تموليلت: سيرة وحَجَر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 11:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2006, 07:41 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات (Re: محسن خالد)

    ..



    Quote:

    طورانيةُ التلَقِّي



    ورد في الطَّوْر (إنَّا خلقناكم أطواراً)، أي الإنسان كمبتنى فيزيكي خُلق من سلسلة من الأطوار التركيبية وكذلك من سلسلة طورانية أخرى –غير المبتنى الفيزيكي- تقوم على فضاء هذا الخلق الطوري ووراءه.
    ما يهمنا هو هذه الطورانية المتعلّقة بفضاءات أخرى غير بدنية -جسمانية، أو المتعلّقة بالمخيّلة والدماغ والحس، مع ملاحظة أنَّه لا بد من الانتباه للختل الذي تتضمنه هذه الكلمة العربية –الحس- لأنها تجمع بين دلالتين متناقضتين في ماعون واحد، فهي أحياناً تستخدم بمعنى الحس –الملموس، أو الاختبار الشكلاني كما أوضحنا ذلك في "شكلانية الأُسس"، الذي يتم باليد والأنف واللسان و.. إلخ، وأيضاً هي تستخدم تارةً بمعنى "الحدوس"، أي ما هو حصيلة لتلقي غير اختباري شكلاني، بمعنى أنّه يتم بأدوات تقبع وراء الحواس، بعكس معناها الأول الذي يتم عبر الحواس ومن خلالها.
    فالتلقي في إجماله ينبني على أطوار، تتحكّم فيها ميكانيزمات كثيرة، منها ما يتصل بالطور الفيزيكي العادي، بمعنى قدرات الدماغ كمشين لها وظيفة تقوم بها، بناءً على قدراتها وكفاءتها كمشين، أي ما لا يستطيع البشري أن يتحكم فيه لأنّه الأُعطية الجَبْرية التي تلقاها من خلال خَلْقه المبتني، الذي لا يد له فيه، وليس بوسعه تحريكه إلا في حدود يسيرة، لنقل إذن إننا نؤمن بتواضعات علماء النفس وجداولهم حول الغباء والذكاء، العبقرية والتخلّف والوسطية.
    أما الفضاءات الأخرى، التي بوسعنا كبشر التحكم فيها، التي هي قابلة للترويض والتدريب، وأيضاً للإسراع فيها بالانتقال من طور إلى طور في التلقي، فهي الأساس لموضوعنا الحالي، ولهذه المفاكرة.
    فالمخيّلة قابلة للتدريب والتوسعة، إن لم تكن تعاني من ضيق في ماعونها الأساسي "الأُعطية"، وكذلك الذاكرة قابلة للتدريب والتوسعة إن لم تكن تعاني من تشوهات ما، وبوسع العطالة فحسب أن تملأها بالقروح والتشوهات، فالتدريب الملازم والمثابرة يمنحان القدرات الخفية في الإنسان استعدادها الدائم، وخصيصتي التوثّب واليقظة.
    في ماضي بعيد، كانت "دجاجي يلقط الحبَّ، ويجري وهو فرحان" طوراً من أطوار التلقي السمعي الجمالي –فيما يخص الشعر، وكانت تلك "السحلية" الملوَّنة في كُرَّاسة العلوم بألوانها النازَّة من الأطراف، تُمَثِّل لنا قمة الذائقة التشكيلية، التي هي في الحقيقة وبالتمحيص، كانت حادثةً درامية مركّبة تناسب ما كنا فيه من طور أكثر منها واقعة تشكيلية، أو حتى فكرة لها علاقة بالتشكيل، وهذه هي الفكرة من ناحيتها –الدرامية- غير البصرية بمعنى التشكيلية إطلاقاً. ففي تلك السن ذات الاستعداد الدرامي بامتياز، المفتقرة للتحليل الجمالي والاختبار كأغلب ما يكون، "دجاجي يلقط الحبّ"، كانت بالضبط هي: دجاجتنا الواقعية، أو دجاج الجيران في حال انعدام الدجاج بيتياً، يجري في الشارع ويجري في الشعر بالساق نفسها، ولا دخل للمخيّلة ذات القدرات هنا بأي صفة من الصفات التي تقود إلى "الاستيعاب" أو إلى أي "مُتَعٍ" مجاورة. هنا الارتهان التام لعنصري "المطابقة" و"النقل للصورة من خارج "الكلمات –النشيد" أي من قفص الدجاج إلى النص، أو العكس.
    وحين نقوم بتلحين النشيد عينه "دجاجي يلقط الحبّ"، نقع من الناحية الأخرى، في دراما الموسيقى والطرب الغريزي والبدائي البحت –إن جاز التعبير، ما يقع في حارة "الوَجْد" وليس "السَّماع"، وما يبعد عن تمايل شخص ناضج مع غناء مصطفى سيد أحمد بما لا يقاس، لأنّه ما من مسافة بين هذا وذاك، فكل موضوع يقف على كوكب خاص به.
    هذا الطور، طور دجاجي يلقط الحبّ، نحن قفزنا إليه عمداً فوق عدّة أطوار غيره، تبدأ منذ كان الإنسان شجرة، بمعنى كائن حي غير متواصل مع غيره من الكائنات، إلى أن يترقى قليلاً ويبلغ طور التواصل بمعنى "الاستجابة فحسب" للعالم الخارجي، مع كل القصور في "التفاهم" معه، أي العالم الخارجي. وهذا هو طور أن تقول للطفل: إييشششك، ياااااك، تكننو ننو، فيضحك الطفل ويقرقر وتُبرق عيناه، مع تمام اللافهم والقصور في التواصل، عدا عبر هذه "الاستجابة" المبهمة، والميّتة دون شك.
    الأطوار هذه تختلف –بالضرورة- من شخص إلى آخر، والانتقال عبرها يتم بسرعات متفاوتة دون شك، كما تُحَتِّم "قدرات المشين الأُعطية" أولاً، وكما يمكن للتجربة والبيئة التأثير القوي عليها ثانياً، أو إجمالاً عبر التلقّي موضوع حديثنا.
    لذا من باب –الافتراض- والقياس الزمني مع مراحل التعليم المدرسي، باعتبار "المدرسة" الجهة الأكثر اهتماماً بترقية الإنسان والانتقال به من طور إلى طور، وباعتبار أنَّ النظام المدرسي نفسه هو النظام الوحيد والصياغات "الطورانية" الوحيدة، التي أُسِّست على مفاهيم "الأطوار" هذه، إذن يجوز لنا أن نخوض جزافاً ومجانيةً في طور "يا جارة الوادي طربتُ وعادني ما يُشبه الأحلام من ذكراك"، قلنا جزافاً ومجانيةً لانعدام المعايير الدقيقة التي يمكننا من خلالها دراسة هذه الأطوار وتمرحلات الكائن نحو كائن آخر أكثر تطوراً على الدوام، فأهم خلاصات الفكر الوجودي، أنَّ الوجود سابق على الجوهر، إذن "وعي الكائن" يظل على الدوام مسألة في مستقبل أيامه وقابلة للتبدّل والتوسّع، ما يفترض بكل وضوح وليس –ضمنياً- الطورانية، وما لا يضع سقفاً نهائياً للأمور إطلاقاً. ولكن هذا فيما يخص الأشخاص الذين لا يعانون من أي إشكالات في "الأعطية المشين" إذ تبقى حقيقة أنّ هذه المشين يمكنها أن تخذل الكثيرين ممن يعانون من عُطب "ما" فيها، أو أولئك الذين سيعانون من نموها البطيء أو حتى توقف هذا النمو نهائياً لدى طورٍ من الأطوار، والانتهاء إلى كائن متشكّل القدرات على نحو نهائي وحاسم.
    طور "يا جارة الوادي" هو طور من صميم التواصل مع الخارج، هذه مسألة واضحة، ولكن من خلال ضباب "الرومانس المستحكم"، قلنا المستحكم لأنّ هناك طور الرومانس "الخافت"، والمستحكم ميزته أنَّه يشارك في الوجود كمندهش به أكثر منه كمتصفّح له وكمُخْتَبِر، أو حتى كراغب في تبديله، هو طور "شرنقة الوعي"، وهذا لا ينفي أنَّ هذا الطور هو نفسه الذي يصبح بوسعنا فيه ملاحظة أنّ أختنا "فلانة" أو أخانا "فلان" هو ثرثار أو هي أنانية ومجمل مثل هذه الاكتشافات التي بالتحري عنها، نكتشف أنها إما بيتية أو تقع في حقل الصداقة أو الزمالة أو.. أو... إلخ، مما هو حميم ولصيق ويتحتّم كشفه، وتبقى خلاصة أننا نتعامل معه كشيء "درامي" أيضاً، بدون حساسية أو ثورة ضده، من أجل رفضه أو تبديله.
    طور "يا جارة الوادي" هو في أساسه طورٌ عاطفي، ما يستدعي نمو أشكال خارجية له، تتلخّص في "قبول الوجود" على نحو "رومانسي" مسالم، فيه نتعرّف على الحب دون تشريح لماهيته أو ماهية المحبوب، هنا المحبوب محبوب بدون مقاييس، فهو طور "خاضع" وغير ثوروي، أي غير حالم بتبديل شيء، إنما هو مُسْتَقْبِلٌ أو ممتصٌ للوجود "كأمنية" وليس كموضوعة يمكن الحصول عليها "كاش داون" ووفق ما نحلم، بل وفق ما هو الوجود كائن وما هو متاح.
    هو الطور نفسه الذي لا نشعر فيه بالفقر وبالظلم وبالمرض كما يجب، بل ويدعمه البناء الفيزيكي بقوة الجسد لدى هذا الطور، فمن جهة البناء الداخلي لا يستطيع اكتشاف قبح العالم ولا نقده، ومن جهة ثانية البناء الخارجي بوسعه تحمّل الجوع والبرد والتعب والمهانة بشكل عام مع تسامح كبير، هذا هو الطور المسيحي إن شئت.
    التلقي الجمالي البصري فيه، يميل إلى الزخرفة، إلى ما هو متنوع وقارّ –استاتيكي- لا يجنح إلى التجريد، يحب أن يرى الصور فوراً، بحيث لا تُحْدِثُ له ربكةً داخل الصور الهشّة والطفولية التي يحملها بداخله وهي صورٌ خالية من الصراع والاحتمالات. لذا يمكنك أن تقول إنه يحب معارض "البورتريه" الأكاديمي، ستعجبه الموناليزا جداً، خصوصاً لو ثَقّفته بفكرة ساذجَة مفادها الانتباه إلى أنّ "الموناليزا" –المرأة الجميلة- من جميع الزوايا تراها تنظر إليك، فصاحب هذا الطور في قاعه مسكونٌ بأن ينظر إليه الجمال من كل ناحية، لا يُريد أن يرى القبح بتاتاً.
    أما التلقي الجمالي السماعي، فهو لن يميل إلى موسيقى معقّدة، سيرتاح إلى الأورغ أكثر، ولن تعجبه الأوركسترا لدى هذا الطور مطلقاً، لن يذهب أبعد من حيدر بورتسودان ومغنيي الأورغ –الحالمين- مهما اجتهد، وإن كان مجدَّاً للغاية فسينتهي عند أوركسترا "مصطفى مضوي" والواضح جداً من أعمال "إسماعيل حسب الدائم" و"صلاح مصطفى" و"صلاح بن البادية". مع وضع أصوات المغنين نفسها في أطوار، فهذا الـ"يا جارة الوادي" يميل للرقة، وللأصوات المنسابة والعذبة، الخشونة لن تغريه بأي حال من الأحوال، وسيعافُ بالتأكيد أصواتاً مثل "محمد الأمين" وحتى "الباس بارتون" مثل "مصطفى سيد أحمد"، لأنّ الجملة الغنائية مبدئياً وكجملة سابقة للجملة الموسيقية –بداخل مخيّلته- ستزعجه بعامل التأمل فيها قبل الطرب لها.
    في ناحية المسلسلات والأفلام، هو يُحب ليس النهايات السعيدة فحسب، كما يمكن توقعُّ رغبات أطوارٍ غيره، بل أيضاً يحب مبدأ الاعتذار والإحساس بالذنب من قِبَل الشخصية الشريرة، هو لن يفضّل كثيراً النهايات التي تَنْشَّل فيها شخصية الشرير و-يتلوي بوزها- أو تعمى وتُفلس وينتهي مفعولها السلطوي، أبداً، هذا يناسب أكثر طور الرومانس "الخافت"، أما "الرومانس المستحكم" فهو سيفضل تلك الشخصيات التي تبكي في النهاية وتعتذر وينصلح حالُها، هو يؤمن أكثر بمبدأ الإصلاح عن إيمانه بمبدأ العقوبة، الإيمان بالعقوبة يليق بطور "الرومانس الخافت". فالرومانس الخافت هو خطوة أكثر تقدمية ناحية إصلاح الوجود بطريقة واعية وواقعية وتضع الخلل الذي لا يمكن إصلاحه في اعتبارها.
    لدى هذا الطور لا يمكنك التوصل إلى أي القراءات النصوصية تناسب الرومانس المستحكم إن لم تذهب في اتجاه المنفلوطي وشاكلته على نحو أساسي. ولن تجد أبداً كُتّاباً خشنين، كحال الوجود، مثل دستوفسكي، شكسبير، جيمس جويس.
    بالنسبة لهذا الطور أساس وقوع الأحداث لديه هو "المجانية" و"الساااكت" لذا أول ما سيقرعه على رأسه ويدفعه خطوة ناحية "الرومانس الخافت" هو اكتشافه إلى القانون الرئيس في الوجود، وهو حدوث الأفعال لمُبَرِّر ما، يمكن تعيينه، أي اكتشافه لقانون "السببية"، فهو لعامل سنّه وخبراته لم يلاحظ في السابق، وسيكتشف في اللاحق، أنّ خيالاته وتصوراته كانت تتم عبر حراكه –المدفوع ثمنه من قبل جهة ما- في الوجود، تجاه الوجود الذي سيتأكد من كونه لا يتم فيه شيءٌ إلا بناءً على العوامل المادية –للأسف- سينتبه لأول مرّة بأنّه لا يستطيع أن يركب البص بدون مقابل، ولن يحصل على الآيسكريم إن لم يتصرف مع مصروفه بسياسة ما، وأنّ الدراجة التي اشتراها له والده، تم شراؤها مع خصيصة قابليّة إطاراتها لأن تُعطب، ولأن تحتاج لبالون داخلي جديد. هنا سيتم له التطور نحو رؤية للوجود و-للتلقي- تبعاً لذلك، أكثر أصالة من سابقتها.
    هذا هو طور "لا بد لهذا الليل أن ينجلي، ولا بد لهذا القيد أن ينكسر"، البصر أو التشكيل ضمناً سيذهب في اتجاه صور البؤس الوجودي والإنساني، هنا سيصبح بوسعه تقبّل المشردين في اللوحات والسلاسل والزنازين، مع لطخات من ألوان غير مفهومة، ومن ظلال، سيقبل المعقول جداً من التجريد في السينما والموسيقى والنصوص، وربما يعلّق بورتريه لجيفارا في دولابه أو غرفة نومه، وهذا الطور لصيق جداً بالطور الذي يليه، وهو طور "النضج السلبي"، النضج الذي يفهم فيه الكائن الوجود وإن كان لا يسعى فيه نحو الأصالة وتنقية الشخصية من الشوائب المجتمعية، واستيلاد الخصوصية الفردية، وربما هو لخوف باطني من الانفلات أو كنتيجة للمقدرات الطبيعية التي يمتاز بها الكائن "الأُعطية"، فلدى هذا الطور الأمور مختلطة كثيراً، وتبعاً لذلك يضطرب -التلقي-، ولا يمكن تمييزه أو تقديره كما أرى، وربما 70% من سُكّان السودان –المتعلّمين- يقبعون لدى هذا الطور، حسب تقديري أنّ نوعية النضج السوداني فصيلٌ من فصائل "النضج السلبي"، الذي يكسل عن النقد والتمحيص والاختبار والمماحكة مع الوجود. والتلقّي هنا ربما تقع في دائرته النصوصية الشعرية أعمالٌ كالتي ينتجها "الكتيابي"، "معز عمر بخيت"، "روضة الحاج"، كأعمال تحتفظ بموسيقى مهدهدة، وإن كانت لا تتميز بالحفر وأصالة الأسئلة الفنيّة أو غير الفنيّة، فالمخيّلة هنا تُدخل القليل جداً من التلوين على الصور، أما السبر العقلاني فهو منعدمٌ بالأساس، والتركيز يتم أكثر على التفعيل العاطفي، والشعري البنائي "الدرامي"، بمعنى التزويقي السطحي،.. أو حتى في ناحية أخرى، مع القليل من التفاوت في توجهات الشخصية الأيدلوجية أو –لاختلاف التلقي الثقافي، بمعنى البيئة، يمكن للتلقي أن يتجه –مع زيادة التلوين في الصور- نحو "محجوب شريف" أو "محمد الحسن سالم حمّيد" أو "القدّال"، فالأمور هنا لا تخرج عن أصوات البيئة و"الهدفية" كثيراً، والتلقي هنا يهدف بشكل أساسي نحو "العزاء" وما هو مجتمعي، غير مستفرسٍ وضارٍ وغريب، أي غير متجه ناحية الفنون في تكريسها، وإنما في درجات توظيفها والخطف منها بأضعف المخالب.
    هذا الطور يمكن تصنيفه بالطور الجيّد، وإن هو ليس بالطور الصحي تماماً لشخص يُريد أن يضيف للمجتمع أو يحذف منه، بمعنى غير الرسالي، أو الأيدلوجي، الحزبي، أقصد التفتّح في المجال نفسه وترقيته كمساهمة أصيلة من الفرد في الوجود وليس في الحياة المجتمعية، فشاعر كمصطفى سند سيكتب ديواناً مثل "البحر القديم" وغداً يكتب قصيدةً عن "توريت" أو "استشهاد وداعة الله"، و"صلاح محمد إبراهيم" سيعود من منفاه دون "الحاجَّة ست الفول"، وإلى آخره مما يعزّز رؤيتنا بخصوص "النضج السلبي".
    وهذا يتم لأنّ المتلقي أيضاً هو متلقٍ سلبي، ولا ما نع لديه من أي تنويعات غير منطقية، وهو الطور نفسه، المناسب لسماع ود الأمين ووردي والكابلي، على حسب مخلّفات الطور الرومانسي في الشخصية.
    لدى هذا الطور -التلقي البصري، التشكيل، يكون على حسب القراءة، فالشخصية هنا تتميز ببعض القراءات والنضج، لذا حين تقرأ عن الأعلام –المشهورين- من أئمة التشكيل، مثل سلفادور دالي كأشهر ممثل للسوريالية، أو سيزان ومونيه كأشهر ممثلين للانطباعية، أو رامبرانت كممثل للواقعية –الفَجَّة، "الفجّة" هذه من عندي- أو بيكاسو وتكعيبيته فشخصيات هذا الطور تستطيع بالفعل وليس نفاقاً، أن تُعجب ببعض هذه الأعمال، وأن تتواصل معها، وإن بشكل سطحي في أغلب الأحايين. والأمر يختلف قليلاً مع النصوص، بحسبان أن ثقافة النص أيسر وأكثر انتشاراً من ثقافة التشكيل، هنا تجد ماركيز والطيب صالح وإيزابيل الليندي كجماليين متينين، وأيضاً نجيب محفوظ ووليم فوكنر وجورجي أمادو كجماليين كلاسيكيين، شخصيات هذا الطور لديها القدرة على تقبل ما هو مشهور ورائج، والولوج إليه وتحصيله، ولا أدري لماذا؟
    هذا الطور في المسلسلات والأفلام سيحبّذ أعمالاً لرجل مثل أسامة أنور عكاشة، فهنا الكثير من الموضوعية المشهدية، أو ما يمكن إيهام المتلقّي بكونه قضايا، كما أنَّه يمثّل حظوةً ما وخصوصية، في تقديري أنّ أعماله تناسب طور النضج السلبي أكثر من غيرها، خصوصاً أعمالاً ذات ادعاءات فكرية مثل أبي العلاء البشري. أما بخصوص الأفلام فهذا الطور سيميل ناحية السينما الأمريكية بشكل خاص، وستعجبه الأفلام –الملحمية- وأيضاً الأفلام ذات الطابع الخاص بسيرة النضال والنجاح مثل "محمد علي كلاي"، أو "ذهب مع الريح"، "سبارتا كوس"، كنماذج لأفلام كلاسيكية.
    في تقديري أنّ هذه الإشارات كافية لأنتقل إلى "طور النضج الإيجابي" نادر الحدوث في بيئة مثل المجتمع السوداني، السوداني يميل لتقبّل الأشياء سماعاً، ضعيف من ناحية اختبارها شخصياً، والتأكد من جدواها ومآلاتها، هذا طور بكل صلف دعنا نقول إنه يخص فصيلة قليلة –جداً جداً- و"مبدعة" بحرفية الكلمة، بمعنى أنها قامت بالتطهر أولاً من نظرتها السودانية –الداجنة- للوجود، وقامت بتبديل كل الأعراف في مخيّلتها أولاً، ثم سعت إلى تحقيقها على أرض الواقع بكل شجاعة واندفاع، دون خوف من التحطم أو الغرق أو الضياع، ودون الارتهان لأي أيدلوجيا ما، أي بكل مجانية وطيش مفيد، إن جاز التعبير. هذا فيما يخص الكشف أي التقدّم على نحو ابتكاري، وأنا لا أُميّز المتلقين من هذه الفصيلة عن المبدعين، فهم يلتقون لدى رؤى واحدة إلى العالم والنَّفْس البشرية وما يجب أن تكون عليه الحياة وما يجب أن يصاغ عليه الوجود.
    وهم يتواطؤون على خيانة العالم القديم في كل لحظة وهدمه، مبدعون ومتلقّون، التلقي هنا لا يمكنك تسميته إلا إبداعاً، ولا يمكنك الاقتراب منه إلا كحرفة ومهنة من مهن الدماغ العظيمة، فالتلقي بالأساس لدى هذا الطور يقوم على الاختبار والنقد والمساءلة والتقصي، وما من شيء يتم تقبله جزافاً أو مجاناً، وهذه هي عين النظرية الإبداعية، فالمبدع النحات يخلق عالماً مختلفاً لأنه يمتلك تصوراً مختلفاً لأشكال الأشياء، مثلما هو المبدع المصوّر والراوي، كلاهما يتأمل في الواقع المُعْطَى، فهو لا يستخدم طريقة الإنقاص والإضافة، بل عجن المشهد من أول وجديد لإعادة خلقه، في عمل فني جديد كليةً وبتلوين آخر. والمتشددون من أهل الفن في هذه الأنحاء –وأنا منهم- بخصوص الأدب مثلاً يرفضون الماضي بكل آليات عمله، حتى الفنية، كالتناص مثلاً، ففنان أصيل كبشرى الفاضل يعاف حتى "التناص" بمفهوم أنَّ الكتابة فعل فردي، ولا يجوز تربيته مشاعياً، أو السير به وفق دروب سار فيها آخرون، ما يجرّه للجماعية والتكرار دون شك، وما يعني بالضرورة قهر عامل الابتكارية الجذرية والتجديد فيه. فإيجاد مرتقيات جديدة للكتابة أفضل من توسعة أخرى قديمة.
