعذيب وفجأة انفتح باب الزنزانة بقوة واقتحمها احد الجلادون ويدعى بـدران "اسم حركى" وهو فى حالة غير طبيعية كاشفاً عن وجهه وإنهال علينا بالشتائم المقزعة والاساءة الجارحة والركل والضرب بالسياط ولم يستثنى حتي كبار السن والمرضى. وقام بإختيارى والزميل ابراهيم نصرالدين لممارسه هوايته فى الاستمتاع بتعذيب الآخرين وطلب منى خلع القميص الذى ارتديه والانبطاح على الارض وبدأ فى تمزيق ظهرى بالسياط حتى سالت الدماء، ثم قام بصفعى بتواصل حتى تقهقرت الى الحائط وواصل ضرب رأسى على الحائط، ثم تحول الى الزميل ابراهيم نصرالدين وأذاقه من نفس الوان التعذيب، وارغم الزميل قاسم حمدالله على صب جردل من الماء البارد على الزملاءعبدالمنعم عبدالرحيم وعبدالمنعم محمد صالح بعد ان اجبرهما على خلع ملابسهما وقام بجلدهما بالسياط وخرج مهدداً ومتوعداً بالمزيد من التعذيب، وسادت حالة من الغضب على المعتقلين، وإنتابتنى حالة من القرف ودار برأسى الكثير من الاسئلة، لماذا كل هذا الصبر والتحمل؟ أليس الدخول فى معركة حاسمة هوالخيار ألافضل؟ ماذايريد هؤلاء الناس؟ وفى منتصف الليل أصيب الزميل جعفر بكرى بمغص حاد يصعب معه الانتظار حتى مواعيد الخروج لدورة المياه فى الصباح فهب المعتقلون لمساعدته وعُثر على كيس نايلون أستخدمه الزميل جعفر لقضاء حاجته.

    الجلاد بدران

    ظل الجلادون طوال فترة التعذيب يستخدمون أسماء حركية "بدران، نوح، نبيل، جكس، محمد الحاج، عوض ...الخ وقد ساهموا جميعاً وبنشاط فى تنفيذ عمليات التعذيب ولكن حالة هذا البدران كانت مختلفة، اوصافه قمحى اللون، اجعد الشعر الثغ اللسان يدعى انه من أبناء كسلا بشرق السودان سلوكه ينم عن نفس مريضة ومعقدة كان يعامل المعتقلين بقسوة ويتلذذ بتعذيبهم والاساءة لهم قاموسه لا يحتوى الا على الالفاظ البذيئة والساقطة وظل يفخر بإنه يعمل بجهاز الامن منذ أن كان طالباً بالمرحلة الثانوية العامة، ولقد كنت طوال فترة التعذيب هدفاً له ضاعف لى جرعات التعذيب والاساءة، حاولت قدر المستطاع أن اجد تفسير لهذا الاستهداف ولكن دون جدوى.

    المحاضرة

    فى اليوم السابع للاعتقال وفى حوالى الساعة السادسة مساءاً تم اخراجنا جميعاً من الزنزانة للاستحمام فى درجة عالية من البرودة وسط إستهزاء الجلادين وإساءاتهم وإستعدادهم غير الطبيعى الامر الذى اشعرنا بإن شخصية هامة قادمة للزنزانة. ولم يدم إنتظارنا طويلاً إذا دخل علينا نقيب بزيه العسكرى بصحبة مجموعة من الجلادين المزودين بالاسلحة والرشاشات والقي علينا محاضرة عن السودان والوطنية وإختراقات الإستخبارات الاجنبية للاحزاب وشتم الديمقراطية ثم هددنا وتوعدنا بالتصفية الجسدية وخرج وخلفه خرجت مجموعات الجلادين.

