شوزفـرينيــا الوطــــن !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 04:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-15-2005, 01:50 AM

Sidig Rahama Elnour
<aSidig Rahama Elnour
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! (Re: عمران حسن صالح)

    (2) كسلا - حنين الماضي، أحباط الواقع، رؤى المستقبل


    مشيت في شوارعها زاهلاً ، مصلوباً في شسوع البون بين سندان الذكريات الممتد ومطرقة الواقع الجديد ....... تغيرت السحنات ..... وتبدلت الأسماء وصار كل شي ينطق بالوحشة بعد أن كان كل منظرٍ يؤسس في الدواخل إلفة على الدوام ، الوجوه لا أعرفها ولم تمر بي ملامحها من قبل وكأنني قد سقطت فجاةً على أرضٍ لم تكن لي فيها أية ذكريات من قبل ...
    الأصدقاء سالت عنهم وعرفت أن معظمهم قد تحسست خطواته دروباً خارج الوطن كنا نراها في الأطلس الأخضر ذات يوم خلا عندما يشرع أستاذ الجغرافيا في تبيان مناطق ما ....

    رصيفاتي من البنات غادرن الى أعشاش رجال أخرين ، وبعضهم انقطعت صلته بتلك المدينة وكأنهن في منافي أختيارية ، حتى صار وجودهن بين أهلهن ضرباً من ضروب الأمنيات ..
    أمتلأت الشوارع بوقع فتيات جدد بصفات جدد وملابس جدد غير اللاتي عهدناهن ، يتبخترن في مشية مختالة وثياب فاضحة ، وعينٍ تجأر بالعداوة وتحدق فيك الى حد التشكك ، وعندما أثارت فضولي عيونهن سألت أخواتي فأجابوني بأنهن بنات الجامعة الوافدات ، وبعضٌ من القادمات الجدد من اطراف مجاورة بعد أن تجنزرت حدود المدينة بالدبابات وتخندقت بحفريات تستهدف أمنها من المتربصين ....

    حتى مجانين كسلا الذين تربطني معهم علاقات تبادل واضح لم أجد لهم أثر ، وحلوا أماكنهم أخرين لم أعرف منهم أحد بعد أن أستلقوا على ظلال شجر النيم الرابط بين البلدية و مكتب التعليم المحازي للمستشفي العام ....

    المجاري أكتظت باكياس متشردة ، والأسفلت فقد تماسكه وأسوداده الشديد وأختلط في وحدة مع غبار الشارع الممدود بعد أن نشب بينها وبين القاش ذلك الفيضان الكاسح الذي أخذ من عافية المدينة الكثير .....

    القاش أستعارت ضفافه أسراب اشجارٍ من المسكيت الجائر ، عرفت فيما بعد أن هناك لجنةً قد شُكلت لمحاربته بعد أن تورطت جذوره في إمتصاص النهر الجوفي الذي تسبح فوقه المدينة ، وتواطات أوراقه مع جيوش البعوض المصدرة للملاريا ، فقفزت الى ذهني صورة تلك الشجيرات التي غرستها على سفح مكرام يوم أن كانت المدينة تهددها أمواج الرمال الزاحفة وكثبان التصحر المسلولة التي تكح من صدرها سفاية الموت البطي ،،، وتذكرت أشجار النخيل والنيم التي زرعناها بأيدينا في عطلة الصيف على سور مدرسة كسلا الثانوية بقرب الجامع المطل على حامية الجيش فذهبت اليها وجدتها يانعة وصارت أشجار عملاقة .... دلفت الى داخل مباني المدرسة فوجدت مباني فقدت بريقها اللامع وأحتشدت في بطونها أدراجٌ وكراسي مهترئة ،

    الطرقات تقذف شوارعها زبد الأنفس المستحمة برشاش المنية ،، وحدها أزقة الشوارع تحتمي تحت ظلال الجدران البيتية الضيقة ، لاشي يتجدد بها سوى افواج العاطلين السائبة في متاهات الشوارع الخلفية الهاربون من حملات الإلزامية القاهرة ، يجالسون ظلال النيم الوريفة ويمارسون حلاقة شعورهم في قصات عجيبة ، ويجمعون (الشيريينق ) ل(فتات) الفول المصلّح في أحدى المطاعم التي تكسرت مقاعدها من أثر الزمان وفقد أصحابها القدرة على تجديدها ....
    بعض الشباب يأنسون ستات الشاي، ويجلسون على ظلالٍ شحيحة ، بعد أن اُفُردت لهم بروش وسبات متهالكة بفعل الزمان اشتاقت الى سعف الدوم النادر الذي يرتق تمزقها ويحيك فجواتها المفضوحة ، ورغم ذلك يمسكون بالموبايل ويتبادلون نكتات المسج بالتداول والمس كول في تصارع للتماشي مع التقنية الجديدة ،

