منظمة الاستاذ محمود محمد طه الخيرية- اقتراح للاخوان الجمهوريين

سلام جميعا
الشكر الجزيل لك اخت رودا على الطلة، كلامك ذهب، طبعا جائزة انجاز للجنود المجهولين باسم الاستاذ محمود ستكون اكثر من ممتازة، و المجال مفتوح بالطبع لمثل هذه الاشياء، انا من محبذي النشاط المباشر اللي فيه احتكاك بالناس في الشوارع و المنافي، اكثر ما يزعجني الصورة الخيالية التي يتم التحدث بها عن الجماهير و معاناتها دون بذل نشاط حقيقي في هذا الصدد، في نقاشات عميقة لي مع الصديق و الاخ الصاوي، كنا نفتقد دائما هذا الوجود الحسي للمثقف وسط ناسه و مجتمعه، انه يتكلم عن البسطاء و المساكين من دون ان يكون قد تكلم في كل حياته مع مسكين واحد او بسيط واحد... اعتقد ان طبيعة المهنة تجعل الواحد فينا اكثر حساسية تجاه هذه الاشياء الدكتور الصاوي طبيب ايضا و قد تعامل مع آلاف البسطاء الذين كانوا يقصدون مستشفيات الابيض يوميا، و بما انه من منطقة من شمال الأبيض فانه يحس بمعاناتهم اكثر، ان كون الانسان بسيطا في الحياة لا يعني انه ساذج، لان الانسان يعي تماما من يقف معه في ساعة الضيق، و من هو نصيره الحقيقي و طال الزمن او قصر فان ما يؤدى هناك من عمل مباشر سيؤتي اكله، و ليس العمل الفوقي الذي مهما جودناه لن يصل الى هؤلاء الناس

ان ميزة العمل الخيري انه لا يمكن ايقافه و هذا ما تحاورت معه كثيرا مع الاخ الصاوي و غيره من الزملاء، قد تخف وتيرته عندما تكون الحكومة غير متعاونة لكنه يبقى، لانه لا خلاف عيه عكس العمل الثقافي و السياسي الذي يحمل في طياته تفتيت للقاعدة الفكرية مثلا لمثل هذه الحكومات مما يشعرها بالخطر و يدفعها الى ايقافه، العمل الخيري تقل وتائره لكنه يظل موجودا و يتعمق و يتجذر و يؤتي مردوده دائما.

لاسق لك نموذجا عمليا
2500 دولار لحفر بئر ارتوازي في منطقة ما في قرية ما، سيؤدي الى نقص الاصابة بالامراض في هذه القرية بمعدلات كبيرة نتيجة توفر مياه نظيفة للشرب، مما يدفع بانتاجية المواطن هناك حيث ستنقص ايام مرضه السنوية، هذه الفائدة ستعود بفوائد مركبة نتيجة لزيادة العوائد المادية لهذا المزارع او المواطن ايا كان عمله... و قس على ذلك

الواح الطاقة الشمسية تكلف مبالغ معينة من المال لكنها تظل فاعلة لمدة عشرين سنة تتيح تدريس الاطفال في المساء في فصول قراءة و لمحو الامية، و قفزات نوعية كبيرة لكل قرية كانت محرومة من الكهرباء، ذلك يتوفر باضائة عدة لمبات نايلون في هذه القرية بالواح شمسية و بطاريات لا تكلف كثيرا
المجالات كثيرة و متعددة و لا انوي هنا ذكر العديد الا بعض النماذج، و التقدم التقني سهل و يسهل يوميا الكثير من الاشياء، لكن تبقى الارادة مفقودة، و التصور او (Vision) هو المهم.

اني لاحزن كثيرا و انا اطالع يوميا هذا البورد مليئا بالكلمات الروائع و لا اجد نتيجة عملية واحدة لوجوده، على ارض الواقع هناك في السودان
لك كل الود و في انتظار عودتك
امجد