    وفى منتصف الليل دوى طرق متواصل على باب الزنزانة وامُرنا بعصب أعيننا والوقوف على الحائط وقام أحد الجلادين بقراءة مجموعة من أسماء المعتقلين وهم هاشم محمد احمد، د. حموده فتح الرحمن، قاسم حمدالله، عبدالمنعم محمد صالح، عبدالمنعم عبدالرحيم، حعفر بكرى على، ابراهيم نصرالدين، الشيخ خضر، وامرهم وهو يتقدمهم بالخروج من الزنزانة متماسكىِ الأيدى معصوبى الأعين وهكذا رحلوا الى المجهول، ثم اُغلق باب الزنزانة علينا. أصابنى ومن تبقى معى من المعتقلين الاحباط والحزن والقلق على مصير من قاسمونا أحلك لحظات العمر وأتعس أيام الحياة. وفى صباح اليوم التالى دخل علينا الجلادون "يبشروننا" بان رفاقنا قد تم اعدامهم بمعسكر الشجرة وعلينا أن نستعد لدورنا القادم لامحالة، ثم خرجوا بعد أن قدموا وجبتهم اليومية والمكونة من الضرب والاهانات. دخلنا فى نقاش هامس حول رواية وادعاءات الجلادون وتم الاتفاق بيننا على تجاوز جوء الاحباط والتمسك بالامل.

    الزائرون الجدد

    الزنزانة تتسربل بالظلام ومن تبقى من المعتقلين يتجاذبون اطراف الحديث عن الممكن والمستحيل والامل واللا امل وفجأة انفتح باب الزنزانة وتخيلتُ ان الجلادين قادمون لسحبنا لساحات الاعدام ولكنهم دخلوا علينا ملثمين يقودون معتقلين جدد معصوبى الاعين يبدو عليهم التعب والارهاق وأثار التعذيب ثم خرج الجلادون بعد أن قاموا بتحذيرنا من الدخول فى حديث مع الزوارالجدد. تعرفناعلى الزائرين،محمدالنورالسيد رجل أعمال،صلاح طه مفتش بالتعاون،محمود كمير عامل بالمسبك المركزى، عوص الكريم محمد احمد مهندس واحد قيادات أنتفاضه مارس أبريل، وشرعنا فى التخفيف على ضيوفنا وتضميد الجراح ورفع الروح المعنوية وتحدثنا اليهم عن أساليب وطرق الجلادين وعكسنا لهم تجربتنا التى تجاوزت الثمانية ايام بلياليها الطوال وحدثنا المعتقلون الجدد عن طرق اعتقالهم واساليب تعذيبهم وتداولنا الاخبار بالخارج والتطورات والاحتمالات وكان زميلنا المهندس عوض الكريم ملئ بالتفاؤل ومُصر على أن خلاصنا بات قاب قوسين أو ادنى، أضفى الزائرون الجدد جوء من المرح والتفائل على الزنزانة خاصة زميلنا محمد نور السيد الذى أستمال بعض الجلادين بالوعود المالية والخدمات السخية مما أضعف نفوس الجلادين وما أضعفها، الامر الذى أدى الى أنفراجة سمحت بدخول علب السجائر مما مكن الزملاء على الماحى السخى وعوض الكريم محمد احمد من صنع ادوات للعبه الشطرنج من قصاصات علب السجائر ودارت بينهما رحى منافسات كان يعلو فيها الصوت أحياناً مما يستدعى تدخلنا. وهكذا إنتصر المعتقلون رغم أنف البندقية والحراسات المشدده وادوات التعذيب وإنتزعوا الاغنية الباسمه واللعب الشيق الجميل.

