(حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2005, 04:36 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) (Re: ثروت سوار الدهب)

    فأدلي الأستاذ حيدر ابو القاسم بدلوه معبرا عن نفسه و عن فرع كندا فقال:

    نشر هذا اللقاء بصحيفة الوفاق السودانية في 12/13/14 أغسطس2000
    الأستاذ حيدر أبو القاسم ـ حركة القوى الحديثة الديمقراطية (حق) ـ كندا:

    هل تعتقد بان لما حدث من صراع داخل (حق) خلفية فكرية؟

    ـ نعم .. فلعله و بفعل إشعاعات مشروع التنوير الذي آلت (حق) علي نفسها ان تحمل مشاعله، فقد تكشفت لنا في الافق السياسي دواعي المشروع و عظمة اهدافه وقيمة حصيلته، و لأن التنوير في فهمنا هو محاولة لخدمة دولتنا الوطنية بغرس بذور الوعي الديمقراطي وقيم الحداثة وبسط المعرفة لفهم تجليات المشكل السوداني و تداعياته، فنحن بهذا نوفر لانفسنا و لغيرنا الشروط الموضوعية الازمة للتفاعل الايجابي مع هذا المشكل، حتي نستقبل علي الطرف الآخر من المعادلة سودان صحيح و مقتدر.
    و للان اشعاعات التنوير لا تعرف الالتواء، تماما كما تسقط من الشمس، فقد كان لنا نصيب من دفقاتها، وبطبيعة الحال فأن التجربة هي اصدق مقياس للتعبير عن هذه الوضعية، وضعية التكشف الفكري ل(حق) كمؤسسة للتنوير، و وضعية الحساسية الديمقراطية تجاه الاشياء، و وضعية الخاص في مواجهة العام، و الفرد في مقابل المجموعة، و الماضي في صلته بالحاضر، و نحن هنا لا نستحضر متقابلات والسلام، وإنما نحاول أن نرصد مجمل العوامل التي غذت الصراع داخل (حق).
    لقد جئنا إلي (حق) كل من موقعه، و إن كان العامل البارز وقتها التمرد علي المنظمات الشمولية على ظلال السقوط المدوي للشيوعية وإنهيار بناءآتها النظرية و انظمتها المجتمعية ودولها الانموذجية، كان هذا عاملا في التدافع نحو بديل جديد، و إن كنا قد خرجنا من اقبية اليسار سويا ـ وهذا فيما يخصني وبعض الاخوة في (حق) ـ فقد ابانت التجربة أن وحدة الخروج لا تعني بالضرورة وحدة وقع الحافر على المسار الجديد، و هنا تكمن الخصائص الحاسمة في مساألة الخروج ذاتها، فمنا من خرج و هو على قطع تام بانماط التفكير الشمولي و فيما يمثله ذلك من شغف بالديمقراطية بعد حرمان وتماهي في جوهرها الإنساني بعد نكران، و منا من خرج و في مسامه إبر طواعن من القديم، وإذ لم يتصل خروج هؤلاء بالنزول إلي حياض الديمقراطية تطهرا في الذات و إرواءا لعروق تيبست من حراء الشمولية وإقصاءا لمتعهداتها في الاحادية والتغرب، و إرضاءا للضمير الوطني الباحث عن السوية والديمقراطية، فقد كان هؤلاء مصدر متاعبنا وآلامنا، و لعله مفهوم بهذا أن كان كان بيننا من غيَر إنتماءه القديم شكلا، بينما ظلت الدواخل هي هي، و كان من الطبيعي في هذه الخلفية أن يكون هناك اختلاف في الرؤى ومناهج التحليل واساليب إدارة التنظيم، و إن كنا لم نصل إلي هذا التقيم إلا عبر التجربة، فالجانب الفكري من الصراع الذي شهدته (حق) مرتبط باستحضار العقل الشمولي كفاعل ماضوي، و بمستوى الإنفعال بالديمقراطية كاداة عصرية لبناء مجتمع بشري قويم، لهذا كان صراعا بين الليبرالية و الاحادية، بين الاعتدال و التطرف، بين الواقعية والدوغمائية، بين تنظيم قائم علي الجمعية و آخر على الملكية الفردية، و في ظل تداعيات هذه الاختلافات الكبيرة وإنسحابها علي التفاصيل الصغيرة فيما تقتضيه ضرورات العمل المشترك، يصبح الاختلاف اعمق من كونه فكريا ليضحي اختلاف روح و وجدان.
    ماهي تداعيات الصراع بين فريقي (حق) في الداخل والخارج؟

    اولا: لم يعد هذين الفريقين تقسيمة داخلية لفريق واحد لزوم المران و الدربة وإنما ذهب كل إلي سبيله، و دون اهمال لمتراكمات هذا الصراع فقد اتخذ الاستاذ الخاتم عدلان اخطر القرارات على الاطلاق، و تعالي على أية امكانية للوفاق و حسم هذا الصراع باقصاء (مجموعة الحاج وراق) كما يسميهم بذلك، و هي تسمية ترمي لإستضعاف المركز الحقيقي للحركة و لإشاعة إحساس بالتبعية و الإنقياد والإستفراد، وإن رمتني بدائها وإنسلت، فهذا مالا يعفي الاستاذ الخاتم عن مسئوليته التارخية في تدبير و تنفيذ إنقلاب قصر أطاح بامكانية الوصول إلي حل ديمقراطي في إطار المنظمة الواحدة، وما يدعوا للاسي أن الخاتم عدلان لايملك حق إتخاذ مثل هذا قرار، فقد فقد(بفتح الدال) و لجنته التنفيذية شرعيتهم آليا بانقضاء شهر ياناير 1998 ، باعتبار أن هذا هو التاريخ الذي كان من المفترض أن يقوم فيه مؤتمر الحركة، وذلك وفقا لمقررات مؤتمر اسمرا في ياناير 1997 ، لكن يبدو ان اثقال الإرث الماضوي في تغيب المؤتمرات العامة لعقود من الزمان مازال ينوء بكلكل.
    لقد اضاع الخاتم حقوقنا التنظيمية الاساسية على اثر قنابل دخانية استباقية حول (التحريفية) التي حاقت بالبرنامج السياسي للحركة، و إن كان الامر كذلك، فهذا ما كان يستدعي مؤتمرا عاجلا لفروع الحركة بالخارج على اقل التقدير، باعتبار الخارج موضع اختصاص اللجنة التنفيذية التي يرأسها الخاتم عدلان، و حتي لا نظلم الرجل فلابد من الاعتراف بأنه انجز هذه المهمة بعقد المؤتمر (في القاهرة) و لكن فقط بعد أن اصدر عرائض الاتهام المطولة ضد الداخل، وبعد أن اصدر فرمانا ناريا بفصل(مجموعة الحاج وراق) واودعه الإعلام، و بعد ان اعاد الاعتبار لمنطلقات الحركة و بعد صفي الانقسام والانقساميين!! و لعلي في لجة هذا الطفح إستدركت لماذا تتهرب الكيانات السياسية الشمولية عموما من عقد مؤتمر عام في ظرف صراعي، فالمخافة كبرى، على اية حال و لما لم يعد هناك سر فنرجو من الاستاذ الخاتم أن ينشر على الملأ محضر الاجتماع الذي بموجبه فصل قيادة الداخل و عدد و اسماء الذين شاركوا من الاعضاء اللجنة التنفيذية في الاجتماع ومدي نصابية الاجتماع وأي لائحة ومرجعية قانونية استندوا عليها.
    لقد كانت الحركة في الخارج تحتاج إلي مؤتمر (طبيعي) وفي اوانه ليعكس و يمثل وضعية الحركة كما كانت، كنا نحتاجه لمحاسبة قيادة الخارج قبل قيادة الداخل علي فشلها الزريع في إدارة شئون الحركة وفي تنفيذ اجندتها السياسية وفيما آل إليه وضع الحركة عموما، كان هذا افضل من البحث عن قميص عثمان و من استهداف مقدرات الداخل بحثا عن التساوي في الفشل.
    ثانيا: ليس الامر من بعد صراع بين داخل وخارج، وإنما في تقديري خروج الخاتم عدلان عن(حق) و لكن ولان الخاتم ما تعود الخروج بهدوء فكان لزاما الصخب و الحواشي و الاسترفاق. لقد كنا نظن في ظروف بدايات التكوين و المبادرة لبناء (حق) نعتبر وجود الخاتم بيننا مكسب، بيد ان التجربة اكذبت خيالنا و لا نعتبر الان خروجه خسارة.
    ثالثا: لا نخفي بان هناك اختلاف في وجهات النظر داخل الحركة حول بعض الموضوعات السياسية، و ان توحدنا العضوي مع الحركة بالداخل لا يغيب هذا الخلاف وإنما سوف نتناوله في حينه ومواعينه، و بالضرورة عبر الحوار والديمقراطية، كما أن الخلاف داخل منظمة واحدة ليس من ابتداعتنا، وإنما هو من طبيعة الاشياء ونحاول من خلاله ان نكون اكثر سعة لاحتمال الآخر، لكن الاختلاف عند الخاتم شيئ مختلف، فهو الاقدر علي استنباط المعنى الحقيقي والكامل للنص او المداخلة و الذي لا يعرفه العامة ولا المثقفين، فهو اخصائي التاويل (و التبليع) و هو الاقدر علي قراءة ما بين السطور و علي رد الافكار إلي اصولها مع التحلبل الذي لابد و ان يفضي للاسف إلي (مؤامرة) أو خزلان... أرجو ان يستمع الاخوة القرء إلي هذه العبارة التي اقتبستها من وثيقة اصدرتها القيادة الوطنية بالداخل بعنوان "رؤية (حق) في واقع سياسي معقد"تقول العبارة في معرض تحليلها لمفاعيل الصراع داخل الجبهة الإسلامية((... و وسط هذا الركام من التناقضات برز إتجاه من الإسلامين الذين استخلصوا الدروس و العبر من تجربة الإنقاذ، فقطعوا بهذا القدر او ذاك مع التفكير الشمولي وسلموا اخيرا بأن اية محاولة لتخطي الديمقراطية التعددية لن يكونوا خلفها و طوروا استعدادا واضحا للوعي بالآخر والقبول به.. وهكذا فإن الحركة الإسلامية التي صادرت التعددية في المجتمع تجدها في جلدها.. و ما عاد من الممكن لا من حيث دقة التوصيف العلمي و لا من حيث ضرورات تاكتيك سياسي ملائم التعامل مع الحركة الاسلامية ككتلة واحدة صماء...انتهي)) باطبع متروك للقارئ الوصول إلي اي استنتاجات كانت حول مفهومية هذا النص على وضوحه، فقط نود ان نضيف تأويل الخاتم عدلان بأن في هذا مشروع للتحالف بين (حق) و تيار التوبة في الجبهة الاسلامية، و قد كان هذا احد الاتهامات الفظة التي اوردها في معرض البيان الذي فصل فيه قيادة الداخل بل استنكر لاحقا ما اسماه التدخل في شئون الجبهة! و نحن بهذا في مواجهة شيئ مختلف نحاول فهمه عبر استدراكات اولية.. و تأسيسا على ما قال فان قراءآته النقدية للماركسية و لقضايا الحزب الشيوعي (بعد خروجه عنه) هو تدخل كذلك، و تأملاته في وضعية التجمع(و لما لم يدخله) هو تطفل عليه، واستمراره في مناولة مجموعة الحاج وراق (بعد ترجله عنهم) هو تدخل ايضا، و هيامه بمنجزات الحركة الشعبية (ولما لم ينتم إليها) هو تدخل كذلك، وإن حاولنا تجاوز غرابة الموقف وصولا إلي نخاعه الفكري فهو دعوة للتمترس والتصلب وتابيد الاحكام، و هذا باطبع غير ما تقتضيه آليات الحراك السياسي في بلد مازال يبحث عن هويته و استقراره السياسيين، بمعني مجافاة الفكرة للاهمية الفائقة للبحث و الاستقصاء و الاستدراك في حالة الاحزاب السياسية السودانية عموما، و لنا هنا إشارة متواضعة مؤداها ان باب التغير لم يغفل بخروج فلان أو علان من حزبه القديم، و نحن في واقع الامر كقوة تتطلع لتحشيد اكبر قدر من ابناء السودان حولها ـ نؤمن بالتغير و بضرورته، بل ونسعى إليه ونبني عليه عشمنا الكبير، فلو كانت الامور مختومة على ما هي عليه فما بالنا لاهثون؟! إننا في حراكنا السياسي المضبوط على إيقاع القضية الوطنية، نجتهد ما في وسعنا، نطرح افكارنا، ننتقد ما نراه خطأ فينا أو في الآخر، نناقش، نستقطب و نحيد، و هكذا نتفاعل مع السياسة و نلامس كل سوحها من موقع القناعة بالتغير دون استغفال و الوعي بمحيطنا السياسي دون سذاجة.
    هناك نموذج آخر في التأويل الغريب للأشياء و الذي عادة ما يتورط فيه الخاتم عدلان فيصدقه لنفسه و يعممه على صديقيه و يخلق منه قاعدة للحكم على بطلان الآخر.. و هنا اقتبس نصا آخرا من ذات الوثيقة آنفة الذكر((تبنت الإنقاذ تصورا احاديا للهوية السودانية يتاسس على المركزية العربية الإسلامية و تعاملت مع وجوه و مكونات الهوية السودانية الاخري إما كفراغ ثقافي أو زوائد لا يؤبه لها أو كمظهر من نفثات الابالسة و الشياطين.. انتهي)) تصوروا أن هذا النص لم يشفع لقيادة الداخل في كونها ذات افق متوازن في مفهوميتها لموضوع الثقافات السودانية المتعددة، فجاء إتهام الخاتم مجلجلا بانحياز قيادة الداخل للمركزية الإسلامية وكان باطبع احد مصوغات الفصل، و بينما استكملت وثيقة الداخل حرصها على التوازن الثقافي بنص آخر يخص الحركة الشعبية و يقرأ كالآتي إن إقرار حق تقرير المصير لا يعفي الحركة الحركة الشعبية من إتخاذ موقف فكري وسياسي من وحدة السودان و جعلها احد أركان خطتها السياسية و عملها التربوي وسط مؤيديها، و في غياب ذلك فقد زاد الوزن النسبي لتيار الإنفصال داخل الحركة الشعبية، و هو ينزلق بها إلي تبني مركزية افريقانية في مواجهة المركزية العربية الإسلامية، إلي إنكار مجرد وجود عروبة في السودان و هو موقف يختزل الثقافة إلي الجينات العرقية، و يصادم ليس فقط الحقائق السوسيولوجية، وإنما كذلك و في المقام الاول أحد اهم حقوق الإنسان، الحقوق الثقافية و الرمزية. ان بديل المركزية العربية الإسلامية هو منطق الحوار الديمقراطي بين مكونات الهوية السودانية وليس مركزية مضادة. و ان كفاح الضحايا الحق ضد الجلاد لا يتم بالتماهي مع الجلاد واستلاف نماذجه في التفكير و الممارسة.. انتهي))
    و إن كان لي تعليق على ما اوردته الوثيقة حول كلا الطرفين (الجبهة و الحركة) فانني انسب ل(حق) فضل التفكير بالصوت المسموع وتحويل الهمس الشعبي إلي مادة سياسية و المخاوف إلي مادة معلنة، ومن يفعل ذلك وهو يتحسس الحاضر وينظر إلي المستقبل ممسكا بمقبض التوازن و مستوعبا لخصائص الامة، فهو باضرورة باحث عن حل للجميع في الحاضر وللمستقبل.
    هل صحيح انكم على وفاق مع حزب الامة وخلاف مع الحركة الشعبية؟

    طالما كنت على (حق) طالبا في معيتها الفكرية و متفاعلا مع قوتها الاسترشادية، فاعتقد ان نحن علي وفاق مع كل من يحمل هم الوطن ويعمل على تضميد جراحه النازفة لنصف قرن من الزمان ونيف، و نحن علي وفاق مع كل من يتطلع للديمقراطية والسلام، و علي خلاف مع من يصادر أو يود ان يصادر مبدأ الإختلاف، الاختلاف هنا هو الآخر و هو رديف الديمقراطية واحد رئتيها، ديدننا في تشخيص حالات الوفاق و الاختلاف هو الاحتكام للتجربة و للمنطلقات النظرية للفريق موضع البحث لنستخلص منها مستوى الحساسية الديمقراطية و شفافيتها، نحاول ان نرى هذه الاشياء من خلال البيان السياسي و الموقف الايدولوجي و المداخلة الفكرية والفعل المدني و فوهة البندقية، و مع من نتوافق أو نختلف فمرحبا بهم جميعا في رحاب الديمقراطية، على هذا نقصي مبدأ الإقصاء و نعترف للجميع بحقهم الديمقراطي في الحياة السياسية للسودان الذي نتطلع إليه، فجميعهم من صنع التاريخ و هذا الموقف من التاريخ ليس لانه فيه مهابة، بل لأنه متفاعل في الحاضر و يحمل ظلالا للمستقبل، فيما يؤكد ذاته كعملية (تاريخية) لابد ان تنجز في مرحلة او مراحل، و اظن بهذا قد ضاقت الفجوة النظرية بين من مع من نتوافق و نختلف، و هذا بالضبط هو المقصود، ليكون إختلافنا موضوعيا تحكمه الظروف المحيطة به فيما يقابلها من عقل موضوعي قادر على تفهم هذه الظروف إنفراجا و إحتقانا، و ليكون وفاقنا علي ذات النسق، نحن نحاول بهذا أن نمنع تمدد حكميهما إلي مصاف الآيدولوجية و الديدن، و ذلك حتي نمنع هزيمة الديمقراطية في ذاتها و السياسة في موضوعها.
    إن كانت هذه إضاءة نظرية عابرة مستمدة من السؤال في حرفيته فخالني محتاج للاجابة عليه في كونه سؤالا اكثر مباشرة و إرتباطا بلغة السياسة السودانية و وقائعهالآنية، و في هذا اعتقد ان المقصود من جانب هو تحالف (حق) مع حزب الامة كفكرة من طرف القيادة الوطنية بالداخل و كاتهام من طرف الخاتم عدلان، فلنصرف الاتهام اولا بمنطق مستعار من مواقف الخاتم نفسه و الذي كان الاسبق من غيره في التحالف مع الاحزاب التقليدية، حيث وقع اتفاقا في جدة مع حزبي الامة والاتحادي في عام 1995 دون علم بقية اعضاء القيادة آنذاك، و بكل ما جلبه هذا الاتفاق علي منظمتنا الوليدة من (هواء بارد)، كما ان الخاتم من المناصرين الاشداء لفكرة دخول (حق) التجمع و بما لحزب الامة فيه من وزن معتبر، فإن كان دخول (حق) التجمع يعني دخولها في تحالف مع عدة احزاب مجتمعة، فما المانع في تحالفها مع هذه الاحزاب فرادي؟! و إن كان التجمع الآن قد تبني مشروع التسوية السياسية، فما الفارق الجوهري بين التجمع و الامة؟! إن كان الخاتم وجه نداء لحزب الامة بالعودة إلي التجمع فلماذا يرفض فكرة تحالف (حق) مع حزب الامة، مع ملاحظة أن حزب الامة هو حزب الامة سواء كان داخل التجمع أو خارجه، و إن كان بين قادة حزب الامة(شيوخ عرب وذوي استنارة ليبرالية) كما قال الخاتم بذلك يوما ما فما بالنا نخسرهم، و إن كان تقييم الخاتم لعملية "تهتدون" و بما اضفاه عليها من عمق لا تستحقه يمثل لديه عشم سياسيا، فهل توقف العشم السياسي في هذه الدنيا عند بوابة تهتدون؟ ولما كانت كل هذه المواقف الخاتمية مجتمعة أو منفردة تمثل نقاط تماس مع حزب الامة، فلماذا إستشاط غضبا عندما اقدم الآخرون على اقل مما فعله هو؟! إن الخاتم بهذا قد أعطى نفسه حق التجريب كاملا بينما حرَمه على الآخرين بشكل مطلق، و ليس مهما بعد هذا أن نقيم حصيلة ما جربه مع مع حزب الامة أو التجمع و لكن بداهة كانت قراءته في هذا و ذاك خاطئة خاطئة.
    اعرج الان على فكرة القيادة الوطنية بالداخل في ترشيح حزب الامة كحليف ل(حق) و ذلك اعتبارا بما ورد في ذات الوثيقة حول هذا الخصوص، و الفكرة هي نتيجة لمقدمة نظرية تشير إلي قناعة حزبي الامة والاتحادي بالديمقراطية التعددية و ذلك بحكم قواعدهما الجماهيرية و استفادتهما الواضحة من النظام الديمقراطي، و أن حزب الامة تحديدا هو الأكثر تماسكا و وحدة والاوفر شعبية و هذا ما يجعله حليفا موضوعيا ل(حق) و التي يقوم كامل بناءها النظري على الديمقراطية، اجد نفسي على خلاف مع هذه الفكرة، و التي اظنها مستوحاه من فكرة اعم، قوامها التحالف بين الاحزاب التقليدية بحكم و ضعيتها آنفة الذكر والقوى الحديثة بحكم فعاليتها السياسية. فأن كانت الاحزاب التقليدية معلومة باسمائها و تاريخها فالقوى الحديثة(المنظمة) لم يشتد ساعدها، و هناك اشكالية في مسالة تمثيلها النوعي ومدى إنسجامه واختلافه مع الممارسة الديمقراطية، و هناك واقع الشتات الذي تعاني منه فصائل القوى الحديثة و إنتشارها يمينا و يسار، في الكيانات التقليدية و كذا الحديثة، في الحركات السياسية وكذا العسكرية، وإن كان هذا في مجمله يضعف المحتوى النظري لمشروع التحالف في عموميته، فالضعف ينسحب بالضرورة على تحالف حزب الامة و (حق) في خصوصيته. كما ان (حق) و هي ما تزال في طور البناءات الدنيا والوسيطة، فهي محتاجة لاستكمال هيئتها التنظيمية والسياسية، و ترسيخ معالمها الجمالية المميزة لها وتجذير وجودها في ثراء الوطن، و ذلك حتي يقوى عودها وتكتمل اهليتها لتتحالف مع الغير من موقع الندية و التكافؤ، لقد تعلمنا من التاريخ أن التحالفات الغير متكافئة تصيب الطرف الاضعف بمزيد من الضعف، كما أننا ما نزال نطرح (حق) للجماهير السودانية كبديل للنخب العسكرية والمدنية التي فشلت في إدارة شئون البلاد، و لهذا و لما لم تكتمل بعد العناصر الدالة على تنظيمنا و المحددة لجوهره و لموقفه المتميز في الساحة فأننا نخشى من مساس بمصداقيتنا و من شرخ في تكويننا الفكري السياسي.
    اما القول بأن الاحزاب التقليدية ذات مصلحة في الديمقراطية فهذا ما لا يؤخذ بالجملة، نعم لهذه الاحزاب قدرة علي الوصول إلي السلطة عبر الديمقراطية، و لكن ماذا عن النصف الآخر المتعلق بالنزول من السلطة عبر الديمقراطية، و كيف يقم شعب السودان هذه التجربة، بل و كيف يقيم تجربة هؤلاء في حكمهم الديمقراطي، فان كنا سنقيم تحالفا على ظلال هذه الخلفية فسوف نحمل معنا اثقالا من التاريخ لا نقوي عليها البتة. لقد نقلنا رأينا كمجموع لاعضاء واصدقاء بكندا حول الموضوع إلي قيادتنا بالداخل، و هذا ما نامل أن يؤخذ في الاعتبار. بقي ان نقول أننا في هذا نتحفظ على فكرة التحالف باعتبار مقدراته السياسية العالية و تشابك عناصره بالإضافة إلي خصوصية الوضعية البنائية ل(حق) كما أوضحنا من قبل، و بالطبع نقبل ما دون ذلك فيما يتعلق بأوجه التنسيق و التبادل و توحيد الجهود في المعارك الجماهيرية مع تواصل الحوار و تبادل الافكار و الاراء. و للحقيقة ايضا و بمقدار ما تتطلبة المرحلة من تشابك للايدي تكاتفا وتعاضدا من اجل استعادة الديمقراطية، فلابد من تمتين البناءآت المستقلة للكينات السياسية كذلك و لعل في هذا إعدادا حقيقيا لتعددية حقيقية، حيث يواجه كل حزب واقعه و يحصي قوته ويستدرك نواقصه و يعد برامجه، ولابد أن ضعف الأداء الحزبي و ترهله وإضطراب آلياته و ضمور ملامح علاقته بالجماهير اضرَ بالتجربة الديمقراطية في حقب سوالف.
    اما فيما يتعلق بثمة خلاف لنا بالحركة الشعبية فهذا تقيم احادي، و هو في واقع الامر اتهام روج له الخاتم عدلان عندما انتزع اقدامه من (حق) و ألقي بحزمة مشاعره السياسية علي الحركة الشعبية، نحن في واقع الامر علي خلاف و وفاق جديرين بالإبانة، لكن اود اولا ان القي باضاءة عجلي على المناخ النفسي الذي يتعامل فيه بعض مثقفي الشمال مع الحركة، إذ ينظرون إليها و كأنها حركة مقدسة، وإن من يتعرض لها بالنقد فهو داعية للإنفصال أو لتعزيز سيادة المركزية العربية الإسلامية، و من يشير إلي الحركة إنطلاقا من قاعدتها القبلية التقليدية ـ وإن كان هو واقع ـ فهو مخزل، و من يسال عن وضع الديمقراطية داخل الحركة فهو مشكك في ديمقراطيتها، لقد تشكلت هذه الذهنية الإذعانية في خضم تداعيات القضية الوطنية وإنهيار المشروع الماركسي للتغير الاجتماعي و ما ترتب عليها من إحباطات ثقيلة على المستوى الوطني و فقدان هوية علي مستوى التدافع الماركسي فصارت الحركة بديلا لبعض قوى اليسار، و لكنه بديل مطوَق بذات الذهنية، ذهنية المطلق و المبرأ تماما كما كانت الماركسية من قبل.
    ـ أننا في (حق) ننظر إلي الحركة كحركة افرزتها ضرورات موضوعية، و رفدتها خيبات التاريخ والمظالم و الفقر و المفارقة وعجمت عودها إهدارات الحقوق الاساسية و عمق مشروعية فعلها العسكري الإنقلاب العسكري على الديمقراطية.
    ـ و نلتقي مع الحركة في بحثها عن حل لمشكلة السودان بمتفرعاتها الثقافية و الاثنية و السياسية والقانونية والإقتصادية في إطار حق تقرير المصير.
    ـ ولكننا نختلف مع الحركة في محاولتها ترفيع شحنتها المعنوية الناجمة عن مناولتها لقضايا الاقليات والهامش إلي حق سياسي وقانوني.
    ـ كما نختلف معها في مدى البندقية و الذي نراه إستعادة الديمقراطية و ارساء القاعدة القانونية للحريات السياسية، فأن كان هناك زعم ببناء السودان الجديد بالبندقية فلن يكون هناك سودان، و إن كان هناك من طريق لبناء السودان الجديد فلن يمر إلا عبر بوابة الديمقراطية.
    هل هناك ثمة تجاوزات أثرت على مواقفكم المبدئية و منطلقاتكم الأساسية؟

    المبدئي و الاساسي في (حق) تشكله و ترعاه و تطوره و تعدله الظروف الموضوعية علي خلفية القراءآت المتغيرة في ترموتر القضية الوطنية، و على هذة الخلفية تنمو في دواخلنا باضطراد حساسية عالية تجاه المتغير، و هذا حسن لانه يمكن في تربيتنا الديمقراطية، و لانه يمكننا من توظيف المتغير في خدمة قضية الوطن، و على هذا القياس أيضا فالمبدئي فينا متواضع ـ كحالناـ لا نحيطه بجبروت نظري سرمدي و لا نختمه بصك من البراءة، مبادؤنا هي مجموعة أهداف سياسية نسعى بها لاداء ضريبة الوطن و ذلك عبر ما اخترناه من تنظيم و أدوات لنشاطنا السياسي. إن أبعد ما نرمي إليه تقديم نموذج في حضوره الاخلاقي السياسي رفيع المستوى، و بديمقراطيته غني المحتوى.
    هناك من ينتحب على مبادئ اهدرت، والصوت هنا خاتمي معهود، و اكثر ما أوجعه صرف قيادة الداخل النظر عن العمل العسكري و تبنيها لمبدأ المقاومة المدنية، فهل العمل العسكري في حد ذاته غاية ام وسيلة؟ فإن كان غاية فهو بالفعل مبدأ، و في هذه الحالة فنحن اعجل من من يتبرأ من مثل هذه الغاية او ذاك المبدأ ولو اجزناه في مؤتمر شهده الملائكة و دوَن على لوح محفوظ، و إن كان وسيلة فمبادؤنا و غاياتنا مصونة، وهل منازلة نظام الجبهة هدف في حد ذاته ام وسيلة لاستعادة الديمقراطية؟ فأن كان هدفا متماهيا في فكرة الاقتلاع من جذور، فهو يجسد بذلك ملامح شخصية إستئصالية تعاني فقرا حادا في الديمقراطية، فالديمقراطية التي نصبو إليها لن تنزل إلينا من السماء ليمارسها اناس مطهرون، و إنما هي ديمقراطية ارضية من واقع تداعيات الشأن السوداني و معطياته الموضوعية، لهذا نريد ديمقراطية لتبرئة جراحات المجتمع و تقويم مساره السياسي و لمحاصرة و هزيمة الجيوب النظرية التي تفرَخ للقهر و الاستبداد، و لترويض الشمولين علي التعددية و الاحاديين على الآخر، و مثل هذه النمازج موجودة في السلطة و المعارضة على السواء، إذا فهي حوجة مجتمع بأسره و لابد أن تكون، بناءا عليه، و إن كان هدف المنازلة استعادة الديمقراطية فهذا ما نحن فاعلون.
    أن إستيعاب من تجنوا علي الديمقراطية فكرا و ممارسة، في ثنايا مجتمع ديمقراطي جديد، هو مصدر ألم للبعض باعتبار سوابق التجني و مصدر عظمة للديمقراطية باعتبار طبيعتها الاستيعابية التسامحية، و لكن فيما تقتضيه مرتكزات التحول الديمقراطي على الساحة السودانية فأن المزاج الوطني الذي شكلته ظروف بالغة الحدة و العنف في ظل نظام الجبهة الإسلامية لا يقبل التقاضي عن كل شيئ، إلي هنا فنحن متوافقون مع مبدأ المحاسبة القانونية ـ لا الاستئصال ـ خاصة فيما مس حقوق الإنسان و جرائم الفساد و ما إليه، لتستكمل الجماهير هذه الاحكام القانونية باحكام سياسية من خلال صناديق الاقتراع. إننا نطرح هذه الحزمة من الافكار حول فهمنا للديمقراطية على خلفية تجارب شعوب كانت اشد نكأ و شراسة، فتنكيل نظام الفصل العنصري بالشعب الجنوب افريقي استمر لأكثر من ثلاثة قرون، و حكم الانظمة الشيوعية بالحديد و النار للاتحاد السوفيتي و شرق اروبا استمر لاكثر من سبعة عقود من الزمان، و مع هذا انجزت شعوب هذه الدول تحولا ديمقراطيا جبارا و حفظ للجناة مواقعهم في الحياة السياسية، و نحن امام خيار حضاري أقل كلفة و جراحا و اخطارا و ينبغي أن يكون في موضع اعتبارنا على اقل تقدير.
    اما فيما يختص بانسياب هذه الافكار و غيرها في قنوات تنظيمية لتعبر عن وجهة نظر (حق) فاعتقد أن هذا ما حدث بالداخل و الذي عقدت فيه الحركة ثلاث مؤتمرات و رابع مشترك بين الداخل و الخارج و قد كان ثلاث من هذه المؤتمرات الاربع تحت وطاة الاسرية و الارهاب و الطوارئ، و ان جملة هذه المؤتمرات كانت في ظرف خمس سنوات (عمر الحركة) و هذا فعل قياسي في الحياة السياسية السودانية، و تجربة نموذجية عاكسة لاصالة الانتماء الديمقراطي، و بطبيعة الحال فأن توجهات الحركة و تاكتيكاتها و تقويماتها كانت مستوعبة في هذه المؤتمرات، و لكن شيئا من هذا لم يحدث في الخارج، حيث الهواء الطلق، و حيث الظروف المغايرة تماما لإستثنائية الوضع في الداخل، انعقد مؤتمر واحد بالخارج و كانت قيمته في مشاركة الداخل و بوفد كبير علي ظلال السيوف و تربص الالغام في ظل محيط امني و سياسي و عسكري، ليثيبهم الخاتم في نهاية المطاف بأنواط الخيانة و نياشين الردة والنكوص، و مع حرص الداخل على التقيد بالممارسة الديمقراطية فيما عبرت عنه تلك المؤتمرات فقد ظل صوت قيادة الخارج يجهر بعدم أهلية مؤتمرات الداخل لنواقصها التنظيمية و التي تعرفت عليها قيادة الخارج بحذاقتها بعيدة المدى"ريموت كنترول" و على كل وإن جازت صحة هذه الافتراضات، فمؤتمر بنواقص تنظيمية أفضل من لامؤتمر، و الشاهد أن الداخل بثقله السياسي و التنظيمي و بتناقم اطروحته مع المزاج السياسي لبعض فروع و فعاليات الخارج كان كفيلا بترجيح كفة التحول الديمقراطي في اهداف و وسائل الحركة في مؤتمر عام و جامع، و هذا ما يشكل الآن ملامح الحركة بعد نزول غبار الصراع على الأرض.
    ما هي حكاية المجذرة التنظيمية المتهمة بها قيادة الداخل على لسان قيادة الخارج؟

    الخاتم يتحدث عن مئات فصلوا باعتبار مناوءتهم للخط السياسي لقيادة الداخل، و قيادة الداخل تتحدث عن ثلاثة عشر عضوا فصلوا بتهمة الاختراق الامني، و إذ يروج الخاتم ـ و الذي لم يعد طرفا محايدا ـ لهذه القضية، فليتنا نسمع من هؤلاء المفصولون، و في جانب آخر ليت الخاتم لم ينس مجذرته التنظيمية في اسمرا و التي احالت عضو لجنة تنفيذية في قيادة الخارج و منتخب بواسطة مؤتمر عام إلي المعاش، و كذا مجذرته المعنوية (على قسطل البطش و الفشل) و التي اقصت العديد من أعضاء الحركة و اصابت التنظيم بالموات و الإضمحلال حتي إنحصر التنظيم الخارجي(في شكله الرسمي) في مجموعة صغيرة من الخاتم و قدامي أصدقائه، و ليته لم ينس مجذرته السياسية التي اقتطعت رهطا من أعضاء "المنبر الديمقراطي" و اودعته البحر، و ليته يعلم تمنع لفيف من المثقفين و الاكادميين و حاملي الهم الوطني داخل السودان و خارجه عن الإلتحاق بالحركة بسببه و إذ ما خاب ظنهم.
    و الشاهد أن موضوعات الصراع التي أثارها الخاتم داخل (حق) لا تخص منظمتنا بمفردها، فاغلب هذه الموضوعات ذات طابع عام يشترك فيه آخرون، خاصة تلك المتعلقة بمنازلة نظام الجبهة، و في ظل اقصاء الخاتم لكل وسيلة غير البندقية، فهو ليس علي خلاف فقط مع الطرف الآخر من (حق) و إنما هو علي خلاف مع كل من يرفع رايه المقاومة المدنية، و كل من ينادي بالديمقراطية و السلام، و كل من يخرج في تظاهرة مناوئة للنظام و كل من يصدر بيانا و كل من يقيم ندوة و لو سقط فيها ضحايا و كل من يدعو لوفاق أو حراك مدني باعتبار أن كل هذه اسلحة عاجزة لا تضاهي حذاء مقاتل، و يظل هذا الموقف الذي اتخذه الخاتم في مواجهة هذه القوى مجتمعة في تداعيها الجماهيري هو مجذرة شعبية، كما أن الصراع الذي قاده الخاتم ضد منظمته ليس كله سياسة و لا كله تنظيم، إذ أرى في الافق ملامح إمام عالم أصابه الوجل من نظيره المجاهد الذي اقتحم مجالات الفكر و التنظير بما ينطوي عليه ذلك من إختراق لخاصة العالم، كما أنه (أي المجاهد) لامس باحات الإعلام في غير ما إذن، و تطاول في الساحة علي غير ما هو مقدر له.
    كيف تنظرون إلي مستقبل حركتكم في ظل ما شهدته من صراع؟

    لقد خرجنا من هذا الصراع و نحن أكثر ملامسة لقضايا الواقع و اكثر اندغاما بين جماهيره و اكثر ثقة في المستقبل، لقد خضنا تجربة اكسبتنا جلدا و جلاءا، و ننتظر الجماهير السودانية لتختبر هذا فينا. نحن نتوجه بعد اليوم إلي تمتين بناء منظمتنا و نفتح ابوابنا لكل ديمقراطي أو من يود أن يكون، و إذ لا نتوقع من هذه الجماهير أن تقف في الحياد من صراع خضناه باسمها و إرادتها وعلي شرف مقدراتها و تطلعاتها في ديمقراطية حقة، فأننا بهذا نتوقع من هذه الجماهير دعما سياسيا و معنويا و ماديا و إلتحاقا تنظيميا و تفاعلا فكريا لتتعاظم المسيرة و تنداح دوائرها حتي يتحقق حلمنا و حلمكم بقيام حزب الوسط السوداني حزب الجماهير الغالبة، على قواعد صلدة من الكرامة الإنسانية و الديمقراطية و الحداثة.
    ما هو تصوركم للخروج من الأزمة السياسية الراهنة للبلاد؟

    ـ إن موضع الأزمة هو الوطن، و هو بطبيعة الحال موضع السلطة القاهرة و ينبغي أن يكون موضع البديل، البديل إما الآخذ احمال المعركة في حلقاتها و نضالتها الجماهيرية المدنية المفضية إلي الإنتفاض و تغيير النظام، أو المتوسلة إلي ذات الجماهير لحمل السلاح، و لكي تحمل هذه الجماهير السلاح لابد لها من قناعة بالفكرة و دواعيها و مآلاتها، و تظل نقطة النطلاق و الانتخاب المستمر (مدنية فكرية) في حالتي التغير المدني أو المسلح، هذا ما حدا بنا لأن نكف عن التحليق و تجاوز المراحل لكي ننجز مهاما لابد و إنها اساسية و قاعدية لإنقاذ أي تصور كان من اجل استعادة الديمقراطية.
    ـ يظل الامر في ذهننا علي نحو ما أوضحنا آنفا مسألة أولويات لا خيبات و مسألة مقدمات لا قفزا إلي النتائج، و مسألة تفاعل موضوعي لا تجريد ذهني، فالعمل العسكري مثلا إن لم ينطلق من قاعدة (مدنيةـ فكرية) فسوف ينطلق من قواعد أخرى، و هذه إما قبلية أو طائفية أو(جهوية) أو اثنية أو دينية أو سلطوية فيما يمثل ضغطا و مشروعا للسلطة من مراكز قوى اكثر من كونه حراكا قوميا، و المقاومة المدنية نفسها إن لم تنطلق من ذات القاعدة فهي ضامرة و غير موصولة بأهدافها النهائية.
    ـ أن جماهير الشعب في السودان، و ببساطتها و بتلقائيتها، قد قطعت شوطا بعيدا في منازلة هذا النظام و إحراجه و إجباره علي التغير، و يبقي الإنتماء إلي هذه الجماهير أو إعادة الانتماء إليها هو استجابة لظرف موضوعي متفتح إرتفعت فيه معنويات الجماهير و انخفضت فيه آلة القمع السلطوي، نحاول أن نستثمر هذا الظرف لأقصى ما يمكن بتزخيم الفعل الجماهيري حتي يتتوج بانتفاضة شعبية تعيد للوطن حريته و ديمقراطيته كاملة غير منقوصة.
    ـ و في معية هذا النشاط، و دون توقفه، نتطلع إلي سلام و وفاق وطني يؤدي إلي ذات النتائج المترتبة على الانتفاضة الشعبية المنظورة، و ذلك من خلال مؤتمر دستوري جامع لحل مشاكل الحكم على اساس المواطنة و الحريات الاساسية و الديمقراطية التعددية و التفويض الشعبي (الانتخابات) و حل قضايا الحرب و السلام وفق منظور قومي و ألية ديمقراطية(تقرير المصير) و ما يستتبع ذلك كله من حلول ناجزة لقضايا الأقليات و توزيع الثروة و إصحاح الاقتصاد و توفير الخدمات الاساسية.
                  

العنوان الكاتب Date
(حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم02-20-05, 05:29 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-20-05, 01:01 PM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-20-05, 03:31 PM
      Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-20-05, 03:43 PM
        Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-20-05, 04:05 PM
          Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-20-05, 04:22 PM
            Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-20-05, 04:36 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-20-05, 01:13 PM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-21-05, 02:37 PM
      Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-21-05, 04:27 PM
        Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-22-05, 03:22 PM
          Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-22-05, 04:00 PM
            Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-22-05, 06:14 PM
              Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-22-05, 06:37 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم02-21-05, 03:16 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم02-22-05, 03:00 AM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ثروت سوار الدهب02-22-05, 06:10 AM
      Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) yumna guta02-22-05, 01:25 PM
        Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) Marouf Sanad02-22-05, 01:40 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) Salwa Seyam02-22-05, 01:35 PM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) yumna guta02-23-05, 11:33 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم02-24-05, 11:06 AM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى02-24-05, 11:26 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم02-24-05, 11:35 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم02-27-05, 03:41 AM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى03-05-05, 04:48 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) Hani Abuelgasim03-06-05, 05:52 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) ناذر محمد الخليفة03-06-05, 07:43 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم03-23-05, 02:41 AM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى03-23-05, 12:02 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم03-24-05, 07:18 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) Amjad ibrahim03-24-05, 04:03 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) بهاء بكري03-24-05, 04:46 PM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم03-26-05, 01:42 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم03-26-05, 01:47 AM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى05-08-05, 01:21 PM
      Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى05-09-05, 08:04 PM
        Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) نصار05-10-05, 04:39 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قصي مجدي سليم05-10-05, 03:28 AM
    Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) Elmoiz Abunura05-10-05, 03:35 PM
      Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) صلاح شعيب05-10-05, 03:51 PM
        Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) قاسم المهداوى05-11-05, 09:03 AM
  Re: (حركة حق كيف نشأت ومن السبب في إنشقاقهاحوار بين أطراف النزاع ) Elmoiz Abunura05-19-05, 05:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de