الأسباب لا تزال، بين الشك واليقين، والصندوق الأسود لا يزال يقول أشياء، وكل السيناريوهات على الطاولة.
كارثة.. قد تكون طبيعية، وقد تكون بفعل فاعل، على خلفية تدخل روسيا في سوريا لضرب الدواعش.
تلك هى " النظريتان".
لكن بافتراض أن الكارثة بفعل جنود الدواعش في سيناء- كما أعلنوا واحتفظوا بايراد التفاصيل في الوقت الذي يريدونه- يبقى ثمة حديث لابد أن يُقال: لئن كان ضرب المدنيين بالبراميل المتفجرة والصواريخ الحمراء وتلك التي تتكلم الفارسية، جريمة.. فتلك جريمة!
قتلُ المدنيين، هو القتلُ.. سواء كان ذلك في الأرض، أو في مابينها وبين السحاب، أو فوقه... والقاتل هو القاتل، وإن اختلفت التقاطيع.. واختلف اللونُ، واختلف اللسانُ، وإختلف الهدف.. والتبرير!
ماهو مهم، أنه لو ثبت تفجير الطائرة الروسية، فإن حركة الطيران العالمي، عادت مرة أخرى، إلى زمان الرعب.
لو فعلتها داعش، فليس مستبعدا ان تفعل مثلها ( بوكو حرام) وبقية الجماعات التي بايعت البغدادي، والجماعات التي ترفع الآن كف المبايعة.. وليس غريبا أن يصير ضرب الطائرات المدنية إعتياديا، مثل الولادة.. مثل الموت.. في كل خطوط الطول والعرض، والاستواء!
كنتُ، أخافُ إلا قليلا، والطائرة تقلع، أو تستوي، أو تحاولُ الهبوط. الآن بدأت أخاف كثيرا جدا. تكفي عبوة مزروعة، أن تفجرني أشلاء، والطائرة تستحيل إلى كرة من لظى!
لن أعرف قاتلي..
ولن يعرفه الصندوقُ الأسود.
ما أبأس الإنسان الذي يُقتل، ولا يعرفُ قاتله..
ما أباس القاتل الذي يقتلني، ولا يعرفُ عني شيئا، ومن بين مالا يعرفه أنني كنتُ- في الأصل- إنسانا خيرا.. أو أنني كنتُ لأرجو أن أكون كذلك!
من الخير، أن نفترض في أي إنسان أنه خيّر، إلى أن يثبت العكس.
من العدل- لئن كنتُ سأموت مقتولا أن أنظر في عيني قاتلي، وأقول له بيني وبين نفسي ثمة أشياء، ينبغي ان تقال في زمن الرحيل.
ومن العدل، أن يعرفني قاتلي تمام المعرفة، حتى لا يصرخ فيه ضميره ذات وخزة، في يوم ليس ببعيد!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة