|
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة (Re: عبد الله حسين)
|
المعركة الطويلة (4) : والخيانة ليست وجهة نظر!
أخطر شيء على الحركة الثورية هو الانسياق وراء الأوهام. أن تتابع الوهم يعني أن تسير في الدروب الخطأ، وأن تتحالف مع أعدائك، وأن تحارب أنصارك، وأن تتخذ القرارات الخطأ وتستعمل لتنفيذها الأدوات الخطأ. والثوري التي يتابع الأوهام مهزوم حتما، مهزوم.
لا شيء تحتاجه الثورة أكثر من اليقظة. أعداء الثورة في كل مكان يبدلون جلدهم بسرعة، ويتحدثون بلغة وألفاظ الثورة بعد ساعتين من التدريب والحفظ، لدرجة مذهلة.من كان يصدق أن مجرم الحرب في دارفور المدعو برهان يتحدث عن السلام، أو أن يطالب من يدفع المال لشركات أجنبية مشبوهة لتحسين صورته مثل حميدتي بالديمقراطية؟ ولكنها ضرورة فرضت عليهم بالقوة الثورية. يكذبون ويكذبون، ويدسون المعاني الزائفة التي تخدم مآربهم وسط شعارات الثورة. هدفهم هو التشويش، والتضليل، وخلق الأوهام، تمهيدا لإلحاق الهزيمة بها.
وأكبر وهم استخدم في الثورة السودانية هو الشخص المسمى «حمدوك». بشخصيته الباهتة، وتدريبه الذي يحض على الانصياع والذي تلقاه في أمكنة عمله قبل أن يأتي للمنصب، ووعوده التي يوزعها على الجميع دون استثناء ولا ينفذ أي واحد منها، كان هو الكذبة الأمثل. كان يخدر الشعب بالوعود، يقول «سنعبر» وهو يعني «سنعود إلى الدكتاتورية» ويفعل بسياساته كل ما يقود لهذه النتيجة المحتومة، ويرفع مكتبه التغريدات بالقول «سننتصر» بينما استسلم دون قتال أمام أول تحد جاد وحقيقي. وكأنه يعني أن الانتصار سيكون في حرب التويتر والصفحات لا في حرب الشوارع أمام المتاريس. احضروا سرفانتس، فقد أخطأ، الدون كيشوت محارب الطواحين الذهنية الذي لم يربح في حياته أي معركة حتى الوهمية منها، ليس في إشبيلية القرن السادس عشر، بل في خرطوم الثورة سنة 21م.
وإذا تركنا الأدب وعدنا للواقع، فإن الماضي يدلنا على المستقبل. دعونا نعترف بهذه الحقيقة : كل ما قام به حمدوك خلال عامين يصب بطريقة أو بأخرى في مصلحة الانقلابيين. لم نكن نعرف، أو فلنقل بطريقة أخرى أن خيانة حمدوك وكذبه كانت أقوى من حجج من كانوا يعرفون، أصيبوا بالشلل وعجزوا عن الفعل. أما الآن وبعد أن قرر إنهاء المسرحية وكشف القناع عن وجهه الحقيقي، فإن السياسة الجديدة التي سيتبعها هي نفس السياسة القديمة، ولكن مصحوبة بالمزيد من العنف والدم. ومثل دون كيشوت، لا يعدم برهان خدما مطيعين مثلما كان الخادم سانشو لسيده: يبررون، ويبررون، ويفسرون، ويذيعون أسرارا عجيبة، ويكذبون، ويختلقون تشبيهات عجيبة يعجز العقل عن استيعابها، والهدف هو تبرئة السيد وتنظيف سمعته واضافة هالة من السحر والهيبة على سخافاته. مثل هؤلاء يقال لهم: خان حمدوك الثورة، وهو الآن سافك دماء ولص مثل من وضع نفسه في خدمتهم اليوم. الخيانة، ياعبيد حمدوك، ليس من التكتيك، ليست من الحصافة، ليست خلافا في وجهات النظر، فالدم يرسم الخط بين العدو والصديق، وقد اختار سيدكم الجانب الآخر، فهو إذن، وببساطة، ودون فذلكة، مجرد تافه، مجرد أحمق، مجرد جبان، فقط والكلمة واحدة : خائن!.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
#مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-22-21, 09:04 AM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-22-21, 09:07 AM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-22-21, 09:16 AM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-23-21, 10:42 AM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | عبد الله حسين | 11-23-21, 10:38 PM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-24-21, 06:51 AM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-24-21, 11:16 AM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-24-21, 02:12 PM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-24-21, 06:57 PM |
Re: #مليونية٢٥نوفمبر # الثورة مستمرة | Hatim Alhwary | 11-25-21, 01:41 PM |
|
|
|