|
|
 Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل (Re: محمد عادل)
|
الرسول النورهل يستقيم الظل والعود أعوج ؟ ردعلي الاوراق الثلاث للصادق المهدي حول مستقبل ح
كان يوم الحادي عشر من ابريل عام 1969يوما مشهودا في تاريخ السودان القريب فقد شهدت العاصمة المثلثة حشودا لم تشهدها من قبل كثرة وحماسة فقد سعي جناحا الحزب العتيد الي حشد كل مؤيديهما في ذلك اليوم الموعود وهم يوم اعلان توحيد الحزب فكانت اقدام الرجال والخيل والابل والسيارات تكاد تدك الارض حتي لتكاد تميد بحملها وتملأ الفضاء غبارا وضجيجا تكاد تصطك المسامع .كان الحماس عارما والفرحة غامرة فقد عادت المياه الي مجاريها بعدما ضلت طريقها طوبلا . كانت الرايات والشعارات تعلو القوم الزاحفين .انه يوم لا ينسي , وقد عقد الناس عليه آمالا عراضا وحسبوا انهم انزلوا امانيهم بوادي ذي زرع .كان الطلاب والشباب وانا منهم يحملون الشارات علي صدورهم ويعملون كالنحل في التنظيم والاستقبال والضيافة .كان الناس يتعانقون ويبكون بدموع الرجال ،وتعطلت كل لغة عدا لغة العاطفة التي تفصح عنها لغة العيون. كانت تلك مشاعر الاغلبية من القاعدة والقيادات الوسيطة وبعض القيادات العليا . ولكن ثمة آخرون كانت مشاعرهم مختلفة تاما . فالوحدة تقطع الطريق علي الانتهازيين والوصوليين والهمازين والمشائين بالنميم .اولئك هم بد ل الفاقد الذين لا يعملون الا في غياب الفاعل او هم كالتيمم يبطل مفعوله وجود الماء الطاهر والطهور .الذين تبوأوا مقاعد في غياب الآخرين في كلا الجانبين ،يخافون من الوحدة ان ترد الامانات الي اهلها . كما أن الذين جهروا بالسوء من القول والفعل وزايدوا في التجني والتشفي من احد الاطراف ظنوا ان وحدة الحزب ستأتي مصحوبة بالمساءلة والمحاسبة والانتقام مشاعر متباينة ولكن لا احد استطاع ان يقف او يسبح ضد التيار الجارف في سيل العرم .لقد فرضت قواعد الحزب وجماهيره وكوادره الوحدة الفورية علي قيادات الحزب . خاصة بعد ان اثبت الواقع بأن كلا الجناحين عاجز عن محو الآخر من الوجود ،وان وجود حزبين يحملان اسم حزب الامة قد اصبح حقيقة لا جدال حولها وصار حزب الامة يقود الحكومة والمعارضة في آن واحد .كانت الانظار محدقة تجاه المنصة الرئيسية والتي كان واسطة العقد فيها الامام الهادي المهدي بطلعته المهيبة تجلله هالة من الوقار والهيبة والصمت العميق وكان يحيط به آل بيت المهدي يتقدمهم السيد الصادق المهدي والسادة احمد المهدي والسيد يحيي المهدي ود. الفاضل البشري المهدي عضو مجلس السيادة والسادة آل الخلفاء والامراء واعيان الانصار وكبارهم وكان السيد دادود الخليفة عبد الله ممثل لحزب الامة في مجلس السيادة بجوار الامام الهادي .كنا نختلس النظر لنتفقد اهل المقصورة العليا لنعلم من حضر ومن غاب وكانت عيوننا معلقة بالسيد الصادق المهدي تتحرك معه اينما تحرك , وكنا نسترق السمع ونحن نقدم المشروبات عسانا نلتقط بعض ما يهمس به الكبار لبعضهم البعض .كان السيد محمد احمد محجوب رئيس الوزراء آنذاك كان في كامل اناقته وتألقه يجلس هادئا وافكاره في اطراد يحيط به وزراء حزبه في الحكومة وعلي رأسهم السيد محمد
داود الخليفة وزير الحكومة المحلية والدينمو المحرك لجناح الامام الهادي وكذلك السيد ميرغني حسين زاكي الدين وزير الزراعة والغابات وقد جاء معه وفد كبير من اعيان كردفان والبديرية . الدكتور عبد الحميد صالح وزير الصحة ومهندس الصل الذي قاد الي الوحدة يعمل بهمة ونشاط لا يترك شاردة ولا واردة من اجل انجاح هذا اليوم التاريخي .كان نواب الحزب من الجناحين يتبادلون التهاني واعينهم تفيض من الدمع من شدة الفرح. كان هناك الاميران محمد وعبد الله نقد الله الامين العام لحزب الامة والسيد امين التوم نائب الامين العام والسيدان محمد مختار الاصم وحسن محجوب مصطفي اللذان تبادلا الامانة العامة لجناح الامام الهادي . كانت المنصة الرئيسية لوحة زاهية جسدت وحدة الحزب اذ جلس الجميع جنبا الي جنب دون تمييز وظن آنذاك كل الناس ان العملاق المقيد قد كسر قيوده وهب واقفا علي وشك الانطلاق .
