|
Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! (Re: خالد عويس)
|
ولكن من الذي جاء باسرائيل الى هنا ؟
حديث فهمي هويدي فهمناه ,, من مدخل فهم الرجل للتغيير الكبير الذي حدث في السودان ,, وهو ليس مدخل المشفق ولكنه مدخل الخائف ,, فهمي هويدي يطعن في ضمير كل السودانيين ,, ويقدم درسا من موقع استعلاء ,, ويمارس تشريحا لخيبة المآل الذي اصاب جسد حركته السياسية .. ولنا في ما تم من اتفاق مآخذ كثيرات .. الرجل يعيد بناء صنم قديم وخيال مآتة الدولة العبرية ,, ويعزف امام طابور طويل مغيب من شارع مقسوم بين تيار قومي وآخر ديني .. نفس المعزوفة نقلتها صحف الخليج اثناء اجتماعات دول حوض النيل لاعادة تقسيم موارد النهر .. اهانوا الدول الافريقية بأن ارادتها مضبوطة على الايقاع الاسرائيلي ..ومن حق هذه الدول ان تقيم علاقتها مع من تشاء .. ثم اين هي العلاقات العربية الافريقية التي يمكن ان تمثل بديلا معقولا للعلاقات الافريقية الاسرائيلية , فبدلا عن تواجد جمعي عربي توجد علاقات ثنائية، كل دولة تعمل وحدها في اتجاه قد يكون مضاداً للآخر، خلال الخمسينيات والستينيات كان أساس العلاقة العربية الافريقية هو مقاومة الاستعمار , كان عبد الناصر يريد تصدير ثورته الى افريقيا ونقل افق القومية العربية الى داخل الغابة الافريقية وفي المقابل وقفت امام حركة عبد الناصر قومية اخرى قادها زعماء افريقيون اخرون نقلوا مضامين حركة البان افريكانزم في مواجهة افريقيا شمال الصحراء .. لقد كانت المعادلة التي قام على أساسها التعاون العربي الافريقي خلال السبعينيات هي أن يقف الأفارقة مع العرب قضيتهم المحورية وهي القضية الفلسطينية وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني وأن تستمر المساعدات العربية لأفريقيا ويقف العرب مع قضايا أفريقيا في الكفاح ضد الحكم العنصري وإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. هي معادلة منقوصة بمنطق ماذا قدم العرب لافريقيا وكيف وقفوا معها في قضاياها .هذه المعادلة لم تنجح في بناء قاعدة صلبة للتعاون مع أفريقيا وفي يوم من الايام قرر عبد الناصر بناء صناعة افريقية في مصر واتضح له صعوبة استيعاب العامل المصري لكيمياء اللون المفضل لدى الافارقة في صناعة النسيج ,,و وهذا ملمح من سوء الفهم في التعامل مع مجتمع لا تعرف جيدا كيف يتثاقف اهله وما هي تطلعاتهم .. لقد تعاملت معظم الدول العربية مع بلدان أفريقيا بمنطق شراء المواقف، وقد جاءت اتفاقية الصلح بين مصر واسرائيل بخلل كبير في المعادلة التي قام على أساسها التعاون العربي الافريقي، ففي المقابل انهار النظام العصري في جنوب افريقيا وهو الطرف الثاني في المعادلة التي قامت عليها العلاقة بين افريقيا والعرب . ثم ابتعدت افريقيا عن العرب كثيرا واقتربت اكثر من اسرائيل في بوادر ارسال حركة الاسلام السياسي الى داخل القارة وهذا ما قرأه فهمي هويدي جيدا ويخاف من ارتداده عنيفا فهو يعرف جيدا كيف هو الوضع سيكون بعد اتفاق نيفشا بالنسبة لطموحات سياسية جامحة لم تقرأ واقع الحال جيدا .. نعم ان اسرئيل كانت حاضرة في اتفاق السلام ولكن من جاء بها الى هنا
|
|
|
|
|
|