|
حفريات الجسد والسلطة ـ كلينتون ومونيكا نموذجاً
|
P dir=rtl>
الجرح في الرجل .. أم في التاريخ ؟ حفريات الجسد والسلطة ـ كلينتون ومونيكا نموذجاً
تحقيق / نزار عثمان
P dir=rtl>
لماذا لا يحق لبيل كلنتون ، ما يحق لهارون الرشيد ؟! تعلمون أن هارون الرشيد كان يتخذ قراراته " الاستراتيجية " بعد ليلة هائلة مع امرأة هائلة . إذا فشلت حملةٌ ما ، كان يرتدّ على المرأة التي ضاجعها لحظة القرار ، فمهمتها لا تقتصر على تفجير الجسد ، بل وتفجير الخيال . إذن .. الجرح في الرجل .. أم في التاريخ ؟ التاريخ نصفه على الأقل ، أجل على الأقل ، صنعته ساقا امرأة ( بصيغة الجمع ) . لا بل إن هنري ميشو قال : " إن التاريخ هو امرأة " ، والمرة الوحيدة التي أطلق فيها أرنولد توينبي دعابةُ ما ، حين قال إن التاريخ " يستيقظ " في غرف النوم !
دقات قلب المرء
إن دقات الجسد قد تكون أكثر دوياً من قرع الطبول : إنه يوليوس قيصر الذي قال إنه يرسم المرأة ، ثم التاريخ ، بالسيف . حتى انه كاد يبيع الإمبراطورية من أجل " المناطق الملتبسة " في كليوباترا . ونابليون بونابرت قال لجوزفين إنه يستوحي عبقريته العسكرية من جنون ساقيها . أما أدولف هتلر فقد فعل مثلما فعل الاثنان : " لا أريد أحداً ، سوى الشيطان ، أن يكون معنا " . ومنْ ذا الذي لا يتعاطف مع الملك إدوارد الثامن لأنه تخلى عن العرش من أجل امرأة مطلقة مرتين ؟ . قال إن نكهة جسدها أكثر جدوى من نكهة التاريخ . ملك بريطانيا تحوّل إلى دوق وندسور . لو بقي ملكاً لما تذكره أحد . وأيضاً من تراه ينسى هنري الثامن وهو " يبتلع " النساء ، ثم يقول للبابا إنه غير معني بما يقوله الكهنة ، وإنما بما تقوله دقات قلبه . فان غوغ قطع أذنه من أجل غانية ظلت تعذبه حتى استحال الى سراب . وفريدريك نيتشة ، الذي قال بـ " السوبرمان " ، كان يتمتع بمرأى النساء من ثقب الباب .. إذن ، الذين نظروا قبل سنوات بازدراء إلى بيل كلنتون ، ينظرون إليه بافتتان الآن بعد ما ذهب الى الظل .