الكلمات التي القيت كانت تتناسب مع المعاني التي جسدها ذاك الاحتفال الفريد وكانت اهمها كلمة السيد الصادق المهدي التي حددت الاسس التي تم عليها اللقاء وقد قابلتها الجماهير بالهتاف والتكبير الداوي . وكانت كلمة الامام الهادي مقتضبة مختصرة اكد فيها علي ذات المعاني الواردة في خطاب السيد الصادق ولكنه اختتم خطابه بعبارة (حمالة اوجه) فرح بها الانصار كثيرا ووقف عندها السياسيون طويلا وكانت العبارة هي : الصادق ابن عاد لوالده أما كلمة السيد محمد احمد محجوب فقد كانت كلمة سياسية بليغة اراد ان يقول فيها ان الحزب فوق الاشخاص وفوق المناصب .
كانت من عجائب الصدف ان اتيحت لي فرصة نادرة للاستماع الي تعليقات العديدين من القيادات والكوادر ومن عامة الناس حول انطباعاتهم عن ذلك اليوم الحافل وذلك عندما فاض الحماس بالامير جعفر علي دينار وفقد السيطرة علي مشاعره واعصابه فاخرج مسدسه من جيبه وكان الامير جعفر عضوا بالجمعية التأسيسية وبدأ في اطلاق النار مبشرا ومهللا فاصابت احدي الطلقات عمنا رحمة الله مصطفي الذي جاء برفقة النائب حماد صالح احمد , وبالرغم من الاصابة البالغة الا ان حماسة عمنا رحمة الله لم تفتر بل عانق الامير جعفر وهو يردد الله اكبر ولله الحمد ) عوجة ما في يا اخوانا ( كنت قريبا منه فحملناه الي مستشفي ام درمان وهو مجاور لبيت الامام المهدي حيث جري الاحتفال كما هو معلوم ؟
وفي المستشفي جاء الناس لزيارته والاطمئنان عليه زرافات ووحدانا وهناك استمعت الي بعض التعليقات من بعض الاشخاص تنم علي عدم الرضاء بما تم ,البعض قال ان الاتفاق جاء علي شروط الامام وان الذين خرجوا وكان يسميهم المنشقين قد عادوا اليه كما تعود المياه طائعة الي مجاريها . فقد توحدت بموجب هذا الاتفاق القيادة السياسية والدينية ولا ثنائية بعد اليوم والامام الذي الذي يرعي الحزب بعد ان اصبح اليوم بموجب هذا الاتفاق هو رئيس الحزب ومرشحه الوحيد لرئاسة الجمهورية فقدت اتحدت اذن كل السلطات الامامة ورئاسة الحزب ورئاسة الجمهورية اذا قدر للحزب الفوز بها .وان رئاسة الحكومة التي سوف يشكلها الحزب في حالة فوزه برئاسة الجمهورية في يد الامام يكلف بها الامين العام للحزب وهو حسب الاتفاق السيد الصادق المهدي . لقد فقد رئيس الوزراء محمد احمد محدوب فرصته لرئاسة الحكومة بعد الاتفاق كما فقد السيد الامير عبد الله عبد الرحمن نقد الله موقعه كأمين عام لحزب الامة ودار همس ان الامام قد تحفظ علي مشاركة بعض الشخصيات من جناح السيد الصادق المهدي لانها كما يقول الهمس الدائر انذاك كانت قد بالغت في التطاول والاساءة الي مقام الامام المهم كان هناك رابحون كثيرون وهم قواعد الحزب وكوادره وقياداته الوسيطة . وهناك خاسرون عديدون من الذين راهنوا علي الانقسام وفجروا في الخصومة واللجاج كنا في مجموعات الطلاب قد ايدنا الاتفاق وتحمسنا له كثيرا وعملنا بجد ونشاط لانجاح اليوم المشهود وان كنا نحس في داخل نفوسنا بان الاصلاحات التي بشرنا بها كثيرا لم تمض في الطريق الذي كنا نريد .
