شفت اللي حصل للزناجرة

Quote: أوضاع اللاجئين في مصر مقارنة بأحوالهم في دول أخري كتب: عطية عيسوي‏ **‏ بعيدا عن الجدل الدائر حول ما إذا كانت قوات الأمن المصرية قد أفرطت في استخدام القوة أم لا ضد اللاجئين السودانيين المعتصمين طوال ثلاثة أشهر في ميدان مصطفي محمود في المهندسين بالقاهرة لإجلائهم من المكان‏,‏ لابد من توضيح النقاط التالية لكي تكون الصورة واضحة لدي القارئ ويستطيع بنفسه أن يحدد المسئول الحقيقي عما حدث‏:‏ ‏ *‏ وفقا للقانون الدولي‏,‏ ليس مطلوبا من الدولة التي تستضيف لاجئين من الخارج سوي توفير الحماية الأمنية لهم‏,‏ أما بقية الخدمات الضرورية من غذاء وملابس ورعاية صحية فهي مسئولية المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وفقا للميزانية المالية المرصودة لها‏,‏ أما الدولة المضيفة فإن قدمت مساهمات من جانبها فلها الشكر‏,‏ وإن امتنعت فلا تثريب عليها وفقا لظروفها وإمكاناتها الاقتصادية‏.‏ ‏ *‏ من حق الدولة المضيفة وحدها أن تحدد مكان إقامة اللاجئين داخل العاصمة أو خارجها أو حتي في معسكر خاص بالصحراء مادامت توفر لهم الحماية الأمنية‏,‏ وقد رأيت بنفسي وزميلي المصور الصحفي أحمد عبدالرازق خلال مهمة صحفية في مخيمات اللاجئين بكينيا عام‏2004‏ كيف تمت إقامة معسكر للاجئين السودانيين والصوماليين والإثيوبيين والبورونديين والروانديين في منطقة كاكوما في شمال غرب كينيا‏,‏ وهي منطقة صحراء جرداء بعيدة عن العاصمة نيروبي بأكثر من ألف كيلومتر‏.‏ والأكثر من ذلك أنه كان محظورا ـ ومازال ـ علي سكان المخيم نحو‏100‏ ألف أن يخرجوا منه إلا بتصريح من الأمن والمسئولين عن المفوضية للعلاج أو لأي غرض إنساني آخر‏,‏ وقد اشتكي لنا اللاجئون بمرارة من إساءة معاملتهم ونقص الحصص الغذائية واختلاس كميات كبيرة منها ومن نقص الوقود والمياه‏,‏ وروي بعضهم أنه إذا خرج رجل منهم إلي المنطقة المحيطة لجمع أعواد الحطب يتم قتله من أبناء القبيلة المسيطرة علي المنطقة التوركانا‏,‏ وإذا خرجت امرأة يتم اغتصابها أو احتجازها حتي يتدخل شيوخ القبائل لإطلاق سراحها‏.‏ ‏ *‏ حتي الأمن وحماية هؤلاء الضعفاء ليس متاحا دائما‏,‏ فالكثيرون منهم تعرضوا لهجمات علي أكواخهم ليلا في جنح الظلام وتمت سرقة متاعهم القليل أو اختطاف أبنائهم‏,‏ ومن حاول الدفاع عن نفسه تعرض للقتل‏,‏ وعادة لا تصل قوات الأمن إلا متأخرة‏,‏ هذا إن وصلت‏,‏ وبعد أن يكون قد فر الجناة بغنيمتهم‏,‏ وما حدث في كينيا حدث في دول إفريقية كثيرة أخري تستضيف لاجئين فارين من مناطق النزاعات أو حتي في داخل بلدان اللاجئين أنفسهم علي أيدي الميليشيات المسلحة التي تعيث في الأرض فسادا في غيبة القانون والنظام‏.‏ ‏ *‏ مفوضية اللاجئين ليست دائما هي المسئولة عن المشكلة‏,‏ فمطالب متعنتة للاجئين مثل نقلهم إلي دول في أوروبا وأمريكا لا تستطيع المفوضية تلبيتها إلا إذا وافقت الدول المذكورة علي استقبالهم‏,‏ وألا يبقوا في أماكنهم حتي تقبلهم دولة أخري أو تستقر الأوضاع في بلادهم ويعودوا إليها‏,‏ أما ما يمكن أن تستجيب إليه المفوضية فهو زيادة الحصص الغذائية أو الكسائية أو العلاجية لهم بعد مطالبة الدول المانحة بزيادة تبرعاتها لهم‏.‏ ‏ *‏ اللوم الأكبر في حادث المهندسين لابد يقع علي عاتق الذين جعلوا من أنفسهم قادة ومتحدثين باسم هؤلاء اللاجئين لأنهم رفضوا كل العروض المقدمة لهم وإنذارات أجهزة الأمن ومطالبها لهم بالعودة إلي أماكنهم الأصلية وإخلاء المكان حتي ينتهي هذا الوضع المزري الذي أثار استياء سكان المنطقة‏,‏ وكاد بعضهم أن ينظم مظاهرات احتجاج كان يمكن أن تنتهي باشتباكات دموية معهم لو استمروا في احتلال ذلك المكان الحيوي من المدينة‏.‏ وفي رقاب هؤلاء المتعنتين ستظل أرواح الضحايا معلقة حيث مات معظمهم اختناقا أو دهسا تحت أقدامهم خلال المعركة التي بدأوها بعد ثلاث ساعات من محاولات رجال الأمن إقناعهم بمغادرة المكان طوعا‏.‏ الاهرام