الاعلام المتوحش
جنيفر فلاورز ، التي كانت تعمل مغنية في أحد الكباريهات ، تصف كلنتون بأنه " غول جنسي " . ظلت خليلته لإثني عشر عاماً ، كان خلالها : " نجم الفراش من دون منازع " . قالت : " أنا أعطيه ، من دون تردد ، تسعة على عشرة . وهو لم يكن يفكر إلا في الجنس . حتى إنه قال لي ذات مرة إنه يشعر بالهياج حتى وهو يلقي خطبة " .. وجوه النساء اللواتي أمامه ، وسيقانهن طبعاً ، كنّ يشعلن فيه الحرائق ! البيت الأبيض ظل يصف كل ما يقال حول الموضوع بالإشاعات ، إلى أن بدأت بولا جونز تفتح صدرها . قالت إنها في عام 1991 كانت تعمل في ندوة عقدت في أحد فنادق ليتل روك ، حين دعاها كلينتون للتوجه إلى غرفته : " .. واعتقدتُ أنه كان يريد أن يحدثني عن ترقية ، ولكنه فاجأني بكلام وكذلك بحركات جنسية ، بما يشبه الاغتصاب السيكولوجي ، وحاول ، بعد ذلك ، معانقتي وابتعدتُ ، لكنه لاحقني وراح يداعب ساقيّ . لكنني أفلحت في دفعه واتجهتُ نحو الباب ، فأمسك بي وأرخى سرواله وطلب منيّ " ... " فرفضتُ بشكل قاطع . أفهمني أنه يعرف كل رؤسائي المباشرين . وطلب منيّ أن يبقى الأمر بيننا " . أين وجه الشبه بينه وبين جون كينيدي ، الذي سبقه إلى البيت الأبيض بأكثر من ثلاثة عقود ؟ . ثمة ثلاثة رجال من حرس الرئيس الراحل يقولون إنه كان يكلفهم إدخال مومسات إلى البيت الأبيض . ولم تكن وسائل الإعلام بـ " الوحشية " التي عليها الآن ، لذلك لم يكن أحد يدري بلقاءاته مع مارلين مونرو ، مع أن مجرد دخولها إلى مكان ما ، فندق ما ، كان يهز الجميع . ولكن ألـم يصفق الأميركيون للرئيس الذي اتخذ من منزل توماس جيفرسون نقطة انطلاق لمسيرته نحو واشنطن ؟ ذلك الرئيس " الملائكي " ، والذي كان يدعو إلى الحب الحر ، لطالما تأثر بهذه العبارة في " نشيد الأناشيد " : " إنني جميلة وسوداء " . لم يتأثر فقط ، بل إنه أقام علاقة مع زنجية أنجبت له عدداً " لا يحصى " من الأطفال الذين ضاعوا في التاريخ . ولعل هيلاري كلنتون ، المفتونة بالفلسفة ، تتأمل كثيراً في هذه العبارة لإليانور روزفلت : " وراء السكينة ، ثمة شئ ما يحدث ضد السعادة " . ما هو ذلك الشئ الذي يحدث ضد السعادة بالنسبة لهيلاري ؟ الباحث السيكولوجي روبرت ويلمان يقول إن " ماضي كلنتون البعيد موجود في سرواله " ، مضيفاً على الطريقة الفرويدية ، بأن الرئيس : " أمضى طفولة غامضة ، وهذا ما جعله يهرب إلى جسده بتلك الشراهة . أجل ، الجسد كان الملاذ ، لكن اشتعاله بهذه الطريقة ما لبث أن تحوّل إلى كارثة شخصية " . الأمر مختلف تماماًً مع جون كينيدي الذي كانت سنوات مراهقته مكتظة بالفتيات الجميلات اللواتي كان يصطحبهن إلى المنزل . وعندما تزوج من الحسناء جاكلين بوفييه فإن جنونه بالنساء لم يتوقف أبداً . وحسبما يقول أحد شهود الزفاف فإنه بعد عام من الحياة المشتركة بدت " جاكي " كما لو أنها المرأة الوحيدة التي بقيت حية بعد كارثة جوية . وهذا لا يعود فقط إلى معرفة هذه الصبية الجميلة ، الآتية من ارستقراطية الساحل الشرقي ، بالعلاقات الكثيرة لزوجها الجذاب ، وإنما إلى أحاسيسه الجنسية العاصفة التي جعلتها ترتجف .. كلما دنا منها .