ودار في اوساطنا نقاش صريح حول ما كنا نمني به النفس وما صار اليه الحال د. عمر نور الدائم عليه رحمة الله كان يقول لنا ان السياسة هي فن الممكن وهي تحقيق ما يستطاع لانه لا سبيل الي تحقيق ما نحب .لقد كانت انتخابات مارس عام 1968 تجربة مريرة بالنسبة لحزب الامة الذي خاضها منشقا علي نفسه مخاصما لها ,حيث كشفت الحملة الانتخابية وما بعدها مدي العداء والعدوانية والكراهية التي سادت عضوية الحزب وقد شهدت معاقل الحزب الاساسية منافسات استعملت فيها كل الاسلحة حتي تلك المحرمة عرفا ودينا وقانونا .وحمي وطيس المنافسة الحادة في دائرة الجبلين بين السيد الصادق المهدي والسيد محمد داود خليفة المهدي مرشح الامام الهادي فاحتار الانصار الي اي المرشحين يخترع ولكن الغالبية وقفت مع مرشح الامام الهادي ليكون السيد الصادق المهدي بالرغم من شعبيته الجارفة اول رئيس حزب يخسر دائرته الانتخابية في وجه احد اعضاء حزبه ! كما شهدت الجزيرة ابا حملة شعواء بين رئيس الوزراء محمد احمد محجوب وويز داخليته السابق ونائب رئيس حزبه السيد احمد المهدي في معقل الانصار التاريخي الذي يأوون اليه كما تأوي الحية الي جحرها . كما دارت في النيل الابيض معركة انتخابية حامية الرابح فيها خاسر لانها كانت بين الجد وحفيده . لقد كاد القوم في غمرة الخلافات والخصومات ان يقطعوا ارحامهم ان لم يكونوا قد قطعوها فعلا . لم يكن الانشقاق والانقسام علي اساس عمري او تعليمي او فكري وانما كان الانشقاق حصادا مرا لتراكمات من الاحن والضغائن والاطماع والشكوك والقولات أتت اكلها في اوقات غابت فيها الحكمة والتروي والحلم.اذ لم يكن الذين ساندوا الامام من عامة الانصار والرعاع والمستمسكين بالبيعة والعهد واولي الغرض من بعض كما كان الاتهام السائد فالذين ساندوا كلا الطرفين منهم المتعلمون ومنهم غير ذلك فالسيد الامام يقف معه علي سبيل المثال لا الحصر السادة محمد احمد محجوب ود .عبد الحليم محمد ود. الفاضل البشري المهدي والسيد كمال عبد الله الفاضل المهدي وزير الثروة الحيوانية ونائب دائرة شركيلا بكردفان ود. عبد الحميد صالح وزير الصحة ونائب القضارف وميرغني حسين وزير الزراعة ونائب دوائر الابيض ، ود. ادم محمود موسي مادبو وزير الدفاع والسيد بكري عديل القيادي الكردفاني المعروف , والسيد حسن محجوب مصطفي نائب شندي والسيد محمد مختار الاصم نائب ام دورين بكردفان السابق وغيرهم كثيرون من الكهول والشباب بينما يقف مع السيد الصادق المهدي علي سبيل المثال لا الحصر ايضا الامير عبد لله نقد الله وامين التوم ومولانا عبد الرحمن النور وزير الاعلام السابق والمهندس عبد الرحمن عبدون عضو مجلس السيادة السابق والسيد محمد ابراهيم خليل وزير الخارجية والعدل السابق والسيد عثمان جاد الله النذير وعبد الله محمد احمد والنائب عبد الرحمن صالح الطاهر والسيد احمد ابراهيم دريج زعيم المعارضة ود. عمر نور الدائم والناظر عمر ادريس هباني والسيد عبد السلام احمد فضيل نائب الدويم وغيرهم ومن الناحية الجهوية وقف معظم انصار النيل الابيض الي جانب الامام الهادي وبينما انقسم انصار كردفان بين الجناحين انحاز معظم المسيرية الي جناح السيد الصادق بينما انحاز معظم المسيرية الي جناح السيد الصادق بينما انحاز كثيرون من حمر الي جناح الامام . كما نجد ان معظم الرزيقات وقفوا الي جانب الامام ووقف معظم المعاليا الي جانب السيد الصادق المهدي حيث اسقط مرشحهم الاستاذ ابراهيم محمد زين مرشح الامام ووزير دفاعه انذاك د. آدم محمد موسي مادبو .
اذن لا يمكن ان نقول ان الصراع كان بين حرس قديم واصلاحيين جدد فقد كان كلا الجناحين يضم قطاعا تقليديا وأخر حديثا وان كثيرا من الاتهامات المتبادلة لا تخرج من اطار الدس والكيد السياسي والمزايدة الحزبية ؟ لقد ظن كثيرون ان الصلح جاء بعد ان عركت التجربة الطرفين وعرف كل طرف حجمه الحقيقي وردد الجميع المأثورة الحكيمة رحم الله امرا عرف قدر نفسه .
ولكن الصلح جاء في الوقت الضائع لان ثغرات الخلاف قد تسرب من خلالها اعداء الوطن والحزب وتسربوا كالنمل من خلالها واهل الكيان الكبير والحزب العتيد مثل اهل بيزنطة يتجادلون في سفاسف الامور واعداؤهم يحيطون بهم احاطة السوار بالمعصم حتي اخذهم بغته وهم لا يشعرون . لقد ازعج توحيد حزب الامة جهات كثيرة في داخل الوطن وخارجه, فاسرعوا في تنفيذ المخطط المعد سلفا بينما كان حزب الامة لا يزال يلملم اطرافه ويضمد ويداوي جراحه .ويعيد ترتيب البيت الذي عصفت به الخلافات , ترتيب بيت الامام المهدي وبيت حزب السودان وزالة الجفوة والخصومة ومعالجة جراحات اللسان التي هي كما يقول المثل ليس لها التئام مثل جراحات السنان - الوقت لم يكن في مصلحة الحزب الذي كان موزعا بين الحكومة والمعارضة حيث صار لاول مرة في العالم ان يكون رئيس الحكومة وزعيم المعارضة من حزب واحد رئيسه واحد بعد اعادة التوحيد والوئام اذن كان زعيم المعارضة الاستاذ احمد ابراهيم دريج في موقف لا يحسد عليه عندما استيقظ المواطنون علي انغام المارشات العسكرية والبيان الاول لانقلاب 25مايو 1969م لم تلجم الدهشة الا افواه الغافلين والحالمين والذين يبنون قصور الرمال في يوم شات. اذ كان الاحساس العام بان النظام الحزبي يعيش ايامه الاخيرة والمتربصون به علي قفا من يشيل . والاحزاب المؤتلفة المتناحرة مشغولة بالدس والكيد الحزبي والاحزاب المعارضة همها اسقاط الحكومة وكشف عوراتها والمتربصون والمتآمرون يضحكون من غفلة الطرفين ويهزون شجرة الحكم برفق حتي تساقط عليهم رطبا جنيا . وهم يعلمون من تجاربهم ان الديمقراطية لا بواكي لها . وان الاحزاب في معظم حال اهلها تريد مغانم الحكم ولا ترغب في المغارم والقاء الايدي في التهلكة. وان قيادات الوجاهة التي تحكم لا تصمد في مواجهة الشدائد والانقلابات وان قيادات المواجهة التي كانت تجلس علي رصيف التهميش تحتاج الي بعض الوقت لتجميع صفوفها للتصدي للانقلابيين الذين يكونون بذلك قد رتبوا امورهم وامنوا اوضاعهم وتحولوا الي مواقع الهجوم مستفيدين من دولاب الدولة .كان التخطيط للانقلاب محكما والتمويه رائعا والخداع متقنا . فالمسئول عن جهاز الاستخبارات المناط به حراسة النظام لم يكن مخترقا فحسب بل كان مواليا للانقلابيين يمدهم بتحركات مسئولي الحكومة كاشفا عورة الحكومة الغافلة حتي اخذوها من حيث لا تحتسب . لقد لعبت المحسوبية والمحاباة واستغلال النفوذ ادوارا رئيسية لانهم لا يعطون القوس لباريها والخبز لخبازه ولكنهم يعطون الكاس لمن لا يعرف كيف يغرف ويكسر الكاس ويعطش الناس هذا ما حدث فعلا عشية الانقلاب المشئوم.
ضحي يوم الانقلاب المشئوم 25 مايو 1969م خف الناس من كل حدب وصوب نحو بيت الامة وقبة الامام المهدي وخلفائه كعهدهم دائما في حالة الازمات والمحن وكان الانقلاب لازالت ترتجف اوصال قادته وجنودهم وكانوا يحسبون كل صحية عليهم يكادون يفرون من مواقعهم خاصة بعد ان ظهر لونهم الاحمر القاني وشعاراتهم المعروفة لقد جاءت الشيوعية التي حل حزبها وحرم نشاطها قبل ثلاث سنوات جاءت تمتطي ظهور الدبابات وقد خلعت عن وجهها الاقنعة الزائفة التي كانت تختفي خلفها . جاءت حمراء علانية وعلي عينيك يا تاجر وهي تهتف لا تحفظ بل اعدام . يايمين يا جبان الشيوعيين في الميدان كان الناس يظنون وان كل الظن اثم- ان يخرج المجتمعون ببيت الامة في مسيرة هادرة ويقابلوا بصدورهم دبابات الشيوعيين المرتجفة ويعيدوا الامور الي نصابها مهما كان الثمن وان الجيش سوف يلتحم بالجماهير الغاضبة فينتهي الانقلاب الشيوعي في نهاره ويقذف بالشيوعية ومن معها الي مزبلة التاريخ .كان الناس وهم يتابعون اذاعة امدرمان التي اطلق عليها اذاعة جمهورية السودان الديمقراطية يتوقعون علي وهم ان تقطع الاذاعة ارسالها لتعلن اجهاض الانقلاب ودحره تحت اقدام الجموع الثائرة .ولكن شيْئا من ذلك لم يحدث وظل المجتمعون في بيت الامة يقدمون رجلا خطوة ويؤخرون الاخري خطوتين والوقت يمضي والانقلابيون يثبتون اقدامهم وبدأوا يهددون ويتوعدون كل من تسول له نفسه معارضة الثورة .لقد بان لهم جليا ان الاحزاب لا سند لها عسكريا كان او مدنيا وان المتحمسين من الانصار والشباب لم يجدوا من يتقدم صفوفهم .لقد كان الامام الهادي يومذاك في الجزيرة ابا والسيد الصادق بامدرمان ولم يكن الطريق بين الخرطوم وكوستي معبدا ولم تكن الاتصالات متيسرة ومتوفرة وكان الانصار في حيرة من امرهم ازاء هذا الحدث الجلل الذي خيب آمالهم ودفن طموحاتهم في ذلك اليوم لم يخرج ويوزع الا منشورا واحدا من اتحاد طلاب الجامعة الاسلامية بامدرمان وقد القي القبض في نفس اليوم علي رئيس الاتحاد الاخ ابراهيم علي محمد حيدر وهو من الاتجاه الاسلامي وبعض زملائه وقدموا لمحاكمة عاجلة قضت بسجنهم فكانوا بذلك اول من تصدي للنظام الوليد في يوم 25 مايو 1969 ومن غرائب الصدف ان اتحاد طلاب الجامعة الاسلامية بامدرمان كان هو الذي فجر شرارة الانتفاضة في رجب ابريل عام 1985م والتي انهت حكم مايو الذي دام ستة عشر عاما حسوما وكان رئيس الاتحاد في تلك الدورة هو الاخ محمد احمد سلامة رئيس الطلاب الانصار بالجامعة.
