|
Re: ذِهْنِيَّة المركز والهامِشandquot;الخليفة عب� (Re: عبد العزيز عثمان سام)
|
مسكين هذا الإنسان ،، بدأنا نشفق عليه كثيراَ ،، وهو ذلك المهزوم الحائر الذي يستجلب العطف والشفقة على نفسه وعلى قبيلته ،، فمنذ فترة طويلة وهو يجاهد بكل أسلحته حتى يبني هـرماَ مـن الأمجاد الزائفة لماضي أجداده ،، فإذا به ذلك الفاقد للحيلة ،، وعندها يكون دائما في موضع الضحك والسخرية .
وتلك المواضيع العديدة التي يتناولها كل مرة تسقطه في الحضيض بصورة مهلكة للغاية ،، وهو كلما يفتح موضوعا جديدا يتمنى أن يجد موطن قدم في عالم الأمجاد ،، فإذا بالحيثيات والحقائق تجيب عليه بقسوة فائقة ،، مما يؤكد أنه مجرد متسلق في مهنة الكتابة ،، وذلك النوع من التسلق يضر بأمثاله الصغار ،، كما يضر بتاريخ أجداده ( إذا كان لأجداده تاريخ في الأساس ! ) .
وهنا في هذا المقال كنا نتمنى أن لا نخوض في سيرة تزيد الشقاق بين الأحباء في السودان ،، ومثل ذاك الشقاق هو ما يريده الحثالة من أمثاله ،، ولكن سكوتنا قد يعطي ذلك القزم نوعاَ من الانتصار ،، ذلك الانتصار الذي لم يحلم به طوال حياته .
ومن الملاحظة العجيبة عندما نتناول تلك السيرة التي يخوض فيها ذلك المسكين ( المغلوب على أمره ) نجـد أن جميع مظاهر النحس والفقارة والاحقاد والفتن والموبقات التي شوهت صورة الماضي في السودان كانت ترد من إنسان تلك الناحية !! .
والماضي عندما يتحدث عن الثائر محمد أحمد المهدي ،، يتحدث عن رجل قائد اجتهد في إقامة دولة إسلامية في السودان .. وقد انطلق ذلك الرجل البطل من منطلقات الإخاء والوفاق والنوايا الطيبة الحسنة التي وحدت الشمل السوداني ، دون تلك المؤامرات والأحقاد والقذارة التي تليق بالأقذار .. وقد انتصر في تلك الحروب الجهادية في مرات عديدة .
وهو نفس الماضي الذي يتحدث عندما تحولت القيادة السودانية إلى شخص من تلك الجهات ،، تلك القيادة تحت إمرة الخليفة التعايشي .. وهنا المقام ليس لتقييم الأشخاص ولكن لتوضيح صورة الأوضاع في كلتا الحالتين .. وفي الحالة الثانية نجد أن الأوضاع قد تحولت في الساحات السودانية فجأة إلى صورة من الفتن والأحقاد والحروب البينية ،، والتصفيات الجسدية .
ثم لازم أرجاء السودان ذلك النحس وذلك الفقر ،، تلك الصور القبيحة المعهودة عن هؤلاء القوم .. حيث الضمائر القذرة النتنة الغير نبيلة .. وفي نهاية المطاف كان القدر بالمرصاد ،، فقد حل البلاء والابتلاء في ربوع السودان عندما تفشت المجاعة في كل الأرجاء .. وعندها كان الشعب السوداني أينما يتواجد يرفع الأيدي نحو السماء طالباَ الخلاص من قيادة هؤلاء القوم
وعندما جاء الاستعمار كان الناس يجدون أن ذلك الاستعمار رغم أنه بغيض بالفطرة إلا أنه أفضل مليون مرة من هؤلاء الحاقدين الذين يفتقدون معاني القيادة .. لقد فشلوا في قيادة السودان كلياَ .. وهؤلاء لم يجدوا الدعم من الشعب كما لم يجدوا الدعم من السماء .
ومع كل تلك الحقائق الموجعة فإن الشعب السوداني لا يريد أن يخوض في تلك السيرة التي تجلب الشقاق ،، إلا أن هذا الحاقد يريد أن يفتح الجراح لأنه دخيل على هذا السودان .. ولا تهمه مصلحة السودان ،، لا من بعيد ولا من قريب .. وهو إنسان نشأته تفتقد التربية الصالحة في الأساس .. وأمثاله يفنون الأعمار في ذلك النوع من النباح الذي لا يبدل الحقائق .. ولا تسري اجتهاداته تلك على العقلاء من هذا الشعب .، وأقرب مثل يليق بأمثاله هو ( الكلاب تنبح والقوافل تسير ) .
|
|
|
|
|
|