|
Re: انقطاع المياه في بلاد النيلين!! بقلم نورا (Re: نور الدين مدني)
|
قبل عشرة سنوات تقريباَ كتب أحدهم مقالاَ بعنوان ( لو كنا نعلم بديلاَ ما لبسنا في العذاب المهين ) ،، والإشكالية لم تكن يوماَ في صعوبة الانتفاضة الثالثة ،، حيث شعب عرف جيداَ مسالك الانتفاضات وإسقاط النظم الديكتاتورية ،، وليس الأمر كما يدعي البعض في قوة وبطش النظام القائم ،، ولكن الإشكالية العويصة في ذلك البديل المطلوب ،، وتجارب الانتفاضات السابقة ما زالت ماثلة في الأذهان ،، حيث تلك الفئات الحزبية المعارضة الهزيلة التي مثلت البديل ثم قتلت الانتفاضات في مهدها ،، ليعود الشعب مرة أخرى لخانات البهدلة والمعاناة وحياة الجحيم ،، واليوم أي مجتهد حصيف يدرك جيداَ أن ذلك البديل الذي يترصد بالمرصاد ليقطف ثمار الانتفاضة الثالثة هي نفس تلك الأحزاب التقليدية المعروفة القاتلة المهلكة المقيتة ،، ولذلك نجد اليوم أن الشعب السوداني يعاني من ويلات الظروف القاسية في كل المجالات والمسارات ،، يشتكي من الجوع ويشتكي من انقطاع الكهرباء يومياَ ،، كما يشتكي من انقطاع المياه في معظم مناطق السودان ،، ويشتكي من قسوة المواصلات في هجير الشمس ،، ويشتكي من غلاء الأسعار ،، وبالمختصر الشديد فإن الشعب السوداني يشتكي ويلاقي الويلات في كل مسارات الحياة ،، ومع كل ذلك فإنه لا يتحرك إطلاقاَ ولا يفكر في الانتفاضة الثالثة ،، لأنه يدرك جيداَ أن البديل المتربص ما هو إلا ذلك البعبع الخطير الهالك المهلك ،، تلك الأحزاب التي تمثل المعارضة والتي عرفت بتاريخها الأسود الكالح ،، ورموزها يمثلون معاني الجحيم والويلات الأشد حيث التجارب السابقة ،، فهنا جحيم ( نظام البشير ) ،، ذلك النظام الفاسد المفسد الذي عايش الشعب السوداني في أهلك أنواع المعاناة ،، وهنالك جحيم الأحزاب !! ،، تلك الأحزاب التي أذاقت الشعب السوداني كل ألوان العذاب ،، وبمقارنة الجحيمين نجد جحيم البشير أقل وطأة من جحيم الأحزاب ،، ولكن في النهاية الكل في الصفة جحيم في جحيم ،، ولذلك نجد أن الشعب السوداني قد يأس من تجارب الانتفاضات ،، وقد عزف عن ممارسة السياسة كلياَ ،، فتلك الوقفة السالبة المعروفة للشعب السوداني ،، حيث ترك الجمل بما حمل لأهل السياسة المفسدين براَ وبحراَ وجواَ ،، وكم نادت تلك الأحزاب المعارضة لإشعال الانتفاضة مراراَ وتكراراَ ،، ثم كم وكم حضروا ولم يجدوا أحدا من الشعب السوداني !! ،، ولعنة الله على تلك المعارضة والأحزاب السودانية التي أوصلت الشعب السوداني لمراحل اليأس والقنوط الشديد ،، كتب أحدهم بالأمس قائلاَ : ( يستاهل الشعب السوداني حين يعاني من أزمة المياه ) ثم لا ينتفض ضد نظام البشير ،، فرد عليه أحدهم قائلاَ : ( في سنوات البشير قد تتواجد المواسير ولا تتواجد المياه في المواسير ) ،، وقد تتواجد حكومة تحت أية مسمى ( ظالمة أو رادعة أو متسلطة ) ،، أما في سنوات الأحزاب فلا تتواجد المواسير ولا تتواجد المياه ولا تتواجد معالم الحياة ولا تتواجد الحكومة تحت أية مسمى من المسميات ( لا رادعة ولا غير رادعة ) مجرد غياب كامل للسلطة وغياب كامل للهيبة والأمن ،، وشتان بين جحيم وجحيم !! .
|
|
|
|
|
|