الـ BBC تــؤكـــد مقــتل البطـــل جــون قــرنــق

Quote: آخر تحديث: الإثنين 01 أغسطس 2005 11:35 GMT شغب بعد مقتل نائب الرئيس السوداني، قرنق كان الجنوبيون يأملون أن يغير قرنق حياتهم اندلعت أعمال شغب واسعة النطاق في العاصمة السودانية الخرطوم في أعقاب مقتل نائب رئيس البلاد والزعيم المتمرد السابق جون قرنق. ويقول جونا فيشر مراسل بي بي سي في الخرطوم إن تجمعات غوغائية من الشباب الذين يعتقد أنهم من جنوب السودان، مسقط رأس قرنق، يصطدمون مع قوات الأمن وينهبون السيارات. وكان قرنق قد لقي مصرعه في سقوط مروحيته في طريق العودة من أوغندا. وقبل مقتله وقع قرنق على اتفاق ينهي 21 عاما من الحرب الأهلية في يناير/كانون الثاني الماضي وأدى يمين توليه منصب نائب الرئيس قبل ثلاثة أسابيع. ويقول المراسل إن المحتجين يلقون الحجارة ويحطمون نوافذ المكاتب، ويمكن سماع صوت الرصاص فيما تحاول قوات الأمن إغلاق وسط العاصمة. كما وردت تقارير عن اضطرابات في مناطق أخرى من السودان. ويقول مراسلنا إن الكثير من الجنوبيين الذين يعيشون في الخرطوم، وعددهم أربعة ملايين، كانوا يأملون أن يتمكن قرنق من تغيير حياتهم وإنهاء التمييز لصالح العرب والآن يعربون عن غضبهم بسبب وفاته. "صانع سلام" ويقول المراسل إن وفاة قرنق تترك فراغا كبيرا على الساحة السياسية في السودان. وقد تم إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام في البلاد. وكان قرنق في طريق عودته إلى السودان بعد اجتماعه بالرئيس الأوغندي ياويري موسيفيني. واثقون من أن اتفاق السلام سيمضي كما كان مخططا له الرئيس السوداني عمر البشير قرنق: المتمرد الأفريقي المحير مقتل قرنق - شارك برأيك وقد قتل في تحطم المروحية أيضا ستة من مساعديه فضلا عن طاقم المروحية المكون من سبعة أفراد. وكان قرنق يستقل مروحية رئاسية أوغندية من طراز إم إي 72، ويقال إن تحطم المروحية نجم عن أحوال جوية سيئة. وقالت الحركة الشعبية لجنوب السودان التي كان يتزعمها قرنق إن نائبه، سالفا كيير مايارديت، سيتولى مسؤولية الحركة المتمردة السابقة. وقال مايارديت إن الحركة الشعبية مازالت ملتزمة باتفاق السلام الذي وقع عليه قرنق في يناير/كانون الثاني وحث كافة السودانيين على التحلي بالهدوء. وشدد مسؤولو الحركة الشعبية على قولهم إن وفاة قرنق كانت نتيجة حادث. "قبضة حديدية" وقال الرئيس السوداني عمر البشير إنه واثق أن عملية السلام ستستمر. عاد قرنق إلى السودان منتصرا بعد التوقيع على اتفاقية السلام في يناير/كانون الثاني ومن جانبه قال الوسيط في محادثات السلام السودانية التي استمرت لأمد طويل، الجنرال الكيني لازارو سومبيوو إنه من الواضح في اتفاقية السلام أن أيا من يتولى زعامة الحركة الشعبية لتحرير السودان سيتولى أيضا منصب نائب رئيس السودان. يذكر أن قرنق وجه دفة الحركة الشعبية لتحرير السودان ذات الأغلبية المسيحية والتي تدين بالديانات التقليدية خلال حرب دامية ضد الحكومة الإسلامية في الشمال، وهي الحرب التي راح ضحيتها 1.5 مليون نسمة على الأقل. كما حكم قرنق الحركة بيد من حديد، حيث سجن أو قتل أي من هدد بالوقوف في طريقه. ولكنه تمكن من الإبقاء على الحركة التي تضم مجموعات متباينة تحت إمرة واحدة رغم الكثير من الخلافات. وقد انتهى الصراع في السودان بتوقيع اتفاق السلام في يناير/كانون الثاني وأصبح قرنق نائبا للرئيس السوداني في حكومة جديدة للوحدة الوطنية. وقد وصف اتفاق السلام بأنه "معركة عظيمة ونصر كبير". وقال إن كرامة الشعب الجنوبي قد استردت، وأضاف "لن يأخذنا أحد كأمر مسلم به، إننا هنا للبقاء". ويقول المراسلون إنه بوفاة قرنق فإن مستقبل السلام في السودان عاد مرة أخرى في الميزان