    يصعب لدى هذا الطور رصد المحدّدات الفنية لديه، أو حتى طريقة العيش بالنسبة لهذه الكائنات كمخلوقات تميل إلى التجديد والتنويع والتلوين في كل ثانية، المزاجية الحصيفة والناقدة ربما تصلح كوصفة لهذا الطور أكثر من غيرها، والفلسفة متاعٌ أساسي يحمله هؤلاء -"الناضجون الإيجابيون"- في مواجهة ظروفهم، وكاختيار في تلوين تلقيهم لمجمل الوجود، أي هم يختارون نظرتهم، ولا تُملي عليهم الصور صورتها.
    هؤلاء هم من يمكنهم اختبار الحداثة وتجريبها قبل الوقوع تحت رحمتها كـ"متلقين لها" بكل أُعطياتها، وهم بالقطع لا يعانون من عُطب في "الأُعطية الجبرية"، نظراً لسيرهم حتى هذه النقطة وبلوغها معافين ودون مشقة وفي الـfit time.
    مع هذه الفصيلة لن يمكنك تقديم "الإسكتش" على أنَّه مسرح، ولا تقديم جماعة "تيراب" المسرحية –تسميةً، على أنَّها مسرحٌ "واقعيٌّ وفعلي" وبوسعه منافسة مسرح "أنطونيو إسكارميتا"، ولا تقديم النكات اللفظية و-تجريدية الأصوات- المجلوبة من طور "الإنسانُ في مقام الشجرة" على أنها "سخرية"، ولا حتى تقديم الصور الشعرية في خامها الموسيقي، كألاعيب أشعار ضعيفة ومجاورة للطفولة، من أمثال بهلوانيات "روضة الحاج" و"غنائيات الكتيابي" و"لا فقاريات معز عمر بخيت" و"مراهقات نزار قباني" على كونها شعراً، هنا تحتاج لوزن ثقيل، ولعقول مفتولة العضلات، كـ"أوفيد"، "بابلو نيرودا"، "أكتافيو باث"، "ديريك والكوت" أو على نحو محلي كـ"الصادق الرضي" و"عاطف خيري"، هنا تتبدَّل أقانيم كل ما هو متوفِّر ويُرَوِّج له الإعلان، إلى مأخوذات ما تم اختباره وتعيينه بدقة ووعي كبيرين.
    في تصوري أنّ الكُتّاب السودانيين السالفين، أمثال صلاح أحمد إبراهيم وعلي المك والمهدي المجذوب هم كُتّابٌ راجوا دون أن يُقرؤوا فحسب، وإن قُرؤوا لما راجوا، ولا يمكن تقبّلهم إلا على نحو "غفران تاريخي" كروّاد، كما قلنا مع مسرح الفاضل سعيد، أما الريادة بمفهومها المتحقّق فعلاً فلا يمكنك أن تتسامح فيها مهما كنت كريماً إلا مع أسماء أخرى يقف على رأسها الطيب صلاح ومحمد عبد الحي وبشرى الفاضل، -أعني من يمكنك الاطمئنان إليهم بكل ثقة كسولة-.
    بوسعك مع هذا الطور تقديم معرض بورتريه لـ"لوسيان فرويد"، لطخة لون من هنا ولطخة من هناك، والوجه يحضر في كامل دلالة اللاصور واللاتشخيص، واللاتعيين، أما البورتريه الأكاديمي فسيبدو كموضوع فقير، وفيه الكثير من المكاشفة المملّة، والتدخل في شؤون كاميرا الفوتوغراف.
    الناس هنا تبحث عن لوحاتٍ ربما تقابلها في القيامة –المستقبل- وليس عن صور "هشّة" من –ماضي- الطفولة. تبحث عَمَّا هو دينمايكي فَوّار، وليس عَمَّا هو استاتيكي محدود من طبع الرومانس المستحكم.
    الأغنية هنا مجرّد جنوح وتوق إلى التحليق بعيداً وفي فضاء الموسيقى، مع كلمة نافذة وكل ما يمكن توفره من تلوين موسيقي، فالهدهدة وأغاني "Loulli bye" التي جاءت منها أغاني "اللول اللول، والنوم النوم، بكريك بالدوم"، ليس في وسعها جلب النعاس والطمأنينة لشخص ناضج بشكل صحي.
    مع هذا الطور يمكنك النظر إلى رسوم فنّان ربما يحلو لك أن تصفه بـ"النزق" أو حتى "الشرير" مثل حسن موسى بواقع كونها كاريكاتوراً فحسب، لا يُحصحص ولا ينظر إليه إلا في واقعه المتعيِّن هذا، وليس في إطار الزعل، وما دورُ الكاريكاتور سوى تبشيع الواقع ورصده من زاوية القبح، أو تظهيره وتحميضه في معمل القبح، أيصنع الكاريكاتور مثلاً للإشادة بمنجزات الناس؟ بأشيائهم الجميلة!؟ أبداً، إنه الصنيعة التي تنجح بدرجات أشد كلما ألقمت الناس جبلاً وليس حجراً، لا مساومة بحوزته إطلاقاً، فهو الفن المعني بالنقد –الجارح أو الجاد- فحسب، ولذلك هو يقع بتمامه في طور "النضج الإيجابي"، النضج الإيجابي تنطبق عليه مقولة حذيفة بن اليمان، الذي كان الصحابة يسألون الرسول من –طور الرومانس- عن الجنّة، أي ما هو جميل وفردوسي عن فُرُشٍ موضوعة ونمارق مصفوفة، أما هو فكان يسأل عن –جهنم- ما هو قبيح و"نقدي"، ليتجنبه.
    ولكن إن كان التفهم لهذا الفن، من جنس تفهّم الديكتاتور –الرومانسي- ياسر عرفات، فلا بد أن تملأ الجبخانة صدر "ناجي العلي"، ولا بد أن يُقتل "حنظلة"، وليس "تفاحة" كما يمكن أن يقترح صاحب "رومانس مستحكم".
    المسافات بين هذه الأطوار مختلفة الأبعاد، والكميات، والأسفار، وأساس التنقل بينها هو الرغبة في التنقل بالأساس، إن لم تكن تعوِّق الشخص ظروفٌ بنائية ومتعلّقة بقدرات "المشين: الـgift ، أو برحابة المخيّلة وسعة التصور. بالنسبة لأصحاب "النضج الإيجابي" فالأمور واضحة ولا تحتاج إلى كل هذه "المعاتلات" الفكرية والنظرية.
    وبالإجمال يمكننا القول، بوسعك أن تتلاعب في الساحة الفنية، أو التلاعب في أدوات الإعلان كيفما تشاء، ولكن تظل ساحة "النضج الإيجابي" ساحةً مملوكةً لوعيها، ولأهلها ومتلقيها، عن كامل القصدية والتعيين والوعي، وبعيدةً عن متناول أي تزوير أو تزييف.
    وكخلاصة إجمالية لهذا المرسوم الطوراني –الافتراضي- هل من حق طور الاعتراض على غيره من الأطوار؟
    ليصبح بوسعنا –بعد ذلك- الشروع في الإجابة على نحو لا يُبرّر للصراع بين هذه الأطوار بقدر ما يرصده، ويقف عليه من باب استكناه ميكانيزماته وتحليلها، في الغالب "الأطوار الهشّة والبرايمري خالص" لديها احتجاج على أي نمو يتم لاحقاً، فيما بعدها ومتجاوزاً لها، وهذه المسألة يمكنها أن تتم أيضاً على نحو تاريخي حتى بين منتسبي الطور الواحد، لأنّ النمو على الدوام نحو -لانهاية- تقبع في المجهول سيظل النقطة الأبدية التي تحافظ على بقاء الاختلاف والطورانية نفسها، فالزمن بمفهومه "الثري" وليس التجريدي، أو الزمن المُغَذَّى بخبرات الحركة والتجارب –المتبدّل- وما هو دينمايكي، المغذَّى بالتأثّر أو بالتلقّي –المفردة التي اخترناها لتعنون الموضوع- سيصبح بوسعه التطور داخل طوره الواحد –الإيجابي- إلى "خواتيم العمر"، لاحظ أنّ أي كائن حي محكوم بـ"العمر" وبفترة صلاحية معيّنة، ولذلك يقول الله بشكل حاسم، وبشكل يؤيد ما ذهبنا إليه من الطورانية "كلُّ يومٍ هو في شأن"، فالتبدّل اللانهائي –الطورانية الأبدية- هو الميزة الحاسمة للإله، لأنه غير محدود بـ"عُمُر" أو صلاحية.
    إذن لا بدّ من اشتجار الأطوار البرايمري مع الإيجابية، بالنسبة للأطوار للبرايمري الصراعات من قبلها تقع بناءً على خوفها من أن يتم تجاوزها ومحوها، أما بالنسبة للإيجابي فهو ينظر إلى المسألة كدور لا بدّ له أن يقوم به باتجاه التغيير والإسهام في التطوّر والتحديث.
    (كلُّ يومٍ هو في شأن).
    محسن خالد - أبو ظبي



    ..
                  

العنوان الكاتب Date
تموليلت: سيرة وحَجَر محسن خالد01-10-05, 01:46 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات المعتمد01-10-05, 11:07 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات خالد أحمد عمر01-10-05, 11:58 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات مصطفى عجب01-11-05, 00:10 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:25 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:26 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:26 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:28 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-11-05, 00:18 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات عاطف عبدالله01-11-05, 00:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات بدري الياس01-11-05, 05:04 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-11-05, 08:45 AM
          Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-12-05, 05:50 AM
            Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات أسامة معاوية الطيب01-12-05, 10:26 AM
              Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Abo Amna01-12-05, 04:25 PM
            Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-16-05, 11:27 PM
  تيموليلت محسن خالد01-13-05, 03:31 AM
  البيضاء هشام المجمر01-13-05, 05:21 AM
    Re: البيضاء حبيب نورة01-13-05, 06:00 AM
      Re: البيضاء محسن خالد01-13-05, 12:13 PM
        Re: البيضاء bayan01-14-05, 01:35 AM
          Re: البيضاء sympatico01-14-05, 03:48 AM
            Re: البيضاء Tumadir01-14-05, 04:15 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات fadlabi01-14-05, 04:29 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-14-05, 09:29 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات صلاح نور01-14-05, 10:29 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات TahaElham01-14-05, 10:50 AM
  ندعو لك بعاجل الشفاء هشام المجمر01-15-05, 01:56 AM
    Re: ندعو لك بعاجل الشفاء عاطف عبدالله01-15-05, 07:45 AM
  محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة هشام المجمر01-15-05, 10:02 PM
    Re: محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة bayan01-15-05, 10:48 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-16-05, 11:40 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 08:44 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات bayan01-17-05, 09:16 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Isam Widaa01-17-05, 09:38 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 09:46 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Fadel Alhillo01-17-05, 09:34 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-17-05, 09:45 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 04:20 PM
  تيموليلت: يتسلسل محسن خالد01-17-05, 04:36 PM
  حسناء هشام المجمر01-17-05, 10:25 PM
    Re: حسناء محسن خالد01-18-05, 03:28 PM
  يتسلسل محسن خالد01-18-05, 03:38 PM
  (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) محسن خالد01-19-05, 10:06 AM
    Re: (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) عاطف عبدالله01-20-05, 09:00 AM
  (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) محسن خالد01-20-05, 06:36 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-20-05, 11:37 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-21-05, 04:06 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-22-05, 06:18 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Sabri Elshareef07-16-06, 10:12 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات عبدالله الشقليني09-25-06, 06:06 AM
  يتسلسل: تيموليلت محسن خالد01-22-05, 10:01 AM
    Re: يتسلسل: تيموليلت شادية عبد المنعم02-28-06, 05:41 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات AlRa7mabi01-22-05, 11:06 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-22-05, 01:43 PM
  زوغة حلوة هشام المجمر01-22-05, 11:11 PM
    زوغة حلوة محسن خالد01-24-05, 04:53 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-24-05, 09:46 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محمد خليفة محمد جميل01-24-05, 02:22 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Ishraga Mustafa01-24-05, 03:58 PM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات yumna guta01-24-05, 08:50 PM
  البيضاء هشام المجمر01-24-05, 10:15 PM
    تيموليلت محسن خالد01-25-05, 12:24 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات مريم بنت الحسين01-25-05, 12:34 PM
    تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-25-05, 01:04 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات 3mk-Tango01-25-05, 02:27 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Abomihyar01-25-05, 07:14 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-25-05, 10:45 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الجندرية01-25-05, 11:30 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات abas01-25-05, 11:49 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-26-05, 05:36 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-26-05, 05:36 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-26-05, 01:34 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات برهان تاج الدين01-26-05, 06:35 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الجندرية01-26-05, 11:04 PM
  البيضاء هشام المجمر01-27-05, 01:30 AM
    تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 02:18 AM
      تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 04:02 AM
        Re: تيموليلت (الجمال غول الجمال) kabaros01-27-05, 04:24 AM
          Re: تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 09:33 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات السمندل01-27-05, 05:56 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-27-05, 08:25 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات فتحي الصديق01-27-05, 10:37 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الوليد محمد الامين01-28-05, 03:54 AM
          تيموليلت: (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-29-05, 00:17 AM
          تيموليلت: (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-29-05, 00:18 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات nashaat elemam06-17-05, 09:12 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات بخاري بشير07-12-05, 12:51 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات السمندل01-29-05, 06:47 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 08:40 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات طارق جبريل10-15-05, 00:16 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-29-05, 09:30 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Balla Musa01-29-05, 09:53 AM
      تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 10:25 AM
    تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 12:27 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Balla Musa01-29-05, 08:18 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محمد السر01-29-05, 11:17 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-30-05, 04:29 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-30-05, 04:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de