|
Re: أستقلال الوطن, أم أستغلال المواطن بقلم ال (Re: المثني ابراهيم بحر)
|
الأخ الفاضل / المثنى إبراهيم بحـر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : تسعة وتسعون في المائة من الأفكار السودانية اليوم مشوشة للغاية وبعيدة عن الواقع .. أما الواحد في المائة من تلك الأفكار فهو ذلك المطلوب الهام الذي أريدك أن تتريث عنده قليلاَ .. وأريد الآخرين من عقلاء السودان أن يتمهلوا عن الركض في الفراغ ولو للحظة واحدة .. فليتفضل الجميع والولوج في تلك الغرفة التي نطلق عليها غرفة ( الحكماء ) .. نحن الآن أمام ضرورة اقتضتها تجارب الستين عاما ما بعد الاستقلال .. وتلك التجارب من الضروري أن تتمخض عنها النتائج السالبة والنتائج الموجبة .. وتجربة الستين عاما الماضية تطلبت إعادة ترتيب البيت السوداني .. وذلك الترتيب يعني نفض الأتربة المتراكمة عبر تلك السنوات الطويلة .. كما تتطلب إزالة الشوائب والمعوقات التي تعوق تقدم البلاد وتمنع البناء والتعمير .. وأيضا تمنع رفاهية الشعب السوداني الذي عانى كثيراَ من نيران وويلات وأوجاع تلك التجربة .. والتجربة من أساسها هي لتمحيص كل المسارات التي تؤمن قيام دولة مستقرة ثابتة .. تجربة في المسارات السياسية المتنوعة .. وتجربة في نوع الحكم الذي يلائم مستقبل السودان .. وتجربة لتمكين وتحديد الهوية السودانية .. وتجربة لإرساء قواعد بناء الاقتصاد السوداني على ثوابت تتفادى العلل الناجمة عن عدم استقرار المفاهيم الفكرية والاثنية في السودان .. وفي النهاية لا بد من سودان خالي من كل تلك الشوائب .. ولا يهم حجم السودان المساحي عند ذلك .. فالعالم تعج بالدول الصغيرة والكبيرة أحجاماَ .. ولكنها تهنأ بالاستقرار والهدوء .. فإذا كانت منطلقات العقل السوداني العالي من ذلك المفهوم الذي يعني أننا الآن نمحص نتائج تجربة لدولة حديثة فنحن في المسار السليم .. ومن الطبيعي جدا أن نقبل منطقيا وعقليا بالإرهاصات التي نجمت عن تلك التجربة الطويلة .. ومن تلك الإرهاصات انفصال الجنوب .. ومن الخطأ أن نقول أن الانفصال كان من أخطاء فلان أو أخطاء علان .. إنما هي نتيجة لإرهاصات تجربة عاشتها الأمة السودانية لسنوات وسنوات .. وقد تأتي تلك التجربة بالمزيد والمزيد من الإرهاصات ولا يعني ذلك أن القيامة قد قامت في السودان . فإذن من تحصيل الحاصل تلك الشطحات .. حيث القول بضرورة عودة السودان لأحضان الاستعمار .. أو ضرورة أن يكون السودان تحت توصية جهة من الجهات .. ولكن رغم تلك الحقائق الموجعة التي أكدتها تجربة السنوات ما بعد الاستقلال فإن الأمر برمته ما زال في أيدي أبناء السودان الحادبين .. فهنا تتجلى معاني الوطنية الصادقة العالية حيث المطلوب ذلك الإنسان السوداني الذي يتمسك بكيان جامع يشمل الجميع في مركب وفاق واتفاق .. وتلك هي الضرورة الهامة التي افتقدتها تجربة السنوات الستين ما بعد الاستقلال .. وما زالت الفرصة متاحة أمام الشعب السوداني لكي يكون في مصاف السواد الأعظم من شعوب الأرض .. تلك الشعوب التي تضع أوطانها في حدقات العيون .. والتي تؤمن بالوحدة وتعض عليها بالنواجذ .. وترى حقا بأن الوطن يمثل أما وملاذاَ لا يقابله أي وزن آخـر في الوجود . عباس أحمد طاهر
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|