عشيقة ديغول
كيف يكون هناك رئيس ولا تكون هناك عاشقة ؟! . هذا ما يسأله الفرنسيون الذين يعتقدون أن كينيدي أو كلنتون قد أحسن صنعا ، وإنْ كان هناك مأخذ على الأول أنه دمّر امرأتين رائعتين : مارلين مونرو ، التي إذ ضاعت ارتمت بين أحضان شقيقه روبرت كينيدي ، وجاكلين كينيدي التي أرادت الانتقام ، ربما ، بالزواج من ناقلة نفط بشرية تدعى : ارسطوطاليس أوناسيس . والفرنسيون يقولون : إن لرجال السياسة سحراً خاصاً على النساء ، وسواء كان هذا السياسي نلسون مانديلا أم الملا عمر ( زعيم طالبان الذي حول نساء بلاده سابقا الى زنزانات بشرية ) .. عقدة المرأة هي الضوء .. حتى ولو كان في غرفة النوم . كل الملوك والرؤساء في فرنساء امتلأوا بالنساء . إذا أردتم أن تعرفوا اسم المرأة التي كان الجنرال شارل ديغول يضاجعها فهذا هو الاسم : فرنسا ! . جورج بومبيدو ، الرئيس الهادئ الغارق في الأرقام ، كان بعيداً عن لوثة الجسد . لكن الإشاعات التي وُصفت بالمصنّعة ، لاحقت زوجته كلود ، منذ أن كان في الماتينيون ـ أي رئيساً للوزراء في عهد ديغول ـ وذلك لقطع الطريق عليه والوصول إلى الإليزيه . لكنه وصل وأقفل بابه في وجه جميع الأشخاص الذين أظهرت الأجهزة الأمنية أنهم متورطون في تصنيع الإشاعة وترويجها. ليالي فاليري جيسكار ديستان كانت في إحدى الضواحي الريفية . الرجل الذي يمتلك عقلاً براغماتياً كان يتوهج مع المرأة في ذلك المنزل الخشبي القديم ، عندما يهطل المطر بغزارة . تلك المرأة قالت ، في وقت لا حق ، إنه كان يغتسل بالمطر وهو على الفراش ، وكان يصاب بهيستيريا حقيقية : كيف يفجّر المرأة التي بين يديه .. كلام كثير قيل حوله : علاقة مع الممثلة مارلين جوبير ، ومع المصورة المعروفة ماري ـ لورد دودوكير ، ومع كاتي روزييه وسيلفيا كريستيل التي عيّنها وزيرة لشؤون المرأة . فرانسوا ميتران يستعيد عبارة تاليران لأحد منافسيه : " إنني أعرفك لكنني لا أعترف بك " . لعل هذه العبارة حددت عكسياً علاقته بابنته غير الشرعية من آن بينجو . فقد اعترف بها رسمياً ، لكنه حاول أن يوحي كما لو أنه لا يعرفها . بقيت مازارين مجهولة إلى أن اشتد مرضه . في حفل تشييعه ذُهل العالم لمرأى الابنة غير الشرعية إلى جانب زوجته دانييل . كان الرجل يمتلك احتياطياً فكرياً يجعله يملك القدرة على القتال ضد الجفاف العاطفي ، فقليلاً ما تحدّث عن " قوة الجسد " ، لكنه قال : " إنني أرحل حيثما يرحل قلبي " .
حفريات الجسد والسلطة
الجسد والسلطة : إنه المسلسل اللامتناهي . بنيامين نتنياهو يعترف ، علناً ، بأنه كان على علاقة مع المرأة المكتنزة روث بار . وسلمى جمعة ، زوجة الرئيس الارجنتيني السابق كارلوس منعم ، قالت : " سبب شقائي معه أنه زير نساء . لكن المشكلة تبقى أفضل بكثير من أن أكون .. زيرة رجال " ! . اليونانيون يقولون إن مضيفة الطيران ديميترا لياني ، ابنة الخمسة والثلاثين ، هي التي" ضاعفت " عمر اندرياس بابانديريو.. مؤرخو الحقبة السوفياتية يقولون إن الشيوعية بدت كما لو أنها عملية فلسفية ضد الجنس . لكن حين كُشف النقاب عن الرسائل المتبادلة بين لينين وامرأة برجوازية تدعى إينيس آرمان ، كان الأسلوب المستعمل أقرب إلى لغة قيس ليلى ، أو جميل بثينة ، منه إلى أسلوب عمر بن أبي ربيعة وألبرتو مورافيا . كلمات قليلة قيلت عن غرفة نوم جوزف ستالين . والمؤرخون يهزأون هذه المرة ويقولون إنه كان يضاجع زوجته كما لو أنه يحاول اغتيالها . وحده ليونيد بريجنيف شذّ عن القاعدة وقال ، صراحةً ، للسفير الأميركي في موسكو : " إذا قررت أن أحتل أميركا .. فمن أجل ساقيّ أليزا بت تايلر ".. ! قرأتم " المسيرة الحمراء " لماوتسي تونغ . العجوز عاش قصة " لوليتا " بكل تفاصيلها . المراهقات الصغيرات يُعدن الشيخ إلى صباه من دون الحاجة إلى الفياغرا . الليلة الصينية جميلة ومطرزة بالتأوهات .