الذي اردت ان اوضحه في هذه الحلقة هو ان انقسام حزب الامة وانشقاقه قد اثر علي القاعدة الانصارية والحزبية الي الحد ان صارت عاجزة تماما عن اخماد الحركة الانقلابية في مهدها وهي تعلم انها المستهدف الاول بل ان كثيرا من الهمس قد دار حول دور بعض الاطراف في الحزب في تشجيع الانقلاب او محاولة التفاهم معه او عدم الحماس لمعارضته بل تأييد البعض له خوفا او طمعا وكنت ولا زلت اتمني علي القائمين علي منتدي آفاق ان ينظموا حوارا جادا وهادئا وهادفا حول هذه المرحلة الهامة من مسيرة الحزب , والتي يأتي كل ما نواجهه ونعانيه الآن من مصائب ومصاعب من تداعياتها وانعكاساتها لان الحديث عن مقاومة النظام المايوي الشعبية الطالبية والعسكرية من داخل القوات المسلحة وخارجها لا يستقيم الا بعد وضوح الرؤية حول هذه القضايا .لان الاسئلة المشروعة تزدحم في ذهن الشخص ولا يجد لها اجابة شافية الا الرجم بالغيب من هذه الاسئلة كيف نفذ انقلاب عسكري وعلي رأس وزارة الدفاع وزير من حزب الامة ، ولماذا لم تكن هناك اي مظاهر للمقاومة من داخل القوات المسلحة ؟ وقد سمعنا كثيرا عن انقلابات يتم احباطها عن طريق هيئة الاركان والقوات المسلحة لان مهمتها الاساسية هي حراسة الوطن والنظام الديمقراطي وادت القسم المغلظ علي ذلك .والسؤال الثاني لماذا لم تخرج الجماهير لاحباط الانقلاب مثلما يحدث في كل انحاء الدنيا ؟وهل هذا تقصير من الجماهير ام تقاعس من قياداتها ام زهدا في النظام الحزبي كما يريد الناس ان يعرفوا من كان مع الامام الهادي في الجزيرة ابا من قيادات الحزب العليا وشاعلي الوظائف الدستوربة فالمعلوم ان بعضهم قد تم اعتقاله ,اما الاخرون الذين لم يتم اعتقالهم اين كانوا ولماذا لم يسارعوا بالانضمام للامام وهل كان النظام الانقلابي يريد ان يقضي علي قيادات حزب الامة بنظام جرة جرة .ام انه كان يغازل البعض لينفرد بالبعض الاخر؟ هنالك اسئلة كثيرة لابد من الرد عليها بوضوح وشفافية حتي نزيل سحب الشك والريبة التي اكتنفت مسيرة هذا الحزب العملاق . في الحلقة القادمة نسلط بعض الاضواء علي هجرة الانصار الي ارض النجاشي بعد مجزرة الجزيرة ابا والكرمك وربك واستشهاد الامام وصاحبيه بعدها نسلط بعض الاضواء علي محطات مقاومة النظام المايوي ونتائجها وآثارها .
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-12-07, 10:17 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:03 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-12-07, 11:09 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:10 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-12-07, 11:16 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:37 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:16 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:22 AM |
 Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-12-07, 11:24 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:45 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 11:25 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-12-07, 11:30 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 12:05 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 12:28 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 12:31 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 01:03 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-12-07, 03:32 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 04:14 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 07:38 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-12-07, 07:59 PM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-13-07, 09:22 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | يازولyazoalيازول | 05-13-07, 10:11 AM |
| Re: ترقبوا الأنباء الحلوة عن حزب الأمة يأتيكم بها محمد عادل بعد قليل | محمد عادل | 05-13-07, 08:20 PM |
|
| |
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست