|
Re: أعرب نحن أم أفارقه ؟ بقلم : دكتور محي الدين تيتاوي (Re: محمد يوسف محمد)
|
لك التحيه مجدّداً أود أن أذكرك عزيزي أن الأصوليه و اليمينيه الداعيه إلى التطرف و نبذ الآخر أو ربما إلغائه هي داء أزلي يعود إلى عصورٍ غابره، كدح و غُرّب فيها كمٌ لا يحصى و لا يعد من بني البشر بحجّةِ أنّه الآخر، العرق الآخ الدين الآخر الثقافه الأخرى و هلم جرّ..أوافقك الرأي في أن حجم المأساه الانسانيه خرافي و تكرّرت عبر التأريخ البشري و لا زالت تتكرّر بنفس التفاصيل. تغريب الإنسان على الأساس الثقافي، الديني، العرقي متجذر في بني البشر إلى حدٍ بعيد و لا بد من إيجاد علاج جذري له..هل سيحدث ذلك بين يوم وليله؟؟ لا اعتقد..هي إذن مشكله مجتمعيه في المقام الأول. و أهل اللسان العربي في السودان ينحدرون من الأصول النوبيه كأساس عرقي و يدّعون الإنتماء الى الدماء العربيه الزرقاء التي ليس لها وجود، سواء وجدت الثقافه العربيه أم لا، بمعنى وجود الثقافه لا يعني تحوّل العرقية بالكامل، الممالك و دولة الخلافه بإمكانها فعل ذلك. عندما قامت دولة الولايات المتحده الأمريكيه (و لا أبتغي وجه المقارنه بينها وبين السودان في هذا المثال) مُنع السكان الأصلين (الهنود الحمر) و السود من حق الجنسيه الأمريكيه، و ياللغرابه. في أوروبا اليوم يعامل الأجانب القادمون من افريقيا و آسيا و الشرق الأوسط على أنهم تهديداً للقيم و المبادئ الغربيه!!خيارك الأول والأخير كأجنبي أن تتعلم اللغه و تندرج في أسلوبهم الحياتي و إلا فعليك أن تغادر. محاولة إلغاء البعض لثقافة البعض الآخر نتج عنه العكس دائماً ولا يولد إلاّ الضغينة و البغضاء بين بني البشر و إن كان البعض قد نجح في الإلغاء و التمثيل بالثقافة الغازيه خذ ايرلندا و اسكوتلندا على سبيل المثال إندثرت فيهما لغاتهم الأصلته الGaelic و الGalic تماماً على حساب الانجليزيه على الرغم من مقاومتهم المستميته للغزو الانجليزي. ما أردته هو إرساء البوصله في إنتقاد التجريد..تجريد العرق أو الثقافه أو لون البشرة على الإنسان و ذلك ليس حصراً على الأوليقاركيه العربيه الشماليه المتفاخره و الأيديولوجية الإنقاذيه، بل على كل الأصعده التي ظُلم على أساسها الآخر بحجةٍ أنه آخر و أقل مقاماً مع اختلاف هذا المقام تارةً عرقي و أخرى قومي و ان تحاسب هذه التجاوزات على سبيل الحصر الفردي للحاله المرضيه وليس على سبيل التعميم.
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|