    شارع المليون بليد ،،،،،،،، ياههههههههههه ، يا لهذة الطرقات التي لم تزل تراوح أقدام التكاثر وسط زحام الأنفس اللاهثة الخارجة من زحام الانسان والحيوان وتتارجح في الهامش بين جيلين من الفراغ الروحي ، وحده الدولار يمارس نزقه الأسرافي وسط غني يضج بالبذل الترفيهي في بعض محلات سوق هيكوتا ،،،
    لا اعرف أي قومٍ عبوسين وفدوا لهذه المدينة المبهجة فبدلوا فرحها أحزان ، واسسوا مناظر للكآبة لاتخطئها العين ، نصف المدينة يمارس ذلك الحزن والأحباط ، والنصف الأخر على أهبة الأستعداد لممارسة ذلك ،،،

    نهضت وتنامت في ذهني فكرة زيارة أساتذتي في المدرسة بعد أن شاهدت أحدهم يركب دراجته العتيقة التي جار عليها الزمن وجردها من كل أشكال الترف فأصبحت خالية من الإكسسوارات ، بطئية هذه الدراجة بسب إختلال بنيتها ولا تكاد قدماه النحيلتان تقويان على دفع عجلاتها في اتجاه الريح .. دخلت الى بهو المدرسة الأكاديمية الواقع بين الفصول حيث أشجار النيم الوارفة عندما كان أستاذ الزين حامد واستاذ عبد السلام الشريف يعقدان اجتماعهما الشهري بالطلاب ... لمحني أستاذ الأمين أدريس (كيمياء) فصاح بأعلى صوته مرحبا بي ثم تبعته غمغمات من أخرين بعد أن أيقظ ذاكرتهم أستاذ الامين وهو يردد أسمي مرّحباً ، صاح استاذ معمر (صدّيق أيها الولد الشقي ، لقد تفتحت أوداجك وصار شاربك يرمي الصقر ) أتبعناه بضحكات أستدعت معها حنان الماضي الدفاق وأصبح أستاذ الامين يحكي لي في مفارقة بين طلاب الامس وطلاب اليوم الذين يدخنون علناً جهاراً نهاراً امام أعين أساتذتهم ........ يالهذا الزمن القمي الذي يفرش لحاف الفجيعة ويرسم المسافة في تجاعيد الرؤى ، ويهلك مثل هؤلاء القوم الطاهرين ويرميهم بسهام الحاجة المآسة .......

    أستوقفتني منظر العمارات التي بدأت تتسامق خلف الحامية حين زرت مكتب اللاجئين حيث يقيم زملاء المهنة السابقون ومكاتب المالية والزكاة .... فقد لاحظت أختفاء الشقوق العريضة التي يمارسها سطح الأرض في تلك المنطقة وكأنه يبتسم للجفاف ، مما حفزني الى زيارة المصحة لأرى أحوال أصحابي ذوي المشاعر المرهفة الذين تحملوا وزر أخطائنا دون ذنب أو جريرة منهم ... توقعت واقعاًُ مشئوماً ولكن حماس أحد الشباب في تلك المصحة جعل الوضع أكثر قبولاً وأكثر أشراقاً عنما في خاطري وقد ظهرت مجهودات الشاب اليافع ضرغام واضحة ووقفت عند كلماته الصادقة ومجهوداته العظيمة التي يبذلها لتحسين ذلك الواقع ..... كانت المصحة المكان الوحيد الذي شهد تطوراً في زمنٍ صار فيه الثبات منعدماً ......

    لملمت الخطى بإتجاه الرحيل والشمس في لهيبها ، متسكعاً بين الأزقة والشوارع حالماً بأماكن لا عناوين لها ، وبضعة امنيات خاسرة خارجة عن مداها ولاتزال ذاكرتي تتبرأ من أحزانها الجديدة وتستدعي دف الماضي في شغفٍ لجوج ، بعد أن ظلت رفيقة المدن المنسية تجفف حزمة الضوء المنبثق من الدواخل ...... وتهديني صباحاً بذائقة الوحل .... ثم ما هي الى أيام وبوصلة رحيلي نحو مدن النفط تهتز إضطراباً . تلسعها حرارة الغربة ، ووتتقاذفها تضاريس الكتابة والعويل ....وبصري لايزال متمسكاً وشاخصاً في ذلك الجبل الشموخ وانا جالساً على المقعد خلف زجاج البص الذي يقلني للخرطوم حتى التهمه أفق المسافة وغاب في لجة السراب .......... لكن لكسلا بعد إنكفــاء المدى أُفقهــــا

    (عدل بواسطة Sidig Rahama Elnour on 05-15-2005, 09:15 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Sidig Rahama Elnour05-11-05, 09:20 AM
  Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Alia awadelkareem05-11-05, 09:48 AM
    Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Omayma Alfargony05-11-05, 09:53 AM
      Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! عمران حسن صالح05-12-05, 04:40 AM
        Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Sidig Rahama Elnour05-15-05, 01:50 AM
          Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Sidig Rahama Elnour05-15-05, 01:59 AM
  Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! نزار باشري ابراهيم05-16-05, 01:57 PM
  Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! نزار باشري ابراهيم05-17-05, 12:43 PM
    Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Sidig Rahama Elnour05-18-05, 02:52 AM
  Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! نزار باشري ابراهيم05-18-05, 01:30 PM
    Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Sidig Rahama Elnour05-19-05, 00:46 AM
      Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! عمران حسن صالح05-19-05, 03:51 AM
        Re: شوزفـرينيــا الوطــــن !!! Sidig Rahama Elnour05-19-05, 04:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de