عندما تتنفَّسُكَ الأغنيات وتغتابك اللهفة

أشرف :
طقس البن / طقس ميرفت ، وبينهما الاستطالة : أيهما تسلّط أكثر ؟

هذا مَدخلٌ مستحيل بذاته. بل هو المستحيل الذي لا يمكن فضّ التباسه أبداً!
فطقس البن يفيض به القول ؛ أما طقس ميرفت فهو مفردة يصعبُ عليّ ـ برغم احترافي في تلك البهية ـ أن أفتته إلى عناصر . هو فيّ منذ الأزل . لكني لم أعرف ملامحه يوماً . أحسه ولا أراه . أتنفّسه بوثوقية الموجِ الغريقِ في الموج .
صدقاً ، لن أحاول التورّط في فخٍ كهذا.. وإنْ تماديتَ يا صاحبي فلن أغامر بجواب لأنه ، ببساطة ، ليس ثمة معنى محدد ، ولا وقتٍ محدد ، لطقسها فيَّ!
هل أستطيع تعريف الإنسان؟ تعريف غيمة ، عصفورة ، وردة ، شجرة ، قطرة مطر ، ضحكة طفل ، دمعة رجلٍ عجوز ، وو.....؟؟
طقس ميرفت يشبه كل ذلك . ويشبه انوثتها. فهل وجدتَ أنت ، في عمرك الحزين ، تعريفاً ما للانوثة؟
ولأنه لا أحد يدّعي ذلك ، أؤكد لك أنني لا أستطيع ،أيضاً ، الجزم بأن الطقس الذي غمرني ساعتئذ كان طقس ميرفت. لكني لن أقدر على نفي ذلك أيضاً. فنصيحة لله ، لا تثق فيّ إن أغراك أي كلام أكتبه أو أقوله عنها ، بجدوى مطاردة السراب في البورد.. لأن كل كلامٍ عنها مبتورٌ وناقص .فابحث ، معي ، عن طقس ميرفت – إن كنت فاعلاً – في داخلك.. مستعيناً بخيالك الخصيب وحسّك العالي . فهناك فقط (قد) تصطدم بحقيقةٍ ما.. هي أن طقسها يسكننا منذ أزمان ،، وهو ، بالذات ، عصا اتجاهنا في مشيّنا الضرير نحو وطنٍ تشي به سحناتنا ،، وتستعذب اشتياقها له أنفسُنا الوالغة في التشرّد والغياب