|
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر (Re: هشام المجمر)
|
مشهد من قصة " صوت الموسيقى " .. أهديها للأب المكلوم وللطفلة الموءودة
" خمسة أيام للوراء اشتدت على إبراهيم آلام الصدر، فذهب إلى المستشفى العمومي الكبير يحمل معه رسوم العلاج حيث رأت الحكومة أنَّ العلاج المجاني لا يتناسب مع التوجُّه الحضاري للبلاد ولا يستحقه إلا المقربون ممن رَضُوا عنهم، وبعد ملهاة الانتظار الطويل في ذلك الطابور المأساوي حيث كل فرد فيه هو ما بين ميت وحي وإبراهيم يتلوَّى ويبصق دماً وقف والد في كامل فحولته يبكى ويستغيث وهو يحمل طفله الذي التهم الحريق جسده البض، الرجل ما بين عويله وصراخ الطفل فَهِم منه إبراهيم بأنه غادر بيته حافياً، حتى صاحب سيارة الأجرة الذي أوصله إلى المستشفى عَذَره وأعفاه من قيمة المشوار بعد أن رأى حالة طفله ولكن هنا.. في هذا المستشفى العمومي الذي شُيِّد بالجهد الشعبي قبل أكثر من سبعين عاماً.. هنا في عنبر الحوادث.. وقف الأطباء صاغرين عاجزين عن مد يد الرحمة للطفل الباكي أو مسح دموع الوالد المكلوم.. ليس لأن الأمر أكبر من قدراتهم أو لعجز في الإمكانات، بل لأنَّ الأمر ليس بيدهم.. الصبية الذين عَيَّنتهم الحكومة، لهم سلطات أعلى منهم، سيطروا على المكان وفرضوا إتاوات على إنقاذ حياة البشر، وأعلنوا للملأ بأنه لا علاج إلا لمن يملك قيمته، منعوا أيدي ملائكة الرحمة أن تمتد لمساعدة الطفل المسكين.. انهار الوالد تحت صراخ الطفل.. والأطباء مشدوهون.. في تلك اللحظات ودون تلكؤ أو تردد وقف إبراهيم وأدخل يده في جيبه وأخرج ما عنده من مال كان قد أحضره ليعالج به، أخذه ووضعه بين يدي الوالد الجاثي على الأرض وغادر المستشفى وهو يبصق دمه على ذلك الحال والمآل. وما هي إلا لحظات حتى نهض معظم طابور المرضى وأخرجوا ما لديهم من مال ووضعوه بين يدي الوالد الباكي الذي ازداد بكاءاً، وبعد أن جمع ما طلب منه من مال حمل طفله وذهب به عَدْوَاً إلى حجرة العلاج.. لكن الطفل لم يصمد طويلا وأعلن الطبيب المناوب بأن الطفل فارق الحياة.. أتى صبي أمرد يمثل الحكومة ليواسي الأب وأطلعه على وجود مكتب بالطابق الثالث لصندوق الزكاة يمكن لموظفيه أن يساعدوه في تكاليف مأتم طفله.. جَفَّف الأب دموعه بطرف قميصه ثم نثر فوق رأس الصبي الأمرد النقود التي جمعها من المرضى لعلاج ابنه، حاول الصبي أن يستهين بفعلة الأب بأن يبتسم ساخرا في وجهه لكنه ارتعد رُعْبَاً تحت نظرات الأب المكلوم وتمتماته المبهمة. عاطف عبد الله
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
"الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-09-06, 05:32 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-09-06, 06:10 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | عوض محمد احمد | 12-09-06, 09:04 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | Muna Khugali | 12-09-06, 09:30 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | Hisham Ibrahim | 12-09-06, 09:31 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | abas | 12-09-06, 10:36 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-09-06, 01:14 PM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-09-06, 02:11 PM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | Salah Waspa | 12-09-06, 02:16 PM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-10-06, 00:24 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | عاطف عبدالله | 12-10-06, 02:01 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-10-06, 03:02 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | نادر | 12-10-06, 04:05 AM |
Re: "الموت اللئيم" فى مستشفيات الخرطوم- من فضلك لا تقرأ هذا الخبر | هشام المجمر | 12-10-06, 05:14 AM |
|
|
|