|
Re: قواعد في التكفير (Re: Frankly)
|
1- قضية الردة.. هل تجاوزتها المتغيرات؟
خطورة الردة.. ومواجـهة الفتنة د. يوسف القرضاوي islamonline.net المجتمع المسلم ومواجهة الردة:
أشد ما يواجه المسلم من أخطار: ما يهدد وجوده المعنوي، أي ما يهدد عقيدته، ولهذا تعتبر الردة عن الدين: أي الكفر بعد الإسلام من أشد الأخطار على المجتمع المسلم. وكان أعظم ما يكيد له أعداؤه أن يفتنوا أبناءه عن دينهم بالقوة والسلاح أو بالمكر والحيلة. كما قال تعالى: "وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا" (البقرة: 217).
وفي عصرنا تعرض المجتمع المسلم لغزوات عنيفة، وهجمات شرسة، تهدف إلى اقتلاعه من جذوره، تمثلت في الغزو التنصيري، الذي بدأ مع الاستعمار الغربي، والذي لا يزال يمارس نشاطه في العالم الإسلامي، وفي الجاليات والأقليات الإسلامية، ومن أهدافه: تنصير المسلمين في العالم، كما وضح ذلك في مؤتمر "كلورادو" الذي عقد سنة 1978. وقُدِّمَت له أربعون دراسة حول الإسلام والمسلمين، وكيفية نشر النصرانية بينهم. ورصد لذلك ألف مليون دولار، وأسس لذلك معهد "زويمر" لتخريج المتخصصين في تنصير المسلمين.
كما تمثلت أحد مكونات تلك الهجمة في الغزو الشيوعي الذي اجتاح بلادًا إسلامية كاملة في آسيا، وفي أُوروبا، وعمل بكل جهد لإماتة الإسلام، وإخراجه من الحياة نهائيًا، وتنشئة أجيال لا تعرف من الإسلام كثيرًا ولا قليلاً.
وثالثة الأثافي: الغزو العلماني اللاديني، الذي لا يبرح يقوم بمهمته إلى اليوم في قلب ديار الإسلام، يستعلن حينًا، ويستخفي حينًا، يُطارد الإسلام الحق، ويحتفي بأشكال التدين الخرافي التي تعتبر نفسها من مظاهر الدين الإسلامي، والإسلام منها براء. ولعل هذا الغزو هو أخبث تلك الأنواع وأشدها خطرًا.
وواجب المجتمع المسلم – لكي يحافظ على بقائه – أن يقاوم الردة من أي مصدر جاءت وبأي صورة ظهرت، ولا يدع لها الفرصة حتى تمتد وتنتشر كما تنتشر النار في الهشيم.
هذا ما صنعه أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم حين قاتلوا أهل الردة، الذين اتبعوا الأنبياء الكذبة، مسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي، وكادوا يقضون على دعوة الإسلام في مهدها.
ومن الخطر كل الخطر أن يبتلي المجتمع المسلم بالمرتدين المارقين، وتشيع بين جنباته الردة، ولا يجد من يواجهها ويقاومها. وهو ما عبر عنه أحد العلماء عن الردة التي ذاعت في هذا العصر بقوله "ردة ولا أبا بكر لها" (1).
ولا بد من مقاومة الردة الفردية وحصارها، حتى لا تتفاقم ويتطاير شررها، وتغدو ردة جماعية، فمعظم النار من مستصغر الشرر.
ومن ثم أجمع فقهاء الإسلام على عقوبة المرتد، وإن اختلفوا في تحديدها، وجمهورهم على أنها القتل وهو رأي المذاهب الأربعة بل الثمانية.
وفيها وردت جملة أحاديث صحيحة عن عدد من الصحابة: عن ابن عباس وأبي موسى ومعاذ وعلي وعثمان وابن مسعود وعائشة وأنس وأبي هريرة ومعاوية بن حيدة.
وقد جاءت بصيغ مختلفة، مثل حديث ابن عباس: "من بدل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلما، ومثله عن أبي هريرة عند الطبراني بإسناد حسن، وعن معاوية بن حيدة بإسناد رجاله ثقات).
وحديث ابن مسعود "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" (رواه الجماعة).
وفي بعض صيغه عن عثمان: "... رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسًا بغير نفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" (رواه الجماعة).
قال العلامة ابن رجب: والقتل بكل واحدة من هذه الخصال متفق عليه بين المسلمين (2).
وقد نفذ علي كرم الله وجهه عقوبة الردة في قوم ادعوا ألوهيته فحرقهم بالنار، بعد أن استتابهم وزجرهم فلم يتوبوا ولم يزدجروا، فطرحهم في النار، وهو يقول:
لما رأيت الأمر أمـرًا منكرا *** أججت ناري ودعوت قنبرا
وقنبر هو خادم الإمام علي رضي الله تعالى عنه (3).
وقد اعترض عليه ابن عباس بالحديث الآخر "لا تعذبوا بعذاب الله"، ورأى أن الواجب أن يُقتلوا لا أن يُحرقوا. فكان خلاف ابن عباس في الوسيلة لا في المبدأ.
وكذلك نفذ أبو موسى ومعاذ القتل في اليهودي في اليمن، والذي كان قد أسلم ثم ارتد. وقال معاذ: قضاء الله ورسوله (متفق عليه).
روى عبد الرازق: أن ابن مسعود أخذ أقوامًا ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق، فكتب فيهم إلى عمر. فكتب إليه أن أعرض عليهم دين الحق، وشهادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلوها فخل عنهم وإذا لم يقبلوها فاقتلهم، فقبلها بعضهم فتركه، ولم يقبلها بعضهم فقتله (4).
وروي عن أبي عمر الشيباني أن المستورد العجلي تنصر بعد إسلامه، فبعث به عتبة بن فرقد إلى علي فاستتابه فلم يتب، فقتله(5).
الردة نوعان: مغلظة ومخففة:
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: أن النبي صلي الله عليه وسلم قبل توبة جماعة من المرتدين، وأمر بقتل جماعة آخرين، ضموا إلى الردة أمورًا أخرى تتضمن الأذى والضرر للإسلام والمسلمين. مثل أمره بقتل مقيس بن حبابة يوم الفتح، لما ضم إلى ردته السب وقتل المسلم. وأمر بقتل ابن أبي صرح، لما ضم إلى ردته الطعن والافتراء. وفرق ابن تيمية بين نوعين: أن الردة المجردة تقبل معها التوبة، والردة التي فيها محاربة لله ورسوله والسعي في الأرض بالفساد لا تُقبل فيها التوبة قبل القدرة (6).
روى عبد الرازق والبيهقي وابن حزم: أن أنسًا عاد من سفر فقدم على عمر، فسأله: ما فعل الستة الرهط من بكر بن وائل الذين ارتدوا عن الإسلام، فلحقوا بالمشركين؟ قال: يا أمير المؤمنين، قوم ارتدوا عن الإسلام، ولحقوا بالمشركين، قتلوا بالمعركة. فاسترجع عمر -أي قال: إنَّا لله وإنا إليه راجعون-، قال أنس: هل كان سبيلهم إلا إلى القتل؟ قال نعم، كنت أعرض عليهم الإسلام فإن أبوا أودعتهم السجن (7). وهذا هو قول إبراهيم النخعي، وكذلك قال الثوري: وهو الرأي الذي نأخذ به (. وفي لفظ له: "يؤجل ما رجيت توبته" (9).
والذي أراه أن العلماء فرقوا في أمر البدعة بين المغلظة والمخففة، كما فرقوا في المبتدعين بين الداعية وغير الداعية، وكذلك يجب أن نفرق في أمر الردة الغليظة والخفيفة، وفي أمر المرتدين بين الداعية وغير الداعية.
فما كان من الردة مغلظًا كردة سلمان رشدي، وكان المرتد داعية إلى بدعته بلسانه أو بقلمه، فالأولى في مثله التغليظ في العقوبة والأخذ بقول جمهور الأمة وظاهر الأحاديث؛ استئصالاً للشر وسدًا لباب الفتنة، وإلا فيمكن الأخذ بقول النخعي والثوري، وهو ما رُوي عن الفاروق عمر.
إن المرتد الداعية إلى الردة ليس مجرد كافر بالإسلام، بل هو حرب عليه وعلى أمته؛ فهو مندرج ضمن الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا. والمحاربة كما قال ابن تيمية نوعان: محاربة باليد، ومحاربة باللسان. والمحاربة باللسان في باب الدين قد تكون أنكى من المحاربة باليد، وكذلك الإفساد قد يكون باليد وقد يكون باللسان، وما يفسده اللسان من الأديان قد يكون أعظم مما تفسده اليد، فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد، والسعي في الأرض بالفساد باللسان أوكد (10).
والقلم أحد اللسانين كما قال الحكماء، بل ربما كان القلم أشد من اللسان وأنكى، ولا سيما في عصرنا؛ لإمكان نشر ما يُكتب على نطاق واسع.
إلا أن المرتد محكوم عليه بالإعدام من الجماعة المسلمة؛ فهو محروم من ولائها وحبها ومعاونتها. فالله تعالى يقول: " وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " (المائدة: 51)، وهذا أشد من القتل الحسي عند ذوى العقول والضمائر من الناس.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قواعد في التكفير | Frankly | 05-13-05, 11:56 AM |
Re: قواعد في التكفير | Omer Abdalla | 05-13-05, 12:05 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-13-05, 12:58 PM |
Re: قواعد في التكفير | hala alahmadi | 05-13-05, 11:16 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-14-05, 06:04 AM |
Re: قواعد في التكفير | Yasir Elsharif | 05-13-05, 12:13 PM |
Re: قواعد في التكفير | Yasir Elsharif | 05-13-05, 12:16 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-13-05, 01:48 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-14-05, 07:11 AM |
Re: قواعد في التكفير | Omer Abdalla | 05-13-05, 03:27 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-14-05, 00:32 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-16-05, 05:01 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-15-05, 01:23 AM |
Re: قواعد في التكفير | Sabri Elshareef | 05-13-05, 06:43 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-14-05, 02:01 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 00:50 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 00:59 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 01:55 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 02:20 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 02:41 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | jini | 05-22-05, 02:00 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Abureesh | 05-22-05, 03:28 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 04:09 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | jini | 05-22-05, 05:27 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | Frankly | 05-22-05, 05:35 AM |
Re: قواعد في التكفير: حدُّ الردَّة | jini | 05-22-05, 06:03 AM |
Re: قواعد في التكفير | محمود الدقم | 05-22-05, 05:57 AM |
Re: قواعد في التكفير | محمود الدقم | 05-22-05, 05:59 AM |
Re: قواعد في التكفير | محمود الدقم | 05-22-05, 06:01 AM |
Re: قواعد في التكفير | محمود الدقم | 05-22-05, 06:02 AM |
Re: قواعد في التكفير | محمود الدقم | 05-22-05, 06:03 AM |
Re: قواعد في التكفير | محمود الدقم | 05-22-05, 06:05 AM |
Re: قواعد في التكفير | رقم صفر | 05-22-05, 11:28 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-22-05, 11:35 AM |
Re: قواعد في التكفير | jini | 05-22-05, 12:24 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-24-05, 09:29 AM |
Re: قواعد في التكفير | jini | 05-24-05, 12:03 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-26-05, 01:16 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-26-05, 12:46 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-27-05, 07:33 AM |
Re: قواعد في التكفير | jini | 05-27-05, 09:30 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-24-05, 09:25 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-26-05, 11:01 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-28-05, 02:36 AM |
Re: قواعد في التكفير | رقم صفر | 05-28-05, 04:42 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 05-28-05, 05:29 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-04-05, 06:43 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-05-05, 00:48 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-23-05, 06:06 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-24-05, 03:41 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-28-05, 07:46 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-29-05, 03:45 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-29-05, 02:30 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 06-30-05, 09:27 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-01-05, 02:40 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-01-05, 11:39 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-01-05, 11:36 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-02-05, 12:18 PM |
Re: قواعد في التكفير | Sabri Elshareef | 07-02-05, 07:47 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-03-05, 03:28 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-03-05, 12:50 PM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-04-05, 02:55 AM |
Re: قواعد في التكفير | Omer Abdalla | 07-04-05, 07:14 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-04-05, 07:29 AM |
Re: قواعد في التكفير | Omer Abdalla | 07-04-05, 07:51 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-04-05, 08:09 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 07-05-05, 06:06 AM |
Re: قواعد في التكفير | Frankly | 10-13-05, 09:47 AM |
Re: قواعد في التكفير | Abureesh | 10-13-05, 10:11 AM |
جماعة التكفير في المنبر.. | Yasir Elsharif | 10-14-05, 06:04 AM |
Re: جماعة التكفير في المنبر.. | Frankly | 10-14-05, 06:50 AM |
Re: جماعة التكفير في المنبر.. | Frankly | 10-25-05, 02:02 PM |
|
|
|