فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2004, 12:28 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة!

    نقلا عن موقع "العربية. نت"

    خالد عويس - دبي
    يحلو لبعض الكتاب العرب من موقع المتفرج البعيد والمراقب غير المعني إلا في سياق الكتابة العارضة، أن يتناولوا شؤونا تتوقف عليها حياة أمم وشعوب بكاملها متجاوزين بمعلومات ضئيلة حقائق واضحة.

    ويحق للنخب السودانية أن تتوقف طويلا عند سلسلة المقالات التي نشرتها مؤخرا صحف عربية عدة للكاتب المصري فهمي هويدي. فالمقالات كلها ذهبت في اتجاه التشكيك بـ"وطنية" العقيد جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي وقع أخيرا سلسلة مفاهمات مهمة مع الحكومة السودانية تهدف جميعها لوقف واحدة من أطول الحروب الإفريقية وأكثرها فداحة.

    ويحق لهذه النخب أيضا أن تتساءل عن مغزى نشر مقالات على شاكلة مقالات السيد هويدي في هذا التوقيت بالذات والسودان مقبل على فترة حاسمة في تاريخه!!


    هذه الحرب كلفت غاليا على صعيد الأرواح السودانية فمليوني سوداني هم رصيد بشري وتنموي هائل زهقت أرواحهم بسبب الصراع الطويل، وفضلا عن القتلى تشرد ما لا يقل عن 4 ملايين من السودانيين لا يعرف فهمي هويدي بكل تأكيد أين قضى معظمهم السنوات العشرين الأخيرة علاوة على تسبب الحرب بتراجع الاقتصاد السوداني الذي كان يؤشر قبل استلام جعفر نميري السلطة إلى إمكانات استنهاض كبيرة، وأدت الحرب مع ظروف داخلية وخارجية أخرى إلى إلحاق الاقتصاد السوداني باقتصاديات الدول الأقل نموا في العالم.


    يذهب فهمي هويدي إلى تجريد الصراع السياسي والاثني في السودان منذ 50 سنة من أبعاده الرئيسة كلها ليحاول القول بأن إسرائيل وحدها جهدت لصوغ استراتيجية خاصة ببتر أطراف العالم العربي ومن ضمنها جنوب السودان والمناطق الكردية في العراق.

    ويمضي هويدي للقول بأن جون قرنق ليس إلا أداة لإسرائيل إستنادا إلى معلومات وردت في كتاب صدر في 2003 عن “مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا” التابع لجامعة تل أبيب بعنوان إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان نقطة البداية ومرحلة الانطلاق لضابط الموساد السابق موشى فرجي.

    ولعل الاجتهادات القومية الخاطئة التي سعت لإسقاط وضع دولة عربية أو دولتين على الدول كافة كانت سببا إلى جانب مفاهيم استعلائية متجذرة في الثقافة العربية في المظالم الفظيعة التي وقعت بحق الأقليات المهمشة ومن ضمنها جنوبيي السودان، فالصراع الذي يريد السيد هويدي حصره في العامل الخارجي المتمثل في إسرائيل. لا يمكن حصره في مجرد أدوات تحركها قوى خارجية.

    هذا الصراع الدامي كان نتاجا لأخطاء سياسية فادحة ارتكبتها الخرطوم وارتكبها ساسة جنوبيون أيضا ضمن مساومات هشة قامت على تغليب المصالح الذاتية، وزادت حكومة الإنقاذ التي يدافع عنها السيد هويدي واصفا إياها بأنها صارت وحيدة ومعزولة من عمقها العربي من حدة الاحتقان الاثني والسياسي وغذته بالعامل الديني في أكثر صوره تشددا وتطرفا إلى درجة أصبح الخطاب السياسي للخرطوم قائما على البعد الجهادي وحده وتحشيد طاقات المسلمين لمحاربة "الكفار" و"الحركة الانفصالية" في الجنوب!!

    وللسيد هويدي أن يعلم بأنني من أقصى شمال السودان ولست منتسبا للحركة الشعبية لتحرير شعوب السودان "وهي الترجمة الدقيقة لحركة قرنق" لكني أستشعر في أعماقي مدى الظلم الرهيب الذي تسببنا به لملايين من بني جلدتنا في الجنوب.

    لا يدرك السيد هويدي أن السودان الجديد الذي هاجمه بضراوة كما هاجم العراق الجديد جامعا إياهما في مركب واحد وهي الفكرة التي ظلّ يبشر بها قرنق منذ 20 سنة تقريبا لم تكن نتاج القريحة الإسرائيلية، وإنما نتاج احتقانات وتراكمات تاريخية أفضت لأن يكون السودان الجديد أو لا يكون السودان أساسا!


    ويتغافل السيد هويدي أن فكرة السودان الجديد بحد ذاتها تحظى بدعم قطاعات واسعة من النخب السودانية ومن المهمشين في السودان الذين لم تمثلهم معظم الحكومات الديكتاتورية بل والديمقراطية المتعاقبة وعزلهم المشروع الثقافي "الرسمي" محاولا قدر جهده تذويب ثقافاتهم في وعاء القومية العربية أو الإسلامية.

    هذه الأخيرة بالذات ونتاج لقصر النظر الذي اعترف به السيد حسن الترابي أخيرا، وقاد لسلسلة الكوارث التي تحدق بالسودان حاليا لأن المشروع الإسلامي لدى الإسلاميين السودانيين كرّس قطائع ثقافية وعرقية وأجج نزعات عرقية ومناطقية لا يمكن أن تجد طريقها إلى الحلحلة إلا من خلال "سودان جديد" فعلا.


    وقد يتساءل السيد هويدي الذي فاته فيما يبدو أن يسأل عن "السودان الجديد"، عن مغزى المصطلح، وكان من الممكن أن يحصل على إجابات واضحة من أي مثقف سوداني يعثر عليه صدفة في أي شارع من شوارع القاهرة قبل أن يستند إلى وثيقة إسرائيلية بعنوان "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان" ليوجه اتهامات بهذا الوضوح للعقيد جون قرنق متذرعا بأنه رجل انفصالي!


    والحقيقة أنني لم ألمس لدى أي من السياسيين السودانيين قناعة مثل قناعة السيد هويدي بنزعة قرنق الانفصالية، كما لم يتسن لي إلا نادرا أن استمع إلى مثل هذه المزاعم من أي مثقف أو مراقب سوداني، أما بخصوص علاقة قرنق بإسرائيل فهذه مسألة بمقدور قرنق أو واحد من مساعديه الرد عليها.

    وبمقدوري التأكيد أيضا على الفارق الكبير الذي لم يلتفت إليه السيد هويدي بين الانفصال وتقرير المصير وكان عليه أن يسأل أولا المقربين من الخرطوم الذين رفعوا رايات الانفصال منذ أشهر ولا زالوا يعكرون المشهد السياسي بتصرفات أقرب إلى الصبيانية والمراهقة السياسية!

    ولا أستطيع نفي علاقات قرنق بإسرائيل وإن كنت ميالا إلى عدم محاكمة الرجل من منطلق وطني على علاقة كهذه إن وجدت بل أن تصوير المسألة برمتها على أساس مفهوم "الخيانة" ببعد قومي عربي هي محاولة لفرض رؤية ثقافية أحادية على رجل لا يمت أصلا للعرب بصلة ولا تجمعه بهم روابط إلا في حدود لا تملي عليه أن يكف عن عقد تحالفات مع أية جهة يشاءها.

    وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن د. جون قرنق بلا أخطاء فقرنق نفسه – كما هو حال معظم السياسيين السودانيين- ارتكب من الأخطاء ما يحتم عليه الاعتراف بشفافية والاعتذار من الشعب السوداني.

    من جانب آخر تنتابني الدهشة من إصرار بعض المثقفين العرب وحتى السودانيين من إدانة قرنق بناء على علاقاته الوثيقة مع مجلس الكنائيس العالمي أو إسرائيل أو الولايات المتحدة، فالعقيد قرنق الذي قفز إلى صدارة الأحداث حاليا وأضحى حضوره السياسي مخيفا هذه الأيام هو ذاته الذي حاولت العواصم العربية محاصرته والعمل بشتى السبل لتطويقه بوصفه متمردا على الخرطوم "الإسلامية.. العربية".

    ولم يكن لدى معظم هذه العواصم بعد نظر لتدرك أن عزل قرنق والقوى السياسية الجنوبية عن الإطار العربي والإسلامي بل والتعامل معه كعدو للعروبة والإسلام استنادا إلى تذرع الخرطوم بهذه الحجج لتقوية موقفها ضده ولأن الرجل بالفعل ليس مسلما ولا عربيا سيقود الرجل إلى البحث عن تحالفات أخرى تتيح له تأكيد مسيحيته وتأكيد ثقافته الإفريقية الصرفة عوضا عن تذويبه بالكامل في الفضاء العربي الإسلامي.

    وكان الأجدر بالسيد هويدي أن يلفت نظر الاستراتيجيين العرب منذ فترة إلى ضرورة حلحلة المشكلة السودانية في إطار سلمي ومن دون إقصاء أطراف سودانية أصيلة في التركيبة الوطنية الداخلية بل ومن دون التحيّز للطرف الحكومي بوصفه طرف عربي وإسلامي يحق له السودان بأكمله وعلى الآخرين ومن ضمنهم قرنق أن يقتنعون بمواطنية من الدرجة الثانية.


    السودان الجديد ببساطة هو سودان يسمو بإنسانه على نموذج أضحى مرفوضا من الغالبية في السودان وهو مشروع للتغيير الذهني والثقافي قبل أن يكون قسمة للسلطة والثروة، وهو يهدف لأن تتحقق في بلد قارة كالسودان، مفاهيم المساواة والحرية والديمقراطية والعدل.


    السودان الجديد الذي تؤمن به معظم الأجيال الجديدة في السودان يرمي إلى خلق تفكير جديد في السودان، يفكك المناطقية والعرقية ويؤطر للمواطنية ومن حق قرنق ومن حق غيره رفض السودان بصيغته الحالية والدعوة لصوغ وطن قادر على استيعاب جميع ألوان طيفه، لأننا في السودان لسنا عرق واحد ولا دين واحد ولا ثقافة واحدة.

    والمشكلة كانت كامنة في المحاولات التي فرضت قسرا على مدى 50 عاما لجعل السودان "واحدا" عوضا عن التعددية الدينية والثقافية والعرقية الطبيعية الموجودة فيه ولا يمكن إلغاءها لأن عدد محدود من السودانيين الحالمين قرروا إنابة عن 30 مليون دمج الألوان كلها في لون يعبر عن واحدية دفع الجميع ثمنها.

    إن مثل هذه الكتابات لا تصب أبدا في هذا الوقت لجهة الاستقرار و"الوحدة" في السودان، بل على العكس، إن جاز لها أن تحدث أثرا فسيكون من قبيل الأثر غير الحميد وتغذية الشكوك و"الكراهية" التي يحاول السودانيون جاهدين اقتلاعها من نفوسهم.

    وسنحمد للسيد هويدي مواقفه لصالح السودان والسودانيين حين ينتقد بوضوح الاستعلاء الثقافي والعرقي الذي مارسته الثقافة المركزية الرسمية في السودان طوال عقود لأن في هذا تكمن الأسباب الرئيسة وراء "ثورة" المهمشين في السودان
                  

العنوان الكاتب Date
فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! خالد عويس06-10-04, 12:28 PM
  Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! Deng06-10-04, 02:37 PM
  Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! Yasir Elsharif06-10-04, 07:10 PM
    Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! Yaho_Zato06-11-04, 06:02 AM
  Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! Dr.Abbas Mustafa06-11-04, 07:13 AM
  Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! Dr.Abbas Mustafa06-11-04, 07:14 AM
  Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! ودقاسم06-11-04, 07:58 AM
    Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! hamid hajer06-11-04, 08:27 AM
      Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! خالد عويس06-12-04, 12:58 PM
  Re: فهمي هويدي وجون قرنق.. قراءة مغلوطة! tariq06-12-04, 01:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de