فى كل مرة أتحايل على عشقي، كي أخالف وصية أبي العلاء، ولا أخفف الوطْ، قليلا أو كثرا، على تلك الشوارع والدروب القديمة ثم ينبهني الهواء حين يلامس جلد الروح، حين تقطب المدينة وجهها الأزرق الحزين
والشارع هناك، مثل "إيكاروس" كما يقول أدونيس، يطير ويحلق بجاحيه المفردين، لكنه لا يحترق بنور الشمس، بل بآهات الموجعين الممسكين بعنق الأرض
أحاول وأنا أسير قرب حبيبتي الخرطوم، أن أصدق المعري، لكن وفي كل مرة يحرجني تصديقي
ما أنتِ بحبيبتي التي أعرف، هل غطى الغبار قسمات نوافذك العتيقة، أم هي حصى الدموع تراكمت فوقها وعليها؟
ألا يزال "النيل" يبعث رسائل غرامه إليكِ مع أطيار الأصيل؟ أم أنه أدار وجهه وصار يمارس الركض شمالا غير عابئ بأغنياتك المطرزة بطعم الأمسيات الندية؟
نيلي أنا
هو ذاته، ذلك "الصلاحي" البهى، بكل وقاره ووسامته التى نقشت تفاصيلها بين أرجاء الفراديس، ويلوح وجه "التجاني" بتلك السمرة المشبعة بخمر الألهة الودودة
هو ذاته
ذلك الذي يلمع فى الظلام مثل حسام جوهرته النجمات دونما نظام
هو ذاته
أنيس الجروف وصفي الحروف
أسير قريبا منه، لكن يتوحد النبض مع دندنات الموجات النحيلة، أسير وكأني أمضي تحت سقف المخيلة، أغوص فى تفاصيل الصورة/الوهم، والحقيقة/الحقيقة ليصدمني واقع محبوك بخيوط الوقت القاسي وما تبقى من ذكريات وأدتها أيدي المرارة وداست عليها سنابك الغفلة
فيا ايها الصديق سوف أستدرج الليل لينضم إلينا، فهو الوحيد القادر على غواية الحزن فينا، وهو الوحيد الذى لديه مفاتيح اسرار هذا اللهاث الذى لا ينتهي
يا ايها النيل دعني أرسم حزني واشكله قمرا تنزف خاصرة العشق فيه وردا وأغنيات دعني أودعك ونفسي أيضا فما عاد فى الضوء متسع للحلم ولا أمست الضفاف مناديلا رسمت الأنسام على أطرافها قلبا من الحنين والمحبة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة