الحلقة الثانية: سبى النساء.... وأخذ الغنائم
لم استطع-والحديث لى- التحقق من الإسم الأول لودالدكيم-المذكور أعلاة....فبينما تقول الحبوبة نفيسة ان اسمة يونس, اورد محمد سعيد القدال فى كتابة تاريخ السودان الحديث ان اسمة هو عثمان الدكيم...ه
ويبدو أن جنود الخليفة فى غدوهم ورواحهم قد إرتكبوا كمية من الفظائع .. إذ ان معظم حملات المهدية(ود النجومى وجيش محمود ود أحمد) قد مرّت بمدينة بربر....ه
كما ان غضبة الخليفة من تهريب سلاطين باشا قد باء بها أهل السودان الشمالى...ه
ومن الفظائع التى حكتها الحبوبة هاجر...انة تم ربط الأطفال فى الخيل..ثم جروا بهم...وإضطر الكثيرون للتحصن فى الخلاوى وقراءة القرآن...ووضع أهل بربر كنوزهم الثمينة داخل حفّاظات حديدية إستعصت على الجنود ولم يستطيعوا فتحها...وتحكى الحبوبة أن أحد الجنود قد دخل على منزل جدّهم وسأل من مفتاح الخزنة..وعندما لم يجدة حاول فتحها ا بالسيف..لكنة فشل..وذَهب راجعا...ه
كما دفن الكثيرون كنوزهم فى الأرض...ومسألة أن يجد عمال البناء كنزا مدفونا حتى منتصف القرن الماضى هى مسألة قد حدثت كثيرا...ه
وقد حلمنا ونحن أطفال بمسألة الكنز هذة كثيرا ..وشاركتنا امهاتنا أحلام اليقظة تلك...وكنا دائما ما نخطط ماذا سنفعل إن وجدنا الكنز...!ه
وقد كان نصيب المرأة من البطش كبيرا,,,إذ تعامل معهم جنود الخليفة بمفهوم السبى...وتحكى الحبوبة هاجر نقلا عن احدى قريباتها: ان ابوهن قد زيَّنهن (حلق لهن صلعة)..والبسهن ملابس الرجال حتى لا يسبوهن جنود الخليفة...ه
وكانت هناك إمرأة تسمى الشَفّة تحمل جرة سمن كبيرة..وعندما رأت جنود الخليفة مقبلين عليها..شربت كل الجرة حتى أغمى عليها,,ودخل النمل فى انفها..وظن الجنود انها قد ماتت...ه
لم يسلم الأطفال من البطش والتخويف...يحكى الشيخ عبد الرحيم الأحمدى وهو عاصر المهدية عند طفولتة انة تم القبض علية..واجبر على سقى خيل التعايشة من النيل بإناء صغير..وإنة (تكوهو) للذبح..لكنهم عفو عنة فى النهاية....ه
وتحفظ الحبوبة هاجر بذاكرتها الحديدية بعض ابيات للحاردلو شاعر الشكرية يعبر فيها عن التذمر الواضح:
خليفة المهدى يا ود أم شُمَّارة
تروح الكَلَكَة يوم جوك النصارى
وعُقُبْ إن دُرْ كدوس..وإن دُرْ سيجارة
وأبيات اخرى تحفظها عن ظهر قلب لنفس الشاعر:
زى الدود كرَّابُن
زى الشوك حُرَّابُن
قاطع الدرش عقابُن
وأسود يوما جابُن