|
Re: في الذكرى الثلاثين لإعدام محمود محمد طه بقلم محمد محمود (Re: محمد محمود)
|
السجية الفاضلة في الإنسان المؤمن الموحد بالله حقاَ لا تتبدل حسب الأهواء ، وهي تلك الوقفة الجازمة التي لا تقبل التردد أو المجاملة ، فالمؤمن الصادق لا يميل إطلاقاَ من منطلقات العواطف حين يمس الأمر جانباَ من ثوابت التوحيد والعبادات ، فهو يتمسك بشدة بتلك العقيدة الإيمانية القوية المخلصة ، ويرفض كل شائبة تمس العقيدة من بعيد أو قريب ، ويقاوم بشدة كل من يبرز ويجتهد بفلسفة جديدة في ثوابت العقيدة الأساسية ، ذلك المفرط المتطاول الذي يجتهد ويأتي بالجديد المتهور لتبديل أو تعديل ركن من أركان العبادات الأساسية ، تلك الكبيرة الخطيرة للغاية التي تخالف الكتاب والسنة صريحاَ وجريئاَ ، ومع الأسف الشديد فإن تلك الظاهرة ترد في مسارات الأمم من وقت لآخر حين يبرز أحدهم فجأة ليأتي بجديد الفرية في الدين ، ذلك الجديد الخطير ، ثم يتمسك بتلك الفرية مخالفاَ كل الثوابت المدعومة بالآيات الصريحة ، ومخالفاَ لخطوات الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) قولاَ وفعلاَ ، فمثل ذلك الإنسان يفقد الدعم فطرياَ من الجمهور المسلم المؤمن أينما تواجد في العالم ، وشائبة الفرية في أركان الدين الأساسية تظل راسخة وقوية في أذهان الناس حين ترد سيرة صاحب الفرية في الدين ، وأي جدل بعد ذلك لا يقدم ولا يؤخر مهما يجتهد المجتهدون ، ويدخل في خانة تحصيل حاصل ، حتى ولو قالت عنه الألسن كل أنواع المحاسن التي تليق بأهل الدنيا ولا تليق بأهل العقيدة ، وحتى ولو أجتهد المجتهدون في تأليف الآلاف من المجلدات والكتب لتحسين الصورة تحت أي غطاء من أغطية المسميات ، فإن الكبيرة هي الكبيرة ، وأن الحقيقة المؤسفة تظل هي الحقيقة إلى قيام الساعة ، والناس تتعجب من محاولات البعض ليلاَ ونهاراَ في ترميم ما لا يكون إطلاقاَ ، فتلك الشخصيات تظل رهينة أفعالها وأقوالها وفلسفاتها إلى الأبد ، ولن تتغير الصورة في أذهان الناس لمجرد مجتهد يجتهد بكل ما يملك من قوة ليوجد صورة مزيفة منمقة مقرونة بسيل من المفاخر والأمجاد ليمحو كبيرة الفرية التي لا تغتفر إطلاقاً ، وتلك المحاولات تفقد المفعول وتظل عقيمة ، ولا تمحو من ذاكرة الناس تلك الفرية الكبيرة مهما تكررت تلك المحاولات ، فالسيرة هي السيرة !! .
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|