    الترحيل إلى المجهول

    إنطوت صفحات العام 1989 وأشرقت شمس العام 1990 فقام المعتقلون بتنظيف الزنزانة وتبادلوا التهانى والامنيات بعام سعيد للجميع والوطن وأضاء الزميل عوض الكريم عوداً من الثقاب فى عتمة الظلام... وهكذا كان احتفالنا بالعام الجديد رغم الواقفين خلف الابواب مدججين بالسلاح والحقد والشرور. وفى منتصف الليل والجميع يفترشون الارض ويتوسدون اذرعهم أنطلقت الصيحات خلف باب الزنزانة مع الطرق المتواصل على بابها كالعادة تطالبنا بالنهوض وعصب أعيننا والاستعداد لساحة الاعدام، وقفنا متشابكى الايادى معصوبى الاعين وخرجنا بقيادة احد الجلادين وبمساعدتهم صعدنا الى عربة وامُرنا بالانبطاح على أرضية العربة وتمت تغطيتنا بمشمعات سميكة وقال احدهم فى تهكم أنها شحنة يمكن السفر بها الى مناطق العمليات العسكرية، وإنطلقت العربة إلى المجهول، وبعد حوالى نصف الساعة من السير المتواصل توقفت العربة وتم إنزالنا بنفس الطريقة المهينة متشابكى الايدى، معصوبى الاعين، تنهال السياط علينا من كل جانب مصحوبةً بالشتائم ، وتم حشرنا فى زنزانة أخرى اقل حجماً من السابقة وإكتشفنا لاحقاً أن الموقع الجديد يقع بالقرب من سيتى بنك وإن بالموقع عددة زنازين مزدحمة بالمعتقلين ودارت نفس ماكينة التعذيب والاهانات والاساءات والارهاق النفسى والبدنى مما أدى الى أصابة الزميل محمد النور السيد بمضاعفات منعته من القدرة على الوقوف والحركة وتنفيذ الاوامر وظل يطالب بعرضه على الطبيب بصورة دائمه فإضطر الجلادين الى أخذه معصوب العينين الى شخص يدعى انه طبيب أخذ يستفسره عن الاعراض التى تصيبه دون أن ينزع عنه العصابة او يكشف عليه وذلك حسب رواية الزميل محمد النور السيد واعيد للزنزانة دون أن يتلقى اى علاج وباشر زميلنا محمود كمير وكان اصغر المعتقلين سناً رعايته ومساعدته والاهتمام به، وهكذا تحول حتى الاطباء الموالين لنظام الجبهة الاسلامية القومية الى جلادين يمارسون التعذيب إسوة بزملائهم فى أجهزة الامن ويمتنعون عن تقديم العلاج للمرضى متجاهلين قسم المهنة واخلاقها.

    الصمت الرهيب

    توقفت عجلةالحياة تماماً،إنقطعت اصوات العربات أحاديث المارة، ضحكات الاطفال، إنقطع الحبل السرى الذى يربطنا بالناس فيمنحنا القوة والقدرة والامل، ماذا حدث بالخارج؟ وماذا يحدث للناس؟. انهكنا التفكير وطالت تكهناتنا، هل حقاً تحققت نبوة الزميل عوض الكريم وإنجلى هذا الكابوس وسنخرج مرفوعي الرؤوس نعانق الاهل والاصدقاء والحبيبة؟

    حتى الجلادون تأمروا علينا هذا اليوم فلم يقدموا لنا وجبتهم اليومية المكونة من الضرب والاهآنات، ليتهم يأتون فدوماً نلتفط الاخبار والمعلومات من أفواه الجلادين، وبعد طول إنتظار وقلق دخل علينا الجلادون وبشرونا بالقبض على كل الكادر المختفى للحزب الشيوعى بعد فرض حظر التجوال فى مسرحية ما أسموه التعداد السكانى. سيطر علينا الاحباط فتدثرنا بالصمت والغضب رغم علمنا بإن حديث الجلادين دائماً يسعى للنيل من روحنا المعنوية.

    الطلقة الطائشة

    الزنزانة تنعم بالهدوء والظلام والمعتقلون ينظفون بإياديهم الارض التى يتوسدونها سابحين مع أفكارهم والامل يتسرب عبر كوة صغيرة دوى صوت طلق نارى زلزل أركان المعتقل ومزق سكون الليل فهب المعتقلون لإستجلاء الامر عبر ثقوب باب الزنزانة ولكن دون جدوى ودارت الحوارات الهامسة بينهم وإحتمالات التصفية والتى ظل شبحها يخيم على الجميع، وفى اليوم التالى إدعى الجلادون بانهم قاموا بتصفية احد المعتقلين أثناء محاولته للفرار وأطلقوا علينا سيل من التحذيرات والشتائم البذيئة، عرفنا فيما بعد ومن احد الجلادين بإن الرصاصة إنطلقت عن طريق الخطأ من احد الحراس وهو يقوم بتنظيف سلاحه بإستهتار ودون مبالاه الا إن الرصاصةالطائشة لم تصب احد.

    رعب وإنكسار

    الايام تتعاقب فى رتابة وحزن والتعذيب اصبح غير ذى جدوى , فتكراره علمنا كيفية تجاوزه وكيف تصبح مشاعرنا ومقاومتنا له أكثر ثقلاً من وطأته فنرجح كفة الحياة علي كفة الطغيان والقهر وبدون مقدمات أقتحم الجلادون الزنزانة وهم فى حالة من الرعب والارتباك. حاولوا تبرير تصرفاتهم معنا وما قاموا به من تعذيب وسوء معاملة بأنه كان تنفيذا لأوامر عليا لا دخل لهم فيها وإنهم يتمنون خروجنا اليوم قبل الغد، وإنهم ليسوا كما جاء بجريدة الميدان السرية لسان حال الحزب الشيوعى قتلة ومحترفى تعذيب. دوى إسم الميدان كبلسم شافى لكل الجراح والآلآم وتفتحت ملايين الأزاهير وتأكد لنا إن الحركة الثورية السودانية لم تنس إبناءها داخل بيوت الاشباح وإن المعلومات والاخبار تتسرب رغم البندقية والقضبان والسجان، فتفجرت فينا طاقات جبارة كافية لتحمل الصعاب والسير فى دروب الآلآم والمشاق، وقرأنا فى عيون جلادينا الخوف والرعب والانكسار.

    نهاية المطاف

    بعد إنقضاء أربعين يوماً من الاعتقال والتعذيب تم إستدعائى وإقتيادى معصوب العينين إلى ضابط التحقيق ودون أن يزيل العصابة من عينيى بدأ التحقيق معى الإسم،العمر، مكان السكن، الإنتماء السياسى. تساءلت داخل نفسى كبف يسمح ضابط سودانى لنفسه التحقيق مع معتقل بهذه الطريقة؟ وأي مؤسسة عسكرية يشرفها إنتماء مثل هولاء الضباط لها؟ وزاد إيمانى بإن الرعب وعدم الثقة بالنفس هما السمة المشتركة لجلادى النظام أجبت على الإسئلة بنفس الإجابات السابقة والتى لم ترضى المحقق فإتهمنى بإننى عضو قيادى بالحزب الشيوعى بالنيل الابيض فادركت بان هذا الجهاز ورغم الامكانيات المادية والبشرية المتاحة له مصاب بمرض الأنيميا المعلوماتية، ثم هددنى وتوعدنى بمزيد من التعذيب وتم إرجاعى الى الزنزانة وإستدعاء آخرين وُجهت لهم تهم مختلفة. قضيت الليلة فى حالة من الترقب والانتظار المميت للإنتقام ومعاودة عجلة التعذيب ولم تجدِ محاولة الزميل على الماحى السخى وقفشاته وشعاره الدائم "دي كلو يبقى حكاوى" من إنتزاعى من هذه الحالة، وفى منتصف الليل تم ترحيلنا معصوبى الاعين ودون تحديد للوجهة ولكن كل الدلائل كانت تشير الى سجن كوبر وهو الحلم الذى ظل يراودنا طوال فترة الاعتقال والتعذيب وعند مدخل السجن اُطلق سراح أعيننا فكانت الفرحة طاغية والمشاعر مضطربة وعانق ضحايا التعذيب بعضهم البعض فلقد إنتصروا على آلة التعذيب الجهنمية.

    ----


    ُنُشرت فى الديمقراطى مجلة التحالف الديمقراطى بالمملكه المتحده .
                  

