|
|
 Re: هل فعلاً ربطتْ كرمة كردفان ودارفور وشرق السودان؟ بقلم عبد الحفيظ مريود (Re: عبدالكريم الاحمر)
|
الأخ الفاضل باسم ( الحقيقة المرة )
والأخ الفاضل عبد الكريم الأحمر
لكم التحيات .
أنا نوبي شمالي وأفتخر بذلك كثيراَ .. ومعروف لدى أهل السودان جميعاَ أن لساني هو ذلك الرافض لحروف الضاد جملة وتفصيلاَ .. ويوم أن ينطق بحروف العرب فهو ذلك اللسان الذي يعجز أن يفرق بين التذكير والتأنيث .. كما أنه ذلك اللسان الذي يعجز أن يفرق بين الخاء والحاء عند النطق لحروف العرب والعروبة .. ومع ذلك لم نتوقف يوماَ خجلاَ من تلك العلة في اللسان .. لأننا أصحاب حضارة عريقة وأصحاب لغة عريقة .. وتلك العيوب عند استخدام لغة العروبة كانت تجعلنا نحس بالفخر والاعتزاز .. حيث أنها كانت تؤكد الماضي العريق لنا كما تؤكد الجديد الدخيل .. ولا نجد عيباَ في استخدام لغة الحضارة العريقة .. كما لا نجد عيباَ في استخدام لغة الضاد ( لغة القرآن العظيم ) .. وقد جاء الوقت لنواجه الحقيقة بمنتهى الشجاعة .. والإقرار بواقع الحال بمنتهى الصراحة .. فالحضارة النوبية مثلها ومثل أية حضارة في العالم نمت وترعرعت وأخذت حقها وعنفوانها بالصولات والجولات .. وتركت آثارها البليغة ثم بدأت تدخل في مراحل الشيخوخة والاندثار .. وتلك سنة الحضارات في العالم .. وبالتالي فإن اللغة النوبية الآن في طريقها إلى الرحيل والزوال .. ولغة الضاد الآن هي التي تتملك زمام الأمور يوماَ بعد يوم .. والأجيال النوبية الحالية الغالبية منها لا تعرف كلمة واحدة من اللغة النوبية فهي الآن تتحدث باللغة العربية السليمة .. وتراجعت تلك العيوب في اللسان عند استخدام اللغة العربية كثيراَ لتكون محصورة بكبار السن والمعمرين من أجيال النوبة .. والأغرب من ذلك فإن أجيال النوبة الحالية تتحدى أبناء العروبة في مجالات الإبداع والشعر والفصاحة والكتابة . وتلك ملاحظة بدأت تجلب العجب في الساحات .
ثم نأتي لحديث النوبة في الشمال والنوباوي الذي يعني ساكن الجبال .. وسلفاَ نعرف جيداَ أن الأصل واحد وأن الجينات تحمل نفس الإرث .. سواء رضينا أم أبينا في الشمال أو في الجبال .. فالحقائق لا تزول بالنفي كما لا تتأثر كثيراَ بالإثبات .. فذلك هو النوبي في الشمال وذلك هو النوباوي في الجبال .. وسؤالك هو : أن يسأل الشمالي النوبي ويقال له ( أنت نوباوي وشوف رد فعله ) .. ولا تنتظر الإجابة طويلاَ .. فأنا أجيبك الآن وبمنتهى الصراحة فأقول : ( أنا لست نوباوي ) ولا تمنيت يوماَ أن أكون ( نوباوي ) .. فأنا نوبي ذلك الشمالي الذي يعتز ويتمسك باسمه .. ويجب عليك أنت يا نوباوي أن تعتز باسمك وتتمسك به .. فلماذا بمنتهى البراءة تتوقع أن يتنازل الآخرون عن أسماءهم وتاريخهم ليتنازلوا لك ؟؟ .. وما هي تلك المغريات التي نفتقدها حتى نركض لنقبل بمسميات الآخرين .. أنا نوبي شمالي بمواصفاتي وأخلاقياتي وبعاداتي وتقاليدي وبعقائدي .. وأنت نوباوي جبالي بمواصفاتك وأخلاقياتك وعاداتك وتقاليدك وعقائدك .. فما الذي يوجب أن يتنازل أحدهم للآخر .
ثم تلك النغمة المعهودة المتكررة المملة عن تزويج البنات وذلك الاتهام بالعنصرية عند الاختيار .. وطبعاَ أنتم تتمنون أن يأتي النفي من جانبنا حتى تخوضوا في ذلك الحديث الممل البغيض .. ولكن سوف نقطع الطريق أمامكم ونقصر الحجة ونقول لكم أن بناتنا ليست متاحة لكل من هب ودب على وجه الأرض .. وخاصة وتلك الأرض مأهولة بنواقص الصفات والعيوب في الكثير من البشر .. وبنفس القدر نحن لنا عيوبنا ولأي إنسان على وجه الأرض أن يرفضنا إذا تقدمنا طالبين النسب والحسب من أحد .. حتى هنا وكفى .. وتلك سنة العشائر في جميع أرجاء العالم .. ومثل تلك الكلمات إطلاقاَ لن تجعلنا أن نتنازل لإرضاء الآخرين من البشر ونقول لهم تعالوا بالله وتزوجوا من بناتنا !! .. بالله عليكم ما هي الأزمة القاتلة الكاتمة التي تجعلنا نفعل ذلك ؟؟؟؟ .. وللآخرين أن يحسوا بنوع من الكرامة والمكانة في ذاتهم وذواتهم .. وأن يتمسكوا ويتعالوا بالكيفية التي تعجب أمزجتهم في صد الآخرين .. وهي السيرة في كل انحناء العالم حين تكون عن الزواج والتزويج فالأمم تتعالى كيف تشاء وتختار كيف تشاء .. ونحن بدورنا قد نتقدم طالبين الزواج من العشائر الأخرى ثم نجد الرفض منهم قاطعاَ فلا نبالي كثيراَ .. لأن ذاك من حقهم .. وبعد ذلك لا نشتكي ولا نولول كالنساء ونكرر نغمات العنصرية .. تلك النغمات التي تدوم وتدوم وتدوم في رحاب المهزومين الضعفاء الذي لا يملكون الثقة في النفوس .. وقد فطموا على البكاء والنحيب ولا يملكون غير ذلك .. وتلك الشكاوي دامت لمئات السنين دون ثمار تعني الحصاد .. والعاقل الفطن لا يهدر الأوقات فيما لا جدوى منه ولا يفيد .. والإنسان دائما وأبداَ بكرامة اللسان .. وتلك هي الحقيقة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليجادل حتى قيام الساعة ثم ينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ !!!!!!!.
.
|
|
 
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست