تواصل خريجى بحرى الحكومية–المدرسة المدينة

Quote: أخي د. محمود تحية وردية ممتزجة ودا ومحبة الشكر أجزله لكم ولكل من كتب عن مدرسة بحري الثانوية الحكومية ، فقد فتحتم لنا حديقة الذكريات لنرتع في ظلالها الوارفات من تلك الضفات من نيلنا ذاك الذي بقي وتركناه ينتظرنا وينتظركم ( وبحري الثانوية ضفة مخضرة منها ) . فمتي العودة ؟؟ لقد كانت بحري الثانوية بحرا لكل منا يسبح فيه ويغوص الي أعماقه خارجا باللآلي من دانات العلم ودرر الأصدقاء. بعد قراءتي لمساجلاتكم الطريفة والتي اعتبرها جزءا من التوثيق لهذه المدرسة العملاقة عبر صفحات المنبر بسودانيز اون لاين تذكرت ابيات الرثاء هذه التي تنطبق علي مدرستنا الحبيبة بعد استبدال كلمة "صخر" ب" مدرستي"ثم ما يلزم : يـذكـرني طلـوع الـشــمس صـخــرا...وأذكــره لــكــل غــروب شـــمـــس ولولا كـثرة البـاكـين حــولـــي ... عـلي اخــوانهــم لــقــتــلـت نــفـسي وما يـبكون مثـل أخـي ولكـــن ... أعــز الــنـفــس عــنـــه بالـتـأســي اني أرثي تلك الأيام ولا أرثيكم أبقاكم الله وأطال عمركم وابكيها ولا أبكيكم ولكني اذكركم لكل طلوع شمس حقا. وأتمني ألا يأتي اليوم الذي نرثي فيه هذه المدرسة ذات الفضل ليس فقط علي طلبتها بل علي السودان كله. أخي ابو احمد ما شاء الله علي الذاكرة ومعك أخي وصديقي دكتور محمد عثمان الجعلي وسر الذاكرة عندكما بلا شك هو ذلك الالتزام الصوفي الذي تميزتما به . فأي ذاكرة خربة تلك التي تتحدثون عنها؟ بل أحسب انه تواضع العلماء الذي عهدناه فيكما . نعود الي بحري الثانوية والعود احمد ، فالحديث عنها حديث ذو شجون وهنا يمكنني ان اتحدث عن الذاكرة الخربة التي اتوسل اليها لتسعفني في تذكر بعض ما عايشناه معكم وبكم في بحري الثانوية : - ذهابنا الي الخرطوم ومعنا العزيز عثمان حسن احمد لتناول فول العباس المصلح بعجلات الاخوة عبدالفتاح محمدالحسن والمرحوم محمد محمود علي جاد ولا أذكر صاحب العجلة الثالثة . هل تذكره؟ يبدو ان العجلة الثالثة كانت غير ثابتة . طبعا الزوغان كان من حصة الرياضة واستاذها سعيد عبدالقادر أطال الله عمره أول من نال من السودانيين ميدالية ذهبية في دورة روما الاوليمبية في الملاكمة ( علي ما اعتقد وزن الريشة ). كان ذلك قبل شراء عجلتي الرالي ( سكند هاند ) التي كلفت الوالد مبلغ 6 جنيهات ونصف بالتمام والكمال والتي سرقت من أمام المكتبة الامريكية بشارع القصر بعد استبدال الكتب، وبعد استخدامها والتمتع بها لمدة شهرين و16 يوم فقط ( طبعا كانت كارثة في ذاك الوقت بكل المقاييس ) . - دكان الفول بجانب المدرسة والذي اثري صاحبه من بيع الفول فقط بسبب توافد الطلبة للدكان لتناول الفول والتحلية بمشاهدة الجميلة ذات الشعر الطويل التي ما فتئت تدلق موية "البلاعة" وهي اصفي من الكريستال لانها ماخوذة راسا من الماسورة امعانا منها في جهجهة الطلبة وجميعهم مكتول كمد . يا تري اين هي الآن ؟ امكن بقت حبوبة. - خير السيد وما ادراك ما خير السيد مدير عام الكديت بالمدرسة ومن أهالي شمبات ، الذي كان يحاول اظهار عدم مجاملته للشمباتست من الطلبة وهو يصر علي نهرهم بسبب وبدون سبب في طابور الكديت ومناداته لهم باسم ال Shambatist. فعلا كان عسكري علي اصوله . وبمناسبة الشمباتست فقد جمعوا الشطارة في العلم وفي الكورة والكشتينة واظنك تذكر الكوشتينه المولعة نار والحجز بعد انتهاء الحصص في شهر رمضان .وخير مثال صديقنا العزيز دكتور عبدالقادر كرار متعه الله بالصحة والعافية . طبعا صديق الهارت في الكوشتينة كان لا يعلي عليه . - الناظر احمد محمد علي نمر ( يرحمه الله ) عنوان الاناقة ببنطاله الاسود وقميصه الابيض ، أستاذنا في مادة اللغة الانجليزية ونحن بالسنة الاولي ، الحريص دوما علي المكتبة الانجليزية ومدها بنفائس الكتب آنذاك ، المعلم الاول في الانضباط الذي امر خير السيد باتخاذ ما يلزم ( طبعا الجلد ) ومعي طارق المشرف بسبب عدم حشو القميص داخل الرداء وثنائه علي ثالثنا / سفيان الطاهر المنضبط . - مس مانيت وقصة مدينتين في سنة ثانية مع المغفور له باذن الله الناظر الهادي احمد محمد صالح بنظارته السميكة. - أستاذ دبورة ومشكلته الابدية مع القميص الذي يرفض الحشو داخل بنطاله رغم محاولاته العديدة لذلك بسبب الحجم أثناء حصة الانجليزي وتقديمه للبيبسي مخلوطا بالماء والسكر لضيوفه من الطلبة في منزله بالخرطوم ( يعني قزازتين بيبسي كانت تكفي عشرة طلبة ) . - أستاذ بشير قسم الله أستاذ مادة التاريخ اول من جمع بين التاريخ وعلم النفس بالمدرسة وطيبته المتناهية التي جعلت منه من احب الاساتذة عند طلبته وزيارتنا له بمنزله بشارع المعونة . - أستاذ عطا وحرصه اللا محدود علي اجادة طلبته للغة الانجليزية تحدثا وكتابة . - أستاذ عبدالله علي عبدالله ولكنته المحببة وهو يلقي علينا دروس التوحيد في حصة الدين . - استاذ الطاهر حمدان الباكستاني ومعمله وادواته المكتملة في حصة الفيزياء. - استاذ شرف الدين المعلم ومدرب كرة القدم الذي جمع بين الرياضة والرياضيات فكان المبدع في كليهما . - الاستاذ الفنان المبدع مكي سنادة الذي كان يعد حصته في الجغرافيا كما لو كان يعد مسرحية علي خشبة المسرح القومي بامدرمان . - الأساتذة حيدر ابراهيم وشكر ابراهيم ( أحد أقربائي ) الذين لم يجمع بينهما الاسم فقط بل الصداقة المستمرة حتي الآن. - مستر رايت وردائه الكاكي المخروم وقميصه الأبيض نص الكم بدون فانلة المنضبط في مواعيد الحصة دخولا وخروجا ولا غرو في ذلك فهو خواجة ابن خواجة. - استاذ عبد الحميد رستم ( يرحمه الله ) الفنان المبدع الذي اسمعنا في حصة الارشاد ونحن بالسنة الاولي أغنية " انت عمري " حين ظهورها . الفنان الذي كان يطلب منا بل يامرنا للذهاب لقهوة عبدالقادر السيد او لحديقة عبود لنمارس رسم الشخوص والكراسي والزهور والورد من الطبيعة و علي الطبيعة . لنا الله في مفجوعنا .. جعل الله الجنة مثواه . وغيرهم من الاساتذة الاجلاء الذين سنظل نفخر ونفاخر بهم ماحيينا . ما أجمل ان يعيش الطالب وسط أساتذة تجمعت قلوبهم علي غرس العلم النير الوقاد والادب الرفيع لديه . اللهم ارحم اساتذة وطلبة بحري الثانوية من انتقل منهم الي جوارك ومن بقي منهم في انتظار اللحاق بك. الحديث يطول ويطول والصدر ملئ بالذكريات الصادقة ونبيلة والبركة فيكم يا ابا احمد فذكرياتكم التي تسطرونها في المنبر هي ذكرياتنا وهمكم هو همنا وبحري المدينة وبحري المدرسة لنا جميعا ، فعلي الدرب سيروا وواصلوا الكتابة والتوثيق وقراؤكم كثر خاصة من منتسبي هذه المدرسة العظيمة الذين تبين ولاؤهم لها مهما تفرقت بهم السبل . ومرة اخري شكرا لكل المهتمين بهذه المدرسة النموذج في كل شئ جميل، المستنطقين لكل ما هو مسكوت عنه . و ستبقي بحري الثانوية هي الصخرة التي ستتكسر أمامها عاديات الزمان وجور القائمين علي التعليم بالسودان. نامل ان نرد لها بعضا مما قدمته لنا من جمائل لا تحصي ، فقد كانت بالنسبة لنا كالأم الرؤوم التي تسهر الليالي من أجل أبنائها . واخيرا دفعتي عبدالمحمود هداك الله كشفت سرا ظللت اتزاوغ منه طيلة احدي وعشرين عاما عندما قرأت أم العيال في الانترنت ما خطه يراعك البديع عن التحاقنا بالمدرسة الثانوية في منتصف الستينات من القرن الماضي وهاك يا حساب للوصول للعمر الحقيقي وبالطبع هي تعلم اننا دفعة . ولنا عودة ان شاء الله،،،،، أخوكم / حسن طــــــــه