|
Re: المرأة (Re: mohammed alfadla)
|
أحمد الملا السعودية سيرة ناقصة
سأكتب أك .ت..ب إلى أن تكتمل بموتٍ يليق بما أرى
… قالت أمي إنني أول طفل لها يطلّ من مستشفى.أصبحت أصغي لمن سبقوني؛ كم هم أثرياء بما رسمته لهم قابلات الحيّ من حكايا وندوب.. "الأصفر" كان اسمه.
صرت أردد بخجلٍ:لأجئ العالمَ حتّى لو عبر مستشفى أصفر… …أبعد نقطة حارّة ،أذكر طعمها من حليب أمي..نخلةُ كلّمتني.فزعٌ باردٌ دسّ عصاه بين مفاصلي؛فتعثّرت ظلالُ نخلٍ في ثوبٍ أطول من قامتي وأقصر من أحلامٍ أخذت تتحسّس أكتافي بشمسها.
كان صوت النخلة يصفّر في عظام رأسي فلم أجد قدميّ إلاّ بين حلقة رؤوسٍ واجمةٍ لفلاحين . وكان أبي متربّعا صدرَ موقدٍ فاح فجأة بدخانٍ وزبدٍ؛شقّقا حُمْرةَ حطبٍ يئن،إثر فورة إبريق صدّعه سوادٌ دبق. كأن تكشيرة أبي مصوّبة ضدّ انفلات غباري.فبلعت شفرة كلماتٍ توّها تحبو.. خزّنت أوّل جرحٍ..(ليتني أستطيع الآن أن أحوّل مجراه…وأبوح)
……كانت إشارات أخي مخنوقة من وراء رأس أبي المنتفخ بالنهي،تشرح يداه لي:تعال فهناك في الأعالي ما يدعو لقضمةٍ في ظهيرة جوعٍ كهذه. ما تردّد هلعٌ لم تأبه له عينٌ من أفقٍ يتلقّى زجر إبريقٍ حالكٍ دون أيِّ دمعة سُكَّر. لحقتني شتائم كثيرا ما سمعتها في دارنا قبل أن تمطر غيمة نعاس على زفرات أمٍّ تستسقي نجما. فتطرف عيني لأرى ما فعلت بثوبٍ تلطّخ بعروق شايٍ ينعقد مع حاجبين اختلطا. تحاصره عيونٌ مطرقة بجذلٍ مكتوم. كأن هيبةً صُفعت على قفاها.لم يستر لهاثَ ثيابنا(أنا وأخٍ أنحلته رغبات مدبوغة)غيرُ شجرةٍ ثقيلة،جذعها تغضّن (كأن سيقانا عدّة اِحتمت عن نقيق الليل بالتفافها..فانمزجت كما موجٍ هاج وجمّده الفزع). رزحت أغصان كثيفة الصرخات اليابسة تتشبّث بفضاءٍ فظ ،لتأخذ وريقاتٌ أنفاساً تطرد شيْبا يتدلّى.. كيف تقوى أن تسمع جوارح تتسقّط نعي شجرة تنزّ روحها في حقلٍ قريب؟ …أصابعُ أخي تنخز مرارةَ الهواء نحو دمعاتٍ حمراءَ على خدِّ أوراقها.. يبلع ريقا ولا أسمع صياح جوعه إلاّ ممتطيا جذعها،يتقافز من غصنٍ إلى آخر يطقطق.يصفعني صوتُ تلذّذه بأوّل دمعةِ توت تقرمز أصابعه وتسيل من حرف فمه. فيطحن فراغٌ معدةً تكظم صريرَها
ينقبض لحاء بطني..أفلت من ظلّي صاعدا نتوءاتٍ وطيّات..جسدٌ يتقوّس على انحناءات أغصان تحزّ آلامها عظامي..صلابة ناياتها تحنو وتعزف لي متّكأً.. أعصفورٌ غامقٌ يحاول ثمرةً تتمنّع على منقاره؟أم صيفٌ جرّدته همهماتُ أخٍ بقفزات تختضّ لها هامة شجرة؟ أهمّ بقطفةٍ..وفجأة أخرى على صوتها.. ما عتقتني نخلةٌ ترقب وتتبع رغباتي :ـ "ليه تمشي لحالك..ما تخاف"؟ طار ريشٌ ما نضج..لففتُ أغصان وجهي فزلّت قدم..هويتُ ضحك أخي و"المليحي"صبي فلاح يتخفّى خلف كفّين ضمّهما على فمه كبوق.. :ـ "ليه تمشي لحالك..؟.." أ هـ .. و .. ي .. غصنٌ يتأرجح..كآخر صرخةٌ من جوف شجرة التوت.تسنّ حربة تنغرز في خاصرة جسدٍ تعلّق ..دمي يطشّ على ترابٍ حار.يتلاحق قطرةً فقطرة…… فلاحون ينفضون سحابة أبي عن رؤوسهم ، ويفزّزهم مطرٌ سوف يرتطم. جوعٌ دوّخته رائحةُ طينةٍ لزجةٍ بدمٍ طفل……
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المرأة | mohammed alfadla | 03-07-04, 02:56 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-07-04, 03:09 PM |
Re: المرأة | hala guta | 03-07-04, 03:11 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-07-04, 03:14 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-07-04, 03:20 PM |
Re: المرأة | Ibrahim Algrefwi | 03-07-04, 06:06 PM |
Re: المرأة | hanouf56 | 03-07-04, 06:52 PM |
Re: المرأة | zumrawi | 03-08-04, 04:15 AM |
Re: المرأة | Raja | 03-08-04, 04:00 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 04:02 PM |
Re: المرأة | nada ali | 03-08-04, 04:03 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 04:04 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 04:06 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 04:08 PM |
Re: المرأة | Abureesh | 03-08-04, 04:08 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 04:09 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 04:10 PM |
Re: المرأة | عشة بت فاطنة | 03-08-04, 08:25 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-08-04, 08:27 PM |
Re: المرأة | mohammed alfadla | 03-09-04, 00:33 AM |
Re: المرأة | Tumadir | 03-09-04, 01:00 AM |
|
|
|