تموليلت: سيرة وحَجَر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 04:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2005, 11:48 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات (Re: محسن خالد)

    ..


    تيموليلت ... يتسلسل






    "المحطة ظلال"





    عصفور عادي، يقفز إلى الفضاء من ذلك الغصن فوق الشجرة،..
    هو لم يقفز في الفضاء، بل قفز في استعمال يومه. الآن هو يستعمل يوماً طازجاً وبروح طازجة. تماماً مثل الرجل المضغوط بروتين حياته وبظروف عمله، يأخذ إجازة ويذهب إلى بحيرة بعيدة، يشم المكان بخلجات وروده وضَوْع أنحائه ويتمسرح كمادة أصيلة من ديكور خشبته، يخلع ثيابه، خدر جسمه السابق، وكلّ ما يرتديه من معرقلات وروتين قطعة قطعة، ثم يقفز في إجازته، يقفز في إجازته وليس في البحيرة.
    وكذلك المرأة الباهية، ومشتَغَلٌ عليها، المصوبنة ومعطّرة حتى باطن عينيها والفؤدين، من بوسعها أن تحشي سندوتش ليلٍ كامل، ونزع وحشية فارطة عن مجمل تفاصيل غابتها وجوعها عبر مكاتبة،..
    تقفز تلك المرأة في استعمال ليلها، وكحال كل الأشياء التي تعمل لكونها وجدت نفسها بداخل مهمَّة وقدر، تعمل وتدور،...
    وكيفاش حال الصحيحة؟ والدراري...
    يا زول كيفها صحّتك؟ وكيفنّو حال الوليدات،..
    هكذا الأسئلة، تؤسِّس على الدوام لحقبة قادمة من هَرْش الجلد تمحّناً فحسب،..
    المرأة التي بوسعها حشو سندوتش ليلٍ كامل، الخارجة لقفز حواجز الليل، في رهان نساءٍ أخريات، على خمسين درهم مغربي لا غير،....
    ورجال وسوّاح دبغون، عائر ليهم ذب في روسينهم،...
    من استحالت نوافيخهم لمجرّد دباشك في آخر رشاشات المني،..
    وطاخ طاخ، يكوركوا العوين في كل اتجاه من دون والدين، وبوسط ملاجئ من برد الليل وريحة البارود في العطن، ومن كرتة المطاعم ونفايات الهدوم، تُعلَف وتُكسى –تلك الملاجئ- في مبادرة حنان غير مكلّفة،..
    آلزوينة ما نشفكش؟
    وإيش بغيتِ إنتِ يا؟
    واشنو بغيت، زعمه نهدرو وبروحك تقولي ليا...
    ثم يضحكان خارج حدود المجتمع، داخل حدود بعض، في محاولة جديدة لترسيم حدود عذراء وبِكْرَة،...
    فتبدأ المكاتبة بالعيش والذل ومُضي الحياة بأي حال،..
    ويا دَرَبكّة بنات السماح في الدم، وسواقي القلب مربوبة حليب،..
    شوارع من خُطا مُذَهَّبَة، خَطْ.. خَطْ من دم الرجال، وتك تك تك مموسقة، من كعب عالي البنات، أورغ، أكورديون، أو فلوت رخيم الحنان،..
    كيف يعود الرجال هنا إلى بيوتهم مرة ثانية، أسأل صديقي كريم، فيضحك ويدفعني بعيداً،..
    واشنو بغيتنا ندير آلسي خالد؟
    تمشوا ساي وتمشوا وتمشوا وراء الجمال دا، إلى أن تسبقوا الجنّة بميل،...
    هنا جمال! آآآخ، كل رجل يخرج إلى الشارع فهو مفقود،...
    وحتى إن عاد، واستلمته زوجته لدى المغارب فهو في أكفان المفقودين،..
    يا الله خالق هذه الشوارع، يا ليتك خلقتني مساماً للبيوت، بدل هذا المفقود،...
    أنا المفقود كلّه والفقد بتمامه،...
    يتلخم من دَقَّات القلب ضُلّي
    يبرالو زول تاني
    مَرّ من جنبي

    من مدى لمدى، ندخل الحياة، ومن لدى حواف العمر نعبر دون أن تتبعنا ظلالنا،..
    الذي يعبر منّا هو ما لم يكن، والظلال التي كانت تبقى،..
    وشَلْ شَلْ كُب لي جالون،..
    ولا لا لا أنا ما بدّيك،...
    وشل شل المحطة قريب
    ولا لا لا المحطّة هديك،..
    المحطة ظلال،..
    في مجمّع "الرازي" فخر الدين، ما يحوي كلية الطب والصيدلة والحاسوب، وما كان يُسمّى سالفاً بمُجمّع الإعدادية، أمر ليلاً من هناك، وأرطال من لبن الشجر في رأسي، مخلياني أشوف الناس تمشي وتجيء في حالها، وأنا أمشي وأتتعتع في حالي،...
    رائحة شجر الحناء، طاغية وعجاجة شجر متسابق، متشاعلة قُرب منتصف الليل نَدْ، والليل رااائق خد صبيّة،..
    شارفتُ في مشيي آخر مبني يطل على الظلام الخاتم للمشهد، من هنا وأدخل "اللُّقُد"، الشجر الحرشي الذي يفترع المسافة من آخر الجامعة وحتى أوّل حي عووضة، لا أدري وأنا بعمق ذلك الهدوء وتلك الخصوصية كيف لمحت ظلين يرتميان خارج تلتوار المبنى، كانت ظلالاً كبيرة تتقاطع وتتداخل في حركة مضطربة، لم يكن بوسعي رؤية الشخصين، إذ يغطيهما الجدار، وأنا أسير بزاوية غير مستقيمة مع موضعهما، فقط ظلالهما كانت تمتد عملاقةً إلى أمام المبني، وتقع في حصيلة رؤيتي،...
    الظلال التي ينتجها اقتراب منتصف الليل تكون كبيرة ومتطاولة، ظل الشخص يساوي ظل شخصٍ يحقّق أسطورة عماليق "العنج"، وظل شجيرة الحناء يساوي ظل شجرة اللبخ، وظل عصفور الجنّة يساوي ظل الرخ الخرافي،...
    قُرب منتصف الليل، وقبل انقضاء مواعيد الليتLate Permission هل ترجع حينها أجسام الكائنات إلى حقيقتها، أم تستورد أقنعةً لها من الخارج تناسب تلك المواعيد الفاتحة على "إمكان" الإنسان الخرافي،..
    يلا.. "سير في حالاتك"، كما يقول المغاربة، شاب وشابة، عارفين الله عارفم هنا، يخافان النار بالتأكيد، ويرجوان الجنّة ما من شك، لكن نار الجسد هنا وجنّتو برضك ليها أحكام، الله يعرف غيابهما النائي هذا ولم يكسره، فكن جميلاً كربّك وسير في حالاتك، كنتُ بوسط الأشجار وفي القطاع المظلم من ذلك الواقع المخروطي،..
    وأنا أُشارف لحظة أن أعبر، تنهض المواعيد الثانية والغائبة، الغائبة في مكانٍ أبعد من الجامعة، وأبعد من الدنيا كلها، تنهض الفتاة وتتمطى تحجّجاً كي تلاحظ الطريق من بين كوعيها المرفوعين بشكل مائل، ومن فوق علو تلّة الحليب، التي تنفر إلى أمامها كثيراً، مع حركة فَتْل الساعدين ودفعهما إلى الأمام بقوة،..
    يطفّر نداء:
    أبوا لَيْ بي.. أبوا لَيْ بي.. يا اللبن،..
    أهلو في العُشَرَة
    نسيرلوا في المطره
    ندهوا لي الصُلّاح ولمّوا لي الفقراء
    أبوا لَيْ بي.. أبوا لَيْ بي.. يا اللبن،..

    ولكن.. هذا ما لم يأتِ به نردك، شوف حظك نزيل ياتو طاولة، لا بُدّ أنّ في صحبتها ولد طب، ربما صيدلة، أو حاسوب، وسيم، أطول من قِصَرك بكثير، ومعه مستقبل، وفوق ذلك أمه د. فلانة وأبوه د. فلان، مجتهد وبستحمّ كل يوم، ولد خرطوم متمكيج أكتر من أي عروس يسيرون إليها في ناحيتكم، تنتظره السيارة دائماً لدى الباب، إذا ما فرغ الأستاذ الخصوصي من دروسه،..
    قاه قاه قاه، كج كج كج،...
    أتوضأ حنانك يا عربي المسيكتاب المبشتن، وغيب، أو وجّه صلاتك حيث طريق القبلة يسلكه الحجّاج وليس تُجّار الحرير،..
    وبين أغيب وبين تغيب ذكرى، يطفّح قَدَر زي دولفين، ينفخ الملح من شدقيه، ويضرب بطن اللجّة من جديد، رأسي اصطفّ مجراتٍ من التساؤل، فقد خرجتْ فتاة أخرى، لتتمَطَّى معها، أو كما يقول الخليجيون: شو السالفة؟
    يعني الظلال التي كانت تعبث بظلال، ما هي إلا انعكاس الذات في بئرها، إيييك... وألا كيف يا بنقو؟
    لم يكن بوسعهما أن ترياني، لذا عادتا بعد تمطّي الاستطلاع ذلك، فيما يشبه نفض الجسم من خدر المذاكرة، لأجل نشاط مذاكرة ثانية، ثم عادت الظلال لتتداخل وتتقاطع في مكانها النائي والمنعزل من جديد، بما يرصد عفريتة لصورة حياة غامضة، ستتحمّض غداً وسط الزملاء والزميلات صوراً مختلفة وواضحة من نواحٍ أخرى،..
    هنا مقلوب للسينما البشرية، فالسينما الآلية تدفع بظلالٍ تتخلّق إثرها الحياة على بقعة وسط حشود، صياح، جمهرة، ظلال السينما تنتج الحياة والصور في بقعة منبريّة تتقاطع وتتداخل أمام الجماهير ناسجةً للقُبَل والحنان،..
    ولكنني كنتُ المتفرّج الوحيد، كحال كل شخص من الوجود، أيمّا شخص في الوجود هو متفرّج وحيد على الوجود من خلال عمره كله، وحين يُدفن الشخص تُدفن معه "فُرجة" لا يمكن أن تسعها شاشة عرض، ولا تكفي أي كمية من العمر ولا قدرات من اللغة أو الرسم، لروايتها أو حكيها لفرد مهما بلغ قُرْبَه،..
    ولذلك أنا لا أتعامل مع اللغة إلا بوصفها نوعاً من أنواع التاريخ المُمَارس. أما بوصفها مُسْتَكْشِفَاً ونبوءات، فذلك ما أنا ناذرٌ عمري له،...
    هنا إذن مسرح عرائس في وضعه الصحيح، أنا أرى حركة أصابع المسرحي المدرَّبة في العَلَن، الأرنب يشاكس البطّة، يطوّح برأسه الذئب ويتحرّك الثعلب بمكر، بينما المسرحي هناك –في العماء- متعته سريّة وغامضة، ومختبئة معه، ومع أوراق النص،...
    ويوم قامن القطرين... الليلة يا حليلو..
    وخشّن علي الجبلين.... حبيبي يا حليلو...
    يا كوستي والجبلين.... الليلة يا حليلو..
    وأنا ليلي انطبق ليلين... حبيبي يا حليلو،...
    قطر الخميس الفات، الليلة يا حليلو
    الفرّق الأحباب، حبيبي يا حليلو

    "حبيبي –دَوْري، يا حليلو" أنا في عرض دورٍ عاطل وعلى مقعد خائب، بينما آخرون يخدمون الما خدمتن ولا نصيبهم، ريحة الحناء، عجاجة شجر متسابق نص الليل، وريحتي سَكَر سَكَر، لبن الشجر عاد إلى ضروعه، وقطيعه، ليتسابق أكثر، في رأس منتصف الليل، ذاك رأسٌ للوحي،..
    يستطيل الظل الأطول وينعرج، على الأقصر منه قليلاً ويلتف عليه، يقضمه،..
    لم أكن أراهما، فقط الظلال، أندروس الأنثى فائراً في ماء الأنثى،...
    لقد استعارني حزن، من ذلك النوع الذي ينكت القلب بخنجر، كأنَّ تتذكر خيانة حبيب لك، أو فقدك له، موت صديق غالٍ، غياب أحد الوالدين، "الخريف شيءٌ لا يُرى"، لذا تذكرتُ مقطع الرجل الذي استطاع أن يرى الخريف ميّتاً ومصوَّحاً في البحر، الخريف غريقاً ويتلاعب به زبدُ المحيط، الخريف الشيء المعنوي، والوصفة الغامضة لتحديد الفصول الأعلى منه في مراتب الغموض، ورؤية الشمس -الفتاة، تنفض وحل رجليها لدى المدخل وتغيب في منزلها البعيد والغارق:
    أرى الخريف نافقاً في زبد البحر
    بأوراقه ونوّار الشجر
    والشمس تمسح خُطاها على مصطبة الغروب

    هكذا حشرتُ نفسي في لقطة فوتوغراف مع امرأة ما عدتُ أذكر منها.. سوى أنني ما نسيتها، ولم يعد يجمعني بها إلا هذا الفوتوغراف،...
    بظلال الفتاتين، وهي تتقاطع وتضطرب وتتحاضن، بينما رائحة شجر الحناء عجاجة شجر متسابق منتصف الليل، رأيتُ الخريف من جديد بجثته المخضوضة في الماء والملح، ولا أدري في أي نوعٍ من أنواع الفوتوغراف ستتحمّض صورتي هذه المرّة!
    آآآه و"الخريف شيءٌ لا يُرى" أنا رجل راديو تتقاطع موجاتي في أوهام وتفاهات ما كان يُعرف سابقاً بالأثير، الفكرة المضحكة قبل تطور الفيزياء، بل لنقل تتقاطع في روح الوجود، الوجود كائن منفصل عن كينونتنا وله روح مثلنا،..
    كادت رجلي أن تنزلق من على السلّم، انتبهتُ لظلال تيموليلت من تحتي وهي تتقاطع وتتماوج مع ظلال سيمو، الأباجورة الصغيرة لم تكن كافية بالنسبة لي، مع ضعف بصري وكل تلك الفناطيز من لبن الشجر في رأسي،...
    ترجّلتُ عن السلّم، تطوُّر الأحداث من هنا ليس بقضيتي، أو قضية يمكن متابعتها حتى النهاية من أي فيلم بورنوغرافي تمّ تصويره بمراعاة كافّة زوايا الظلال وهي تتقاطع وتندغم وتتماهى،..
    الجسد لا يعنيني، المهم هو نهر الحنان الذي يركض في غير مجراه هذا،...
    منذ نهار القصب البعيد ذلك، ونهنهة الإنسان بوسط الظهيرة والقيظ، مروراً بظلال فتاتين جامعيتين، قُرب منتصف الليل، وحتى المساكنة الرسمية بين إيتل عدنان وسيمون، وبين تيموليلت وسميرة،...
    أو بالإجمال فكرة الكائن حينما يطلب حقّ لجوء لدى كائن آخر من تركيبته وجنسه، أهو رُعب النوع من النوع الموازي له، أم مجرّد عادة الكائن في تقبّل صورته التي ألِفها؟
    وهذا التصوّر يمكن النظر إليه بحياد، من جانب أنَّ كل طرق الحياة لا يمضي فيها الإنسان إلا حسب التشويه الذي ألمَّ به.
    أُعيد السلّم إلى مكانه، إلى القبو، ومن فرط الإعياء أعود وأتمدّد على الأريكة،..
    لأسمع الديكة تستبشر بالصباح، من سقوف منازل بعيدة، ومن حارات خُصِّصت بكاملها للحمام، وطيور عابرة تزعق ثم يبتلعها الغبش المعلّق بين خواتيم الليل، وقريباً من فِرْك فِرْك كي تطير فُلّة يوم جديد،..
    أشعر بنفسي تنسحب عميقاً، في البرزخ الطامي والموحل، تحت وطأة خدر الشراب، والتعب البدني، تعب الأفكار والرأس الذي يخدم دون توقّف كما الشمس، إما أن يخدم في هذه الناحية من الأرض، وإما أن يتركها تنام قليلاً بينما هو يذهب ليضيء دنيا شعوب أخرى،..
    أدخل في وساوس وصور ما قبل الغرق الكلي في النوم، تلك الهنيهة التي تتكرّر يومياً، وبرغم ذلك تظل لحظة مبهمة وغامضة وغير مكتشفة بالنسبة لنا، لحظة انسراقك من وجود صاحٍ لوجود نائم، حين تتداخل الأصوات في رأسك وتتقاطع وتتشوّش مثل سماء بعيدة يصطرع فيها النجم والغيم، تتقاطع مع أماكن إدراك بعيدة مطمورة بداخلك، وتَصِرُّ بوضوح صريراً متنقلاً، ثم تتشوّش مرة ثانية كما الإذاعات بدماغ الراديو الخَرِب أواخر الليل والنعاس، أسمع صوت أصدقائي من ماضٍ سحيق ومن مدارس بعيدة ومقفرة،..
    يا محسن، يا دين، ما تباصي الكورة معاك لعادل يا "أناني"، إلا تجيب خمسين قون براك يعني،..
    ويخزُّ جسدي وينتفض بعدما ينوف عن العشرين عاماً، من اليد التي أيقظتني بين الفجر وانقشاعه: قوم يا ولد، أمّك ماتت الله يرحمها، أجري لفضل الكريم جيب الحاجات عشان يبرّدوها،..
    شعوري بسقوط القيمة دفعة واحدة، وأنا بصدد يوم جديد، خروجي لتتلقفني النساء بالعويل ولأعوم ويجدّف ساعداي بين أضلعٍ وأحضان من تُرَع الدمع، رؤيتك للكفن يُسحب من الدولاب كالطبنجة، خطاك الطائشة بجانب بص ترحيلها والجسمان بوسطه ينتظر غيابه التام، الغطاء الأبيض تهفهف به الريح، وتتكرّر العبارة: الغطاء الأبيض تهفهف به الريح، تتكرّر بشكل أبدي حتى يحلّ الشِّعْر بكل أحزانه النزيهة والطاهرة لأجل كائن سامٍ، ويُطرد ذلك الحزن الرخيص والشحّاذ كله، أو يُترك حتى يجفّ على أحضان نسائه السطحيات، من يبكين دابّةً نفقت، وليس أمي، فقد ماتت ابنة الموفَد كأفتن ما يكون، وبباقي ضحكتها تملأ غمازتي خدّيها، ولدى أجمل طقس يمكن أن يتوفّر في السودان، المرأة المتدينة، الواثقة طوفان وحلوة جنّية، من خبأتْ أكفانها بدولابها لمدى سنواتٍ سبع، وأنت تضحك من هذا التخزين للموت وهذه الملاطفة والصحوبية، ولطالما قلت إنها امرأة كما البحر، لا تحصدها الرياح،..
    خناجر ما قبل النوم كلها تنقلب إلى قطيع جائعٍ وضارٍ، وأنت أخضر يترامى في المدى وينزلق نحو بلاد الماروتيين البعيدة، "ليميريا"، بلادك الحقّة والمخبأة في دولابك الخاص، لكم هو مؤلم هذا الانزلاق المتدرّج نهنهة فنهنهة، للكائن المستوحد في طمي المنام، بصيرة تغزو بصيرة، وأقدار تعري أقدار، مصائر تركبُ ظهور مصائر، باصي الكورة يا أناني، وصوت فضل الكريم يهمهم: لا حول ولا قوّة إلا بالله، أو فرح مبتور، محسن خالد الفائز الأول في القصة على نطاق ولاية الجزيرة، الثاني في الشعر، كاظم الزعيم الفائز الأول في الشعر، ولا يكتب القصة، ويُستبعدان في الخرطوم لمجرّد أنهما يتابعان الشيوعيين، وعلى طول انغلاق جفن على جفن، ترتقي سُلّم الحسد الشرس والدامي من بيروت ودمشق والقاهرة وعواصم المغاربة وعواصم الخليج إجمالاً، مبتعداً نحو قرارة نومٍ وحيد وطامٍ، وتَبْرَعُ عيناك في الحفر والحياكة، عيناك دودتان في تطاريز اللحد،..

    لكِ ناذراً أيامي كالمنام
    لا أحلُمُ بل تجازف رغبتي
    في نوم خبأتُه عن تَيَقُّظٍ وعن منام
    بعيداً تنفيك عن المنام منافٍ كالمنام





    ...

    (عدل بواسطة محسن خالد on 11-27-2005, 03:00 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
تموليلت: سيرة وحَجَر محسن خالد01-10-05, 01:46 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات المعتمد01-10-05, 11:07 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات خالد أحمد عمر01-10-05, 11:58 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات مصطفى عجب01-11-05, 00:10 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:25 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:26 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:26 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Lubna Taha07-16-05, 06:28 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-11-05, 00:18 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات عاطف عبدالله01-11-05, 00:27 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات بدري الياس01-11-05, 05:04 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-11-05, 08:45 AM
          Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-12-05, 05:50 AM
            Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات أسامة معاوية الطيب01-12-05, 10:26 AM
              Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Abo Amna01-12-05, 04:25 PM
            Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-16-05, 11:27 PM
  تيموليلت محسن خالد01-13-05, 03:31 AM
  البيضاء هشام المجمر01-13-05, 05:21 AM
    Re: البيضاء حبيب نورة01-13-05, 06:00 AM
      Re: البيضاء محسن خالد01-13-05, 12:13 PM
        Re: البيضاء bayan01-14-05, 01:35 AM
          Re: البيضاء sympatico01-14-05, 03:48 AM
            Re: البيضاء Tumadir01-14-05, 04:15 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات fadlabi01-14-05, 04:29 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-14-05, 09:29 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات صلاح نور01-14-05, 10:29 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات TahaElham01-14-05, 10:50 AM
  ندعو لك بعاجل الشفاء هشام المجمر01-15-05, 01:56 AM
    Re: ندعو لك بعاجل الشفاء عاطف عبدالله01-15-05, 07:45 AM
  محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة هشام المجمر01-15-05, 10:02 PM
    Re: محسن يخرج من المستشفى بعد إجراء جراحة صغيرة bayan01-15-05, 10:48 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات aboalkonfod01-16-05, 11:40 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 08:44 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات bayan01-17-05, 09:16 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Isam Widaa01-17-05, 09:38 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 09:46 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Fadel Alhillo01-17-05, 09:34 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-17-05, 09:45 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-17-05, 04:20 PM
  تيموليلت: يتسلسل محسن خالد01-17-05, 04:36 PM
  حسناء هشام المجمر01-17-05, 10:25 PM
    Re: حسناء محسن خالد01-18-05, 03:28 PM
  يتسلسل محسن خالد01-18-05, 03:38 PM
  (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) محسن خالد01-19-05, 10:06 AM
    Re: (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) عاطف عبدالله01-20-05, 09:00 AM
  (أعيش إجمالاً ليس أهم عندي من عيش نزوة صغيرة لي كهذه) محسن خالد01-20-05, 06:36 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-20-05, 11:37 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-21-05, 04:06 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-22-05, 06:18 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Sabri Elshareef07-16-06, 10:12 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات عبدالله الشقليني09-25-06, 06:06 AM
  يتسلسل: تيموليلت محسن خالد01-22-05, 10:01 AM
    Re: يتسلسل: تيموليلت شادية عبد المنعم02-28-06, 05:41 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات AlRa7mabi01-22-05, 11:06 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-22-05, 01:43 PM
  زوغة حلوة هشام المجمر01-22-05, 11:11 PM
    زوغة حلوة محسن خالد01-24-05, 04:53 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات WadAker01-24-05, 09:46 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محمد خليفة محمد جميل01-24-05, 02:22 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Ishraga Mustafa01-24-05, 03:58 PM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات yumna guta01-24-05, 08:50 PM
  البيضاء هشام المجمر01-24-05, 10:15 PM
    تيموليلت محسن خالد01-25-05, 12:24 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات مريم بنت الحسين01-25-05, 12:34 PM
    تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-25-05, 01:04 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات 3mk-Tango01-25-05, 02:27 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Abomihyar01-25-05, 07:14 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-25-05, 10:45 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الجندرية01-25-05, 11:30 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات abas01-25-05, 11:49 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-26-05, 05:36 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-26-05, 05:36 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-26-05, 01:34 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات برهان تاج الدين01-26-05, 06:35 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الجندرية01-26-05, 11:04 PM
  البيضاء هشام المجمر01-27-05, 01:30 AM
    تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 02:18 AM
      تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 04:02 AM
        Re: تيموليلت (الجمال غول الجمال) kabaros01-27-05, 04:24 AM
          Re: تيموليلت (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-27-05, 09:33 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات السمندل01-27-05, 05:56 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-27-05, 08:25 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات فتحي الصديق01-27-05, 10:37 AM
        Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات الوليد محمد الامين01-28-05, 03:54 AM
          تيموليلت: (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-29-05, 00:17 AM
          تيموليلت: (الجمال غول الجمال) محسن خالد01-29-05, 00:18 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات nashaat elemam06-17-05, 09:12 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات بخاري بشير07-12-05, 12:51 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات السمندل01-29-05, 06:47 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 08:40 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات طارق جبريل10-15-05, 00:16 AM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات منوت01-29-05, 09:30 AM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Balla Musa01-29-05, 09:53 AM
      تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 10:25 AM
    تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-29-05, 12:27 PM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات Balla Musa01-29-05, 08:18 PM
  Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محمد السر01-29-05, 11:17 PM
    Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-30-05, 04:29 AM
      Re: تيموليلت: المغربية السحاقية، الفاتنة وصيّادة الفتيات محسن خالد01-30-05, 04:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de