الساموراي ينتقم
إذن ، ما المشكلة إذا فعل كلنتون ما فعل ؟ الفرنسيون يسخرون من تحويل غرفة النوم إلى زنزانة . يستطيع جاك شيراك أن يلقي على مسامع عازفة الكمان السنغافورية الساحرة جداً ، فانيسا ماي ، بضعة أبيات لشارل بودلير ، فيهتز جسدها الآسيوي كما لو أن في داخله تنيناً صغيراً . طوني بلير حائر بين أن يكون جون كينيدي أو بيل كلنتون . يقال إنه على الرغم من الدم الانكليزي البارد منذ الخليقة ، " يضمحل " أمام النساء المتأججات . ولهذا ثمة من ينصح المفوضية الأوروبية بأن تبعث إلى 10 داوننغ ستريت بالممثلة الهائلة بياتريس دال ، التي تستطيع أن تقنعه ، أو ترغمه إذا ما استخدمت شفتيها ، بإزاحة الجنيه الاسترليني وإحلال الاورو . وفي المناسبة ، فإن بلير الذي يعاني من عقدة نقص حيال زوجته المحامية الشهيرة ، التي يتجاوز مدخولها بكثير مدخوله كرئيس للوزراء في حضرة صاحبة الجلالة ، أبدى إعجابه بفيلم " طوني " الذي قامت بياتريس ببطولته ، مع أن النقاد صنّفوه كعمل سينمائي وسط . لو ذهبت النجمة الفرنسية إلى مكتب طوني بلير ، واسم فيلمها زاده تعلقاً بها ، لاندلعت الحرب الأهلية في بريطانيا ،، فالكثيرون يقولون إن زوجة بلير تشبه المرأة الحديدية مارغريت تاتشر ، أما هو فيشبه .. فنجان الشاي البارد . هل تعلمون أن عدد الساسة اليابانيين الذين تورطوا في فضائح مالية منذ العام 1965 وحتى عام 1995 بلغ 24 سياسيا ، ثلاثة وعشرين منهم ، فقط ، فعلوا ذلك للإنفاق على فتيات الجيشا الشقراوات . أجل الشقراوات الآتيات من لوس انجلس وسان فرانسيسكو .الساموراي ينتقم ،الآن ، بهذه الصورة ما دام الجنرال دوغلاس ماك آرثر منع سكان الأرخبيل من استخدام حتى السكاكين في المطبخ . ثمة سلاح أمضى يستخدمه اليابانيون .. مع الأميركيات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا التحقيق أنجزته للمجلة الكويتية التي انتقلت للعمل بها، غير أن رئيس التحرير قام بتعطيله بحجة أن فيه " قلة حيا " لا تليق بشهر رمضان الفضيل (كل عام والجميع بخير ) ، ولم يوضح ان كان سينشره بعد رمضان أم لا .. وعزّ علي المجهود الذي بذلته فيه فرأيت نشره بينكم في الحوش .. السمندل (عدل بواسطة السمندل on 10-21-2003, 12:01 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|