العنوان الكاتب Date
من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 10:54 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. النصرى أمين01-17-06, 11:15 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 11:43 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 11:50 AM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 12:06 PM
          Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 12:32 PM
            Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 02:29 PM
              Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 02:39 PM
                Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 03:00 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. almahsi01-17-06, 02:51 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 03:17 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 03:37 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. محمود الدقم01-17-06, 03:28 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 04:00 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 04:52 PM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 05:41 PM
          Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Kostawi01-17-06, 05:45 PM
            Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:21 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 05:58 PM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 06:21 PM
          Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-17-06, 07:02 PM
            Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. عبد الغفار عبد الله المهدى01-17-06, 10:23 PM
              Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 03:59 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Mohamed Adam01-18-06, 00:24 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. othman mohmmadien01-18-06, 01:30 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Haydar Badawi Sadig01-18-06, 01:34 AM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:08 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:06 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:01 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. عمر ادريس محمد01-18-06, 01:33 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Amira Ahmed01-18-06, 01:44 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:09 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:11 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هشام المجمر01-18-06, 04:18 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:26 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 04:29 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. حمزاوي01-18-06, 04:42 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 10:34 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. ود المايقوما01-18-06, 04:54 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. أيمن جبارة الله الخضر01-18-06, 05:30 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Haydar Badawi Sadig01-18-06, 08:12 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. charles deng01-18-06, 08:35 AM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 10:42 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 10:37 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-18-06, 10:36 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Yassir Tayfour01-18-06, 10:57 AM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Kostawi01-18-06, 11:39 AM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-26-06, 02:42 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Munir01-18-06, 02:15 PM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-18-06, 03:56 PM
          Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-26-06, 02:54 PM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-26-06, 02:50 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. مجدى محمد مصطفى01-18-06, 04:01 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-26-06, 02:57 PM
  Re: وشهد شاهد من أهلها.. ماذا يقول من كفروا وأيدوا أعدام الأستاذ محمود?? د.حسن مكي يرد... kamalabas01-18-06, 04:53 PM
    Re: وشهد شاهد من أهلها.. ماذا يقول من كفروا وأيدوا أعدام الأستاذ محمود?? د.حسن مكي يرد... هاشم نوريت01-18-06, 05:15 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-18-06, 05:56 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-18-06, 06:12 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-18-06, 06:17 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-18-06, 06:29 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-18-06, 07:01 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Mohamed Adam01-18-06, 07:15 PM
  Re: هذا هو الخاتم... kamalabas01-18-06, 07:44 PM
    Re: هل هناك حدا يسمي حد الردة في الأسلام???? 2 kamalabas01-18-06, 07:49 PM
      Re: هل هناك حدا يسمي حد الردة في الأسلام???? 2 kamalabas01-18-06, 08:00 PM
        Re: هل هناك حدا يسمي حد الردة في الأسلام???? 2 kamalabas01-18-06, 08:11 PM
        Re: هل هناك حدا يسمي حد الردة في الأسلام???? 2 kamalabas01-18-06, 08:11 PM
          Re: هل هناك حدا يسمي حد الردة في الأسلام???? 2 هاشم نوريت01-18-06, 10:39 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-18-06, 11:19 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. القلب النابض01-19-06, 06:01 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-18-06, 11:53 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. charles deng01-19-06, 10:06 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Haydar Badawi Sadig01-19-06, 04:47 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-19-06, 05:00 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-19-06, 05:19 PM
        Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-19-06, 05:24 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-19-06, 05:44 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. charles deng01-20-06, 07:44 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-20-06, 04:00 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-20-06, 04:07 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-20-06, 04:28 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-20-06, 04:51 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. charles deng01-21-06, 06:36 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-21-06, 11:03 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-21-06, 11:03 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-21-06, 01:09 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-21-06, 10:11 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-21-06, 02:52 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-22-06, 10:29 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-22-06, 10:41 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-22-06, 11:01 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-22-06, 11:02 AM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-22-06, 11:10 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-22-06, 11:12 AM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-22-06, 12:04 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. هاشم نوريت01-22-06, 02:34 PM
  Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. kamalabas01-22-06, 03:03 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. برير اسماعيل يوسف01-22-06, 04:48 PM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. Dr Mahdi Mohammed Kheir01-26-06, 03:05 PM
    Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. برير اسماعيل يوسف01-23-06, 01:35 AM
      Re: من لم يكن الأستاذ محمود مصدر عزه وفخره , فاليراجع .. سودانيته. خالد عويس01-23-06, 02:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de