التحيات الطيبات، الواحد بعدما جدد حيويته مع موسيقى عمر المختار بومبينو.. فها نعود.. لمجلس اللذات في النمارق.. نمارق خليل مش نمارقن تانية يا كبر؟ كتبت كثيرا فسافرقها منجمة على ثلاث مداخلات××× +++++
حقيقة أرجو وأتمنى أن يرى ويسمع ويستمتع كل يمر من هنا، بهذه الموسيقى المختلفة المبثوثة في أرجاء هذا البوست الفسيح. ليس فقط تلك التي من مالي والنيجر والحبشة بل حتى التي من السودان. في رأيي الشخصي إنها ليست موسيقى غريبة وإن كانت مغرّبة، ولا هي مختلفة بل فقط ليست من المعتاد في إذاعاتناالتي تصل إلى الجميع، ولكنها من كل بد موسيقى الناس حيثما هم وتشبهنا حتى لو لم نتعرف عليها لأن مجراها قديم قدم وجودنا وقليل أو كثير منها سينداح بين الجيران وبين مواطني لبلد الواحد والبلدان المجاورة. ولكنها بعد قد تبدو كالغريبة بسبب من عدم معرفتنا بها ولا بالتشابهات والتشابكات الجذرية معها، وحتى مع اختلاف مسارات التطور حديثا وما تنتجته وتروجه من الموسيقى (معيارية).. ومع ذلك؛ ففي ظروف ثقافية ملتبسة كما كل التباسات الراهن السوداني، قد يخطر للبعض ممن يقرأ هذه الاندياحات الطروب أو الآراء المختلفة، أن هناك قدرا من الانحيازات المسبقة أو غير الجمالية، مع أو ضد أي شكل موسيقي يفضله هذا البعض أو يعتقده الشكل الأنسب أو الأصدق تمثيلا له ولذائقته ولوجدانه.. وقد يطرأ السؤال: هل هذا الذي يجري هنا هو شكل من استغلال الفنون في حسم صراعات الهوية والصراعات؟ والإجابة هي لا، واضحة مما كتب حتى الآن، وستتضح أكثر باستمرار هذا الحوار حول قضايا أخرى.
من ملاحظاتي غير المتخصصة والعامية جدا والتي تستجدى التصحيح، أنك لو سمعت من موسيقى عموم دولة مالي، فستجد أن السلم الخماسي هو السائد في تنغيم أهل شمال البلاد ووسطها وتشترك معه كل الصحراء الكبرى وتخومها، بينما هناك ميل للسلم السباعي يميل مع آلة “الكورا*” العجائبية الآداء، لحيث تميل، وحتى إلى خارج مالي في السنغال وقامبيا وغينيا وبوركينا فاسو وساحل العاج، ولتأخذ معها كذلك آلتي “الواسولو انقوني” حتما، و”الجيلي انقوني” أحيانا، نحو تلك التخوم وهذا التنغيم السباعي.. الشمال خماسي، الجنوب سباعي؟ ليس بالضبط كما توقعته! هذا الموضوع ربما نعود إليه ولكنه الآن مجرد باب إلى ملاحظة عن موسيقى عرب البقارة في السودان وتشاد.. لو أصخنا السمع للتنغيم فسنجد أن التنغيم السباعي يكاد يطغى عند البقارة الدارفوريين والتشاديين بينما تسود أنغام خماسية عند الكردفانيين والنيليين من البقارة.. هنا التقسيم ليس بين شمال وجنوب بل بين غرب وشرق بما يدل على أن الجوار الموسيقى والتأثر به من عدمه، هو العامل الحاسم في الصيرورة النغمية لكل، يشهد عليه مثلا؛ إنك ستجد في اليوتيوب فيديو مسمى (الجراري عند الزغاوة) لا يوجد مانع أن يكونوا من زغاوة الطينة في اقصى شمال غربي دارفور أو من زغاوة كجمر في كردفان، في الحالة الأولى فإن الجراري مرتبط برعاة الأبل وأغلب أهل الجراري رعاة أبل والجوار ليس بعيدا أبدا.. وفي الحالة الثانية فكجمر في وسط دار الأبالة الكردفانيين وقريبة من مراكز فن الجراري، إذن فالجوار أتاح المعرفة وبالتالي سمح بالتأثير والتأثر وهو مما سنجد شاهدا عليه أقوى وأوقع في مثالنا التالي، ولكن ليس عن مفارقة هذه المرة بقدر ما هو عن التلاقي والاعتلاق.. جراري زغاوة حسب من اضافه في اليوتيوب. ===== *(الكورا والواسولو انقوني والأدونقو اليوغندية) * طبعا لاحظت آلة “الأدونقو” اليوغندية يا كبر ـ في شريط نايل بروجكت الأخير قبلي هنا ـ تنويع أصغر حجما في “الكورا” و”الواسولو انقوني” سواء في الشكل أو في التنغيم على السلم السباعي أيضا.. مما يشكك الزول شكوك عابرة قارات أو زي شكوك بريمة الفوق ديك عن تصنيف الموسيقى أفريقيا.. وخاصة لو رأيت رقصة الزمبابويين والبتسوانيين التي تشبة رقصة الكرنق.. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة