شتات يا فردة

الحبيب شتات

يا سعدى سيدى وهناى بوجودك بيننا وفعلا ضاع منا زمان انت فيه بعيد عنا والان دعنا نهىء انفسنا لكم اتى من الزخم الجميل للحرف الندى الذى هلت بشائره هنا ولمثل هذا اشتاق وازداد حنينا ولعلنى الان مرتاح جدا واتمنى ان يعاودك كل الحنين لليراع وللكتابة وتعود اكثر نشاطا واكثر ابداعا ...

حكاية الرسائل كما ذكرت كانت فى الماضى شىء اساسى فى الغربة وما ان تحط رحالك الا وانت هارب لاقرب مكتبة لتقتنى الظروف الما خمج والورق المزدان بالورود والمعطر بشذاها نعم كان الورق ملونا ومعطرا وموشى بالرسومات والازهار هذا غير كروت الاعياد التى كانت لا تقل جمالا ان لم تنافس الورق وما زلت سيدى اذكر كيف كنا نسهر ونحن نسطر الرسائل فلم يكن حينها شىء يعكر صفو الليل فلا فضائيات ولا دوشة بل كان يأتيك صوت عفاف راضى او نجاة الصغيرة وهى تغنى للغربة وتتساءل عن الحبايب مرتاحين ولا زعلانين ولا مبسوطين ولا عاملين ايه فقد كان صوت العرب هو الاثير الى النفوس لانه يبث رسائل الشوق والاحباب والاغراب وكانت تخرج الكلمات وسط ذلك الاحساس لتصل اكثر صدقا لمن ترسل اليهم فتجعل شعبيتك اكبر واكثر فلا فرق بين صديق واخ وحبيبة فالكل يناله دفق مشاعر الغربة وتصله الصفحات المتراكمة ولها ولوعة وجرسة من الغربة ...

شكرا اخى شتات لبعث كل تلك الذكريات والان سيدى اصبحت رسائل الموبائل الذى لا يحتمل اكثر من ثلاثة او اربعة سطور قصار ولكنها ايضا جميلة حينما تأتى من الاحباب .. كم اشتاق لرسائل الموبائل الجميلة ..

لك تحياتى اخى ولك معزتى