|
Re: المجهول قادم إن لم نتفق بقلم الطيب محمد جا (Re: شطة خضراء)
|
الأخ الفاضل الطيب محمد جاده السلام عليكم ورحمة الله
نلتقي معكم هذه المرة لأنك أصدقت القول دون رياء أو تلفيق أو مجاملة لجهة من الجهات ،، ويعجبنا في هذا المنبر من يتجرد ولا ينحاز لطرف من الأطراف . ( لا مجاملة للنظام أو الحكومة ،، ولا مجاملة للمعارضة بأشكالها وألوانها ) . فقط قول الحقائق مجردة .
المراحل السياسية في السودان كانت مربكة وغير موفقة منذ الخطوات الأولى لاستقلال البلاد .
في البداية حكومة مدنية متخبطة عشوائية ،، السيدان الجليلان ،، ثم الأزهري والمحجوب وعبد الله بك خليل ،، ثم نخب الخريجين ،، ثم خلافات واختلافات ،، ثم مكائد ومؤامرات ،، وتمرد في الجنوب ومواجهات .
ثم إنقلاب الفريق عبود الذي نال التصفيق والهتاف من الشعب السوداني في بـداية الأمر ،، وكانت تلك هي مرحلة الديكتاتورية الأولى بمؤامرة من حزب الأمة ،، كانت مرحلة صارمة كتمت الأنفاس بذلك القدر الكبير ،، بجانب مشاكسات الجنوب الذي أعلن التمرد منذ الخطوة الأولى لاستقلال البلاد .
ثم كانت انتفاضة أكتوبر بقيادة الشعب السوداني ،، وهي كانت الإنتفاضة الأولى لشعب عربي ،، وفي تلك الإنتفاضة كان الشعب يتأمل أن يتقدم السودان إلى الأمام مثل دول العالم .
ثم كانت مهزلة التجربة الثانية للديموقراطية بالسودان ،، حيث ممارسات البهدلة والفوضى للأحزاب السودانية ،، وذلك بمعية الأزهري والمحجوب والصادق المهدي ،، ثم مناكفات الحزب الشيوعي السوداني ،، والحزب الإسلامي السوداني ،، ومرة أخرى كان التراجع والإنهيار التام للسودان في ظلال التجربة الثانية للديموقراطية بالسودان .
وبعدها كانت مؤامرة الحزب الشيوعي الذي خطط لإنقلاب جعفر النميري ،، لتمثل مرحلة جديدة في المسار السياسي ،، وهي مرحلة الديكتاتورية الثانية ،، وكالعادة ذلك الهتاف وذلك التصفيق من الشعب الشعب السوداني .. وفي تلك المرحلة لقب الشعب السوداني بأنه شعب كل حكومة ،، أما ذلك النميري فقد جرب كل ألوان الحكم في السودان ،، جرب التطبيق الشيوعي الإشتراكي في البلاد وفشل ،، وجرب الحكم العلماني في البلاد وفشل ،، وجرب الحكم الإسلامي في البلاد وفشل .
ثم كانت مرحلة الإنتفاضة الثانية بـقيادة الشعب السوداني ،، الذي أراد سودانا جديدا ومتقدما كالعادة .. وكانت تلك هي تجربة الديموقراطية الثالثة في البلاد ،، ويا لها من تجربة كانت فاشلة وخائبة لأقصى الحدود بقيادة الصادق المهدي الذي أوصل البلاد لحافة الهاوية والإنهيار .
ثم أخيرا كانت الطامة الكبر حيث مرحلة نظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير بمؤامرة من الحزب الإسلامي السوداني ،، وهي مرحلة تمثل الديكتاتورية الثالثة في البلاد ،، وكالعادة فان الشعب السوداني هتف وصفق لنظام الإنقاذ الجديد أملاً في تقدم السودان للأمام ،، وقدم التضحيات تلو التضحيات ،، ولكن مع الأسف الشديد تبدل نظام الإنقاذ فجأة إلى نظام فاسد ومفسد بدرجة خطيرة للغاية ،، ولم يشهد السودان من قبل مرحلة انهيار وفساد وفوضى وإنحلال كما هو الحال في حكم الإنقاذ اليوم ،، ومع كل ذلك فإن الشعب السوداني يقف اليوم موقفاَ عجيباَ ،، وكإنه قد يئس من التجارب السياسية برمتها ،، كره النظام وكره المعارضة ،، وكره الأحزاب السياسية ،، وكره الجماعات المسلحة ،، وكره فئات التهميش الكاذبة المنافقة ،، ولسان حاله يقول : ( اللعنة على الجميع ) .
سعيد يوسف مكي
|
|
|
|
|
|