لا يمكن لأي اذن أن تغفل عن القرب الشديد بين الأنغام الموسيقية عند الأمازيغ والطوارق والأحباش بل وحتى النوبيين في السودان، أو عن ملامستها للذائقة والوجدان السوداني.. وفي ملاحظة عابرة وغير متخصصة، للآلات الموسيقية عند شعوب الصحراء والسافنا (الساحل تجاوزا) من المحيط للقلزم، وفي جوارها القريب، وجدت التالي من المشتركات في الآلات الموسيقية، الشكلية على الأقل وإلى أن يفيدنا متخصص بمعرفة أكبر…
في الوتريات؛ (أ) متعددة الأوتار: الطنبور/الربابة/ الباسنكوب/الجنقر (سودانية).. وعلى اختلاف تصويتها، ربما، فهي قريبة جدا من (الكرار krar) الإثيوبي، وقريب منها (الانقوني أو الجيلي انقونيJilli N’goni ) بتاع القريوتس griots (والذين هم بمثابة هدايين وحكامات مالي).. والانقوني أصل وتنويعاته تعدد كما أصواته وأسمائه مثل (الخالام khalam) السنغالي أو (زالام Xalam) في موريتانيا،، وكله ليس بعيدا عن (العود والماندولين والقيثار والجيتار )لا في الشكل ولا الاستخدامات.. في مالي والسنغال مثلا، فقد توسعت أمداء الموسيقى التقليدية ابتداءً، بإدخالهم واستخدامهم الجيتارات في موسيقاهم الجديدة، أما في اثيوبيا فنحاسيات النفخ هي التي صنعت الفارق الأكبر أولا… يا ليت من بضيف ويصحح..
(ب) وحيدة الوتر: وهنا سنجد أن (أم كيكي) السودانية، تشبه الربابة المصرية والرباب العربي، وهن فمثلهن ومثل الـ (انجاركا N’jark) الصونغانية (من ثقافة ومملكة الصونغاي جهات تمبكتو وقاو واكدال المالية وغربي النيجر)، وهي هي الـ (سوكو Suku) الفولانية في مالي أيضا، والتي هي ذاتها الـ أمزاد Amzad) الطوارقية… كلهن يشبهن الـ ماسنقو Masingo الأثيوبي، والأصوات تكاد تكون هي ذات الأصوات.. علي فاركا توري بحكاويه عنها من عالم الجن، جعل من (الانجاركا) آلة شبه أسطورية، ورغم إنها مسيكينة بوتر وحيد، فقد جعل العالم كله يعرفها.. شوف جنس محبة الطوارق فيها (أمزادهم) هذه كما وثقتها أبيات الشعر الجابها أحمد يسن عنهم.. والفنان المالي (أفيل بوكوم)، كان مغنيا وعازفا مع على فاركا توري، والآن على أاس الفرقة المسماة على الأسطورة توري، عنده أغنية؛ لحنها وموسيقاها هي نفس الموسيقى الوردية في (يا نور العين) ولكنها معزوفة بالانجاركا والكلاباش والجيتارات وتبدو مختلفة الأثر تماما بتأثيرات عالمية! وكل هذه الالات تستخدم في انتاج موسيقى وألحان قريبة من بعضها كما أحسها (خماسية في الغالب) وأما (الانقوني) فله مدى أوسع وقد ينحون به ناحية الموسيقى سباعية السلم.. واللافت للانتباه أيضا؛ فهذا السلم السباعي أكثر انتشارا في الجنوب من مالي وإلى الجنوب منها في بوركينا فاسو وغينيا، أي أبعد كثيرا عن حيث سيادته الأكبر شمالا وفي الشمال الشرقي..
وثم هناك البانمبو القريب من البالافون وغيرهما من الزايلوفونات الأفريقية.. وأيضا يستخدم في السودان.. أما اللآلات الإيقاعية والطبول فحدث بلا حرج.. من القرعيات/الكلاباش/الدنقر، وإن كنا مشهورين أكثر بالدلوكة والطار والشتم، ولكن طبول النحاس ونوبة الصوفية، فكلها فيما اعتقد، شديدة القرب للطبول الأفريقية الأخرى وبخاصة من غربي هذا الحزام (السوداني)!!
ولكن، ألاحظ أيضا، أنه ليس لدينا شيئ مثل (الكورا انقوني) أو الهارْب/القانون الأفريقي، بأوتاره التي قد تتجاوز الـ ٢١ وترا، وأيضا لا أعرف شيئا عندنا، يماثل أصول الكورا وروافدها الغربي (سودانية) الأخرى كالدونزو انقوني (واسولو انقوني) الطقوسي، والكامالي انقوني (بصوت الباس/البيز انقوني)… وهي آلات شديدة الارتباط بالسلم السباعي أيضا كما الخماسي، وتصدر عن الثقافات في حدود مملكة غانا القديمة، أي التي جنوبي السونغاي كما أشرنا، ولكنك لن تستغرب أن ترى (الكورا) وهي تتناجى مع المقامات العربية والألحان السنباطية في عمل سمفوني مشترك سأجد لك مثلا عليه لو سخت اليوتيوب!
الشاهد: كل هذا التشابه في الآلات الموسيقية بينما تنطلق موسيقاهم إلى العالم وتتناغم مع الموسيقات الأخرى، فلا تزال موسيقانا تراوح في محليتها!! يحال للمتخصصين!! https://www.spotonmalimusic.org/instruments/https://www.spotonmalimusic.org/instruments/ رغم أن أسماء كثل الزعيمة خيرة عربي وفرقة تارتيت يقدمون للعالم موسيقاهم (مثل التاكامبا الصنعانية الطوارقية) في أصالتها وبطرقها التقليدية إلا قليلا من تجديد، لكن هاكم اسمعوا هذا (الوتر) من (أوتار التاكامبا) وكيف أخذه حبيب كويتا مآخذا موسيقية لا تصدّق..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة