|
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا (Re: Mamoun Zain)
|
إنسـلّ أحمد ود حاج الصديق من حياة حلة جيب دون طقوس وداع تزرف فيه دموع أغلبها صادق .. إستيقظت الحلة بعد أحلام متفاوتة لتفاجأ بأن دكانه مغلق .. تناقلت التساؤلات فى توالى و توازى تبحث عن إجابة لسر تأخر أحمد ود حاج الصديق عن فتح دكانته لهذه الساعة المتأخرة من الصباح التى غادر فيها نصف قرص الشمس مضجعه .. رجعت الأجابة بنفس مسار التساؤلات تخبر بأن أحمد إختفت معه كل ملابسة حتى المركوب الفاشرى الجديد الذى تمنى معظمنا ان تدخله رجلاه .... مضى على حادثة إختفاءه المفاجئ عامان لكن التساؤل عن سر إختفائه لم يبرح قائمة التساؤلات التى تبحث عن إجابة فى كل مناسبات حلة جيب الأجتماعية .. جاءت الأجابة بعد عامين لم يفتر فيهما تساؤلنا .. عاد أثنان من غائبى الحلة الورانية بعد إختفاء خلصة ذهبا لدفاع عن بوابة شرقية ليس لها وجود .. الأجابة أسقطت قليلا من أحزاننا .. حينها زرفنا دموعا فرحة تعويضا لتلك التى لم تفارق مآقينا لوداعه .. إنطلقت بندقية العمدة بعد سكون مضى عليه أكثر من عام يؤرخة زواج التوم الضرير .. رغم أن الأجابة لم تحمل عودة مرتقبة لأحمد ود حاج الصديق بعد إستقراره فى الباب الشرقى و إدراته لدكان أخر لا يرهقه رائدوه بنصف رطل سكر و ربع أوقية شاى و دفتر دين متشرب بالزيت و الطحنية .. فى ركضنا المعتاد عصر يومى الأحد و الأربعاء من كل أسبوع نحو الشفخانة لنلحق ببص الحلة الورانية القادم من الخرطوم علنا نحظى بصحيفة يجود بها أحد المسافرين .. نسينا أمر الصحيفة و غفلت أعيننا التفرس فى أيدى الركاب .. حين رمقت أحمد ود حاج الصديق .. أو من عرف لاحقا بأبو منار .. يتخلى عن مقعده الأمامى و ينسل الى حياة حلة جيب من بص الحلة الورانية كما إنسل منها أول مرة .. أحمد الذى إختفى شاربه الشهير و سواد جسده الحالك تعرفنا عليه بغريزة متوارثة .. تبعته إمرأة صارع جسدها فى أناة هذا الباب اللعين الذى لم يشتكى يوما من إحتكاك جسدى .. إمرأة يفوق بياضها بياض زوجة ذلك الحلبى الذى يزور الحلة فى أوقات متفاوتة تعلن عنها الكوانين اللامعة التى تحل مكان أخرى ذوبت صفيحها نيران شية الجمر و إتقاد أعواد الطلح قبل شروعها فى حملة ساونا شعبية .. لم تتملكنا الدهشة فقط من عودة أحمد الذى عـاد فجأة كما غـاب فجأة .. و لا هذه المرأة الحلبية التى تدل كل القرائن بأنها زوجتة رغم غياب اللون الطلحى* عن ساقيها العاريتين .. دهشتنا التى تراكمت منذ أن رأينا جثة زينب بت الساورتى ترقد على ظهر الترعة و تغطى طعنات السكين كل جزء من جسدها ولم تجد ما يمحيها عن ذاكرتنا .. تثاءبت و هى ترى بياض شفّاف يلتحف جسد صبيتين إنسدل شعرهن الى تحت الصلب بمسافة تفوق أطول شعور حسان حلتنا .. شعر لا تحجبه الطرحة و لم يقو على السكون لمّا تهامسـنا حين رأينا جمالا أخاذا حرك غرائز غـبـية فى دواخلنا .. رجعت إجابة أخرى مليئة بفرح أكبر تتعرج فى زقاقات حلة جيب بنفس مسار تساؤلات قديمة لترجع معها هذه المرة إنطلاقة بندقية العمدة بعد سكون مضى عليه أكثر من عامين يؤرخة زواج التاية من عوض ود حلتنا .. قطع علينا أحمد ود حاج الصديق الفرحة بعودته قبل أن تكمل أسبوع لم يجف دماء خرافه .. أغمى عليه فجأة عندما كان يهتز وسط حلقة الذكر يتجاذبه تناغم نوبة ود المبدل و طارات أولاد المجذوب .. لم يحفل الجمع به لأن الذكر جذبه .. عندما إمتدت لحظات الجذب لزمن لم نتعوده تخلت بعض الأيدى عن حركتها الهستيرية و راحت تتحسسه حتى إقتنعت بإستدعاء دفع الله الحكيم .. راحت سماعة الحكيم تتجول فى بطء و يأس بين طيات الجسد المتكوم لتنتزع الصراخ من الأفواه التى كانت تهلل .. فى شجاعة لم نعهدها إوهنت حاجة الزينة أم أحمد هذا البكاء بإصرارها ألا تتوقف النوبة عن الضرب حتى يتوسد إبنها التراب .. تحولت دقات النوبة التطريبية الى صوت جنائزى حزين .. بكاه البياض الذى خلّفة بطريقة سرقت أنظارنا من لجات الدموع .. تتابع الأكف فى ضرب صدر ناضج و صدور كاعبة فى إيقاع منتظم .. خمس سنوات بعدتنا عن بزوغ أجساد بيضاء على حلة جيب لم تفارق فيهما بندقية العمدة سكونها .. أعقبتها ثلاث أخر إمتلأت فيها كراسات العاشقين بكلمات الغزل و الرسائل المنقولة من أجمل رسائل الغرام .. و أشعار عيون المهى بين الترعة و التكل التى لم تجلب إلا الترابة فى الخشم .. لم يختلف أعيان حلة جيب فى التثنية على قرار الحلبية للأنتقال للخرطوم حتى تكون قريبة من بناتها اللاتى إلتحقن بالجامعة .. إشترى عم آدم بيتها وسط الحلة .. و الذى يعد من أميز معالم الحلة لأنه مبنى من الطوب الأحمر .. معمار بيت الحلبية لا يقل عن معمار قوس الشفخانة الذى خلقـه الأختلاف بين عوض ود حلتنا و ود الضبيع المتهندس .. لم تمر سنوات على إمتلاك عم آدم لبيت الحلبية حتى رأيناه يمتلك أكبر دكان فى الحلة بعد دكان السر ود عبد المجيد .. عندما شاخ حاج بابكر ولم يعد يجوّد سورة الكافرون .. تقدم عم آدم البرقاوى تحت ضغط إجماع سكوتى لإمامة المسجد .. صلاة الجمعة التى كنّا نؤمها أحيانا كوجاهة إجتماعية صار يضيق عنها مسجد حلة جيب .. حتى صار منظرا عاديا أن ترى مجموعة كبيرة من الحمير تلوث حائط المسجد لكن لا يسرق أنكر أصواتها إنتباهنا عن متابعة خطبة عم آدم رغم اللكنة التى تجمّل حديثة .. إشتكى حجر عوض و نخرتة فى تغيبنا المتزايد عن الجلسة المسائية مما أجبر عوض لزيادة العدد فى صلاة العشاء .. لقد حبب إلينا عم آدم الجنة و النار ويوم الحساب .. لأول مرة غابت قصة سيدنا أبراهيم الذى رأى فى المنام أنه يذبج إبنه فى خطبة عيد الأضحى .. قصة ذبحتنا لأكثر من عشرين عاما فى خطب حاج بابكر كأن لم يتنزل القرآن بغيرها .. يستحلب عم آدم دموعنا صادقة كمن نبكى عزيز لدينا .. لكن هذا النهر من الدمع الحار الذى جرى كالترعة الرئيسية تزاوجت فيه دموع أكثر من أربعين حِلّة كان أحرّ من سم هذه العقرب التى رفعت روحه الى هناك حيث تتسابق الدعوات يوميا لأبواب السماء تدعو له بالرحمة.
و مازال لعوض ود حلتنا بعض الحكايا
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 02-18-04, 12:43 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Tumadir | 02-19-04, 01:23 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 02-19-04, 01:33 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا -كمان تانى | Ali Alhalawi | 02-19-04, 02:50 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا -كمان تانى | سجيمان | 02-19-04, 11:28 PM |
حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا {3} | Ali Alhalawi | 03-08-04, 06:50 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | AlRa7mabi | 03-08-04, 07:00 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 03-08-04, 07:26 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | THE RAIN | 03-08-04, 07:17 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 03-08-04, 07:53 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 03-08-04, 08:40 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | بدرالدين شنا | 03-09-04, 06:03 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 03-24-04, 12:24 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Ali Alhalawi | 03-24-04, 12:27 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Ali Alhalawi | 04-05-04, 07:27 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Ali Alhalawi | 04-11-04, 05:10 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Tomader Habiballa | 04-11-04, 06:30 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Ali Alhalawi | 04-11-04, 06:47 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Ali Alhalawi | 04-14-04, 03:41 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | Tomader Habiballa | 04-15-04, 00:43 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا - الحداســة | maha abdella | 04-15-04, 02:04 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Mamoun Zain | 04-15-04, 05:50 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 04-19-04, 05:44 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | أمير تاج السر | 04-15-04, 09:10 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 04-19-04, 05:54 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 04-20-04, 02:51 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 04-26-04, 01:16 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Mamoun Zain | 04-27-04, 05:39 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Mamoun Zain | 04-27-04, 08:54 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 04-30-04, 02:59 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 04-30-04, 03:04 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Mamoun Zain | 05-02-04, 03:05 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Mamoun Zain | 05-08-04, 04:40 AM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 05-10-04, 04:36 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | فرح | 05-10-04, 04:45 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 05-12-04, 05:48 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | مريم بنت الحسين | 05-12-04, 06:23 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Mamoun Zain | 05-12-04, 07:18 PM |
Re: حـكايــــة عــــوض ود حــلتــنـــا | Ali Alhalawi | 05-18-04, 12:13 PM |
|
|
|